فضاءات سيدي العايدي

سيدي العايدي

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
rachid.hilal
مسجــل منــــذ: 2011-08-10
مجموع النقط: 137.1
إعلانات


السيرة النبوية 3

هذه كلمة مقتضبة عن بلاد العرب التي عرفت بعثة الرسول الكريم وذلك لتقريب القارئ العزيز من هذه المنطقة التي دخلت التاريخ من أبوابه الواسعة بظهو محمد عليه الصلاة والسلام فوق أرضها وتحولت بذلك من قبائل وبطون متنافرة إلى أعظم أمة أخرجت للناس . وبلاد العرب هي شبه جزيرة في الطرف الجنوبي الغربي لقارة آسيا يحدها شمالا الشام وفلسطين والجزيرة العربية وجنوبا خليج عدن والمحيط الهندي وشرقا خليج عمان والخليج الفارسي وغربا خليج ومضيق باب المندب والبحر الأحمر وترعة السويس ويبلغ مجموع مساحة شبه جزيرة العرب مليون ميل مربع وأعظم طول لها 1400 ميل من العقبة إلى عدن . وبلاد العرب عبارة عن هضبة تنحدر نحو الشرق وجوها حار جدا وتوجد بها عدة مناطق أشهرها اليمن والحجازوتهامة ونجد واليمامة وبلاد البحرين وتنقسم بلاد اليمن بدورها إلى خمسة أقسام ، حضرموت وشحر ومهرة وعمان ونجران ويقال أن تسمية حضر موت بهذا الاسم هو أن حضرموت بن قحطان كان أول من نزلها وكان اسمه عامرا وإذا حضر حربا أكثر فيها القتل فصاروا يقولون عنه حضر موت فأطلق هذا الاسم على الأرض التي كانت تسكنها قبيلته ويقال أن بها قبر هود عليه السلام ويقال أن اليمن سمي بذلك لوقوعه عن يمين الكعبة إذا استقبلت المشرق ومن أشهر مدن اليمن كما هو معلوم اليوم صنعاء وهي عاصمة ملوك اليمن وبقربها معادن للفحم الحجري لم تستغل لحد الآن لعوامل سياسية وأخرى اقتصادية واستراتيجية جعلت من اليمن دولة مهمشة في الخليج العربي ولا تعتبر عضوا في مجلس دول التعاون الخليجي نظرا لتضارب المصالح وعدم اتفاق العرب كالعادة وتدخل قوى أخرى خارجية لتبقى اليمن معزولة سياسيا واقتصاديا ولعل الأحداث الأخيرة في اليمن في إطار الربيع العربي خير دليل على ذلك يعاني شعبها من الدكتاتورية التي مارسها علي عبد الله صالح منذ سنين كما يعاني من التهميش وانعدام الرغبة لدى المجتمع الدولي والعربي في مساعدة اليمن للنهوض اقتصاديا لعوامل سياسية كما أسلفت سابقا رغم أن شعب اليمن قد أنجب امرأة مقاومة من طينة توكل كرمان التي حازت على جائزة نوبل للسلام وذلك من أجل جهودها في الأعمال الجمعوية للنهوض بالمرأة اليمنية وهو اعتراف بسيط بتاريخ المرأة اليمنية في الكفاح واعتراف بتاريخ اليمن الضاربة جذوره في القدم، ومن أشهر مدن اليمن مدينة مأرب المسماة سبأ نسبة لعبد شمس الملقب بسبأ ، بنى هناك سدا عظيما وساق إليه السيول من مكان بعيد وشيد جزء ا كبيرا من المدينة على السد المذكور وفي بعض السنين تراكمت الأمتار فدمرت السد وهلك خلق كثير وقد ذكرت هذه الواقعة في القرآن الكريم وهي معروفة بقصة سيل العرم . وأما بلاد الحجاز واقعة في شمال اليمن شرق البحر الأحمر وتمتد إلى خليج العقبة وسمي حجازا لوقوعه بين نجد وتهامة ، وأشهر بلاد الحجاز مكة المسماة قديما عند علماء الاغريق ماكورابا، والمدينة المنورة التي كانت تسمى يثرب وبها كما هو معلوم قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وفي شماليها جبل أحد الذي وقعت فيه المعركة الشهيرة أحد وانهزم فيها المسلمون هزيمة تاريخية على يد كفار قريش وزعيمهم خالد بن الوليد قبل اسلامه وقد تعلم المسلمون درسا تاريخيا من هذه المعركة ومفاده أن الفشل أمر وارد في هذه الحياة لكن بالعزيمة والارادة يستطيع الانسان أن يحول فشله إلى نجاح باهر وذلك بنقد الذات أولا والوقوف عند الأخطاء والهفوات وإذا أصلح الفرد حاله صلح حال الأمة ، وبعد هذه المعركة لم ينهزم المسلمون قط حتى وفاة الرسول الكريم وصار على دربه خلفاءه الأربعة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وكذلك كبار الصحابة فنشروا رسالة الاسلام في كل بقاع الأرض . أما اليوم فإن فشل الأمة العربية والاسلامية سياسيا واقتصاديا راجع بالأساس إلى الصراعات والتطاحنات والعصبية القبلية التي حاربها الاسلام ومازالت حاضرة في ثقافة العرب والمسلمين أضف إلى ذلك نظرية المؤامرة التي وصلت إلى ذروتها في الربيع العربي .ويقال للمدينة المنورة كذلك طيبة ، والطائف بلدة خصبة طيبة المناخ كثيرة البساتين والعيون والجداول واقعة شرق مكة وكذلك خيبر وهي واقعة بالشمال الشرقي من المدينة على طريق قوافل الشام وبها سبعة حصون مشهورة عند العرب وهي ، ناعم والقموص وحصن أبي الحقيق وحصن الشق وحصن النطاط وحصن السلام وحصن الوطيح وحصن الكتيبة . وأما تهامة فهي على ساحل البحر الأحمر بين اليمن جنوبا والحجاز شمالا وسميت تهامة لشدة حرها وركود ريحها وأما نجد جنوبي الشام وغربي العراق وشرقي الحجاز وشمالي اليمامة وأراضيها خصبة وعاصمتها مدينة الرياض وكانت في ما مضى مركزا للوهابيين وهدمها ابراهيم باشا وأشهر مدن نجد أبانا وهي التي ولد فيها محمد بن عبد الوهاب شيخ مذهب الوهابية . وأما اليمامة فتوجد بين نجد واليمن ومن مدنها اليمامة وكانت مدينة عظيمة ذات مياه ونخل وهي مدينة مسيلمة الكذاب ومدينة زرقاء اليمامة وهي امرأة خارقة البصر ترى الأعداء من مسافات بعيدة وقصتها مشهورة في كتب التاريخ والأدب . ومن أشهر ثغور بلاد العرب عدن وهي على الساحل الجنوبي من بلاد العرب ومن الثغور الشهيرة على البحر الأحمر والمركز الأصلي لتجارة اليمن .والعرب أقدم الأمم بعد طوفان نوح عليه السلام وتنسب إلى يقطان أو قحطان وامتازوا في غابر عهودهم بالقوة والشجاعة وليس كما يعيشون اليوم من خنوع وتبعية للعالم الغربي وبيعهم لمبادئهم في سبيل مجد زائف ومقابل استمرارهم في كراسي الحكم تحالفوا مع الشيطان واستعبدوا بني جلدتهم عن طريق الأنظمة الدكتاتورية التي بدأت آخر أوراقها تتساقط مع ظهور ثورات الربيع الديموقراطي وقد قسم المؤرخون العرب إلى ثلاثة أقسام بائدة وعاربة ومستعربة ، أما البائدة فهم العرب الأولون الذين ذهبت عنا تفاصيل أخبارهم لقدم عهدهم وانقطاع آثارهم كعاد وثمود وطسم وجديس وجرهم الأولى وكانت مواطن عاد بأحقاف الرمل بين اليمن وعمان إلى حضرموت والشحر ولما عبدوا الأصنام أبادهم الله وأما ثمود فكانت ديارهم بالحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام وكانوا ينحتون بيوتهم في الجبال وكانوا أهل قوة وكفر وأهلكهم الله وقد وردت أخبار كثيرة عنهم في القرآن الكريم .وأما جديس فكانت ديارهم في اليمامة وأما جرهم الأولى كانت مساكنهم باليمن وكانوا يتكلمون العبرانية وقد عاشوا في عهد عاد واندثروا من الأرض ، وأما جرهم الثانية فهم من ولد قحطان وبهم اتصل اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام وكانت ديار بني قحطان بالحجاز ولما أسكن ابراهيم الخليل ابنه اسماعيل في مكة نشأ بينهم وتزوج منهم وصار يطلق على أولاده العرب المستعربة لأن أصل اسماعيل ولسانه كان عبرانيا ولذلك قيل له ولوالده عرب وأما العرب العاربة فهم بنو سبأ واسم سبأ عبد شمس كما أسلفنا سابقا وقد ورد ذكر أهل سبأ وملكة سبأ بلقيس في القرآن الكريم وأنهم كانوا قوما يعبدون الشمس من دون الواحد القهار وقصة نبي الله سليمان وملكة سبأ مشهورة في هذا الباب . أما من حيث المعتقد في الجاهلية فكانت العرب أصنافا فصنف أنكروا الخالق والبعث كما أخبر الله عنهم في كتابه العزيز ،، وقالوا ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيى ومايهلكنا إلا الدهر ،، وصنف اعترفوا بوجود الخالق وأنكروا البعث وجاء ذلك في قوله تعالى ،، أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ،، وصنف عبدوا الأصنام وكانت أصنامهم مختصة بالقبائل فكان الصنم ود لكلب وهو بدومة الجندل وسواع لهذيل ويغوت ويعوق لقبائل اليمن ونسر لذي الكلاع بأرض حمير ويعوق لهمدان واللات لثقيف بالطائف والعزى لقريش وبني كنانة ومناة للأوس والخزرج وهبل أعظم أصنامهم وكان على ظهر الكعبة وإساف ونائلة بين الصفا والمروة وكان منهم من يعتنق اليهودية ومن يعتنق النصرانية ومنهم من الصابئة وكان منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الجن وكانت علومهم علم الأنساب والأنواء والتواريخ وتعبير الرؤيا وكانت الجاهلية تفعل أشياء جاءت الشريعة الاسلامية بها فكانوا لاينكحون الأمهات والبنات وكان أقبح شيئ عندهم الجمع بين الأختين رغم أن هذه الظاهرة كانت شائعة في قبائل أخرى وحرمها القرآن الكريم وكانوا يعيبون المتزوج بامرأة أخيه ويسمونه الضيزن وكانوا يحجون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون ويسعون ويرمون الحجارة كما كانوا يغتسلون من الجنابة لكن كل ذلك لا يخلو من طقوس جاهلية . وأما ملوك التبابعة هم بنو حمير وقيل لهم تبابعة لأنهم يتبع بعضهم بعضا كلما هلك واحد منهم قام آخرولا يسمى الملك منهم تبع حتى يملك اليمن والشحر وحضرموت وقد ورد ذكر كلمة تبع في القرآن الكريم . ولم تزل تتوالى الملوك على حمير حتى صار الملك إلى ذي نواس سنة 480 واسمه زرعة ولما تغلب أخضع ملك آبائه التبابعة سمى نفسه يوسف وتعصب لدين اليهودية وصنع اخدودا وأضرم فيه نارا حامية وأحرق كل من لم يتهود فسمي بصاحب الأخدود وسميت القصة في القرآن الكريم بأصحاب الأخدود وهذه نبذة عن أخبار العرب قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا كان العرب في الجاهلية قد تفرقوا في عبادتهم للأصنام حسب القبائل فيبدو أن تلك عادتهم قد ورثوها منذ القدم وذلك هو حالهم اليوم حيث منهم من يتبع المعسكر الشرقي ومنهم من يتبع المعسكر الغربي ومنهم من يتبع أحزابا مختلفة ويؤمن باديولوجيات متعددة ولم يجتمعوا يوما على كلمة واحدة فتنازعوا فيما بينهم وذهبت ريحهم وتخلفوا في وقت تقدمت فيه أمم أخرى

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة