فضاءات الأوسط قمولا

الأوسط قمولا

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصر بكر
مسجــل منــــذ: 2012-06-14
مجموع النقط: 9.85
إعلانات


شاعر الزهد والحكمة (أبو العتاهية)

شاعرُ الزُّهد والحكمة : أبو العَتاهِية
**أبو العَتاهِيَة(رحمهُ اللهُ)**
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، أبو العتاهية ، ولد حوالي عام 130هـ - 747 م ونشأ قرب الكوفة وقيل في عين التمر، وسكن بغداد ، شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره، لشعره ديباجة، حتى قيل أنَّ أبا العتاهية أشعرُ أهل هذا العصر. واتصل بالخلفاء العباسيين وعلت مكانته عندهم ، وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضروه إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، توفي في بغداد عام 211هـ - 826 م . وقال أبو العبَّاس المبرد وغيره ؛ كان أبو العتاهية يتمثَّل الأمثالَ والحِكم القديمة، والحديث المأثور، وأدب الإسلام في شعره.
ومن شعر أبي العتاهية قوله:
سكنٌ يبقى لهـــا ســكَنُ *** ما بهذا يؤذِنُ الزَّمـنُ
نحنُ في دارٍ يُخــــــبِّرنا ***عن بَلاها ناطـقٌ لَسِنُ
دارُ ســـوءٍ لم يَدُم فرحٌ *** لامرئٍ فيها ولا حزَنُ
في سـبيل الله أنفُسُـــنا *** كلُّنا بالمـــوتِ مُرتَهَنُ
كلُّ نفـــسٍ عند مِيتَتِها *** حظُّها مِن مالِها الكَفَنُ
إنَّ مالَ المـرء ليس له *** منهُ إلا ذِكـــرُه الحسَنُ
ويقول أبو العتاهية في مدح الخليفة العباسي هارون الرشيد :
وهارونُ ماءُ المُزنِ يُشفى به الصَّدى*** إذا ما الصَّدِي بالرِّيقِ غصَّتْ حناجرُهْ
وأوســـــــــــــــطُ عِزٍّ في قُريشٍ لَبيتُهُ *** وأوَّل عزٍّ في قريشٍ وآخــــــــــــــرُهْ
وزحفٍ له تَحكي البُروقَ سيــــــوفُه *** وتَحكي الرُّعودَ القاصِفاتِ حـــــوافرُهْ
إذا حمِيَتْ شمسُ النَّهــــارِ تضاحكتْ *** إلى الشمسِ فيه بيضُهُ ومغـــــــــافِرُهْ
إذا ذُكر الإســـــــــــــــلامُ يومًا بنكبةٍ *** فهــــــــــارونُ مِن بين البريَّةِ ناصرُهْ
ومَن ذا يفوتُ الموتَ والموتُ مُدركٌ *** كذا لم يَفُتْ هـــــــــــارونَ ضدٌّ ينافرُهْ
كتب أبو العتاهية إلى هارون الرَّشيد عندما أصابته الحُمَّى :
لو علمَ النَّاسُ كيف أنتَ لــهم *** مـــاتَ إذا ما ألِمتَ أجمعُهمْ
خليفـــــةَ الله أنتَ ترجُحُ بالنَّا *** سِ إذا مــا وُزنتَ أنتَ وهُمْ
قد علِمَ الناسُ أنَّ وجهَكَ يَسْـ *** ـتَغْنِي إذا مــــا رآهُ مُعدِمُهمْ
وقال أيضاً :
قطعتُ منكِ حبائلَ الآمــــــــــــالِ *** وحطَطتُ عن ظهرِ المطيِّ رحالي ِ
ووجدتُ بَرد اليأسِ بين جوانحي *** فأرحتُ نفسي من عُرى الترحـال ِ
قستُ السُّؤالَ فكان أعظــــمَ قيمةً *** مِن كلِّ عارفةٍ أتتْ بســـــــــــؤال ِ
فإذا ابتُليتَ ببذلِ وجهِكَ ســـــائلاً *** فابذُلهُ للمُتكرِّمِ المِفضــــــــــــــال ِ
وإذا خشــــــــــيتَ تَعَذُّرًا في بلدةٍ *** فاشدُدْ يدَيكَ بعاجِـــــــــلِ الترحال ِ
واصبِرْ على نكدِ الزَّمـــــانِ فإنَّما *** فرجُ الشَّدائدِ مثلُ حـــــــــلِّ عِقال ِ
والآن أبصرتُ السَّبيلَ إلى الهدى*** وتفرَّغتْ هِمَمي عـن الأشــــــغـال ِ
ولقـد أقـام لي المَشــــــيبُ نُعاتَـه *** يُفضي إلـيَّ بِمفــــــــــــرِقٍ وقَـذال ِ
والليلُ يذهـب والنهـــــار تعـاورًا *** بالخَلقِ في الإدبــــــــــار والإقبـال ِ
وبحســــبِ مَـن تُنعَى إليـه نفسـهُ *** منـهُ بأيـــــــــــــــــامٍ خـلتْ وليـال ِ
يبلى الجـــديـدُ وأنـتَ في تجديـده *** وجميعُ ما جـــــــــــدَّدتَ منه فَبـَالِِ ِ
ويئســتُ أن أبقى لشيءٍ نلتُ ممـا *** فيكِ يـــــا دُنيــــــــا وأن يبقى لـي
فوجــدتُ بَردَ اليأسِ بين جوانحـي *** وأرحـــــتُ من حَلِّي ومن ترحالي
فالآن يا دُنيــــــــا عرفتُكِ فاذهبـي *** يـا دارَ كـلِّ تشــــــــــــــتُّتٍ وزوال ِ
وقال أبو العَتاهِيَة :
بكيْتُ على الشّبــــابِ بدمعِ عيني *** فلـــــم يُغنِ البُكــــــاءُ ولا النّحيبُ
فَيا أسَفــــاً أسِفْتُ على شَبــــــابٍ *** نَعاهُ الشّـــــيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضـــاً *** كمَا يَعرَى منَ الــــــوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبـــــــابَ يَعُودُ يَـــوْماً *** فأُخبرَهُ بمَـــــا فَعَـــــــــلَ المَشـيبُ
وقال أبو العَتاهِيَة :
عليكُمْ ســــــــلاَمُ اللهِ إنِّي مُوَّدعُ ** وعيْنَايَ منْ مضِّ التَّفَــــــــرُّقِ تَدْمَعُ
فإنْ نحنُ عِشْنَا يجمَــعُ اللهُ بيننَا ** وَإنْ نحنُ مُتْنَا ، فالِقيــــــــامَةُ تَجمَعُ
ألمْ تَرَ رَيْبَ الدّهْـرِ في كلّ ساعةٍ ** لَهُ عــــــــــــــارضُ فيهِ المنيَّةُ تَلْمَعُ
أيَا بَانِيَ الدُّنْيَــــــــا لِغيْرِكَ تََبْتَنِي ** ويَا جامِعَ الدُّنيَـــــــــــا لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ
أَرَى المرْءَ وثَّاباً عَلَى كُلِّ فُرْصَةٍ ** وللمَرْءِ يَوْماً لاَ مَحَــــــــالَةَ مَصْرَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُ المُـــلكَ غَيْرُهُ ** مَتَى تَنْقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيسَ يَشْبَعُ
أيُّ امرئ ٍ فِي غَايَةٍ لَيْسَ نَفْسُـهُ ** إلى غايَةٍ أُخرَى ســـــــــــواها تَطَلَّعُ
وقال أبو العَتاهِيَة :
لمْ يزلِ القانِعُـــــــــــونَ أشرفَنَا *** يَا حبذَا القَانِعُـــــــــونَ مَا قَنِعُوا
للمَرْءِ في كُلّ طَـــــــرْفَةٍ حَـدَثٌ *** يذهِبُ منْهُ مَـــــــــا ليْسَ يُرْتَجَعُ
مَنْ ضاقَ بالصّـبرِ عَنْ مُصِيبَتِهِ *** ضاقَ ولمْ يَتَّسِـــــــعْ لَهَا الْجَزَعُ
الشَّمْسُ تَنْعَـــاكَ حينَ تغْرَبُ لَوْ *** تَدْرِي وتنعـــــــــــاكَ حِينَ تَطَّلِعُ
حَتَّى متَى أنْتَ لاعِــــــــبٌ أشِرٌ *** حَتَّى متَى أنْتَ بالصِّبَـــــــــا وَلِعُ
إنَّ المُلوكَ الأُوَلَى مضَــوْا سَلَفاً *** بادوا جَميعاً وَمـا بــادَ ما جَمَعُوا
يَا ليْتَ شعرِي عَنِ الذّينَ مَضَوْا *** قَبْلي إلى التُّرْبِ ما الذي صَنَعُوا
بُؤْســـــــــاً لَهُمْ أيَّ منزلٍ نَزَلُوا *** بُؤســـــــــاً لهُمْ أيّ مَوْقعٍ وَقَعُوا
الحَمْدُ للْهِ كُلُّ مَنْ ســــــــكَنَ الدُّ *** نيَــــــــا فَعَنْهَا بالمــــوْتِ ينقَطِعُ
وقال أبو العَتاهِيَة :
إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْـــــــــتَمِعْ *** ودَعِ الرُّكونَ إلى الحيــــاة ِ فتنتفِعْ
لوْ كانَ عُمْرُكَ ألفَ حَــــــــوْلٍ كاملٍ *** لمْ تَذْهَـــــــــــبِ الأيّامُ حتى تَنقَطِعْ
إنّ المَنِيّة َ لا تَـــــــــــــــــزالُ مُلِحّة ً*** حَتَّى تُشَتِّتَ كُلَّ أمْـــــــــــرٍ مُجْتَمِعْ
فاجْعَلْ لِنَفْسِكَ عُدّة ً لِلقَـــــــــاءِ مَنْ *** لَوْ قَدْ أَتَاكَ رسُــــــــــولُهُ لَمْ تمتَنِعْ
شُغِلَ الخَلائِقُ بالحَيــــاة ِ، وَأغفَلُوا *** زَمَناً، حَوادِثُهُ عَلَيْــــــــــهِمْ تَقْتَرِعْ
ذَهَبَتْ بنا الدّنْيـــــــــــا فكَيفَ تَغُرّنَا *** أمْ كيفَ تَخدَعُ مَن تَشـــاءُ فينخدِعْ
وَالمَرْءُ يُوطِنُها، ويَعْلَـــــــــــــمُ أنّهُ *** عَنْهَا إلى وَطَنٍ سِـــــــواهَا منْقَلِعْ
لَمْ تُقْبِلِ الدُّنيــــــــــــا عَلَى أحدٍ بِزيـ *** ـنتَِها فَمَلَّ منَ الحيَـــــاة ِ ولاَ شَبِعْ
يا أيّها المَـرْءُ المُضَيِّــــــــــــعُ دينَهُ *** إحرازُ دينِكَ خَــــيرُ شيءٍ تَصْطَنِعْ
والله أرحَــــــــــــمُ بالفتى من نَفسِهِ *** فَاعْمَــــــلْ فَمَا كلفْتَ مَا لا تستطِعْ
وَالحَقُّ أفضَـلُ ما قَصَدْتَ سَبيـــــلَهُ *** وَاللّهُ أكْــــــــرَمُ مَنْ تَزُورُ وتَنْتَجِعْ
فامْهَدْ لنَفسِــكَ صالحـــــاً تُجزَى بهِ *** وانْظُرْ لِنَفْسِـــــــــــكَ أيَّ أمْرٍ تتَّبِعُ
وَاجعَلْ صَديقَـــكَ مَن وَفى لصَديقِهِ *** وَاجعلْ رَفيقَكَ حينَ تسقُطُ منصرِعْ
وامْنَعْ فؤَادَكَ أنْ يميــلَ بكَ الهــوَى *** وَاشدُدْ يَديكَ بحَبـــلِ دينِكَ وَالوَرَعْ
واعْلَــمْ بأنَّ جَميــــــــــــعَ مَا قَدَّمْتَهُ *** عندَ الإلهِ، مُوَفَّــــــــرٌ لكَ لم يَضِعْ
طُـوبَى لمَنْ رُزِقَ القُنُــوعَ، ولَم يُرِدْ *** ما كان في يَدِ غَيرِهِ، فيُرَى ضرَعْ
وَلئِنْ طَمِــــعتَ لَتُصــرَعنّ، فلا تكُنْ *** طَمِعـاً، فإنّ الحُــــــرّ عَبدٌ ما طَمِعْ
إنَّا لنلْقَى الْمَــــــــرءَ تشــرَهُ نَفْسُـهُ *** فيضِيق عَنْـهُ كُلُّ أمْـــــــــرٍ متَّسِعُ
وَالمَرْءُ يَمْنَــــــعُ مـا لَدَيْهِ، ويَبْتَغي *** ما عندَ صاحـبِهِ، وَيَغْضَبُ إن مُنعْ
ما ضَـرَّ مَنْ جَعَلَ التّرابَ فِراشَـــــهُ *** ألاّ يَنَـــامَ على الحَـــــــريرِ إذا قَنِعْ
(أبو جمال)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مختارات من ديوان أبي العتاهية

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة