فضاءات الأوسط قمولا

الأوسط قمولا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصر بكر
مسجــل منــــذ: 2012-06-14
مجموع النقط: 9.85
إعلانات


اعرف تاريخك فأنت ابن الإسلام العظيم(4)

الحالة السياسية والاجتماعية والدينية قبيل الفتح الإسلامي لمصر
لمعرفة ما كانت عليه أحوال مصر في تلك الحقبة من التاريخ نستأنس بموقف أباء يعقوب (عليهم السلام) كما ورد ذكره في كتاب الله ، في أحسن القصص قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) فعندما أخذ يوسف منهم أخاه كان عليهم إبلاغ الخبر لأبيه يعقوب (عليه السلام) مع الدليل على صدقهم وهو مَنْ شهد الواقعة من أصحاب المكان (أهل مصر) ورجال كنعان المرافقون لهم في القافلة العائدة من مصر(العير) قال تعالى : "ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين. واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون". (يوسف: ??-81) أي فإن هذا الذي أخبرناك به من أخذهم أخانا لأنه سرق أمر اشتهر بمصر وعلمته القافلة التي كنا نحن وهم هناك في مصر ، وبلغة العصر أن من ذكروهم لأبيهم هم شهود العيان ؛ وهذا يدلنا على أنه لابد في معرفة أخبار تلك الفترة من تاريخ مصر أن نطلع على المصادر المعاصرة للأحداث وكتابات من نقل عن تلك المصادر وليس من مؤرخين متأخرين بفترات زمنية بعيدة وسجلوا تاريخهم استنتاجاً ورأياً يتبع هوى ، وقد حقق المؤرخون المسلمون إنجازات عظيمة في هذا المضمار فجمعوا المصادر والشواهد والآثار التي تحكي تاريخ الأمم السابقة وصاغوها واضحة جلية ، ولهم في ذلك فنون نادرة ، وأصبح علم التاريخ على أيديهم علماً راسخاً متواتراً للأجيال عبر الأزمان ، فالواجب على المسلم أن يفخر بعظمة هؤلاء الرجال ، يضاف إليهم أيضاً معاصريهم من أصحاب العلم والدراية بهذا الفن من الأمم السابقة الذين يدينون بغير الإسلام ولكن ثقافتهم إسلامية أي عاشوا وتربوا بين المسلمين ونهلوا من معين متعددة روافده ليصب في بحر الحضارة الإنسانية ؛ تقول لجنة التاريخ القبطي بالكنيسة الأرثوذكسية :
" بنيامين البابا الثامن والثلاثون " ( 625-664م ) : في عهده استرد هرقل ملك الروم مصر من الفرس , وأقام قِبَلِه عاملاً يونانيًا للخراج ( أي لجمع الضرائب ) اسمه جريج بن مينا وجعله فوق ذلك بطريركًا ملكيًا , وهو الملقب بالمقوقس . وكان هرقل قد أقام أساقفة خلقدونيين ( ملكيين ) لسائر إيبارشيات مصر . فاختفى البابا بنيامين هو والأساقفة الأرثوذكسيون ودام هذا الاختفاء ثلاث عشرة سنة حاق في خلالها البلاء بأهل البلاد , إذ اضطهدهم الأساقفة الملكيون بغية إكراههم على اتباع عقيدة الطبيعتين , وقد اتبعها بعضهم فعلاً . وفي هذه الأثناء فتح العرب مصر على يد عمرو بن العاص . فكتب عمرو عهدًا بالأمان نشره في أنحاء مصر يدعو فيه البابا بنيامين إلى العودة إلى مقر كرسيه ويؤمِّنه على حياته , فظهر البابا وذهب إلى عمرو , فاحتفى به وردَّه إلى مركزه عزيز الجانب موفور الكرامة .
شخصية المقوقس:
المُقَوْقِسُ - مُقَوْقِسُ : المُقَوْقِسُ : لقب حاكم مصر والإسكندرية قبَيْل الإسلام.
ولغوياً المُقَوْقِسُ هو طائرٌ مطوَّق طوقًاً سواده في بياض كالحمام (المعجم الوسيط).
وكلمة (المقوقس) ذاتها بدون فرضيات أو اشتقاقات لغوية بهذا اللفظ لقب يطلق على كل من كان يحكم مصر من قبل الروم ؛ كما هو الحال عند نصارى الحبشة في تلك الحقبة فإن عظيم الحبشة وملكها يطلق عليه لقب "النجاشي".
نجد أن كلمة كنيسة باليونانية الحديثة تعنى (إكليسيا)، وهى نفسها باللغة القبطية مع اختلاف طريقة الكتابة، و اشتقت منها كلمة كنيسة فى اللغة الفرنسية église (إجليز / إقليس). ويضاف لها أداة التعريف Le فتصبح الكلمة église Le (لاإقليس) أي القليس وعند العرب قبل الإسلام ورد لفظ القليس ، وقريب منه في باقي اللغات الأوروبية القديمة والحديثة...
أليست القليس : هي ما أطلقه العرب على بناء أبرهة الحبشي في اليمن بعدما أراد هدم الكعبة عام الفيل فأهلكه اللهُ تعالى هو وجنوده وورد ذكر الحادثة في قوله تعالى :
"ألم ترَ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم يجعل كيدهم في تضليل . وأرسل عليهم طيراً أبابيل . ترميهم بحجارة من سجيل . فجعلهم كعصف مأكول"(سورة : الفيل) .
والقصة مشهورة في الحضارة القديمة للعرب ، ومعناه أن العرب كانوا يستخدمون اللفظ بعينه إن اشتهر النطق به بين الأمم المجاورة وتُعَرَّب حروفه فقط ويبقى لفظه الصوتي أقرب إلى أصله ؛ وهذه الحالة تنطبق على كلمة المقوقس التي ثار حولها الجدل من أين أتى بها العرب؟ ولا يضرنا إن جهل غيرنا وعلمنا أن كتاب رسولنا الكريم(r) ورد فيه هذا اللفظ موجهاً إلى من هذه صفته ومنصبه ونعته بأنه عظيم القبط ؛ فهذه تتعلق بإيماننا نحن فمن أراد العلم فعليه تبعة البحث أو يؤمن بالمسلمات... فلم تكن كلمه "المقوقس" اسماً لرجل، إنما كانت لقباً أو مسمى لوظيفة، فهي كلمة يونانية معناها المفخم أو المبجل، كما نقول اليوم: صاحب الجلالة أو السمو، أو عظمة السلطان أو فخامة الوالي أو نيافة البابا. وقد ظهر هذا اللفظ أول ما ظهر في تاريخنا في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ، ثم عاد إلى الظهور مرة أخرى في أحداث فتح مصر. فإنه لم يكن مقوقساً واحداً، إنما أكثر من واحد: أولهم الذي عرفه العرب كان معاصراً لبعثة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والذى وجه إليه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كتابه المعروف فهو المقوقس جريح بن مينا ، تولى حكم مصر الدينى والسياسي بعد ارجاع مصر للروم من الفرس بين سنة 621م وسنة 622م ، وكان اسمه جورج، أو جريج بن مينا أو كما قال عنه بعض الرواة المسلمون: جريج بن قرقب الرومي ، فكان هو الحاكم الرومي من قِبَلِ القسطنطينية، وكانت رسالة النبي r إليه فى عام 7هـ سنة 627 م تدعوه إلى الإسلام، وبالرغم من أنه لم يسلم لكنه أجاب جواباً جميلاً ، وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الهدايا. قال الواقدي: كتب إليه رسول الله r: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم القبط (يا أهل الكتب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون) وختم الكتاب.
فخرج به حاطب حتى قدم عليه الإسكندرية، فانتهى إلى حاجبه، فلم يلبث أن أوصل إليه كتاب رسول الله ، وقال حاطب للمقوقس لما لقيه :" إنه قد كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى[يقصد فرعون] (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) فانتقم به، ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك، ولا يعتبر بك غيرك" قال: هات[أي أكمل] ؛ قال: "إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه وهو الإسلام الكافي به الله فقد ما سواه، إن هذا النبيr دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمدr، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، وكل نبي أدرك قوماً فهم من أمته، فالحق عليهم أن يطيعوه، فأنت ممن أدرك هذا النبي، ولسنا ننهاك عن دين المسيح، ولكنا نأمرك به" . فقال المقوقس: إني قد نظرت في أمر هذا النبي، فرأيته لا يأمر بمزهود فيه، ولا ينهى عن مرغوب عنه، ولم أجده بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آلة النبوة من إخراج الخبء، والإخبار بالنجوى، ووصف لحاطب أشياء من صفة النبي r، وقال: القبط لا يطاوعونني في اتباعه، ولا أحب أن تعلم بمحاورتي إياك، وأنا أضن بملكي أن أفارقه، وسيظهر على بلادي وينزل بساحتي هذه أصحابه من بعده، فارجع إلى صاحبك. وأخذ كتاب النبي فجعله في حُقْ من عاج، وختم عليه، ودفعه إلى جارية له، ثم دعا كاتباً له يكتب العربية، فكتب رده : " لمحمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط ، سلام عليك، أما بعد: فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعوا إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها، والسلام عليك، ولم يزد.
والجاريتان: مارية وسيرين. ، قال حاطب: فذكرت قوله لرسول الله ، فقال: «ضن الخبيث بملكه، ولا بقاء لملكه».
والمقوقس حاكم مصر قد جمعت له السلطتان الدينية والسياسية فمن البديهي أن يكون نصرانياً ومن أهم الشخصيات ومن أكبر علماء الدين المسيحي ؛ بل عظيم نصارى مصر حتى وإن كان رومياً أو من أي بلاد الإمبراطورية الرومانية يعينه الإمبراطور ؛ فتكون له سلطات الملك على بلاده إلا أنه حكماً كنسياً في عامة الأمور الدينية والاجتماعية والسياسة الداخلية لمصر ماعدا الناحية العسكرية والسياسة الخارجية فهذه من شأن الإمبراطور الروماني وقواد جيوش الإمبراطورية ؛ فليس له صلاحيات إعلان حرب أو عقد هدنة أو معاهدات سياسية أو عسكرية بدون أمر الإمبراطور . وبقي حاكماً على مصر إلى وفاته سنة 631م .
أما المقوقس الثاني الذي كان يحكم مصر عند الفتح الإسلامي فقد ذكرته المصادر العربية باسم "كيرس"، وكتبها بعضهم "قيرس" ، أو كما تنطق سيروس Cyrus وهو اسم مازال معروفاً عند اليونانيين وغيرهم، وكان هو الحاكم الرومي من قبل هرقل على ولاية مصر والبعض ذهب إلى أنه كان مصريا قبطياً، واستند إلى رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إليه التي استهلها بعبارة: "من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط"، فقيل أنه كان من القبط، ولكن في روايات مختلفة أنه كان من الروم، وفى أوضاع مصر السياسية وأنها تابعة للروم بالاحتلال حينذاك يكون عظيم القبط من الروم. ، كما كان البطرك الملكاني لكنيسة الإسكندرية، في يده السلطتان.حيث كانت الكنيسة بعد مجمع خلقيدونية عام 451م قد انشقت إلى كنيستين: الكنيسة الأرثوذوكسية في الإسكندرية، وتقول بأن للمسيح إرادة واحدة وطبيعة واحدة إلهية، والكنيسة البيزنطية، تقول بأن للمسيح إرادة واحدة وطبيعتين. وأراد هرقل - كما أشرنا - التوفيق بين الكنيستين، وابتدع سرجيوس بطرك القسطنطينية بدعة جديدة بأن للمسيح إرادة واحدة وأن يمتنع الناس عن الخوض في طبيعته، وتبنى هرقل هذا المذهب، وقَبِلَه سيروس المطران فى مستهل عام 631م فولاه هرقل بطريركاً للإسكندرية، كما أسند إليه حكم مصر وجمع خراجها... فذكروا أن المقوقس في تلك الفترة هو البطريق قيرس الملكاني المذهب ، الرومى الأصل الذى كان فى بادئ أمره بطريقاً للإسكندرية ثم عين مديراً لإدارة الأموال المقررة ثم حاكماً عام على مصر وكان يتمتع بالحكم فى عهد الامبراطور (هرقل الأكبر) المتوفى سنة (21هـ /641م) بعد هزيمة جيوشه أمام المسلمين في موقعة اليرموك ومعارك الشام ورحيله من سوريا ثم تسليم مدينة بيت المقدس للخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وأثناء حصار جيش عمرو بن العاص (رضي الله عنه) لحصن بابليون مات هرقل ، وتولى حكم الروم الإمبراطور قسطنطين ( ابن الأميرة أودقية) الذى تولى الحكم ومات بعد مائة يوم من توليته ، فخلفه الإمبراطور هرقل الأصغر الذى تولى الحكم بعد وفاة أخيه لأمه المذكور بمشاركة أمة الإمبراطورة مارتينا التى كانت هي وابنها المذكور خاتمة من حكم مصر من ملوك الدولة الرومانية الشرقية 0ولكن الأنبا بنيامين تزعم القبط في رفض هذا المذهب الملكاني، وراح المقوقس يحارب القبط ومذهبهم ويضطهدهم لإجبارهم على مذهبه، حتى صار اسمه مفزعاً للقبط كريهاً لديهم، ويذكر المؤرخون أن القبط ولمدة عشر سنين كانوا يخيرون بين قبول مذهب خلقيدونية أو الجلْد أو الموت، ويقول بتلر في تاريخه : "علينا أن نبين هنا بياناً لا شك فيه أنه لم يكن في ذلك الوقت شيء اسمه القبط في ميدان النضال، ولم تكن منهم طائفة لها يد فيه، بل كان القبط إذ ذاك بمنحاة عنه، قد أذلهم قيرس وأرغم أنوفهم...". وتطور الحال فى مصر بعد عصر الفراعنة ...إلى دخول الإسكندر الأكبر مصر وفترات حكم خلفائه ونهاية العصر البطلمى واليوناني بانتحار كليوباترا السابعة و كيف ضعفت الدولة الإغريقية الوثنية ودخلت المسيحية مصر فى القرن الأول الميلادى على يد مار مرقس الرسول الذى عاصر انقسام الإمبراطورية الرومية الى الإمبراطورية الشرقية (البيزنطية) والإمبراطورية الغربية (الرومانية ) واشتداد الدولة البيزنطية واعترافها بالمسيحية أنها الدين الرسمى للإمبراطورية والمعتقدات التي نشرها مرقس الرسول هى أساس الكنيسة الأرثوذكسية والتى مازالت عاملة حتى وقتنا الحالى وكانت بداية كرازة مرقس الرسول في مصر, لأهل الإسكندرية ووجدهم على ديانات وثنية ومعتقدات فرعونية وفيهم اليونانيين الإغريق والرومان الوثنيين واليهود ولم يكن هناك معرفة بدين سماوي للمصريين غير اليهودية التي كان يدين بها أقوام من المصريين ؛ لأن نبي الله موسى ومعه أخاه هارون (عليهما السلام) أرسلهما الله بالديانة اليهودية إلى فرعون مصر وقومه وبني يعقوب (إسرائيل) المقيمين في مصر منذُ أن دخلها أجدادهم في زمن عزيز مصر نبي الله يوسف (عليه السلام )، وكذلك عاد إلى مصر بعض من اليهود بعد خروجهم منها مع نبي الله موسى (عليه السلام) فدخلوها وأقام بعضهم في الإسكندرية وبعضهم في باقي الأقاليم . وكانت مصر عند دخول ديانة المسيح (عليه السلام) إليها تحت حكم الرومان الذين استولوا عليها بنهاية الحكم البطلمي والإغريقي اليوناني. ويرجح أن أول بطريرك مصري هو ديمتريوس الكرام الذي اعتلي السدة المرقسية في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي. استمر بطاركة الكرسي المرقسي حتي الانشقاق الذي حدث في مجمع خلقيدونية الذي نتج عنه أن غالبية المصريين تبعوا إيمان البابا المرقسي , وغالبية اليونانيين تبعوا إيمان مجمع خلقيدونية وأصبح هناك اثنان من البطاركة, أحدهما قبطي يختاره المصريون والآخر ملكاني يعينه الإمبراطور جستنيان من اليونانيين أو المصريين أو من خارج مصر والي جانب وظيفته الدينية أعطاه الإمبراطور سلطات عسكرية لتنفيذ سياسته الدينية وما لبث أن أعطاه حق جمع الضرائب مباشرة لصيانة الكنائس ورعاية شعبها .وقد تداخلت الفتن والقلاقل التي حدثت بمصر بين الشعب القبطي والسلطة البيزنطية الحاكمة مع الفتن والمؤامرات والدسائس في البلاط الإمبراطوري بالقسطنطينية وأدت إلي فترات من المواجهة الشديدة وفترات من الهدوء النسبي في مصر ... والحال كذلك حتى استيلاء هرقل علي السلطة في الإمبراطورية وغزو الفرس لسورية وفلسطين وسقوط أورشليم في يدهم حيث حملوا الصليب المقدس وأخذوه إلي بلادهم, وفي سنة 619م استولى الفرس علي مصر بعد معركة الإسكندرية ولكن هرقل تمكن من استرداد أورشليم واستعاد الصليب المقدس وأعاده الي موضعه كما تمكن من استرداد مصر سنة 627 م وهكذا عادت مصر ثانية إلي الحكم البيزنطي وفي محاولة من هرقل لتوحيد العقيدة علي مستوي الإمبراطورية في سنة 638م أصدر مرسومه الذي أمر فيه بإرغام الجميع علي قبول مذهبه وكانت المقاومة الكبري له في الإسكندرية حيث رفض الأقباط أي حل بيزنطي لإتباع قرارات مجمع خلقيدونية... ولكون مصر ذات أهمية خاصة للإمبراطورية, حيث كانت مخزن غلالها, صمم هرقل علي فرض معتقده بأية وسيلة, وكانت خطوته الأولي هي تعيين قيرس بطريركاً علي الإسكندرية. وعينه أيضاً في منصب الحاكم الإمبراطوري لإقليم مصر وكان عليه أن يجعل الأقباط يقبلوا الإيمان الخلقيدوني بأية وسيلة ومنحه سلطات دينية وحربية ومالية وتنظيمية وقضائية واسعة. وقد كان قيرس هذا يتمتع بذكاء وولاء للإمبراطور. وصل قيرس إلي الإسكندرية سنة 631م وبدأ في تنفيذ خططه بلا هوادة وفي خلال عشر سنوات غدا من أكثر الولاة البيزنطيين المكروهين في تاريخ مصر, لقد استغل الدين واستخدم صولجان الحكم لمحاولة فرض صيغة الإيمان التي أقرها هرقل لفترة عشر سنوات حاول أثناءها إرغام الأقباط لقبول صيغة إيمان هرقل وقد وصف الأنبا بنيامين البطريرك القبطي مدة هذا الحاكم بأنها عشر سنين كان هرقل وقيرس يحكمان فيها مصر, وهرب الأنبا بنيامين من وجه هذا المقوقس. والأنبا بنيامين بطريرك الإسكندرية هو الذي رفض إتباع عقيدة الإمبراطور هرقل التي نادى بها بعد مؤتمر مجمع خلقيدونية فتم عزله وتعيين قيرس بطريركاً ملكياً وحاكماً لمصر أي أصبح هو المقوقس ، واختفى الأنبا بنيامين من الرومان لمدة 13 عاماً ؛ فلما تم فتح مصر والإسكندرية أعاده الفاتح العربي الصحابي عمرو بن العاص (t) بطريركاً على الإسكندرية ومصر وهو بطريرك الأقباط المرقسي الأرثوذوكسي ومات في أول سنة 662م أو 664م ، كما تذكر المصادر التاريخية أن قيرس مرض ومات في مارس سنة 642م. وفي تلك الأحوال التي تم عرضها كان الحدث الأهم في تاريخ مصر وهو الفتح الإسلامي لمصرفي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وبقيادة عمرو بن العاصt وأصحاب رسول اللهr (رضي الله عنهم أجمعين) .
وللحديث بقية .... يتبع (أبو جمال)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- جلال الدين السيوطي حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ، جـ1.
- الحافظ الذهبي ، سير أعلام النبلاء - (صحيح البخاري)
- فتح العرب لمصر، تأليف د. ألفريد بتلر، ترجمة محمد فريد أبو حديد
- خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ، لجنة التاريخ القبطي

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة