فضاءات برطباط الجبل

برطباط الجبل

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
كارم المصرى
مسجــل منــــذ: 2012-04-21
مجموع النقط: 5.6
إعلانات


المعلم وددوره فى المجتمع


من المواضيع المهمة التي يجب أن نركز عليها ويكون موضع اهتمام الجميع وخاصة الوالدين موضوع دور المعلم
وهب الله سبحانه وتعالى الانسان بالفطرة مجموعة من القوى والمواهب وبالتربية تكتمل حياته ويسير نحو الرقي والسمو ومن هنا يبرز دور المعلم الذي يقوم بتعليم الاطفال وتربية النشئ فالتربية من اعظم المناقب الانسانية لانها جاذبة لالطاف الرحمن فكل طفل يمكنه أن يكون سببا لانارة العالم او علة لظلمته لذا فانه يجب تعليمهم وتربيتهم ليترعرعوا كاللآلئ في احضان اصداف الهداية الربانية وليست ثمة خدمة للعتبة الالهية اعظم من هذا ، فالمعلمون خدام عتبة الرحمن لانهم قائمون على هذه الخدمة .
بصورة عامة فان مهمة المعلم ليست امرا سهلا و لهذا تعتبر خدمة عظيمة للاطفال وبالاحرى نستطيع ان نقول ان مهمة التربية تصبح على عاتق المعلم بعد المنزل عندما يبلغ الطفل سن الخامسة ، فالتربية امر عظيم وصعب في نفس الوقت لان المعلم هو الاداة الذي بها يمكن استخراج الجواهر والمعادن الموجودة بداخل كل طفل حيث ان كل انسان بمثابة منجم يحتوى على احجار كريمة ولكنها مكنونة داخله ومدفونة وبحاجة الى مَنْ يُخرجها ويصقلها هنا يأتي دور المعلم لان دوره ليس تعليم الحرف والعلوم الظاهرية فقط بل اذا دققنا جيدا في عمق المسألة نجد ان دور المعلم اكبر من ذلك بكثير فالصورة التي يجب أن يكون عليها المعلم هي كونه قدوة ومثال للاخلاق والكمالات الانسانية لكي يسترشد به الاطفال و يطيعونه ويحبونه ويحيا معهم حياتهم ويبادلهم حبا بحب واحتراما باحترام ويشعرون انه يعمل لصالحهم بحماس تام اذ عليه ان يكون طبيب الاخلاق كي يعالج الابناء من العلل والامراض الروحية قبل تعليمهم العلوم الظاهرية ، عليه ان يغرس في قلوبهم محبة وخشية الله اولا ثم التعليم العلمي ، اذا قام المعلم بأداء هذه المهمة على اكمل وجه نستطيع ان نقول انه بمثابة الاب الروحي للطفل فالابوة الروحية اعظم من الابوة الجسمانية لان الاب الجسماني فقط هو سبب الحياة الجسمانية ولكن الاب الروحي هو علة الحياة الابديه والآباء المعنويون افضل من الآباء الجسمانيين .
تشير عدة دراسات الى ان سلوك المعلم يؤثرفي الجو الاجتماعي والانفعالي للصف ويؤثر ايضا في العلاقات القائمه بين الاطفال وبالتالي يؤثر سلوكه في السلوك الفردي للطفل واتجاهاته الاخلاقية ومستوى ادائه العقلي . ولا نبالغ اذا قلنا ان سعادة الأطفال في المدرسة وتأثرهم بما يتعلمونه فيها يتوقف الى حد بعيد على المعلم .
الاطفال عندما يسئلون عن الكيفية التي عوملوا بها من قبل المعلمين في مدارسهم انهم يقدرون فيهم المساعده والشرح والحزم في حفظ النظام والعدل والمرح والعطف والود كما انهم ايضا يظهرون استياءهم من بعض التصرفات كالصراخ والعقاب والتذمر ويبدون استياء شديد نحو الاهانات الفردية الموجهة اليهم .
يؤثر سلوك المعلم كثيرا في سلوك الطالب فاذا الح احد الاطفال في الشكوى من معاملة ظالمة يتلقاها من معلمه فيجب عدم تجاهل ذلك على الرغم من ان ما يراه ظلما قد يكون غير ذلك في حال الاطلاع على كافة الحقائق المتعلقة بشكواه ، ويسبب العمل المدرسي الكثير من القلق لدى الوالدين والمعلمين والاطفال على حد سواء بحيث يؤدي هذا القلق الى السلوك غير المنطقي واذا وصلت الحالة الى هذه المرحلة فقد يزيل التشاور بين الوالدين والمعلم سوء الفهم .
عندما يرفض الطفل الذهاب الى المدرسة تنشأ مشكلة التمرد وكيفية التصرف معها يحتاج من الاهل الصبر والى نوع من الجمع بين التعاطف والحزم اذ يصعب احيانا على الام ان تقرر ارسال طفلها الى المدرسة او بقاءه في البيت عندما يشكو الطفل من الشعور بتوعك في صحته ، ويمكن للوالدين ان يحكما على طفلهما بمجرد النظر اليه ويدركا ما اذا كان متمارضا او لا بسبب معرفتهما لطبيعة شخصيته وقد يوجد هناك نوع من الحساسية او الخوف من المدرسة ويقاوم الاطفال المدرسة بعناد ، اطلق علماء النفس مصطلح " الخوف المرضي من المدرسة " كدلالة تشخيصية تشير الى حالات رفض المدرسة والخوف المرضي هو خوف شديد وغير معقول لا مبرر له .
ان الطفل لايشعر في اول الامر انه بحاجة قوية للمعلم ولكنه على الرغم من ذلك يوضع في كنفه فيفرض المعلم سلطته عليه وهنا يظهر تحكم المعلم على الطفل لانه كثيرا ما يحدث ان يكون ما يعطيه للطفل لا يمت لنفسه بصلة كبيرة ولكن المعلم الماهر المحب لعمله ولطلابه يمكن ان يخلق الجو الذي ينمو فيه الطفل نموا يتفق وطبيعته من ناحية وحاجات المجتمع من ناحية اخرى .
نصيحتي للاهالي ان يحترموا العلاقة والارتباط الموجود بين المعلم والتلميذ وألا ينتقدوا المعلمين ويبرزوا نقاط ضعفهم واخطائهم امام اطفالهم بقصد التقليل من شأنهم بل يجب ان يكون تصرفهم ايجابيا وليس نقدا فاذا شعروا بضعف ارتباط الاطفال بمعلمهم فليحاولوا الحل بالتفاهم مع المعلم نفسه ويتشاورون معه بخصوص اطفالهم فالطفل يقضي في المدرسة وقتا يساوي ما يقضيه في البيت واحيانا نجد أن تأثير كلام المعلم اقوى من كلام الأم او الأب فاذا قام الوالدان بمساعدة معلمي اولادهم والتفاهم معهم بصورة يكون الطفل موضع اهتمام المعلم والوالدين ومعا يربيا هذا الطفل ليصل الى درجة البلوغ والسمو ليس في العلم فقط بل الاخلاق والكمالات الانسانية وتقدير جهود المعلم وجهده واخلاصه فالمعلم المخلص في عمله بمثابة النور والبصر لهيكل العالم لولا وجودهم لما تعلم صغارنا و لولاهم لما بلغ اطفالنا هذه ا لدرجة واصبحوا رجال المستقبل
فلندعو للمعلمين جميعهم كي يصبحوا شعلة من الخدمة والتفاني في العمل فالمعلم الحكيم والبصير نعمة الهية وعسى ان لا نحرم من هذه العطية الكبرى .لان مستقبل المجتمع وازدهاره وحضارته قائم على اكتاف الشباب وبذلك يجب تربيتهم منذ الصغر تربية حسنة وتوجيههم التوجيه الصحيح .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة