فضاءات الجبل الاخضر

الجبل الاخضر

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
mahmod alamarat
مسجــل منــــذ: 2011-12-11
مجموع النقط: 0.6
إعلانات


ما بين السنه والاتباع

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبة أجمعين، أما بعد:
قال تعالى: { وَأَنَّ هَ?ذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ? وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ? ذَ?لِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } (الأنعام)، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا (رواه مسلم).
فكم من داعية إلى الضلالة وهو لا يدري، فالدعوة ليست بالقول فحسب بل بالمشاركة أو الممارسة أو الإقرار بالضلالة أو إقرار من هو على ضلالة في أقواله أو أفعاله وتعظم المصيبة إذا كان يظن نفسه على هدى وهو على غير ذلك، قال تعالى: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (1،3) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (1،4) } (الكهف).
أخي المسلم هذه نصوص جليات مجليات للحقيقة القائلة بوجوب أتباع منهج الله جل جلاله وسنة نبيه علية السلام والألتزام بها في عاداتنا وتصرفاتنا الشخصية والاجتماعية، فقد حرص الإسلام على تشريع الأحكام التي تسهل الأتباع وذلك الالتزام.
والمعلوم لكل مسلم إن الله أمرنا بصله الأرحام وزيارة المرضى، وأتباع الجنائز، ومشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم، فمن فعل ذلك فهو مأجور إن شاء الله تعالى، ومن تركه فهو مقصر بحق نفسه وحقوق الآخرين عليه، وأخبرنا المشرع الكريم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فإذا كانت المشاركة في المنكر من العادات والمعاملات تؤدي إلى سخط الله، فحري بالمسلم تركها والابتعاد عنها ، حتى لو أدى ذلك إلى سخط الناس عليه وعدواتهم له، لقوله صلى الله علية وسلم ((من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس)) وقد رأينا من البدع في هذا الزمان مما أدى إلى استفحال المنكر وزيادة العبء المادي والاجتماعي على كواهل الناس، مما تسبب في قطع الأرحام التي أمر الله بوصلها ، فكم من قريب ترك زيارة قريبة أو عيادة جارة المريض، لانه لا يجد ما يأخذه هدية له، فتقطعت بذلك الأرحام، وتباعد الناس، وتجافت القلوب، ومن الضروري الألتزام بهذا الميثاق وما يتضمنه من معان سامية وأخلاق كريمة ودعوة حسنة ، ولكي تترجم هذه المضامين الطيبة إلى واقع عملي لا يكره عليه أحد بأي وسيلة من وسائل الإكراه المادي أو المعنوي، أتمنى من كل عشيرة أن تقوم بكتابة هذه النقاط وتوقيعها من شيوخ ووجهاء كل عشيرة وأن تكون وثيقة شرف للعشيرة والتقيد بها . وتتضمن هذه الوثيقة النقاط التالية :
أولا ً- في حفلات الأعراس والمناسبات العامة:
أصبحت ليالي العرس(التعليلة) مثارا ً للإزعاج وإقلاقا ً لراحة الجيران، ولا سيما طلاب العلم والمرضى وكبار السن؛ لما فيها من إطلاق للألعاب النارية والموسيقى الصاخبة التي ترتفع بها مكبرات الصوت، وصخب السامرين والراقصين. وقد يفضي ذلك إلى مشاجرات ومشاحنات ومخالفات شرعية، لذا لا بد من الالتزام بما يلي:
1. يفضل أن تكون الجاهة في خطبة العروس مقتصرة على عدد لا يتراوح الخمسة عشر رجلاً أو أقارب العريس، ما دام ذوو العروسين متفقين على كل شيء من مهر وأثاث ولباس ومواعيد...الخ ، فلمَ المباهاة والرياء والنفاق، وتضييع أوقات الناس وتعطيل مصالحهم؟!
2. التيسير في تكليف الزواج، ولاسيما ما يتعلق بالأثاث والمهر المؤجل الذي هو دين في ذمة الزوج وعبء على الورثة من بعده .
3. الاكتفاء بليلة واحدة للسهر وبدون السماعات والأغاني وكثرة إطلاق الألعاب النارية المزعجة وذلك لتجنب العريس عبء ماديا ً هو أحوج ما يكون إليه في بداية حياته الزوجية .
4. اختصار الفاردة قدر المستطاع لما يترتب على كثرة السيارات والحافلات المشاركة في الفاردة من إزعاجات وزوامير ومخالفات شرعية ومرورية وحوادث مروعة وأعباء مادية ومنكرات كثيرة.
5. الكرم خلق رفيع وصفة يحبها الله في عبادة الصالحين، إذا كان في حدود المعقول والمقبول بما لا يتجاوز إمكانات الفرد وموارده المتاحة، فإذا تجاوز الحدود المعقولة، دخل في دائرة التبذير الذي هو محل الإكراه وربما الحرمة، ولهذا فإن ما يقوم به بعض الناس في حفلاتهم من كثرة الذبائح وبناء الخيم التي تغص بمئات الكراسي، لتستوعب مئات المدعوين، وما يصاحب ذلك من نفقات باهظة ليس كرما ً بالمعنى المحمود، إنما عادة ومباهاة، ولذلك فإننا ندعو إلى إرضاء الله أولا ً وقبل كل شيءٍ والله تعالى لا يرضيه التبذير والإسراف والمباهاة ولا يرضيه كثرة ما يلقى من فضلات في حاويات النفايات. وعليه فيجب أن تقتصر حفلة العرس على أقل عدد ممكن من الذبائح، وفق استطاعه العريس وظروفه المادية التي يدعي إليها الجيران والمقربون بما لا يستوجب بناء الخيم وتوزيع بطاقات الدعوة لجمع العدد الخفير من الناس، والنفقات الكثيرة التي لا مبرر لها ولا مسوغ لها فلا خير في الإسراف ولا إسراف في الخير .
6. هنالك عادات دخيلة على ثقافتنا وقيمنا ، ويأباها الإسلام والخلق الكريم مثل : خروج العروس مكشوفة أمام الناس وقيام العريس بالكشف عن وجه العروس وتقبيلها أمام الحاضرين ففيها مجافاة للغيرة التي أمر بها الإسلام وعليه منع هذه العادات وإنكارها .
ثانياً: في العزاء
يدعو الإسلام إلى مشاركة المصابين بفقيدهم ويحض عليها وهو من الأعمال الصالحة التي يجب أن يحرص عليها كل مسلم وفي هذا تتعهد العشيرة على ما يلي :
1. الابتعاد عن مظاهر التفاخر والتباهي في بناء الخيم التي تحتوي على الكنب والكراسي الملونة والسجاد، ويفضل الكراسي العادية التي تتناسب مع الموقف المحزن فنحن في وداع عزيز وغالي علينا .
2. يقتصر تقبل العزاء على ورثة الميت وحدهم وليس أقاربه كلهم، لما يترتب على توسيع دائرة التعزية من مشقة على أهل الميت والمعزين على حد سواء.
3. يكتفى بالتعزية بالمصافحة فقط ولا يتعدى ذلك إلى التقبيل والمعانقة لكراهة ذلك من الناحية الشرعية والمشقة على أهل الميت.
4. يقتصر تقديم الطعام لأهل الميت على ورثته من الرجال والنساء والأطفال وليس لكل الأقارب والجيران ولا يبالغ في تقديم الطعام من حيث النوع والكم بل ما يتيسر ولا يشترط فيه الذبائح .
5. إلغاء عشاء الميت لأنه من بدع هذا الزمان وإذا رغب أهل الميت أن يتصدقوا بطعام أو غيره فعليهم أن يوزعه على الفقراء والمحتاجين لا يكون وليمة يدعى إليها الناس.
6. في حالة تصادف فرح وترح في آن واحد فعلى أهل الفرح الاكتفاء بفرحهم داخل منزلهم أو تأجيله مع المراعاة لمشاعر أهل الميت .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| ابو معتز | خشيبة الفوقا | 26/02/12 |
ما احوجنا الى اتباع السنة والعودة الى نهج السلف الصالح .... تحياتي لك استاذ محمود


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة