ووزكان

اتساءل مع كل المتتبعين عن عادة الاحتفال بحاكوزة أو الحاكوز وهو احتفال سنوي يؤشر على بدياية السنة الفلاحية بالنسبة لسكان الجماعة . أتذكر ويتذكر معي العديد من الناس كيف كانت ساكنة مختلف الدواوير تساهم في احياء الاحتفال عن طريق طقوس يشارك فيها الكل ، الصغار الذين يجوبون الأزقة مرددين أهازيج جماعية على شكل أناشيد ، في جو جميل يستمر الى أن يسدل الليل خيوطه . ثم يفتح المجال أمام الكبار لاقامة احتفالية خاصة يؤثثها " باشيخ " وزوجته " سونة " ولا ندري لماذا بالذات هذه الأسماء لكن ما أذكره هو أن حوارا هزليا بين باشيخ المتنكر بقناع من قشرة اليقطين وسونة الملثمة والمرتدية لشاشية تغيب ملامحها ... حوار يدور حول أمور الفلاحة والحرث والخماس ...ينتقل الموكب من بيت لآخر رغم قساوة البرد وأحيانا تساقط الأمطار ، ينتقل الموكب ويروي الحكاية الهزلية ، أمام البيوت حيث يكرم صاحب البيت الزوار بما تجود به اليد من حبوب ، سكر ، زبيب ، تين مجفف ... ثم الانتقال من جديد ... وأتذكر أننا كنا نفتح أعيننا طاردين النوم عنها انتظارا وترقبا لهذا الموكب الذي سيزورنا مكا نتوقع ، في كل لحظة من لحظات ليلة الحاكوز لنعيش معه لحظة ضحك رائـــــــــــــــــعة ...أتذكر أيضا ، كيف كانت الأمهات تحضر لفطيرة الحاكوز - فطيرة منمقة ، تؤثثها حبات اللوز والجوز، فطيرة - تحليلوت - لكل صغير في البيت ... دقيق أبيض بحبات لوز وجوز كم هي لذيذة ...أقول في هذه العجالة وفي استحضار الذكرى كم نحن في حاجة الى كتابة وتدوين هذه اللحظات الثقافية الجميلة لساكنة الجماعة ، وأقدر أن أجيالا حالية لا تعرف عن هذا الماضي القريب أي شيء ...بن صالح ح