فضاءات طهر السوق (البلدية)

طهر السوق (البلدية)

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
جمال لحبابي
مسجــل منــــذ: 2010-10-30
مجموع النقط: 14.8
إعلانات


-هذا جناه الشعر علي ..-للشاعر عبد السلام الموساوي

هذا جناه الشعر علي..َّ
الشاعر: عبد السلام المساوي
إلى الشاعرة ثريا ماجدولين
حرّري الأخْضرَ من فُصُولك
واتْركي الرّبيع يَْأتي
كيْ أرفَع هذه السَّماء قليلاً
فَوْق سَمائي
وفوْق غُيُوم ذَكّرتْني
بأنّ عَينيْك بحارٌ
وأنّي مَحضُ خَيال تائه عَنْ مَزارك..
هَلْ كنْتُ واقعياً عنْدما دَعوتُك
لإعادة الدَّم إلى صَخْرته
والرأسَ المقْطُوعة إلى جُثَّتها الهَاربة
والقَلبَ الْخاشعَ إلى صَدْر النَّزوات؟
وكَمْ يَكفي لننسى
أنّ الحُبّ في المَتاحف صَلاةٌ
وأنّ التاريخَ الذي اشْترَيْنا
كانَ أضغاثَ أفْكار
في كَفّ الصَّائغ المَغْمُور؟
فَحرّري الْأَخْضَرَ
وَاجْلدي صَدْري
بأُغْنية فارسيّة
كَيْ أَمْشي في شَوارع دمَشْقَ حافياً
في جَنازة أبَديَّة
هَلْ تَكْتُبينَ الآنَ عَلى شاهدتي:
هذا جَناهُ عليه الشعرُ
وما جَنى علَى أحَد
أوْ تَشرَبين قَهْوةَ الْغُفْران
في باحَة منْ كلمَات؟
ها نَحْنُ الآن نَستدركُ ما فات
من نَبْض لََم يُؤْمن بمَنْ أيقظَه
منْ غَفوة فادحَة
وها نَحْنُ ندرّبُ الْأَصَابع
عَلى رَسْم المُستَحيل
ففي السّياق قَمَر
يَعْتلي صَهْوةَ السّماء
التي: هلْ تُساعدينَني عَلى رَفْعها
فَوْقَ هَواء ضَيَّعني؟
وفي السّياق وَجْهُك المَلائكي
عَبثاً يُقْرئُني ما تَيسَّر
منْ مَجْد الْخُصلتيْن
وَما تَعلَّمْتُ سوى
أنَّ الفارسيّة التي بكتْ
قَد أَضاءتْ عَاصفةً منَ العَطش
تَحْتَ القُبَّة المُذهَّبَة..
الآنَ يمْشي الحبْرُ في السَّطْر
ولا يَمْشي الْكَلام
اَلْآنَ تَرْتَبكُ الْقَصيدَةُ
في أَوْج نَشْوَتها
كَيْ تَكُوني لَها قَافيةً
وَأكونَ الْحُطَام
أنا الغَريبُ الَّذي تَوَهَّمْت
وَمَنْ أَعْطى للتَّماثيل مَلامحَهُ
وَأفْتَى:
بأنَّ الطّريقَ نُقْطَةٌ
وَالْخَطْوَ مَسافَة وَالْعشقَ رَحابَةٌ وَالْعُمْرَ سَحَابَة
فَحَرّري الْأَخْضَرَ
كَيْ أَصيرَ بَصيراً بعَيْنَيْك
وَاتْرُكي الرَّبيعَ يَأْتي
منْ مَجْد خُصْلَتَيْك
إلَى قَلْعَة
أكونُ بها صَنَماً
وَتكونينَ الْعَذْراء..
ما غيّرت الصُّورُ شُخوصَها
ذلكَ الْمَساء
عنْدَما تَمَزَّق نَعْلي في الطَّريق
فَأدْركني شيخُ المَحبَّة
ومَا كُنْتُ أدْري بأنّي
أَسيرُ إلى جَنْب الحَريق..
صَُُُُُُُْوتُك الْهَامسُ
في خَرير المَاء قُربَ الناعورة
وَأنت تُرافقينَ فيْروزَ
في وَصْلَتها الْأَخيرَة وأنا الغَريبُ الذي تَوهَّمْت
أنا مَنْ عَرَّى دَمَهُ في مَقام النَّهاوَنْد
فَأعْتَقَ كماناً من ذَبْح وَشيك
تَعاليْ نَقْتسمْ سَلّة الخَريف
فالرَّبيع آت.. آت
منْ قلب النَّزيف
تحية لشاعر أيلة المنسية بطهر السوق العزيز عبد السلام الموساوي
عن : منتديات ميدوزا

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| علي اليدري | طهر السوق (البلدية) | 20/08/12 |
مع أن صاحبنا الشاعر يعترف بارتكابه لجناية، إلا أنه لا يتوسل مؤازرة أي أحد. هل نعرف لماذا؟ لأنها ليست من صنف الجنايات المبتذلة. إذ يشتم منها قدر من الانتشاء بالمتعة. ومن ينكر أن ورطة الشعر ورطة جميلة؟ إطا أخذنا في الحسبان أن الشعر فن جميل.. وما بالك أن يكون الكلام تدفقا لمشاعر صادقة، تؤرخ لحادث ربما هو من التجربة الحياتية لذات الشاعر. لكن الأبهى في ذلك أن يكون هذا الشاعر هو كل واحد منا. هو أنا، هو أنت، هو أخرون. وأن يكون هذا الهذيان تجاه امرأة هي بالنسبة للشاعر ماجدولين ثريا. لكنها تأخذ في النص المعنى الرمزي للأنثى ، الممتد في كل الأمكنة والأزمنة. ويحضر من رمزيتها في القصيدة معنى الخصوبة، من خلال مطالبتها بفتح أفق للربيع كي ينبجس. لقد نبش شاعرنا في هذه القصيدة عن أقصى معاني الخصوبة عندما ذكر أنها مالكة مفاتيع الربيع. وليس الربيع كفصل فحسب، بل هو ربيع العمر، مؤكدا مأثور الكلام\" ما من رجل عظيم إلا وراءه امرأة\".
لست من محترفي النقد الأدبي، أو المتمرسين في ميدان الكلام الجميل، حتى ألامس ما في الصيدة من درر، وأستكشف ما تستبطنه من بهيج الصور، وسمو المعاني. لكنني استهويت هذا الفضول تحية لزميلي الشاعر والدكتور عبد السلام الموساوي، عل نقائصه تستفزه من أجل مزيد من العطاء. ومن أجل أن ينبض قلبه أكثر. فالموقع كله حنين لنبضه.. وتحية شاعرية.
زميلك علي اليدري.


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة