فضاءات دماء والطائيين

دماء والطائيين

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـولاية
يونس الزهيمي
مسجــل منــــذ: 2011-12-05
مجموع النقط: 28
إعلانات


ظاهرتا السب والتدليل عند الأطفال


ظاهرتا السب والتدليل عند الأطفال
نتحدث اليوم عن ظاهرتين تربويتين مهمتين، أولاهما انتشار ظاهرة السبّ عند الأولاد، مما يسبب بعض المشاكل على الوالدين والمجتمع.
ومن المعلوم لديكم أنّ المؤمن لسانه رطب بكل كلام حسن جميل، ولا يمكن أن يكون المؤمن بحال من الأحوال سبابا.
والولد بطبعه يقلد أبويه، أو المحيط الذي يعيش فيه، فإذا كان الأبوان يكثران من السب والشتم انطبع ذلك على أولادهما، وكذلك بالنسبة للمحيط الذي يترعرع فيه الأولاد، فإذا كانت هذه البيئة مليئة بالسب والشتم؛ كانت بيئة خصبة لانطباع هذه الظاهرة السيئة في نفوس الناشئة.
من هنا ومن باب البعد الاجتماعي في المجتمع، يجب على الجميع التخلص من هذا السلوك السيئ، فلا ينبغي للمؤمن الحق، وهو يرطب لسانه يوميا خمس مرات بالذكر في الصلوات وبينهما، وبقراءة القرآن الكريم؛ لا ينبغي لهذا المؤمن بحال من الأحوال أن يكون سبابا شتاما، بل ينبغي أن نوفر البيئة الطيبة لنمو أطفالنا وأولادنا فيها، قال تعالى: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ).
كذلك بالنسبة للأبوين ينبغي أن يكونا قدوة لأولادهما في طيب الكلام، وحسن الكلام، ليوفرا بيئة أسرية طيبة لأولادهما.
والولد بطبعه قد لا يلجأ إلى السب والشتم من أجل الانتقام، ولكن قد يلجأ إليها حبا للتقليد، ولكي يظهر نفسه، وينظر إليه نظرة إعجاب، من هنا ينبغي التعاون من الجميع في تطهير المجتمع من هذه السلوكيات السيئة، وإظهارها للأولاد باعتبارها سلوكا منحرفا، بعيدا عن المديح والرجولة.
وهناك عدة وسائل لعلاج هذه الظاهرة من نفوس أبنائنا، منها:
- التنبيه المبني على الحوار، فلا ينبغي اللجوء إلى العقاب قبل البيان والحوار، وعليه بداية يجلس المربي مع الولد، ويحاوره، مبينا له الخطأ الذي وقع فيه.
- العقاب الخفيف والذي يناسب المقام، وذلك إذا تكرر الفعل بعد النصح والإرشاد، مجتنبا الضرب البدني المبرح.
- التشجيع والمكافأة إذا تخلص الولد من الفعل السيئ، أو أقر بفعله، فلا يقترب إليه مستقبلا، ويدرك أن والديه في الحقيقة أطباء له.
أما الظاهرة الثانية فهي ظاهرة تدليل الولد، ولا شك الإنسان بفطرته يحب أولاده حبا جما، قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ).
ولا شك أنّ حب الأولاد يدفع إلى تدليلهم، وتوفير ما يطلبون، وهذا شيء حسن جميل.
ولكن غير الجميل المبالغة والإفراط في التدليل، وهذا لا يفيد الولد بحال، بل يضره في مستقبل الأيام، قال تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
ومن الأضرار الناتجة على كثرة التدليل والإفراط فيه ما يلي:
- التدليل المفرط فيه عند الأولاد يؤثر على إرادة الولد، ويجعله ضعيف الشخصية في المستقبل، كثير الاعتماد على غيره، وبالتالي سيؤثر على نفسية الولد في المستقبل عندما يخالط الآخرين في المجتمع.
- وإذا كان اهتمام الأسرة منصبا على ولد دون آخر، هذا من شأنه أن يزرع الغيرة والحقد في نفس الولد المهمل، وإهانة كبريائه، ومن ثم تتحول طباعه بحيث تتسم بالشذوذ والغرابة والميل إلى الانتقام من أفراد المجتمع المحيط به، من هنا لا بد من الاعتدال في التدليل، وأن يكون الأخوة على ذلك سواء.
- حينما نقوم بمنع بعض الحاجيات عن الولد فليس ذلك معناه حرمانه، بل المقصود تنشئته تنشئة صحيحة حتى يخرج الولد للمجتمع قادراً على مجابهة الحياة، فليس كل شيء ميسراً، وليست كل الرغبات متاحة.
- إنّ محاولة إرضاء الولد وتلبية طلباته على الفور قد يسعد الولد، ويسعد الوالدين في الوقت نفسه، حينما يريانه راضياً ضاحكاً، ولكن هذه السعادة لن تدوم حينما تتعارض رغباته فيما بعد، مع الممنوعات مثل السهر لأوقات متأخرة.
من هنا يجب علينا الاعتدال والتوسط في تربية أبنائنا، فلا نحرمهم من العطف والحنان، وفي الوقت نفسه لا نبالغ في تلبية ما يطلبون، والتعاضي عن أخطائهم، لينشأ أولادنا في بيئة ذات حنان بين الأبوين ومساواة واعتدال.
بدر بن سالم العبري

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة