فضاءات دماء والطائيين

دماء والطائيين

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـولاية
يونس الزهيمي
مسجــل منــــذ: 2011-12-05
مجموع النقط: 28
إعلانات


ملتقى التواصل الحضاري العماني والمغاربي في العصر الحديث


ملتقى التواصل الحضاري العماني والمغاربي في العصر الحديث
الحلقة الأولى
السيابي: العلاقة بين المشرق والمغرب التي انشأها الإسلام هي علاقة متينة حققها العلماء الاجلاء منذ القرن الأول الهجري ثم ازدادت في القرن الثاني الهجري
عليان الجالودي: تنهض الوحدة بأهداف جليلة من بينها الأهتمام بالدراسات العُمانية ونشر الوعي بقيمتها, والتعريف بعُمان إنساناً وحضارة وتاريخاً وفكراً ومذهباً
سالم العبيدي: هذا الملتقى جاء ليبرز التعاون الحضاري بين المشرق والمغرب
أجرى اللقاءات في الأردن أحمد بن سعيد الجرداني:
اختتم في الشهر الماضي بالمملكة الأردنية الهاشمية ملتقى التواصل الحضاري العماني المغاربي في العصر الحديث والتي نظمته وحدة الدراسات العمانية بجامعة آل البيت بالتعاون مع سفارة السلطنة، استمر يومان من تاريخ (13ـ14 ـ ذو القعدة 1432 هجرية الموافق 11ـ12 أكتوبر 2011 ميلادي) حيث كان له تأثير بارز بين الحضور والمتابعين فقد شارك في هذا الملتقى ثمانية وستون عالما وباحثا، يمثلون ثلاثا وأربعين مؤسسة علمية دولية من السلطنة والأردن والجزائر وليبيا والمغرب وتونس والسودان ومصر والعراق وألمانيا، وقد ناقش المشاركون البعد الحضاري في العلاقات العمانية المغاربية، وبحثوا جوانب مهمة من حالات التواصل العماني المغاربي في العصر الحديث، فعرضوا لدور العلماء ومراسلاتهم ورحلاتهم وجهودهم في الإصلاح، فضلا عن جهود المؤسسات العلمية الرسمية والأهلية.
وحول هذا الملتقى كان للوطن هذه اللقاءات المتعددة....
البداية والاستمرار
في البداية كان لنا هذا اللقاء مع سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب مفتي عام السلطنة حيث يقول: نحن هنا لبحث العلاقات المضيئة وان هذه العلاقة بين المشرق والمغرب التي انشأها الإسلام هي علاقة متينة حققها العلماء الاجلاء منذ القرن الأول الهجري ثم ازدادت في القرن الثاني الهجري وهذان اليومان اللذان عشناهما وسمعنا فيهما بحوثا واطروحات قيمة ونحن هنا نعمل لترسيخ الجسور ووحدة المذاهب الإسلامية لنكون جميعا مسلمين.
واضاف بقوله: ان هذه لترجمة صادقة وامينة تحكي العلاقات الصادقة بين السلطنة والأردن وما ذلك الا ابراز للتراث الإسلامي واهمها التلاقي والترابط.
وأوضح سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي حول هذا التواصل قائلاً: ان التواصل العماني المغاربي بجميع أطيافه وأشكاله، الدينيه والعلمية والحضارية والثقافية، كان قد بدأ في وقت مبكر نسبيا في تاريخ الإسلام، حيث أرسل الامام ابو عبيدة مسلم بن ابي كريمة التميمي بالولاء احد طلبته الا هو سلمة بن سعد، وهو من عمان او من حضرموت باليمن، واقبل المغاربة على المذهب الاباضي إقبالا كبيرا، حيث وجدوا فيه عدالة الإسلام والمساواة الإسلامية القائمتين على قول الله تعالى (ان اكرمكم عند الله أتقاكم) وعلى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "لا فضل لعربي على اعجمى، ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى والعمل الصالح" لذلك ارسلوا ابناءهم الى المشرق كالبصرة وعمان، ليتزودوا العلم النافع، واخذ ذلك التواصل بشتى انواعه واشكاله وصوره يتوسع شيئا فشيئا عبر مراحل التاريخ، وتعاقب الأيام الى أن وصل وقتنا هذا الذي تكثف فيه التواصل بجميع أنواعه.
واشار سعادته بقوله لقد شاركت في هذا الملتقى بورقة عنوانها (التواصل العلمي العماني المغاربي البداية والاستمرار) وقد رأيت ان اشارك بهذا البحث المتواضع مستعرضا فيه ذلكم التواصل الإيجابي بين عمان وبلاد المغرب العربي، منذ بدايته وحتى وقتنا الحاضر.
وذلك لان تأصيل التاريخ لأي فكر ولأي حراك هو من الأهمية بمكان مكين، لذلك ذكرت البداية العملية التي كانت على عهد الامام ابي عبيدة في البصرة، تلك البداية التي كانت ولا شك معتمدة على خلفية فكرية ترجع الى الامام الأول للاباضية الا وهو الامام التابعي الكبير جابر بن زيد اليحمدي الازدي العماني.
ترجع البداية العملية للتوصل العلمي بين المشارقة والمغاربة اباضيا، على يد الامام أبي عبيدة مسلم ابن ابي كريمة، الخلف العلمي للامام جابر بن زيد، والخليفة الشرعي له.
وقد بلغ أبو عبيده منزلة علمية عالية، لأنه كان من خواص الامام جابر بن زيد، ومن أقواله التي تدل على حرصه في إتباع شيخه جابر بن زيد قوله: كل صاحب حديث ليس له امام في الفقه فهو في ضلال، ولولا ان انعم الله علينا بجابر بن زيد لضللنا.
متجليا في العديد من الأمور
واضاف سعادته بقوله: استمر التواصل العلمي والثقافي والحضاري بين عمان والمغرب العربي منذ قيام الدولة الرستمية وإلى عصرنا الحاضر، متجليا في العديد من الأمور، وها أنا ذا اذكر بعضا منها، حيث انه ليس بالامكان ذكرها جميعا في هذا البحث، وإنما اذكر ما أحسبه مهما منها عبر فترات تاريخية متفرقة، وفي تقديري أنها تشكل معالم بارزة لذالك التواصل.
الأهتمام بالدراسات العُمانية
وكما كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور عليان الجالودي مدير وحدة الدراسات العُمانية
فيقول: تأسست وحدة الدراسات العُمانية في جامعة آل البيت عام 1998م وهي ترجمة عملية للعلاقة المتميزه التي تربط بين البلدين الشقيقين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية, وذلك لترجمة أهداف جامعة آل البيت, وعالمية رسالتها التي تؤكد على الحوار والانفتاح على ثقافات الأمم والشعوب العربية والإسلامية.
وأضاف الجالودي قائلا: تنهض الوحدة بأهداف جليلة من بينها الأهتمام بالدراسات العُمانية ونشر الوعي بقيمتها, والتعريف بعُمان إنساناً وحضارة وتاريخاً وفكراً ومذهباً, وتوفير فرص التواصل بين المهتمين بالدراسات العُمانية والعناية بتحقيق عيون التراث العُماني وفق الأصول العلمية الحديثة, والعناية بترجمة الدراسات الاستشراقية الرصينة حول عُمان, وإقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تهتم بتاريخ وحضارة سلطنة عُمان قديماً وحديثاً.
وترجمه لإهداف الوحدة فقد انصبت أنشطتها البحثية في خدمة الدراسات الشرقية من زاوية خدمتها للتراث العُماني قديماً وحديثاً, فتناولت ندواتها ومؤتمراتها وأنشطتها البحثية موضوعات متصلة بالتراث العُماني قديمه وحديثه, والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع العُماني الحديث والمعاصر, والجوانب السياسية المتصلة بعلاقات عُمان الخارجية خلال القرن العشرين, فضلاً عن مؤتمرات متخصصة تناولت بالدراسة والتحليل المعمق بمصادر التاريخ العُماني هذا إلى جانب تناولها لأعلام التراث العُماني, في مقدمتهم العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي, والعلامة العوتبي الصُّحاري, والعلامة ابن دريد الازدي وفي هذا المجال أنتجت بحوث رصينة تناولت بالدراسة المعمقة حياتهم ومؤلفاتهم وإضافاتهم القيمة للفكر العربي الإسلامي خصوصاً والإنساني عموماً.
التواصل الحضاري
أما سالم بن هاشل العبيدي من مركز السلطان قابوس للثتقافة الإسلامية وهو أحد المشاركين في هذه الملتقى يقول: نحن نثمن هذا الجهد العظيم لجامعة آل البيت ممثلة في وحدة الداراست العمانية وسعيها الدائب على تنظيم أمثال هذه اللقاءات العلمية ويأتي هذا العام بعنوان التواصل الحضاري العماني المغربي في العصر الحديث ليبرز هذا الجانب من التعاون الحضاري منذ القرت الأول الهجري الى القرن المعاصر، فقد كانت لي مشاركة بورقة عنوانها (سليمان باشا الباروني 1873/1940: علاقته مع أئمة عمان وسلاطينها ،وجهوده الفكرية والإصلاحية).
فقد اشار العبيدي في ورقته: لقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى، ألا يخلو زمن من قائم بالحق ومناصر له ومنافح ومدافع عنه، وهذا أمر مشاهد في الحياة ،وقد تعاقب على هذه الحياة رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه ومن تلك الشخصيات التي كان لها أثر ملموس في هذه الحياة، المجاهد الكبير والعلامة النحرير سليمان باشا بن عبدالله بن يحي الباروني، الذي كانت حياته سجلا حافلا من المنجزات والعطاءات في شتى مناحي الحياة، فهو السياسي المحنك والقائد المجاهد والمصلح الاجتماعي، لقد جمع الله لهذا الرجل من الصفات والخصال العظيمة التي أهلته للقيام بدوره في هذه الحياة بل تعدت إسهاماته حدود وطنه لتصل إلى بلدان أخرى مثل تونس والجزائر وسلطنة عمان.
ولقد استقر الباروني في عمان منذ سنة 1924م -1940م، هذه الفترة التي قضاها في عمان كانت له فيها إسهامات كثيرة وإصلاحات عديدة وإسهاما مني في إبراز ما قام به الباروني خلال تلك الفترة من انجازات.
أعمال الباروني
وحول أعماله ومناصبه يقول سالم العبيدي: إن حياة الشيخ الباروني خضم من الأحداث وروافد الأعمال الجليلة يتبع بعضها بعضا، ويكاد الباحث لا يحصي جلائل أعماله فضلا عن جلائل آثاره التي تنوعت فمن أعماله الكبرى محاربته الاستعمار الإيطالي محاربة لا هوادة فيها فأذاقه الهزائم تلو الهزائم 1 فبينما كان سليمان باشا الباروني في زيارة لوطنه طرابلس 1911م وذلك لقضاء إجازة مجلس النواب، ومن أجل تعزية والده في وفاة زوجته أم سليمان الباروني، فاجأته إيطاليا بقصف طرابلس من أساطيلها المرابطة في سواحلها، فهب الجميع من سكان طرابلس وبرقة للدفاع عن الوطن.
فقد دافعت السنوسية عن إقليم برقة، أما طرابلس فقد هب سليمان الباروني وأعوانه وبعض القبائل للدفاع عنها ورد الاحتلال الإيطالي، وقد بعث الباروني تلغرافا إلى السلطات العثمانية باسم سكان طرابلس أكد فيه عزم الطرابلسيين على محاربة الجيش الإيطالي إلى آخر نفس، وتحمل الباروني عبئا كبيرا من قيادة المجاهدين وتنظيمهم والإشراف على صفوفهم وحياتهم، وتولى بنفسه مهمة مكاتبة الصحافة العربية والغربية ومخاطبة الدوائر الرسمية في الخارج بمجريات الحرب وما تفعله همجية إيطاليا بالشعب الليبي من تقتيل وتشريد.
ولقد حمل الباروني في هذا الطور راية الجهاد مع أبناء وطنه وشارك بسيفه وقلمه في معارك رهيبة ضد المستعمر الإيطالي، كما بعث برسائل وبرقيات إلى أعيان وسائر أهالي طرابلس الغرب وما جاورها، يأمرهم فيها بإعداد العدة والاستعداد للحرب ضد إيطاليا وتنفير الأهالي والمتطوعين لمهاجمة العدو، وشهدت المرحلة الأولى للغزو الإيطالي لطرابلس وبرقة أعنف المعارك الحربية وأقواها، وقد دارت هذه المعارك في المواقع الرئيسة التي تعرضت للغزو وشارك فيها أبناء الشعب الذين تنادوا للكفاح وأقبلوا على الجهاد من كل جهة رغم قلة الذخيرة ونقص السلاح وعدم جودته إلا أن المجاهدين كبدوا الإيطاليين خسائر فادحة، رغم تفوق القوات الإيطالية البالغ عددها خلال سنة الاحتلال مائة ألف والمدربة تدريبا عصريا إلا أنها لم تستطع تحقيق مكاسب تذكر أمام قوات لا يتجاوز عددها خمسا وعشرين ألفا وظلت الحاميات الإيطالية محصورة في المدن الساحلية.
وللموضوع بقية بإذن الله تعالى ..

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة