فضاءات دماء والطائيين

دماء والطائيين

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـولاية
يونس الزهيمي
مسجــل منــــذ: 2011-12-05
مجموع النقط: 28
إعلانات


دور الإباضية في الوحدة الإسلامية

سؤال أهل الذكر 7 من جمادى الثانية 1425هـ، 25/7/2004م
الموضوع : دور الإباضية في الوحدة الإسلامية

السؤال(1)
وقف بنا الوقت في الحلقة الماضية عند النقطة التي تحدثتم فيها عن خطاب أبي حمزة الشاري رحمه الله عندما قال ( الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة .... ) ، كنتم توضحون تلك النقطة وقد تحدثتم عن التسامح العجيب الذي سجله العمانيون في القديم والحديث مع المذاهب الأخرى ومع الأمة الإسلامية ككل ، فلو تكرمتم بإكمال هذا الموضوع ..
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فلا ريب أن كل من رضي بالله تعالى رباً ، وبالإسلام دينا ، وبالقرآن هادياً ودليلاً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلّم قائداً ورسولاً ينزع منزع الوحدة ما بين الأمة ، لأن الوحدة يصبح بالنسبة إليه هو الهم الذي يؤرقه ، والشاغل الذي يلم بباله ، والهدف الذي يسعى إليه في حياته .
فالناس دائماً بالنظر إلى هذه العقيدة عندما ينطلقون منها وتكون نفوسهم مخلصة لله تبارك وتعالى ونواياهم طيبة إنما يسعون إلى لم الشعث ورأب الصدع وتوحيد الكلمة وتأليف النافر وتقريب البعيد .
وقبل أن أخوض في هذا أريد أن أقول بأن كل ما في دين الإسلام إنما يؤدي إلى الوحدة من عبادات ومن أخلاق ومن مُثل .
هذه الصلاة جعلها الله تبارك وتعالى سبباً للوحدة عندما تؤدى على الوجه المشروع ، ويكفي ما نشاهده من مظهرها بحيث إن القوي والضعيف يقفان معاً ، والحاكم والمحكوم أيضاً يصفان جميعاً ، والغني والفقير لا فرق بينهما ، والعربي والأعجمي أيضاً لا يفترقان في شيء .
فإذن هذه الصلاة تقضي على جميع الحواجز التي تفصل بين الإنسان والإنسان ، فهي تحطم الحواجز ، وتجتث النعرات ، وتنتزع السخائم والأحقاد عندما يجتمع المسلمان راكعين ساجدين واقفين بين يدي الله تعالى .
كذلك بالنسبة إلى الصيام ، كذلك بالنسبة إلى الزكاة ، كذلك بالنسبة إلى الحج ، كل من ذلك يؤدي هذه الغاية التي ينشرها الإسلام في أبنائه .
ولا ريب أن أهل عمان نظراً إلى المبدأ الذي آمنوا به ، والطريق الذي نهجوه يحرصون دائماً مع إخوانهم كما قلت - في كل مكان على هذه الوحدة .
لا يقيمون للخلافات المذهبية وزناً بحيث تحول بين مسلم وبين وصوله إلى حقه ، أو بين مسلم وبين أن يمنح الحق في أن ينعم بجميع الحقوق الإسلامية التي فرضها الله تبارك وتعالى بين المسلمين .
ومما هو واضح في هذا ما كان من طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي رحمه الله تعالى عندما ولي الأمر في صنعاء ، وقد كان خرج من أرض حضرموت إلى بلاد صنعاء ، من جنوب اليمن إلى شمال اليمن . خرج في نفر من أصحابه ، وكانوا من الفقر بحيث إن أبا حمزة يصفهم بأن النفر الكثير منهم يتعاورون لحافاً واحداً ويتعاقبون على بعير واحد ، ولكن عندما جاء إلى صنعاء ووجد الأموال الكثيرة التي جباها القاسم بن عمر الثقفي ما استباح هذه الأموال لنفسه ولا آثر بها أصحابه ، وإنما قال : هذه أموال جُبيت من أهل صنعاء بغير حق فيجب أن ترد إليهم جميعاً . ولم يفرق بين صاحب مذهب وآخر في ذلك ، بل حرم أصحابه الذين جاءوا معه ، كما حرم نفسه منها ومن الانتفاع بها .
وهذا مما سجله كتاب التاريخ على اختلاف اتجاهاتهم المذهبية ، وفي هذا يقول الإمام السالمي رحمه الله :
وطالب الحق بصنعا حكما*بجعلها في أهلها واحتشما
لم يأخذن عند مضيق يومه *شيئاً لنفسه ولا لقومه
تعففاً منهم ومن كمثلهم*أكرم بهم من عصبة أكرم بهم
كانوا يموتون على ما أبصروا*من الهدى ما بدلوا وغيروا
هكذا كانوا يموتون على الهدى الذي أبصروه من غير أن يرضوا لأنفسهم بأن تتدخل العواطف الرعناء في تصرفاتهم وفي أعمالهم ، بل كانت العواطف يعزلونها جانباً وإنما يجعلون نصب أعينهم كتاب الله تبارك وتعالى .
وطالب الحق هو الذي بعث بقائده أبي حمزة إلى أرض الحرمين ، ولما دخل أرض مكة دخلها محرماً من غير أن يشهر سلاحاً ، ومن غير أن يفعل شيئاً يؤدي إلى إزعاج الحجيج .
وبعض الناس أرادوا أن يؤلبوا عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك عليه وقالوا : احمل عليهم الحاج . هنا نرى الفرق الكبير بين تصرف وتصرف . بين تصرف أبي حمزة الشاري وبين تصرف هؤلاء الذين يريدون أن ينبري حجاج بيت الله الحرام من أجل سفك دماء هؤلاء الناس . قالوا : احمل عليهم الحاج فلئن حملت عليهم الحاج لن يكونوا إلا أكلة رأس . معنى ذلك سيقضون عليهم بسرعة .
وأراد عبد الواحد أن ينابذهم فأرسل من أرسل إلى أبي حمزة بما يدل على قصدهم المنابذة ، ولكن أبا حمزة أصر وقال : نحن لم نجيء لسفك دم أبداً ، لم نجيء لنشهر سلاحاً نحن أضن بحجنا .
كانوا مراعين لحرمات البيت الحرام ، وهذا الموقف النبيل الذي وقفه أدى بطبيعة الحال بعبد الواحد بن سليمان إلى أن ينسحب من مكة ويخلي مكة لهم .
وقد علق المعلقون عليه ، ومهما يكن من هدف له فإنه على أي حال أدى ذلك إلى سلامة الناس من أن تسفك دماء في حرم الله تعالى الآمن .
وأقام بمكة وخطب خطباً شهيرة له بمكة ، وأقام موازيين القسط هنالك ، وحرص على أن يستمسك الناس بالقرآن وبهدي الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام .
ثم بعد ذلك خرج إلى المدينة المنورة بأصحابه ولقيتهم هناك جموع أهل المدينة الذين أُججت فيهم الأحقاد بسبب أنهم ألفوا في أيام بني أمية نمطاً من أنماط الحياة ، حياة اللهو والمجون ، وتوجهوا وجهة غير وجهة سلفهم من المهاجرين والأنصار .
وأبو حمزة جاء ليعيد موازيين القسط إلى هذه الأرض ، جاء ليعيد الناس إلى ما كانوا عليه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم وفي عهد الخلافة الراشدة ، فبسبب تأجيج هذه الأحقاد جاءوا وصارت بينهم محاورات في الحديث ، ولكن الحوار لم يؤد إلى تفاهم بل ظل أهل المدينة مهما وضح لهم من سواء المحجة ومن قوة الحجة عند أبي حمزة إلا أنهم أصروا على موقفهم ، ولكنه قال لأصحابه : إياكم أن تبدأوهم بالقتال . حرصاً على جمع الشمل ، حرصاً على التفاهم ، حرصاً على ما فيه الخير .
وإذا بأهل المدينة يرمونهم بالسهام ، ويصاب أحد من أصحاب أبي حمزة فقال : دونكم الآن فقد حل قتالهم . كان ذلك في قديد .
ثم جاء بعد ذلك إلى المدينة ، وتحدث عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلّم وهدي الخلفاء الراشدين وما كان من تبديل بعد ذلك وما كان من انحراف عن ذلك المنهج ، وجاء إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبكى طويلاً ، ووضع وجهه حيثما كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يضع قدميه وقال : آه كم قدم عاصية لله منتهكة لحرماته حاكمة بغير من أنزل وطئت موضع قدمي النبي صلى الله عليه وسلّم بأبي هو وأمي .
وبكى حتى خضب لحيته بالدموع ثم خطب بعدما رقى درجة واحدة في المنبر تواضعاً لمقام النبوة ، واستعرض سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم وسيرة الخلفاء الراشدين وما حصل من بعد ، ثم دافع عن أصحابه قائلاً :
( يا أهل المدينة تعيرونني بأصحابي تزعمون أنهم شباب ، وهل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلا شبابا ، نعم شباب والله مكتهلون في شبابهم ، غضيضة عن الحرام أعينهم ، بطيئة عن الشر أقدامهم ، أنضاء عبادة وأطلاح سهر ، موصول كلاهم بكلالهم ، وقيام ليلهم بصيام نهارهم ، قد أكلت الأرض جباههم وأيديهم وركبهم من طول السجود ، مصفرة ألوانهم ، ناحلة أجسامهم من كثرة القيام وطول الصيام ، لقد نظر الله إليهم في جوف الليل منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن ، إذا مر أحدهم بآية فيها ذكر الجنة بكى شوقاً إليها ، وإذا مر بآية فيها ذكر النار شهق شهقة كأن زفير جهنم في أذنيه ، مستقلون ذلك في جنب الله ، مستنجزون لوعد الله ، حتى إذا رأوا سهام العدو قد فوقت ، ورماحه قد أشرعت ، وسيوفه قد انتضيت ، وأرعدت الكتيبة بصواعق الموت وأبرقت ، استهانوا وعيد الكتيبة لوعد الله ، فلقوا شبا الأسنة وشائك السهام وحد السيوف بوجوههم وصدورهم ونحورهم ، ومضى الشاب هنالك قدماً حتى اختلفت رجلاه على عنق فرسه ، فخر صريعاً في الثرى ، ورملت محاسن وجهه بالدماء ، وأسرعت إليه سباع الأرض ، وانحط إليه طير السماء ، فكم من عين في منقار طائر طالما بكى صاحبها في جوف الليل من خشية الله ، وكم من يد أبينت عن ساعدها طالما اعتمد عليها صاحبها في سجوده لله ، وكم من خد عتيق قد فلق بعمد الحديد ، فرحم الله تلك الأبدان وأدخل أرواحهم الجنان ) .
هذه السيرة المرضية ، ومع ذلك نحن نجد في وقتنا هذا من يقول بأن هؤلاء لم تغن عنهم عبادتهم من الله شيئا ، ويصدر هذا التصريح ممن يعد ركيزة من ركائز الدعوة الإسلامية مع الأسف الشديد ، هذا دليل تغلب العواطف واستسلام الناس لها .
وعلى أي حال نحن ما جاءنا للنقاش هذه القضايا ، ولكن الذي نقوله بأن أبا حمزة في ذلك الوقت في المدينة المنورة أعلن هنالك ( الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة مشركاً بالله عابد وثن ، أو كافراً من أهل الكتاب ، أو إماماً جائرا ) .
ومع هذا نجد أن من الناس من أراد أن يؤجج الفتنة ضد أبي حمزة ومن يرى رأي أبي حمزة مدعياً بأن قوله ( أو إماماً جائرا ) مما يعاب عليه ، ومما يدل على انحراف فكره وانحراف . كأنما الإمام الجائر كالإمام العادل في وجوب موالاتهما ووجوب محبتهما ومودتهما ، مع أننا نجد في كتاب الله تعالى والله أصدق القائلين يقول ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ )(هود: من الآية113) ، مجرد الركون إلى أي ظالم كان هو سبب لأن تمس النار .
ونجد في كتاب الله تعالى أيضاً أن ابن نوح مع كون أبيه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله ، وبسبب رفضه أن يركب السفينة مع أبيه وإيواءه إلى الجبل بسبب ذلك عندما قال نوح ( إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي)(هود: من الآية45) ، جاء الجواب القاطع من قبل الله ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ)(هود: من الآية46) ، ما معنى ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) ؟ هل معنى ذلك أنك عليك أن تواليه وعليك أن تحبه ؟ لا ، ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) يعني براءة منه بسبب ذلك .
لماذا هذه البراءة ؟ لم يعلل الله تبارك وتعالى ذلك بأن هذه البراءة بسبب إشراك منه صدر منه بالله تبارك وتعالى وكفر بدعوة أبيه . لا ، ما قال ذلك ، وإنما كان التعليل ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )(هود: من الآية46) ، أي العمل الذي عمله غير صالح ، وهذا مما أدى إلى أن تُقطع صلته بأبيه وأن لا يعتبر من أهل أبيه .
أيضاً نجد بجانب هذا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم ، عندما مر النبي صلى الله عليه وسلّم على قمح يباع ، هذا القمح ظاهره جيد ، فأدخل يده فيه وإذا هو مبلول من الداخل ، ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلّم ؟ قال : ( من غشنا فليس منا ) . ما معنى ( ليس منا ) ؟
إنما ذلك يقتضي التبرؤ ممن فعل هذا الفعل . ولئن كان ذلك في غش أحد من الناس للناس في مبايعته إياهم ، فكيف إذا كان غشاً للأمة بأسرها في الانحراف بنهج الحكم فيها عن الطريق الحق ، بحيث لا ينصف من الظالم للمظلوم بل يزيد المظلوم ظلماً أو يجتاح هو أموال المظلومين ، أليس ذلك مما يصدق على أن من كان هذا النهج إنما هو نبرأ منه وليس منا .
هذه أمور ظاهرة ولكن الناس يتعامون عنها . على أن في حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم كما جاء في حديث صحيحي البخاري ومسلم من حديث معقل بن يسار وهو حديث مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم ( ما من عبد يسترعيه الله رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة ) .
كذلك أيضاً نجد أن النبي صلى الله عليه وسلّم كما جاء في حديث كعب بن عجرة عند الترمذي والنسائي ( إنه سيكون أمراء فمن دخل عليهم وصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس وارداً عليّ الحوض ) .
( ليس مني ) يعني هذه براءة ممن أعان ظالماً على ظلمه . فكيف نفس الظالم كيف مع ذلك يقال بأنه لا يتبرأ منه ، هذه براءة من الرسول صلى الله عليه وسلّم ممن أعان ظالما على ظلمه .
فكان موقف أبي حمزة وموقف غيره إنما يجسد العدالة .
كذلك نجد العدالة كيف كانت تتمثل في سلوك السلف الصالح الذين كانوا مهما لقوا من سائر إخوانهم من المسلمين من اضطهاد وظلم إنما يقابلون الإساءة بالإحسان . كان الإمام أبو الخطاب المعافري اليمني رحمة الله تعالى عليه الذي بويع بالإمامة في طرابلس الغرب في عام مائة وأربعين للهجرة ، في أوائل عهد بني العباس ، كان مما يشدد فيه جداً عندما يخرج لأي موقعة أن لا يؤخذ من أموال العدو شيء . أي ممن يقاتلونهم ، فقال له أحد من أصحابه : نأكل من أموالهم كما يأكلون من أموالنا . أي نجازيهم بما يصنعون ، نجازي صنيعهم السيء بمثله . فرد عليه الإمام أبو الخطاب : إذاً حق على الله أن يكبنا معهم في النار فنكون كما قال الله تعالى ( كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا )(الأعراف: من الآية38) .
هكذا قال ، وعندما خرج إلى ورفجومة عندما جاءه استصراخ امرأة من أرض القيروان بعدما سيطرت عليها قبيلة ورفجومة الصفرية ، وخرج لإنقاذ تلك المرأة وإنقاذ أهل القيروان هنالك ، بعدما خرج شدّد على أصحابه في أن يأخذوا أي شيء من أسلاب مقاتليهم ، وعندما مرت امرأة بالقتلى من أعدائهم ومعهم أسلابهم لم يؤخذ منها شيء قالت : كأنهم رقود . فسمي المكان رقادة ، ولا يزال يسمى بهذا الاسم إلى وقتنا هذا .
هذه نماذج مما كان عليه السلف . هنالك كثير مما حصل من المتقدمين والمتأخرين .
السؤال(2)
هناك تهمة توجه للزحف الذي قام به أبو حمزة والموقف الذي وقفه العمانيون من بني أمية بأنهم رفضوا الانضمام إلى الجماعة الإسلامية العامة وشقوا عصا الطاعة فكانوا سببا من أسباب تفريق الأمة الإسلامية ، هذا بالإضافة إلى التهمة التي توجه إلى أبي حمزة الشاري من أنه كان من الخوارج ، وما هي الصلة بين هذا الفكر وبين ما يقال عن الخوارج ؟
الجواب :
أولاً قبل كل شيء نحن علينا أن ننظر إلى التاريخ نظرة فاحصة ، نظرة مستبصر ، نظرة من لا يخضع للعواطف ، ولا يتأثر بالدعايات ، نظرة من يجعل المحك كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلّم ، بهذا يمكننا أن نفحص هذا التاريخ فحصاً دقيقاً ونحكم له أو عليه .
الحق فوق كل اعتبار ، وكتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلّم فوق كل نزعات الناس ونزغاتهم .
الناس من شأنهم دائماً أن يكونوا مع الغالب ، وهذا ما لمسناه ليس في التاريخ الغابر بل وفي الحاضر ، لو أردنا أن نضرب مثلاً شخصية إسلامية لها وزنها ولها اعتبارها كان يتكلم عن أحد القادة ويمثله بعمر بن الخطاب أو بعمر بن عبد العزيز ، وهذا مما عايشناه وسمعنا من أمثاله كثيراً ، وبعد تحول مجرى الأحداث بين عشية وضحاها ، عندما ذُكر له بأن هذا الإنسان يرفع راية الإسلام ويقول بأنه يقاوم من أجل الإسلام ، قال : ومتى كان هذا إسلامياً حتى يعنى بالإسلام . بين لحظة وأخرى هذا الانقلاب وهكذا شأن الناس ، فهكذا دهماء الناس دائماً يمشون في ركاب الغالب .
ونحن عايشنا في تطورات في أفكار الناس المعاصرة الحديثة وتقلبات عجيبة بين لحظة وأخرى .
ونحن إذا جئنا إلى تلك الدولة هل كانت تسعى لمصلحة الإسلام ؟ وتسعى لأجل نصرة الإسلام ؟ وتسعى لأجل تنفيذ أحكام الإسلام ؟ أو كان الواقع خلاف ذلك .
دولة بني أمية يكفينا أن ننظر إلى قصتين وكفى .
القصة الأولى ما الذي صنعه بنو أمية في مكة المكرمة في حرم الله الآمن وبلده الأمين ؟ ألم يقصفوا الكعبة بالمنجنيق وانتهكوا حرمة بيت الله تعالى المحرم الذي من أراده بإلحاد بظلم بُشر بعذاب أليم من قبل الله تعالى ؟ .
الأمر الآخر ألم يكن هؤلاء هم الذين انتهكوا حرمة حرم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وغزوا المهاجرين والأنصار في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلّم وقتلوهم قتلاً ذريعاً واستباحوا المدينة لمدة ثلاثة أيام ، حتى أن النساء الأبكار حملن من معرة الجيش ، وصل الأمر أن تحمل ثلاثمائة بكر من أبكار أهل المدينة من معرة الجيش ، بماذا يفسر هذا ؟
أيقال بأن هؤلاء هم الذين يجب أن ينضوى إليهم وأن يسار في ركابهم .
أحد هؤلاء قال على مسمع ومرأى عندما ولي الأمر ( أيها الناس لست بالإمام الضعيف ولا بالإمام المداهن لكن لن يقول لي أحدكم اتق الله حتى يكون السيف أسرع إلى عنقه من قوله إلى سمعه ) . بماذا يفسر ذلك ؟
عندما جاء قائدهم ابن عطية من بلاد الشام إلى المدينة المنورة لمقاومة أبي حمزة ومن معه ، ماذا صنع أبو حمزة ؟ وماذا كان من أولئك ؟
قال أبو حمزة لأصحابه : لا تبدأوهم بالقتال بل أقيموا عليهم الحجة . فنادى أبو حمزة نفسه في ابن عطية وجيشه : ماذا تصنعون بكتاب الله ؟ قال : نضعه في الجوالق . ماذا تصنعون باليتيم : قالوا نأكل ماله ونفجر بأمه .
ومع ذلك يقال بأن من قام على أولئك إنما قام على الدولة الإسلامية . أهذا هو الإسلام ؟
أهذا الإسلام الذي جاء به الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ؟
أهذا الإسلام الذي كان في عهد الخلفاء الراشدين ؟
أهكذا جاء القرآن ؟
ألهذا دعت السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؟
أين معايير الناس ؟
أين موازينهم ؟
أين الضوابط التي تضبط أعمالهم وتصرفاتهم ؟
ماذا صنعوا فيما بعد بأبي حمزة وأصحابه لما تمكنوا منهم ؟
نعم صنعوا بهم أن صلبوهم بعد قتلهم .
المثلة نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم في مقاتلة المشركين .
هل كان الرسول صلى الله عليه وسلّم عندما يقتل المشركين يمثل بهم ؟
هل كان يصلبهم في الجذوع ؟
هل نصب النبي صلى الله عليه وسلّم للذين آذوه وأرهقوه بمكة المكرمة من قريش بعدما ظفر بهم وقتلوا وخروا مجندلين صرعى في غزوة بدر ، هل أمر الرسول صلى الله عليه وسلّم أن تنصب لهم الجذوع لأجل أن يصلبوا فيها ؟
هل أمر بصلب أبي جهل ؟
هل أمر بصلب عتبة بن ربيعة ؟
هل أمر بصلب الوليد بن عتبة ؟
هل أمر بصلب شيبة بن ربيعة ؟
هل أمر بصلب أحد من أولئك ؟
لا ، ما كان ذلك ، وإنما هؤلاء بخلاف ذلك ، هؤلاء كانوا يصلبون ويأتون ما يأتون في حق كل من أراد أن يغير من باطلهم .
ثم مع ذلك كله ماذا فعلوا في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ونجد كيف الفقهاء حاولوا أن يسخّروا الأحكام الشرعية لتتلائم مع الواقع .
عندما قام سبط الرسول صلى الله عليه وسلّم على الدولة الأموية وقتل في من قتل وحُمل رأسه إلى يزيد بن معاوية ماذا قال فقهاء الأمة ؟
من الفقهاء من قال : قُتل بسيف جده . معنى ذلك أنه قُتل بحكم جده ، لأنه قام على إمام شرعي .
هكذا انقلاب الموازيين عند هؤلاء ، انقلبت الموازيين انقلاباً عجيباً .
لذلك نحن نقول أن الأمة يجب عليها أن ترفع عن فكرها هذا الركام من الأنقاض عبر هذه القرون حتى يبدو هذا الفكر صافياً خالصاً نقياً .
وبهذا يمكن للأمة أن تستعيد أمجادها .
أما مع هذه الأفكار الأمة تظل متقهقرة .
أما بالنسبة إلى الخوارج ، أبو حمزة وأصحابه وغيرهم كانوا أشد الناس معارضة للخوارج .
الخوارج كانوا يستبيحون أموال أهل التوحيد وسفك دمائهم ، ويستبيحون أعراضهم لأنهم كانوا يأسرونهم ، وعندما يأسرونهم يستبيحون أعراضهم استباحة ، بحيث إنهم عندما يأسرون النساء يستبيحون أعراضهن ، بحيث يعاملونهن معاملة السبايا من المشركات . هكذا كانوا يصنعون .
هل هذا وجد في نهج أبي حمزة ومن سار على هذا الهدي في أي وقت من الأوقات ؟
لا ، الأمر كان بخلاف ذلك . بل عندما قيل له في الذين خرجوا عليهم وقاتلوهم في قديد وتمكنوا منهم ، عندما قيل له : اقتل هؤلاء الأسرى ، لأن هؤلاء لهم ردء يرجعون إليه ، لهم مأوى وهم أهل الشام ، ولئن جاء أهل الشام ليكونن أنكى علينا من أهل الشام . ولكنه أبى ذلك ، وقال : لا أخالف سيرة أسلافنا .
ومعنى ذلك أن أبا حمزة يسير على هدي سلف صالح ، هذا السلف كان حريصاً على اتباع هذه الخطوات التي لا تخرج عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلّم
ما زايلت خطوةَ المختار خطوتهم*ولا ثنى نفسهم عزم وشيطان
فرفض الإمام أبو حمزة هذا ، وفي هذا يقول الإمام السالمي :
ولأبي الحر مع المختار*حث على القتل مع الإدبار
يوم قديد إذ لهم جبار*ردء وما ساعفه المختار
وكان فيها لأبي الحر النظر*لأنه مارسهم وقد نظر
ولكن مع ذلك قال لا أخالف طريقة أسلافنا . وعلى أي حال البون شاسع بين هذا النهج وذاك .
وكما قلنا الناس دائماً يتبعون الغالب . مما يعجب له أن الدولة الأموية انتهت على يد العباسيين . والعباسيون انتقموا منهم انتقاماً غريباً حتى أنهم نبشوا قبورهم وأشعلوا النيران فيما وجدوه من هياكلهم وعظامهم ، ومع هذا أيضاً أمروا حتى بجلد الموتى ، وعند الانتصار بسطت الفرش لهم على جثث هؤلاء الموتى ، ومنهم من كان يئن وقربت الموائد وبسط الطعام هناك .
ومع ذلك اعتبروا الدولة الأموية دولة إسلامية تمثل الإسلام ، وهذه دولة إسلامية تمثل الإسلام ، فكيف يجمع ما بين النقائض . الله المستعان .
السؤال( 3 )
جاء في رسالة الإمام السالمي إلى الشيخ الباروني قوله ( وجمع الأمة ممكن عقلاً مستحيل عادة ) ، فنرجو بيان معنى هذه العبارة ، وهل يمكن أن تكون هذه الرسالة محور بحث أو مشروعاً يطرح في المؤتمرات الإسلامية التي تعقد هنا وهناك ؟
الجواب :
بالنسبة إلى ما يتعلق بقول الشيخ ( الاتحاد ممكن عقلاً مستحيل عادة ) إنما هو ناجم عن نظرته إلى الواقع الذي كان يعايشه .
فبالنظر إلى الوقع وما وجد من التعصب البالغ في الناس حتى صاروا يجعلون موروثاتهم الفكرية ولو لم يقم عليها دليل قط من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم قضايا مسلّمة بحيث يحّور القرآن ويخضع حتى يتفق مع هذه المواريث .
النظر في هذا الحال هو الذي يدعو إلى أن يقول القائل بأنه يستحيل عادة ، أي مع هذا الواقع الذي نعايشه ونراه بأبصارنا ونسمعه بآذاننا ، ولكن مع ذلك ممكن عقلاً إذ لو شاء الله لهدى الناس جميعاً ، الله تعالى على كل شيء قدير ، ولم يأت نص في كتاب الله تعالى يدل على أن الله تعالى قضى أن تتفرق هذه الأمة وأن لا تتحد ، لا ، لم يوجد نص كذلك . وإنما العادة ترجع إلى ما يلمسه الإنسان ما يبصره بعينيه وما يسمعه بأذنيه وما يعايشه في حياته .
أما بالنسبة إلى السؤال الآخر المتعلق بالرسالة هل يمكن أن تكون هذه الرسالة محور بحث ؟ نعم وجد ذلك ، هناك مراسلات كانت بين العمانيين وبين غيرهم فيما يتعلق بالوحدة الإسلامية ، منها رسائل صدرت من الإمام محمد بن عبدالله الخليلي إلى الملك سعود بن عبد العزيز فيها دعوة إلى السعي لتوحيد الشمل ورأب الصدع ولم كلمة الأمة .
كذلك عندما شبت نار الفتنة في الحجاز وقامت الحرب على ساقها بين أشراف مكة والملك عبد العزيز كان من عناية العمانيين أيضاً بذلك أن صدرت من هنا رسالتان رسالة من الإمام محمد بن عبدالله الخليلي للشيخ سليمان الباروني فيها دعوة إلى المسارعة باسم العمانيين ، المسارعة إلى التقريب ما بين الطائفتين المتحاربتين ، بحيث يقوم بما أرشد إليه القرآن من الصلح ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا )(الحجرات: من الآية9) ، ولا سيما أن ذلك يمس الأمة جميعاً بسبب أن الحرب تدور حول بيت الله الحرام .
ورسالة أخرى صدرت من السلطان تيمور بن فيصل إلى الطائفتين وفيها تخويل أيضاً للشيخ سليمان الباروني أن يقوم باسم العمانيين جميعاً من أجل رأب الصدع ورتق الفتق ولم الشعث وتوحيد الكلمة .
فهذا مما يدل على عناية الجميع بما فيه جمع شمل الأمة . وهذه الرسائل بحثت في بعض المؤتمرات . أنا أعتقد أن مؤتمراً انعقد في المملكة المغربية تحت إشراف الإيسسكو أي ( المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ) وشورك من قبل بعض العمانيين ببحث ، والبحث تناول هذه الرسائل فيما أحسب وإن كان تناول هذه الرسائل بالتحليل يحتاج إلى أكثر من بحث .
السؤال(4)
إن الحضور العماني في مضمار الوحدة بارز ومتميز في سائر طبقات مجتمعه وأنا أود أن أسوق بعض النصوص التي نصت عليها الكتب العمانية عن شخصياتها وهي تصب في مجال الوحدة .
رسالة الإمام العماني راشد بن سعيد اليحمدي إلى إخوانه بالمنصورة من بلاد السند( فاستقيموا لله على السبيل الذي دعاكم إليه وحثكم عليه ولا تتفرقوا فإن الدين واحد والحق واحد ) .
كتاب الإمام محمد بن عبدالله الخليلي إلى حضرة الملك سعود بن عبد العزيز .
كانت تلك هي وسيلة ذلك العصر لتوحيد الأمة ، ولا شك أن لهذا العصر متطلباته ، ونحن نرى أن القيادات السابقة كانت تلك بصماتها ، فما هو الدور المرجو من قيادات العالم الإسلامي في هذا العصر بما يناسب متطلباته في خضم التنصل الذي تقوم به الشعوب باعتبار أن المسئول الأول هم القادة وأولياء الأمور ؟
الجواب :
نعم الأمة الإسلامية يجب على قياداتها أن تسعى إلى اتحادها فيما بينها .
اتحاد القيادات فيما بينها وتعاونها فيما بينها وتآزرها فيما بينها مما يريح الأمة حتى لا يكون هنالك خلاف ولا يكون هنالك تفرق ولا يكون هنالك تشتت ولا يكون هنالك ضياع للأمة ، لأن الاتباع يضيعون في خضم النزاعات التي تكون بين القادة .
فهاجس الوحدة يؤرقهم ويشغلهم ومع ذلك تكون الأحداث معاكسة لهم ومخالفة للتيار الذي يحرصون على السير فيه وهو تيار الوحدة .
فالقادة هم مطالبون بأن يلموا شعثهم . ونحن نرجو أن يرتفع صوت الأمة من خلال اتحاد علماء المسلمين إلى قادة المسلمين ، ومن خلال المؤتمرات الكثيرة التي تنعقد هنا وهناك نرجو أن يرتفع صوت الأمة إلى قادة المسلمين فيسعوا دائماً إلى رص الصف وتوحيد الكلمة والقضاء على أسباب الخلاف .
وقبل نحو شهر أو أقل من شهر كنا في مؤتمر في اليمن ، هذا المؤتمر ساع إلى الوحدة ، ومما اقترحناه في جلسة خاصة من أجل استغلال ثمرات هذا المؤتمر اقترحنا أن يُحرص على تنفيذ بنود هذا المؤتمر بتشكيل وفد يخرج إلى قادة الأمة الإسلامية في جميع أصقاع الأرض من أجل تنفيذ بنود هذا المؤتمر ليتم الترابط ما بين الأمة والتوحد والتآزر فيما بينها .
السؤال( 5 )
ما مدى قدرة الفكر العماني المتمثل في المدرسة الإباضية في استيعاب المدارس المتنوعة في العالم الإسلامي ، وما هي الأسس والمبادئ التي انطلقوا منها ؟
الجواب :
أولاً قبل كل شيء نحن يجب علينا أن نحرص دائماً على الكلمة السواء التي تلم هذا الشعث وترأب صدع جدار الأمة وتعيد إلى الأمة الوحدة والألفة ، نحن نرى أن هذا الفكر دائماً فكر تسامح ، فكر يستند إلى الدليل قبل كل شيء ، ويجعل الدليل فوق كل الاعتبارات
ولا تناظر بكتاب الله*ولا كلام المصطفى الأواه
معناه لا تجعل له نظيرا *ولو يكون عالماً خبيرا
قد نجد عند الآخرين ما لا يتفق مع هذا السياق . نحن وجدنا يقول بأنه يجب على الناس جميعاً أن يقلدوا عدداً معيناً من الأئمة ، ومن لم يقلدهم فهو ضال مضل ويخشى عليه الوقوع في الكفر ولو أنه وافق ظاهر القرآن والأحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة . هذا كلام في منتهى السخف لا يقبله عاقل ، ونحن نرأب بأي أحد من أمة الإسلام أن يقبل مثل هذا الكلام .
بالنسبة إلى علمائنا أيضاً وجدنا التسامح عندهم بأن الأصول التي تجمع هي كافية لئن تمد جسور الأخوة بين أمة الإسلام ، الإمام السالمي رحمه الله تعالى يقول :
ونحن لا نطالب العبادا*فوق شهادتيهم اعتقادا
فمن أتى بالجملتين قلنا *إخواننا وبالحقوق قمنا
إلا إذا ما أظهروا ضلالا *واعتقدوا في دينهم محالا
قمنا نبين الصواب لهم *ونحسبن ذلك من حقهم
فما رأيته من التحرير *في كتب التوحيد والتقرير
حل مسائل ورد شبه *جاء بها من ضل للمتنبه
قمنا نردها ونبدي الحقا*بجهدنا كي لا يضل الخلقا
أولاً قبل كل شيء تجد نبرة الإنصاف في أن القاسم المشترك يكفي ، عندما يكون هناك التقاء على جملتي التوحيد فذلك كاف ( فمن أتى بالجملتين قلنا *** إخواننا وبالحقوق قمنا ) ، نقوم بجميع حقوق الأخوة الإسلامية بمجرد أن يأتي أحد بالجملتين اللهم إلا إذا نقض هذا المقال .
جملة التوحيد تقتضي الإيمان باليوم الآخر لو نقض الإنسان الإيمان باليوم الآخر وادعى أنه لا جنة أو لا نار أو لا جزاء على خير هذا مما ينقض المقال ، هو في منتهى المحال ، ولكن عندما تكون تفسيرات جملة التوحيد منسجمة مع جملة التوحيد بحيث لا يعاكس الإنسان مقتضى هذه الجملة فإن نفس الإتيان بالجملة مما يمد جسور الأخوة ما بين المسلم والمسلم .
ويجب على كل الطرفين أن يحترم الطرف الآخر وأن يقدر له وأن يعينه وأن يناصره وأن يشد من أزره وأن لا يخذله بحال ( المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يخذله ولا يحقره ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة