فضاءات القناطر الخيرية

القناطر الخيرية

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصف عبد الله أبو ناصف
مسجــل منــــذ: 2010-12-07
مجموع النقط: 14
إعلانات


ساعة وساعةللشيخ أبو إسحاق الحويني2


إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد،:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار., اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
_________
أخرج الإمام مسلم وغيره من حديث معاوية بن الحكم السُلَمي_ رضي الله عنه: قال: بينما كنت أصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذ عطس رجلٌ من القوم، فقلتُ: له يرحمك الله، فنظروا إلي فقلتُ: ما لكم تنظرون إلي؟ قال: فجعلوا يضرِبون أفخاذهم بأيديهم يصمتونني لكني سكت، قال: فلما قضى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلاتَهُ بأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسنَ تعليمًا منه فوالله ما كهرني ولا سبني ولا ضربني ولكن قال: إن هذه الصلاة لا يصلحُ فيها من كلام الناس شيء إنما هي التكبيرُ والذكرُ وقراءة القرآن أو قال والتسبيح وقراءة القرآن، قلت: يا رسول الله إني حديثُ عهدٍ بجاهلية وإن منا رجالاً يتكهنون أو يأتون الكهان، قال: فلا تأتهم، قال: ومنا رجالٌ يتطيرون، قال: ذلك شيءٌ يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم، أو قال: فلا يصدنَكُم قال: ومنا رجالٌ يخطون، قال: كان نبيٌ من الأنبياءِ يخُط فمن وافق خَطَهُ فذاك، قال: وكانت لي جاريةٌ ترعى لي غنمًا قبلَ أُحُدٍ والجوانية، فأتي الذئب فعدى عليها فذهب بشاة من غنمها وأنا رجل أسيفٌ من بني آدم آسفُ كما يأسفون لكنني صككتُها أي_ لطمها على وجها،_ قال: فعظم ذلك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقلت: يا رسول الله أفلا أعتقها، فقال إإتني بها، فجاءت فقال: يا جارية أين الله؟ قالت: في السماء قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله قال: فأعتقها فإنها مؤمنة.
___________________
هذا الحديث اشتمل على جمل من العلم :
1-خلُقُهُ -صلى الله عليه وآله وسلم- في التربية والتعليم هذا موقف خالف فيه معاوية بن الحكم السنة أو خالف الجادة فيه وهو أنه تكلم في الصلاة قال: (بينما أنا أصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذات مرة إذ عطس رجل من القوم) ومعروف أن العاطس يشمت إذا عطس الرجل فيقول: الحمد لله يقولها بصوت مرتفع حتى يُسمِع من معه ولا يقولها في نفسه فإن رجلين عطسا أحدهما عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فحمد الله فشمته النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: الحمد لله فيقول( يهديكم الله ويصلح بالكم )ولا يقول كما درج بعض الناس غفر الله لي ولكم هذا لا أعرفه في شيء من الروايات الصحيحة فعطس الرجل الآخر عند النبي -عليه الصلاة والسلام- فلم يشمته النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم استفسر هذا الرجل فقال: يا رسول الله شمت هذا ولم تشمتني قال: هذا حمد لله وأنت لم تحمده.
وأيضا في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-( أن أبو موسى الأشعري كان متزوجاً بامرأتين فبينما أبو موسى عند المرأة الأخرى إذ عطست فحمدت الله -عز وجل- فشمتها أبو موسى فعطس ولدها ولد المرأة الأخرى عند هذه المرأة فلم يحمد الله -عز وجل- فلم يشمته فلما ذهب الولد إلى أمه فقال: إنها عطست فشمتها وعطست فلم يشمتني فلما ذهب أبو موسى إلى امرأته قالت: ما بالك شمتها ولم تشمت ولدي قال: إنها حمدت الله -عز وجل- وولدك لم يحمد الله تعالى فقالت له المرأة: أحسنت)
فالسنة الجارية أن الرجل إذا عطس يُشَمت لكن ليس في الصلاة :
الذي حدث أن رجلاً من القوم عطس فشمته معاوية بن الحكم السلمي وهو يصلي، فنظر إليه الناس النظر الشذر -أي بطرف العين- فلما رآهم ينظرون إليه واصل الكلام قال: واثُكل أمياه ( ثكلتني أمي) ما بالكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون أفخاذهم بأيديهم ففهم أنهم يصمتوه فسكت.
س:ما الذي جعل معاوية ابن أبي الحكم السلمي يتكلم ومعلوم أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس؟
ذلك أن الكلام كان مباحًا في أول الإسلام كما في حديث عبد الله بن مسعود وهو في الصحيحين ولكن في رواية أبي داود (أن عبد الله بن مسعود كان هاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة مع لفيفٍ من المسلمين فبلغ المسلمين في الحبشة أن قريشًا آمنت وأن إرهاق قريش للمسلمين قد خف فأغراهم ذلك بالرجوع فكانوا وهم على مقربةٍ من مكة علموا أن قريشًا أشد ما تكون على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى أصحابه، لما خرج بن مسعود كانوا يلقون السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرد عليهم السلام إشارة فلما رجع من الحبشةِ وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي فألقى عليه السلام فلم يرد السلام عليه فوجد في نفسه وجدًا شديدًا وظن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غاضب منه فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال( يابن مسعود إن الله يُحدِثُ من أمره ما يشاء ومما أحدث ألا تَكَلَموا في الصلاة)
و قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن مسعود(إن في الصلاة لشغلاً.)
وفي الصحيحين أيضًا من حديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال( كنا نتكلم في الصلاة نكلم بعضنا بعضًا في الصلاة ونذكر حاجاتنا في الصلاة أيضًا فلما نزل قوله تعالى: {وقوموا لله قانتين}أُمِرنا بالسكوت ونُهِينا عن الكلام)
قد يستشكل علي بعض الناس حديث (زيد بن أرقم )إذا ضمه إلى حديث( ابن مسعود) لأن حديث ابن مسعود لما رجع من الحبشة إلى مكة وقوله تعالى: {وقوموا لله قانتين} في سورة البقرة وهي مدنية بالاتفاق، فكيف يستقيم هذا مع ذاك أن يكون الأمر بالسكوت نزل في المدينة وأن يكون الأمر بالسكوت نزل في مكة.
العلماء لهم في ذلك كلام من أقربه:
1- أن الكلامَ حُرِمَ بمكة ثم أُذِنَ فيه ثم حُرِمَ مرةً أخرى، وهذا وجه قويٌ من وجوه الجمع.
وشبيه بهذا مثلا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) فكنت نهيتكم هذا يدل على إباحة متقدمة كان مباحًا فنهاهم ثم أباحه .
2-أو أن زيد بن أرقم وهو من الأنصار وإسلامه متأخر عن إسلام ابن مسعود لا يكون عنده علمٌ بتحريم الكلام،.
فالحاصل أن الكلام كان مباحًا قبل ذلك، وإذا كان الأمر مباحًا ثم حرم وكان العهد قريبًا من المحتمل أن ينسى الإنسان.
مثلاً الأيام الأولى في رمضان أوقات الإنسان يمكن أن يأكل ويشرب بخلاف ما إذا كان في منتصف الشهر أو كان في النصف الأخير من الشهر وقد تعود على الصيام .
فمعاوية _رضي الله عنه_ لما عطس الرجل وشمته و نظر إليه القوم فاستغرب ولم يفطن إلى أن الكلام محرم فتكلم أيضًا في الصلاة( فجعلوا يضرِبون أفخاذهم بأيديهم يصمتونني) ، يقول: فلما قضى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلاتَهُ بأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسنَ تعليمًا منه فوالله ما كهرني ولا سبني ولا ضربني ولكن قال: إن هذه الصلاة لا يصلحُ فيها من كلام الناس شيء إنما هي التكبيرُ والذكرُ وقراءة القرآن )
نصيحة الشيخ _حفظه الله_ للمتصدين للدعوة:
أرجو أن يتعلم من يتصدى لتعليم الناس من تعليم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الإنسان إذا كان معلمًا ينبغي أول ما يعتقد أن يكون المخالف جاهلاً بالحكم لا معاندًا وهناك فرق بين الاثنين الجاهل يُعَلم ولا تثريب عليه إنما إذا ثبت أنه عامد فذلك له حكم آخر.
الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان في كل أمره كذلك كان رفيقًا رقيقًا رحيمًا في كل أمره -عليه الصلاة والسلام- وقد قال الله عز وجل له:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران159.
و في حديث أبي هريرة وفي حديث أنس رضي الله عنهما في الحديث المشهور: (أن رجلاً دخل المسجد فقال(: اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم أحدًا معنا فقال عليه الصلاة والسلام: لقد تحجرت واسعاً)_تحجرت _أي(ضيقت ما وسعه الله لأن رحمة الله عز وجل كما قال أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-( خلق الله الرحمة مائة جزء فأنزل جزءً واحدًا يتراحم الخلائق من هذا الجزء الإنس والجن والطير والدواب حتى أن الدابة لترفع حافرها عن وليدها خشية أن تصيبه، وادخر تسعًا وتسعين جزءً لعباده يوم القيامة)
كون الرحمة مائة جزء يحجرها أو يجعلها للنبي -صلى الله عليه وسلم- وله فقد حجر واسعًا جدًا، فلم يلبث أن بال في المسجد فهموا به .
فقال -عليه الصلاة والسلام( لا تزرموه وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء)_ لا تزرموه_ أي لا تقطعوا عليه بوله.
وانظر إلي الحكمة الأعرابي منذ قليل يقول اللهم ارحمني ومحمدًا،:
الذي يقول هذا الكلام يمكن أن يدري حكم التبول في المسجد؟ لا بعدما حجر هذه الرحمة الواسعة وقصرها عليه وعلى النبي -عليه الصلاة والسلام- حكم البول حكم جزء لا يُعرف إلا من قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا الرجل ما فعل هذا إلا جاهلاً بالحكم،.
وقد ظهر هذا في حديث ابن عباس الذي أخرجه أبو يعلى وغيره (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استدعى الرجل فقال له: ما حملك على أن بُلتَ في مسجدنا؟ ألست برجل مسلم، قال والذي بعثك بالحق ما ظننته وهذه الصَعَدَاتِ إلا شيئًا واحدًا)_ الصعدات_ الأرض المنبسطة، لم يتصور الرجل أنه بمجرد أن تبني جدران حول مكان ما وتقول هذا مسجد أنه صارت له أحكامٌ بخلاف الأرض، يقول ( ما ظننته) أي ما ظننت هذا المسجد وهذه البقعة من الأرض- وهذه الصعدات إلا شيئًا واحدًا.
قدر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن هذا الأعرابي أتي من مكان بعيد وجاء ليتعلم فهو يعذره والأعراب كان يغلب عليهم فعل مثل هذا.
بل في حديث خزيمة بن ثابت الأنصاري ما هو أبلغ من هذا وذلك (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اشترى قعودًا من رجل أعرابي واتفق معه على ثمن البعير،_ أعطاه ظهره ،يركب البعير يعني، إلى المدينةثم ينقده ثمنه_ فجاء رجل من المسلمين ولا يدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اشترى الجمل فعرض على الأعرابي أن يشتري الجمل فقال بكم فقال بكذا وأعطى ثمنًا أعلى من الثمن الذي قدره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واتفق مع الأعرابي عليه فجاء الأعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إما أن تشتري هذا الجمل وإما أن أبيعه لهذا المشتري، فقال -عليه الصلاة والسلام- يا أعرابي أولم تبعني الجمل؟ قال: ما بعتك شيئًا، قال يا أعرابي بل بعتني، قال ما بعتك شيئًا, وجعل الصحابة يلوذون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،عندما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- بل بعتني يا أعرابي، يقول ما بعتك شيئًا هذا تكذيب للنبي -عليه الصلاة والسلام-، والصحابة يقولون له ويحك إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما كان ليقول إلا حقًا، فيقول الأعرابي هلم شهيدًا يشهد أنني بعتك، فانبرى خزيمة بن ثابت الأنصاري وقال أشهد أنك بعته الجمل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- بم تشهد يا خزيمة ؟ قال بتصديقك _أي وأنك لا تكذب،_ فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- شهادة خزيمة بشهادة رجلين،)
مامنع الصحابة أن يقولوا مثل خزيمة:
إنما خشي الصحابة أن يقول الواحد منهم مثلما قال خزيمة فينزل القرآن بتكذيبه أو بعتابه، لكن هذا من توفيق الله وتسديده للعبد.
مثل عُكاشة بن محصن الأسدي لما النبي -عليه الصلاة والسلام- (قال إن سبعين من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، قال عُكاشة بن محصن الأسدي: يا رسول الله اجعلني منهم، قال: أنت منهم، فقال آخر وأنا يا رسول الله ادعو الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عُكاشة. ).
والأعراب لهم مواقف كثيرة من مثل هذا يغلب عليهم الجهل أتى من باديته ليتعلم عند النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو لا يدري شيئًا،.
ولذلك الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يشدد على الصحابة ما لا يشدد على الأعراب، كما قال أنس رضي الله عنه (كنا نهينا أن نسأل رسول -صلى الله عليه وآله وسلم- شيئًا فكان يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل من البادية يسأل ونحن نسمع؛_ إنما نهوا خشية أن يسأل الواحد منهم أكثر من سؤال فينزل حكم بالتشديد،_ فكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول لهم ذروني ما تركتكم إنما أهلك الذين كانوا من قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم)
أيضًا من رفقه -صلى الله عليه وآله وسلم- الحديث الذي رواه مسلم من حديث المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: أتيت أنا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد -من الجوع و المشقة- فعرضنا أنفسنا على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فليس هناك أحد يقبلنا وهذا بسبب فقد ما يواسون به الصحابة وإلا ما كان الواحد منهم يتردد في أن يواسي أخاه، كانوا من أشد الناس بذلاً رضي الله عنهم أجمعين، الملاذ الأخير لهم دائمًا هو رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: فذهبنا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا ثلاثة أعنز، قال: احتلبوا هذا اللبن بيننا -يبقى هم المقداد وصاحبان له ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبقوا أربعة- فكانوا يحتلبون اللبن يقسمونه على أربعة أوان كل واحد يشرب نصيبه والرسول -عليه الصلاة والسلام- بعدما يرجع يسلم سلامًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي نصيبه من اللبن فيشربه، قال المقداد: فجاءني الشيطان يومًا، فقال إن محمدًا يأتي الأنصار فيتحفونه وما به حاجة إلى هذه الجرعة، قم فاشربها، قال: فقمت فشربتها، فلما أن وغلت في بطني وعلمت أنه لا سبيل إليها ندمني الشيطان وقال: ويحك ماذا فعلت؟ أشربت شراب محمد الآن يجيء فيكشف إناءه فلا يجد اللبن فيدعو عليك فتذهب دنياك وآخرتك، لما قرع هذا الخاطر عقل المقداد قال: علي شملة إن غطيت بها رأسي بدى قدماي وإن غطيت بها قدمي بدى رأسي وجعل لا يجيئني النوم أما صاحبي فناما لأنهما لم يفعلا ما فعلت، قال: فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عادته فسلم سلامًا يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم فصلى ثم جاء فكشف إناءه فلم يجد شيئًا فرفع بصره إلى السماء فقلت: الآن أهلك، فسمعته يقول اللهم أطعم واسق من سقاني، قال: فشددت الشملة علي وأخذت شفرة -أي سكينًا- وذهب إلى هذه الأعنز لأذبح واحدة منها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فلما أتيت الأعنز إذا هن حفل كلهن - الدرع ملآن باللبن على غير العادة- قال: فأتيت بإناء ما يطمع آل محمد أن يحتلبوا فيه - واسع وعميق- قال: فحلبت حتى علت رغوة اللين فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: اشرب يا رسول الله، فقال: أشربتم شرابكم انظر إلي الرفق، لأنه لما كشف الإناء الذي يخصه لم يجد لبنًا ظن أن آنية أصحابه كانت كذلك ليس فيها لبن لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما ظن أن يشرب أحد نصيبه من اللبن إنما ظن أنهم لم يشربوا ولذلك لما قال: اشرب يا رسول الله، فقال: أشربتم شرابكم الليلة؟ لم يرد عليه ولم يقل شربنا إنما قال اشرب يا رسول الله، قال: فشرب النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أعطاني الإناء فأعطيته إياه وقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب، قلت :اشرب فشرب، فلما علمت أنه روي ضحكت حتى ألقيت -حتى سقط من كثرة الضحك سقط على الأرض- فقال -عليه الصلاة والسلام- إحدى سوءاتك يا مقداد_ أي أنت فعلت شيئًا،_ قلت: والله يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وكذا ، )
فبم عقب النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا قال: إنما هذه رحمة من الله هلا آذنتنا فأيقظنا صاحبينا فأصابا منها ما أصبنا، فقال له المقداد: والذي بعثك بالحق لإن أصبتها وأصبتها معك ما أبالي من أصابها
وجه الدلالة: الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يعلق على فعل المقداد .
وما عاتب النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدًا على دنيا قط، لا عاتب فضلا عن أن ينتقد أو أن يضرب على دنيا .
كما قالت عائشة -رضي الله عنها-( ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده أحدًا قط إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل) كان في كل حياته مع أصحابه كذلك كان رفيقًا رحيمًا.
الإنسان المتصدر للتعليم على وجه الخصوص لابد أن يتدثر بالعلم والحلم،:
أولا أن يكون علي علم : لأنه لو كان جاهلاً لأنكر ما هو معلوم ويحدث فساداً كبيراً ولذلك العلماء يشترطون في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون عالمًا على الأقل بالمسألة التي يتصدى لها سواء كان آمرًا أو ناهيًا.
لأن هناك بعض الناس ينكر في غير محل الإنكار:
كمن يعتقد أن المرور بين يدي المصلين في صلاة الجماعة يقطع الصلاة فهذا غير صحيح ولكن يجوز للمرء في صلاة الجماعة أن يمر بين صفوف المصلين الذي يقول له قف الإمام لأن الإمام سترة للمصلين فإذا أراد رجلا أن يمر أمام الإمام الإمام يمنعه
ثانيًا أن يكون حليمًا،: عدم الحلمالذي يقع من كثير من الشباب سبب مشاكل كثيرة ويؤخر الدعوة في أماكنها سنين طويلة، ولكننا نتعلم من النبي عليه_ الصلاة والسلام- كيف يعالج المرء أخطاء الناس، معالجة ابن الحكم السلمي.
حكم الكلام في الصلاة:
عامداً: بطلت صلاته ولو كان لمصلحة الصلاة.
ناسيًا : الجماهير: لا تبطل صلاته .
يقول معاوية بن الحكم: بأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه فوالله ما كهرني أي( قهرني )الكاف ممكن توضع مكان القاف مثل السين ممكن توضع مكان الصاد {اهدنا السراط المستقيم} و{اهدنا الصراط المستقيم} ما كهرني ولا سبني ولا ضربني ولكن قال : إن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو الذكر والتسبيح وقراءة القرآن)
دع تثريب الناس وتصدى للحق. الوقت الذي ستنفقه في المهاترات بينك وبين الناس أنت تحتاجه في عرض الحق الذي عندك .
وتعلم من قصة موسى عليه السلام مع فرعون {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}
وجه الدلالة:فانظر إلى الفرق بين كلام موسى عليه السلام وبين كلام فرعون (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ) أهل العلم يسمون من يفعل هذا في باب المناظرات وعرض الحق يسمونها حيدة أنه حاد عن الطريق لما قال موسى عليه السلام : {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } كان ينبغي لفرعون أن يثبت عكس ذلك، ولكن ليس عنده جواب فحاد عن الجواب، {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ} لم يحد موسي عن الطريق ولم يجادله فيما قاله لأن موسى عليه السلام عنده حق يريد أن يعرضه أي خروج مع هذا الحائد عن الطريق فيه أخذ من وقت عرض الحق وإنما استمر في عرض ما عنده من الحق { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ } فرعون لم يأت بحجة استمر موسى عليه السلام في عرض الحق الذي عنده { قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ *قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} حينذٍ سكت موسى عليه السلام ولم يواصل الكلام طالما إنه هدد بالسجن انتقلنا إلى شيء آخر {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} فطالما أنه هدد بالسجن , انتهي الحوار ,.
لا يتكلم المرء إلا إذا علم أن كلامه يبلغ الحق الذي يعرضه , مثلما حدث مع إبراهيم عليه السلام أيضا مع النمروذ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} هذا الرجل الذي حاج إبراهيم في ربه ما الذي جرأه أن يحاج إبراهيم في ربه { أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ }
وهذه عادة اللئام إذا أنعم الله _عز وجل_ على لئيم بنعمة يستطيل بها وينسى من أسبغ عليه النعمة .
مثل قارون عندما وعظه قومه {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أي ماعندي من مال بذكائي وتدبيري وحساباتي الدقيقة .
يقول أهل التفسير: أنه قال آت برجلين يحكم عليهما الاثنين بالإعدام ثم وهما, علي وشك تنفيذ الحكم عليهما , قال اعدموا هذا واتركوا هذا . فهذا الذي عفا عنه وهبه الحياة هو يقول هذا،.
المجادلات الكثيرة تضيع القضية , فانتقل إبراهيم -عليه السلام- إلى جواب مفحم {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}
لذلك كل من يتصدي لعرض الحق لابد أن يكون عنده بدائل :
وهذه كانت طريقة ابن حزم في المناظرات ولذلك استطاع وحده أن ينشر مذهبه على على حساب كل علماء المالكية في الأندلس وظل ابن حزم لا يستطيع أحد الوقوف له في الأندلس حتى صارت الأندلس ظاهرية إلا ما ندر مع أنها كانت مالكية إلي أن جاء (أبو الوليد الباجي) من رحلته من المشرق التي ظل فيها سبع سنوات وبدأ يناظر ابن حزم وقوى قلوب المالكية في الدخول على ابن حزم، كان له طريقة معينة في المناظرة يحاصر الخصم ويهدم له الأدلة دليلاً دليلاً.
موسى عليه السلام لم يضيع وقتًا في عرض الحق الذي عنده.
اليوم مع أي مخالف إذا لم تستعمل معه الحلم جيش عليك الجيوش الحلم يكسر حتى المعاند، الإنسان عندنا ينشر سنة في بلد ينبغي أن يكون رفيقًا لا يرفع راية التحدي لاسيما إذا كان ضعيفًا في البلد وهو الذي يحمل راية الحق وأهل البلد مبتدعة بحكم تطاول البدعة فيهم وأن الناس يعلمون الناس من عشرات السنين مقلدين و أراد أن يحرك هذا الجبل كيف يحركه واحدة.
نحن كانت لنا أخطاء في مطلع الدعوة قديمًا وما كنا نعرف هذا لأنه لم يكن عندنا شيوخٌ يعلموننا حكمة الدعوة،نحن شباب السنة غريبة في بلادنا بلاد الأرياف بالذات الطرق الصوفية هي اللي كانت مكتسحة بلاد الأرياف على وجه الخصوص والموالد والمشاهد والقبور والقباب كل هذه كان موجودًا, وعندما كنا المرحلة الابتدائية والإعدادية كنا نذهب مع آبائنا إلى هذه الموالد و كنا نفعل مثلما يفعلون ما عندنا و الذي كان يأتي مثلاً في البلد كان قطب من أقطاب الصوفية كان يعظهم ثم يقومون يذكرون بطريقة الذكر المعروف و يتمايلون يمنة ويسرة ساعة ساعتين وكان فيه بعض الناس المشاهير في بلد بجانب بلدنا هو من كان يعلم الناس وكلما أتينا بشيء جديد جديدة يقولون أأنتم أعلم من فلان لا يستطيع أحد إيقافه إلي أن ,ذهبنا إلى القاهرة حضرنا دروس المشايخ فتقت ألسنتنا بذكر الله عز وجل أول مرة نعرف كتب الصحاح ونعرف أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- زادت المسألة لما عرفنا علم الحديث وأن هناك صحيح وضعيف من الأحاديث صحيح ووجدنا بعض الواعظين الذين كنا نصلي خلفهم تقريبًا كل أحاديثه ضعيفة أو موضوعة أنه لدرجة خيل لي أنه يحضر خطبة الجمعة من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ الألباني رحمة الله عليه أو أنه يفتح كتب موضوعات ويأخذ منها الأحاديث طبعًا ما علمت أنه أخذ كل هذه الأحاديث من كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي إلا في مرحلة متأخرة لما درست للحافظ العراقي وعرفت أن له ثلاث تخريجات على كتاب إحياء علوم الدين عرفت أن هذا الواعظ رحمة الله عليه كان يأخذ أحاديثه من هذا الكتاب بل جل مادته في الوعظ كانت من هذا الكتاب. لما عرفنا هذه المسألة وبحماس الشباب الذي جانب حكمة الشيوخ ذهبنا في بلادنا ننذر ونعلم الناس السنة فاصطدمنا بالجبل الأشم ألا وهو العادات والتقاليد التي نشأ الناس عليها فزرعنا العداوة في نفوس الناس بهذه الشدة وهذه الحماسة التي تلبسنا بها حرصًا على سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يكن عندنا تعمد إهانة الناس حتى أنهم كانوا يسبوننا.
وأنا أذكر من جملة ما وقعنا فيه من الأخطاء إجبار الناس على صلاة سنة المغرب الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول (صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب لمن شاء). لم ندرس أصول فقه ولم نكن نعرف دلالة كلمة لمن شاء خالص لكن الذي فهمناه (صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب) إذا لازم نصلي نصلي قبل المغرب أنا كنت الإمام وكان فتى صغير في سادس ابتدائي المؤذن درج الناس بعد الآذان مباشرة تُقام الصلاة , ونريد تغيير هذا الأمر ونقيم السنة ولم نعرف اتفقت أنا والصبي قلت له وأنت تؤذن بمجرد الانتهاء من الآذان سأكون متوجهاً للقبلة وأكبر وأدخل في الصلاة طبعًا أنا الإمام ,وأصلي في مكان الإمام كي لا أعطي فرصة لأحد يصلي وأنت كمان تصلي كي نجبر الناس على الصلاة هل واقفنا الناس لا لم يوافقوننا بل كنا نصلي وهم يقدوحون فينا أننا صغار السن, ونحن الأمر بالنسبة لنا سنة ولازم من تطبيقها حتى ولو أوذينا الأنبياء أوذوا والعلماء أوذوا ونحن علي دربهم سائرون سنؤذي وكنا نتجمل كل مايفعل بنا أننا سنأخذ أجر لم نعرف نحملهم علي صلاة سنة المغرب إلا بشيء في غاية الغرابة ولم نعرف هذا الكلام وأنا في السنة الثانية من الجامعة لما ذهبنا نحضر دروس الشيخ المطيع رحمة الله عليه وبدأنا ,نتعلم من حكمة الشيخ المطيع رحمة الله عليه بدأنا نفهم معنى الدعوة فاشتريت زجاجة عطر ورد كانت بثلاثين قرش ورد فلما رجعت البلد بدأت أعطر الناس اللذين كانوا في المسجد وتعود الناس علي هذا الأمر وكان كلما توفرت معي نقود اشتريت بها عطر وأعطيها لهم , صلوا سنة المغرب وانصاعوا لنا وانتهت كثير من المشاكل بزجاجة العطر.
ليس هناك حمل أثقل من البر من برك فقد أوثقك ومن جفاك فقد أطلقك.
إذا أردت أن تسترق إنسان أحسن إليه لو كان ذا معدن أصيل سيظل يشكرك على هذا الإحسان طوال العمر حتى لو أدى الإحسان ووفاك حقك عشرات المرات لا يزال يذكر جميلك هذا الإنسان الفاضل الإنسان المتربي الإنسان الذي عنده أصل .
الإنسان اللئيم تظل تحسن إليه إذا أسأت مرة واحدة يضيع مابدر منك من إحسان دائماً مع اللئيم تبتدئ من أول السطر .
نصيحة للشباب:
خذ حماس الشباب مع حكمة الشيوخ المبنية على التجربة والنظر في الأدلة وأدلة استعمال التجربة يدخل في حكم الشرع .
ولعلكم تذكرون قصة معراج النبي -عليه الصلاة والسلام- (لما فرض الله عز وجل على هذه الأمة خمسين صلاة فمر النبي -صلى الله عليه وسلم- على موسى عليه السلام فقال ماذا أعطاك ربك؟ قال فرض علي خمسين صلاة، قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تقدر إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لن تقدر) فكانت هذه النصيحة مبناها على التجربة إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ولا يزال المرء ينظر في تجارب الأمم وفي تجارب أهل العلم فيستعمل هذه التجارب مع الناس.
لأن داء الناس واحد كل أمراض الناس واحدة إنما هي جديدة على كل جيل أنظر للتاريخ يقول فيه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول: (واستدل على ما لم يكن بما كان فإن الأمور اشتباه.) ماحدث اليوم حدث أمس وسيحدث غداً هو هو .
أبو ذر -رضي الله عنه-( لما سأله عبد الله بن الصامت وسمع أبا ذر يروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر بقتل الكلاب فاقتلوا منها كل أسود بهيم، ، فقال عبد الله بن الصامت: ما بال الأحمر من الأبيض من الأسود، قال ياابن أخي سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما سألتني، فقال: الكلب الأسود شيطان). رواه مسلم.
خذ من هذا الجنس كثيرًا جدًا. يقول كثير من الصحابة يُسأل السؤال يقول سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- كما سألتني، فالتاريخ متكرر، استدل على ما لم يكن بما كان
مانحتاجه من الشباب:
إذاً نحتاج من الشباب فتوة الشباب وحماس الشباب وحكمة الشيوخ المبنية على التجربة المبنية على الحلم و وأفضل من يُنظر في سيرته هو رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يعنف معاوية ولم يقل له كيف تكلمت وكيف خالفت قدر أن يكون تكلم ناسيًا, لأن الكلام كان مباحًا فلربما نسي المرء على جار العادة قديمًا إنما اشتغل بتعليمه قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها من كلام الناس شيء إنما هي الذكر والتسبيح وقراءة القرآن .
وللحديث بقية إن شاء الله تبارك وتعالى.
اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة