فضاءات مدينة المنصورة

مدينة المنصورة

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
mayada
مسجــل منــــذ: 2011-11-13
مجموع النقط: 11.2
إعلانات


معركة الجمالية



  • المعركة كما وصفها موقع المحافظة
    معركة الجمالية
    سار الجنرال (داماس) بجنده حتى وصل إلى برنبال الجديدة حيث عسكر بجنوده ليلاً تجاهها، وغادرها قبل شروق الشمس فواصل السير بحراً يريد الجمالية، فبلغها في نحو الساعة العاشرة صباحاً.
    غير أن سفنه رحلت في بحر أشمون من قلة المياه، فهاجمها الأهالي بإطلاق النار، كما أمطرها وابلا من الحجارة من أسوار بلدتهم، فأمر الجنرال داماس بإنزال الجنود إلى البر لرد هجوم الأهالي ،ولكنه بعد قتال استمر أربع ساعات انسحب من الموقع الذي نزل به، ورأى انه لا يستطيع الثبات فيه ولا متابعة السير في بحر أشمون ، فأضرم النار في الجمالية ، لتشتعل النار الأهالي عن مقاومة الحملة، وعاد أدراجه المنصورة، ومعاً جرحاه وقتلاه.
    وقد كانت معركة الجمالية ذات شأن وخطر ، وصفها الضابط جاز لاس Gaz las من ضباط كتيبة الجنرال داماس - في تقريره عنها قال :
    "لما وصلنا بحر اتجاه الجمالية، فوجئت السفن التي كانت تقل الجنود بعاصفة من الأحجار والرصاص انهالت من أسوار البلدة وبيوتها، وفى الوقت نفسه رأينا جموعاً كثيرة من العرب والممالك والفلاحين ليس بيدهم سلاح سوى العصي يهاجموننا بحماسة فيستشهدون بين أسنة رماحنا ".
    وقد انتهت معركة الجمالية بإحراق البلدة ، وانسحاب الفرنسيين إلى المنصورة فوصلتها في 21 سبتمبر.
    ومن تتبع سير الحملة يتضح لنا أنها لم توفق في إتمام مهمتها فقد بقى "حسن طوبار" قوياً يثير البلاد، ويستفز الناس للمقاومة وكان الفرنسيون يحسبون له حساباً كبيراً، ويسعون بمختلف الوسائل لكي يضعوه، أو يجتذبوه إلى صفوفهم .
    وقد كان (حسن طوبار) يخادع الفرنسيين عن خططه ومقاصده ففي الوقت الذي ابلغ فيه رسول داماس انه لا يأبى دفع الضرائب العادية إذا ما ترك حراً كان يستعد للقتال ، كما كان على اتصال بإبراهيم بك زعيم المماليك الذي كان مرابطاً بفلول جيشه في جنوب سورياً، وقد كان على اتصال مستمراً أيضا بقواته المنظمة لمقاومة الفرنسيين، فحسن طوبار كان يشعل الثورة في مختلف البلاد الواقعة بين دمياط والمنزلة والمنصورة ، وبينما كان يثير الأهالي في بلاد البحر الصغير كان في الوقت نفسه يجمع مراكبه في بحيرة المنزلة لمهاجمة دمياط لتخليصها من يد الفرنسيين.
    ولذا أرسل الجنرال فيال إلى زميله الجنرال دوجا ينذره بقرب هجوم الثوار على مدينة دمياط؛ لأن حسن طوبار يحشد أسطولا كبيراً في بحيرة المنزلة لهذا الغرض ويطلب المدد .
    قام الثوار بهجوم مهم على دمياط في 16 سبتمبر سنة 1798 واشترك فيه أهالي البلاد المجاورة لدمياط، كما اشترك فيه أيضا أسطول حسن طوبار وقد نجح المهاجمون الثوار في قتل الحراس الفرنسيين في المخافر الأمامية للمدينة، وظل القتال متواصلا ليلة 16 سبتمبر ، غير أن عدم تكافؤ الأسلحة والتنظيم دفع المهاجمين إلى التقهقر والالتجاء إلى قرية (الشعرا) حيث اتخذوها معسكراً تحصنوا به.
    ونتيجة لحرج مركز الفرنسيين في دمياط اضطر نابليون إلى إرسال الجنرال (اندريوس) ليعاون الجنرال فيال في توطيد سلطان الفرنسيين في تلك الجهات.
    فتقدم الفرنسيون في 20 سبتمبر للاستيلاء على الشعراء ، وبالرغم من استيلاء الفرنسيين في تلك الجهات فتقدم الفرنسيون في 20 سبتمبر للاستيلاء على الشعراء، وبالرغم من استيلاء الفرنسيين عليها فإن الثورة تفاقمت في البلاد الواقعة بين المنصورة ودمياط، وتعددت حوادث مهاجمة الثوار للسفن الفرنسية القلة للجنود في النيل، مما دفع الفرنسيين إلى التنكيل بالبلاد التي هاجمت السفن كما حدث في (ميت الخولى) حيث اعتدوا على الأهالي ،واستولوا على ما بها من مواش وطيور وحلى. المنزلة مرة أخرى
    وجد نابليون بونابرت أن السبب في اشتعال نار الثورة في هذه الجهات رجع إلى الروح التي بثها حسن طوبار في نفوس الأهالي لذلك عزم نابليون - كي يستتب له الأمر في هذه الجهات على القضاء على نفوذ حسن طوبار، فأرسل مدداً إلى الجنرال دوجا، وكلفه بالاستيلاء على المنزلة كما كلفه بإرسال كتيبة إلى الجنرال اندريوس للاستيلاء على ما ببحيرة المنزلة من جزائر وسفن.
    وبدأ الجنرال دوجا في تنفيذ الخطط العسكرية المكلف بها فعهد إلى الجنرال اندريوس أن يذهب إلى المنزلة عن طريق البحيرة كما عهد إلى الجنرال داماس Damas أن يسير إليها بالبر ، وبذلك تطبق القوتان على المدينة من البر والبحر .
    ولما أحس (حسن طوبار) بخطط الفرنسيين غادر المنزلة ومعه معظم أهلها إلى غره؛ لإعادة تنظيم حركة المقاومة لاسترداد البلاد فدخل داماس المدينة التي وجدها خالية إلا من الشيوخ وعجائز النساء،فأحتلها بعد أن فوت عليه حسن طوبار وكذلك الأهالي فرصة الانتقام من زعيمهم ومنهم.
    أما حملة الجنرال اندريوس فقد فشلت في مهمتها بسبب تكاثر سفن الأهالي حول سفنه، ومحاولة الأهالي إغراقها فاضطر إلى العودة إلى دمياط.
    هكذا كانت الحركة الواسعة المدى التي أقلقت بال الفرنسيين زمنا، وهكذا كانت بطولة ذلك الرجل الذي أزعج قواد الجيش الفرنسي وتردد اسمه في تقاريرهم ورسائلهم ، وورد اسمه في رسائل نابليون نفسه غير مرة كعنوان للمقاومة الأهلية القوية.
    لقد ظل إقليم الدقهلية يكافح هؤلاء المستعمرين في عنف، وشغل إخضاعه الفرنسيين اكثر من شهرين، وكلفهم ثمناً غالياً من جنودهم وقوادهم ، ففقدوا فيه وحده - حتى آخر أكتوبر 1798 ما يقرب مما فقدوه في سائر بلاد القطر منذ وطئت أقدامهم الدنسة ارض الوطن الحبيب.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة