فضاءات عمره وعميره

عمره وعميره

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
أحمد النصار
مسجــل منــــذ: 2011-09-23
مجموع النقط: 0.6
إعلانات


الرجال مقصرون

لرجالُ إنما يرون أنّ عليهم الاهتمامَ بالحقوق الدنيوية للنساء، ولايرون أنّ عليهم كذلك الاهتمامَ بالحقوق الدينيّة لهنّ. مثلاً: يسائلونهنّ لدى دخول البيت: هل تمّ إعدادُ الطعام أم لا؟ ولكنّهم لايسائلونهن: هل صلّين أم لا؟ ولو دخلوا البيتَ لتناول الطعام وعلموا أنه لم يتمّ إعدادُه لحدّ الآن لغضبوا؛ أو علموا أنه قد أُعِدَّ ولكنه ليس كما يحبّون، سَخِطوا أيضًا؛ ولكنّهم إذا علموا أنّ زوجاتهم لم يصلِّين لحدّ الآن فلا يثير ذلك استياءهم بشكل ولا يَسْخَطُون عليهنّ؛ بل لو حَدَثَ أنّ زوجة أحد لم تصلّ طوالَ الحياة، ما حَفَلَ بذلك، ولايسترعي ذلك إلاّ انتباهَ من يُعَدُّون مُتَدَيِّنِين؛ ولكنهم أيضًا يكتفون في هذه المناسبة بإطلاق مقالة عاديّة: يا سيّدة! لابدّ أن تُصَلِّي؛ لأنّ ترك الصلاة إثم كبير، فهم يرون أنهم بإطلاق هذه المقالة تَخَلَّوْا عن المسؤوليّة؛ فلو قال رجل لأحد منهم: لماذا لاتُحَذِّر زوجتَك تركَ الصلاة؟ قال: أمرتُها بذلك؛ ولكنّها لاتصلي؛ فماذا عسى أن أفعل؛ ولكني أسائله: هل حذّرتَها من ترك الصلاة كما حذَّرتها عندما أَلْقَتْ في الطعام قدرًا من الملح زائدًا عن الحاجة، ولو كنتَ قد حذّرتَها في شأن زيادة الملح في الطعام، مرة أو مرتين ولم تهتمّ بذلك، فهل تعاملتَ معها مثلما تتعامل معها على ترك الصلاة؛ حيث تسكت بعدما تأمرها بذلك مرة أو مرتين؟ لا، وكلا! إنّك لدى زيادة الملح في الطعام قد تنهض لتهشم رأسَ زوجتك وتبدي من غضبك ما يجعلها تتأكد أنّك غَضِبْتَ غضبًا لا نهايةَ له؛ فهي تهتمّ بأمر الملح جدًّا، وتحاول أن لاتعود لزيادته في الطعام أبدًا. أيّها السادة ! إنكم لم تأمروا أزواجَكم بالصلاة بشكل يُؤَكِّد لهنّ أنّكم غاضبون على تركهنّ لها غضبًا شديدًا؛ إنكم لو أبديتم في شأنها الغضبَ الذي أبديتموه لدى زيادة الملح في الطعام، لكُنَّ قد عَزَمْنَ أن لايَعُدْنَ إلى تركها أبدًا؛ فلولم يُصَلِّين بعد أمرهن مرّة واحدة، عدتم إلى أمرهن بها ثانيًا وثالثًا، وأبديتم استياءكم الشديد تجاه ذلك، مثلاً تركتم مُضَاجَتعَهُنّ، أو امتنعتم عن تناول الطعام الذي يطبخنه، كما صنعتم في شأن زيادة الملح، التي لم تَصْلُحْ في المرة الواحدة، فواصلتم غَضَبَكم الشديدَ حتى تَمَّ إصلاحُها، وما اكتفيتم بالتفكير في أنّكم أعدتم التحذيرَ؛ ولكنّهن لم يستجبن فماذا عسى أن نفعل؟ الحقُّ أنّنا لم نسترح في شأن الملح في الطعام، كما نستريح في شأن المواظبة على ترك الصلاة.
إنكم لو عزمتم على تحويل نسائكم مُوَاظِبَات على الصلاة لما صَعُبَ ذلك عليكم؛ لأنهن لسن حاكمات، وإنما هن محكومات تحت قَوَّاميَّتكم؛ فأنتم تحكمونهن لأهوائكم؛ ولكنكم لاتحكمونهن في باب الدين.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة