فضاءات خميس القصيبة

خميس القصيبة

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
rawya
مسجــل منــــذ: 2011-10-09
مجموع النقط: 2.2
إعلانات


لماذا يدافع الإسلاميون عن الشريعة وينسون الإنسان؟

لماذا يدافع الإسلاميون عن الشريعة وينسون الإنسان؟
كثير من الحركات الإسلامية تجعل مبررها الوحيد في الوجود هو الدفاع عن الشريعة ، بل و إن بعضها حمل السلاح وقتل كثير من الناس باسم الشريعة كما حدث في الصومال مثلا ، أما بعض الآخر فقد اخذ على نفسه أن يدخل في معارك سياسية كبرى من اجل الدفاع عن الشريعة. ومنها من هو مستعد للتضحية بكرامة الإنسان وحقوقه من أجل الشريعة كما حدث في المغرب مثلا ....و لكن هؤلاء نسوا أو تناسوا أن الشريعة أساسا جاءت لخدمة الإنسان وضمان سعادته ، فقد قال الشاطبي قديما "إذن ثبت أن الشارع قد قصد بالتشريع إقامة المصالح الأخروية والدنيوية ..."( الموفقات ج. ص 28) والمصالح المقصودة هنا هي مصالح الإنسان أو العباد حسب تعبير الأصوليين فقد قال الآمدي "" المقصود من شرع الحكم إما جلب مصلحة , أو دفع مضرة أو مجموع الأمرين بالنسبة إلى العبد ...."( الإحكام في أصول الأحكام ج 3 , ص 237-238) فالأمر في كل الأحوال يرجع لمصلحة العبد . بل و قبل هؤلاء كلهم فقد ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: "ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منكِ، ماله ودمه وإن نظن به إلا خيرا".رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الترغيب 2/630 .
والكعبة إشارة هنا إلى الشريعة باعتبارها قبلة المسلمين في أعظم عبادة وهي الصلاة. فالرسول صلى الله عليه وسلم اعتبر حياة الإنسان المسلم أهم عند الله من أعظم رمز للشريعة . وعندما نتحدث عن الحياة فنحن نتحدث عن أشياء أخرى شديدة العلاقة بها .و في مقدمتها الكرامة لذلك ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المال باعتباره عنصر أساسي للحياة الكريمة. كما ذكر حسن الظن يعني احترام هذا الإنسان وعدم إذلاله بأن يجعل دائما في موضع الشبهة . والمؤمن هنا هو المصدق بالله ورسوله وبكل ما ورد عنهما من عقائد سواء أكان ملتزما بالفرائض أو مقصرا فيها ، فالعمل عند أهل السنة ليس شطرا من الإيمان بل من مكملاته .مما يعني أن كرامة الإنسان ينبغي أن تحفظ حتى لو كان عاصيا بل حتى لو كان غير مسلم ألم يقل الله تعالى." من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "( سورة المائدة 34)
وجاءت النفس هنا نكرة إشارة إلى عموم النفس الإنسانية سواء أكانت مسلمة أو غير مسلمة. ومعلوم أن حياة النفس لا تقتصر على المعنى المادي للحياة .فالحياة الإنسانية تدخل فيها الكرامة والحرية. فالظلم والاستعباد إنما هو أخ القتل . ألم يقل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ولمن قالها؟ قالها لعمر بن العاص عندما ظلم ابنه أحد الأقباط فأقتص له عمر رضي الله عنه
خلاصة الأمر أن الإسلام كرم الإنسان كإنسان "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " (الإسراء .70) فمتى يستوعب البعض ذلك ويكفوا عن قتل الإنسان باسم الإسلام؟؟ ومتى يتوقفون عن الاتجار بكرامة الإنسان وحريته وحقوقه باسم الشريعة؟؟ .فالعلماء الجهابذة يفضلون الدولة الكافرة إذا كانت عادلة تحفظ الحقوق والكرامة على الدولة المسلمة إذا كانت ظالمة يقهر فيها الإنسان وتضيع حقوقه

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة