فضاءات سيدي العبدلي

سيدي العبدلي

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
تاجوري محمد
مسجــل منــــذ: 2011-10-10
مجموع النقط: 1.2
إعلانات


الوقت هو الحياة


الوقت هو الحياة
الحمد لله القائل ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاُ وأنكم إلينا لا ترجعون)(المؤمنون115) والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن رأس مال المسلم في هذه الدنيا وقت قصير، أنفاس محدودة وأيام معدودة. فمن استثمر تلك اللحظات والساعات في الخير فطوبى له، ومن أضاعها وفرط فيها فقد خسر زمناً لا يعود إليه أبداً.
أيها الأحبة: إننا ندرك أهمية الوقت عندما نتأمل في نصوص الكتاب والسنة ففي القرآن نجد المولى سبحانه وتعالى يقسم بأجزاء منه، بالفجر والليل والضحى. وقسمه بتلك الأجزاء كان لفتاً للأنظار نحوها لعظيم دلالتها عليه. فلا شيء أنفس من العمر. وقال صلى الله عليه وسلم: (لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به) لن تزولا قدما عبد في هذا الموقف العظيم حتى يحاسب عن مدة أجله فيما صرفه.. وعما فعل بزمانه، ووقت شبابه بخاصة فإنه أكثر العطاء وأمضاه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، فمن صح بدنه، وتفرغ من الأشغال العائقة، ولم يسع لصلاح آخرته، فهو كالمغبون في البيع.
ولقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: ((اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) رواه الحاكم.
إن عمر الإنسان هو موسم الزرع في هذه الدنيا، وحصاد ما زرع يكون في الآخرة. فلا يحسن بالمسلم أن يضيع أوقاته وينفق رأس ماله فيما لا فائدة فيه.
أيها الأحبة:
كم من الساعات والأيام والليالي تمضي فيما لا فائدة فيه. تمر الساعات والأيام ولا يحسب لها حساب بل هناك من ينادي صاحبه: تعال لنقضي وقت الفراغ! وبعضهم تسأله وتقول له: ماذا تعمل؟ قال: أضيع وقت!! آه ثم آه ، لو كان الوقت يشترى لاشترى العقلاء من هؤلاء أوقاتهم.
أيها الأحبة: هل كان سلفنا الصالح كذلك؟ لا والله بل كانوا حريصين أشد الحرص على أوقاتهم، فهذا عبد الله بن مسعود يقول: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي. وقال طيفور البطامي: إن الليل والنهار رأس مال المؤمن ربحها الجنة، وخسرانها النار. أ.هـ.
قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد: فالسنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرته شجرة طيبة، ومن كانت أنفاسه في معصية فثمرته حنظل.
ومن جهلنا بقيمة الوقت أنا نفرح بمغيب شمس كل يوم ونحن لا ندرك أن هذا نهاية يوم من أعمارنا لن يعود أبداً، صحائف طويت، وأعمال أحصيت وأنفاس توقفت.
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدنى من الأجل
قال الحسن: ما مر يوم على ابن آدم إلا قال له: ابن آدم إني يوم جديد، وعلى ما تعمل فيَّ شهيد، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فقدم ما شئت تجده بين يديك، وأخر ما شئت فلن يعود أبداً إليك.
وقال أبو النصر أباذي: مراعاة الأوقات من علامات التيقظ.
أيها الأحبة: إن المسلم ليلام إذا قضى وقته في غير فائدة، ولو كان ذلك في مباح، فكيف بأناس يقضون أوقاتهم في معصية الله، والعياذ بالله إنها الخسارة ما بعدها خسارة، وإنها يوم القيامة حسرة وندامة (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون) مريم: 39.
ألا فلنشغل أوقاتنا ونعمرها بطاعة ربنا. فإن العمر قصير والأجل قريب.
أسأل الله أن يوفقنا لطاعته وأن يجنبنا معصيته إنه على ما يشاء قدير. والحمد لله رب العالمين.
المرجع: الوقت أنفاس لا تعود لعبد الملك القاسم بتصرف.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة