فضاءات سلوك

سلوك

فضاء التقنية وعوالمها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
محمد عايد السخني
مسجــل منــــذ: 2011-10-13
مجموع النقط: 43
إعلانات


العالم الألكتروني الأيجابيات والسلبيات3


للقدرات التبويبية ومكنات المتابعة في حقل اداء الخدمات ورصد رغبات الزبائن ، كما انها واسطة الاداء الفاعل واليسير والمحقق لخفض الكلف وسرعة الاداء فيما يتعلق بعلاقات المنشاة مع الشركاء والمساهمين والحلفاء ومزودي الخدمات من الباطن والموظفين وغيرهم (41).
2-9 التجارة الالكترونية :-
ان شبكات المعلومات - وتحديدا الانترنت - مثلت بيئة جديدة للاستثمار في مشاريع البيع والشراء ومشاريع تقديم الخدمات ، انها استغلال لفكرة بسيطة وهي ان زبائن كثيرين على شبكة الانترنت ، وطلباتهم لا تنتهي ، من كل الاعمار والاذواق ، فان تم توفير ما يرغبون من منتجات وخدمات وبسعر منافس ، وبشروط بيع سلسة ، وبخيارات واسعة من المنتجات والخدمات ، صار من السهل ان تحظى بمزيد من هؤلاء الزبائن وتحقق دخلا متناميا ، ثم ما الحاجة الى انشاء المتاجر وتعيين الموظفين فيها وتحمل كلفها واضافتها على المنتج ان كان من الممكن ان يكون متجرك مجرد منصة تسوق افتراضية على الشبكة مفتوحة 24 ساعة تصل الى كافة دول العالم .
اذن ، توفير الكلف ، اتاحة الخيارات العديدة ، السوق العالمية ، الاتجار في كل شيء ودون الحاجة احيانا لراس مال كبير ، هي وغيرها - كما سنعالج تفصيلا فيما ياتي - دوافع التوجه نحو التجارة الالكترونية .
والتجارة الالكترونية قد تكون نافذة بيع لمتاجر ومؤسسات ومصانع قائمة ، تستغلها في تسويق منتجاتها او عرض خدماتها ، وجزء من المنتجات او الخدمات قد يتم تسليمه للزبون على الخط ( المنتجات والخدمات ذات الشكل الرقمي كالبرمجيات والكتب الالكترونية والمجلات الالكترونية ومواد الموسيقى والافلام ، وخدمات الحجز والخدمات السياحية وغيرها ) وآخر قد يتم تسليمه ماديا بعد وقت يحدده الموقع بوسائل الشحن التقليدية .
وقد تكون التجارة الالكترونية مشروعا متكاملا في بيئة الانترنت ، كالمتاجر الافتراضية والمؤسسات الخدمية ذات الوجود الافتراضي على الانترنت دون وجود فعلي على الارض ( بالنسبة للزبون طبعا وليس جهات ادارة الموقع )
والتجارة الالكترونية قد تكون علاقات ما بين مؤسسات الاعمال والمستهلكين او المستهلكين فيما بينهم ، او بين مؤسسات الاعمال فيما بينها ، وفي هذا المقام الافتتاحي نكتفي بالقول ان العامين الأخيرين شهدا - اكثر ما شهدا بالنسبة لمواقع الانترنت - تاسيس مواقع التجارة الالكترونية او اضافة خدمات التجارة الالكترونية على المواقع التي لم تكن تمارس هذا النشاط .
2-10 المال والبنوك الالكترونية :-
لقد كانت البنوك في الحقيقة ، من اوائل المستخدمين التجاريين للحواسيب الكبيرة في خمسينات هذا القرن ، فاتجهت المصارف للاتمتة حتى لا تغرق في بحر الأوراق المتناهي ( الشيكات والمستندات المالية والاوراق والوثائق المصرفية ) ولم تقف المسألة عند حد تخزين المعلومات المجسدة للمال والتعامل معها ، بل تجاوزتها إلى مسألة نقل الودائع المالية وبدأ البحث والتطوير في مجال انشطة نقل المال الكترونيا منذ الستينات ، وانتشر على نحو متسارع شعار مجتمع بلا نقود .
ان الاعمال المصرفية تشهد ثورة في واقعها ، اشعلتها مبتكرات التقنية العالية في مجال الاتصال والحوسبة ( وفق مفهوم التقارب الشامل ) . فجرى الاعتماد على مزودات النقد الالكترونية والبطاقات المالية بانواعها والتي شهدت تطورا وصل حد البطاقة الماهرة او الذكية التي تحتفظ - ضمن شريحة الكترونية متضمنة فيها - على مقادير من المال بعملات مختلفة حسب رغبة المستخدم . كما تطورت انظمة تحويل الاموال والنقل الالكتروني لها ، وشيئا فشيئا يحل المال الالكتروني محل المال النقدي والطرق التقليدية لتبادله . كما شهد العمل والخدمة المصرفية ثورة باتجاه استغلال الكمبيوتر ونظم الاتصال ، البنك الناطق ، البنك عن بعد ، المقاصة الفورية عند مخارج البيع ، التداول الالكتروني للاوراق ، المقاصة الالكترونية بين البنوك . وضمن البيئة الحقيقية - أي العالم الحقيقي - ثمة فروع الكترونية بالكامل لا تشاهد فيها موظفا ، تدير عبر استغلال نظم الوسائط المتعددة والاكشاك كل ما يريده الزبون من خدمات الدفع والسحب والطلبات المصرفية بانواعها .
وامام نماء الوسائل الالكترونية المستغلة في الواقع الحقيقي ، وامام حاجة انشطة الاستثمار والتجارة عبر الانترنت لتقنيات متقدمة في الدفع وازدياد الاعتماد على البطاقات المالية وغيرها من وسائل الوفاء ذات الطبيعة التقنية كان لا بد من ضم كل هذه التقنيات وغيرها واعادة تنظيمها ضمن مفاهيم اداء جديدة ليولد البنك الافتراضي او بنك الانترنت او بنك الويب ، وجميعها اصطلاحات دالة على ما يعرف بالبنوك الالكترونية ، انها منصات وبوابات لكافة الخدمات المصرفية والاستثمارية والمالية عبر الانترنت ، في بيئة افتراضية لا وجود فيها للمكان والحدود واللقاء المباشر بالموظف او مشاهدة المال موضوع النشاط ، انها فعلا بيئة الارقام وجدل الاوامر الالكترونية .
2-11 الحكومة الالكترونية :-
هل الحكومة الالكترونية حاسوب سيحل محل اعضاء الوزارة في مقر مجالس الوزراء فيدير الدولة ؟؟ طبعا لا …
هل التقنية ستكون البديل للدوائر والاقسام في جسم هيئات الدولة ومراكزها ؟ طبعا لا …
لكن الاكيد ان الحكومة الالكتروني هي اعادة اختراع لطريقة الحكم والقيادة والادارة .
ان فكرة الحكومة الالكترونية تقوم على تشبيك كافة المؤسسات الحكومية وضمها ضمن اطار تفاعلي واحد يستلزم ابتداء اتمتة كل دائرة على استقلال وربطها معا لتؤدى الخدمة للجمهور عبر الوسائل الالكترونية ، ولتتم الاتصالات بين مؤسسات الحكم عبر ذات الوسائل ، ولتقوم قواعد البيانات مقام الوثائق الورقية والملفات والارشيفات على نحو يتيح سرعة الوصل للمعلومات وسرعة استرجاعها والربط فيما بينها . هذا هو التصور العام لكن في نطاقه تصورات فرعية اخرى كثيرة سنعرض لها في الفصل المخصص للحكومة الالكترونية في القسم الثاني من هذا الكتاب .
وفكرة الحكومة الالكتروني استثمار للوقت والجهد والمال ورغبة بسرعة الاداء باقل وقت متاح ، انها اعادة ادارة للاداء بل خلف للسمات الفاعلة فيه وهي دون شك وسيلة فاعلة لادارة الوقت ضمن الاستراتيجيات الجديدة للتعامل مع الوقت .
تسجيل الشركات ، تسجيل المصنفات المحمية لدى هيئات الملكية الصناعية او الادبية ، تدقيق الاسماء التجارية القائمة ، تعبئة نماذج الاشتراك الضريبي والضمان الاجتماعي ، اداء الالتزامات المالية تجاه الدولة ، استصدار الوثائق الشخصية وتجديدها ، الاستعلام عن الخدمات الحكومية بانواعها ، وغيرها من العلاقات اليومية بين الجمهور ومؤسسات الحكومة … الاتصالات بين الدوائر فيما بينها ، تبادل الكتب اليومية والبريد ، تلقي التعليمات وغيرها من العلاقات اليومية بين هيئات ومؤسسات الدولة .. ادارة العطاءات ، طرحها واستقبال العروض ، المشتريات الحكومية ، استيفاء الرسوم والضرائب ، حتى الطوابع التي تتحول الى سمات الكترونية بديل الطوابع الورقية . .. المحاكم المؤتمتة ، المرتبطة بادارات الدولة الاخرى للاستعلام او غيره ، كل ذلك مجرد افتتاحية لعصر الحكومة الالكترونية.
2-12 القرار الالكتروني :-
ليس المقصود بالقرار الالكتروني هنا القرار الاداري الصادر عن جهة ادارية او القرار القضائي الصادر عن القضاء او قرار مجالس وهيئات الادارة في القطاع الخاص فهي في العصر الرقمي ايضا تظل قرارات بشرية وان اعتمدت في التوصل اليها الى ما يمكن ان تقدمه نظم التكنولوجيا في حقل تحليل المعطيات واظهار الحقائق ، لكن المقصود بالقرار الالكتروني ما تصدره انظمة الكمبيوتر الذكية من قرارات في شان ما معتمدة على قاعدة البيانات المدخلة وعلى الاتجاهات المنطقية لتحليل الوقائع والظروف ، وفي هذا السياق تتطور يوما بعد يوم الانظمة الذكية في حقول التسوق والبحث العلمي والترجمة وفي حقول الانتاج الصناعي وتحليل الانشطة على الشبكات وفي حقل امن المعلومات وحماية البيانات وغيرها ، وفي جانب آخر تستخدم الانظمة الذكية في حقل الخدمات على الخط لتتيح للمشترك السؤال وتلقي الجواب آليا دون وساطة بشرية ، على ان يكون مفهوما ان الانظمة تعتمد على الكم الهائل من البيانات المخزنة في قواعد المعطيات التي تعتمد عليها اضافة الى وسائل برمجة وحلول بحق تتيح سرعة الوصول الى المعلومات المرتبطة بسؤال المشترك . ولعل هذا الحقل من حقول تقنية المعلومات لا سيكون الموضع الأهم لابداعات جديدة قد تحيل كثيرا من الافكار الخيالية التي اثارتها افلام الخيال العلمي الى حقيقة .
3 العالم الالكتروني آثار ومتغيرات ثقافية واجتماعية واقتصادية
ان وسائل التقنية العالية ، متجسدة في اكثرها شمولا وفعالية الحاسوب ، خلفت وراءها اثارا ايجابية ملموسة ، بفعل ما احدثته من تغيير عد ثورة بالمعنى الحقيقي على النشاط الانساني وشتى قطاعات المجتمع . فقد تحسن الاداء الوظيفي في مختلف قطاعات الانتاج ، الصناعة والزراعة والتجارة والخدمات ، وتوفرت آلية تقصي وتتبع سيل المعلومات المتدفق اللازم لتطوير ونماء هذه القطاعات عوضا عن ادارتها . واتاح الحاسوب تجنب الهدر وزيادة الكفاءة ، وتلاشت خاصة في الصناعة المعتمدة على الروبوت مشكلات روتين العمل وملل التكرار ، وتحققت سرعة الاداء وكفاءته في كل ما يتاح معالجته بالحاسوب بدل اليد البشرية والوسائل الميكانيكية ، واحدثت وسائل استخدام تقنية المعلومات الحاسوب خاصة في مجال التدريس ثورة حقيقية من حيث المحتوى والاداء ، وتحققت الفتوحات الرائدة في مجال البحث العلمي بفضل الحاسوب وزاد استخدام الحاسوب في المستشفيات والمختبرات الطبية بصورة واسعة مما حقق دقة النتائج وسرعتها ، وخدم الحاسوب فئات معينة تعاني من صعوبة الاندماج في المجتمع كالمعاقين والكفيفين حيث امكن بمساعدته تطوير حواسيب تحيل النصوص المكتوبة إلى نصوص مسموعة ، وحقق الحاسوب ضغط النفقات في مؤسسات الدولة ومرافقها ، فالاتصالات والكهرباء والخدمات الاخرى امكن مواجهة هدرها والحفاظ على ديمومتها بوسائل التقنية العالية .
لقد اتاح الحاسوب مكنة التخطيط واتخاذ القرار ، والتحكم الافضل بالمصادر والتنفيذ الاكثر كفاءة لشتى انواع العمليات الخدماتية والانتاجية ، هذا كله عوضا عما عرضناه فيما تقدم من استخدامات متشعبة وواسعة خاصة في نطاق التعاملات المصرفية والمالية والخدمية والتجارية والعلمية وغيرها.
واذا كان للتقنية العالية سمة هذا العصر واداة تقدمه اوجدت كل هذا وغيره الكثير من الاثار الايجابية ، فان استخدام وسائل التقنية خلف وراءه حزمة معتبرة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية والقانونية . ولان المقام ليس الوقوف بالتحليل والتفصيل على هذا الموضوع - الذي يبقى محل جدلية واشكالية العولمة (42) ، القبول والرفض - فاننا نكتفي بالاشارة الى ابرز المشاكل الرئيسة للتقنية : -
ان البطالة الناشئة عن انهاء الوظائف التقليدية واحلال الخبرات التقنية بدلا عنها ، وغروب شمس الصناعات التقليدية ، والاتجاه إلى الشخصية ، واساءة استخدام البيانات ، وتهديد الخصوصية ، واختراق امن التقنية ذاتها ، وتهديد سرية الانظمة والمشروعات والسيطرة المعلوماتية ، واستراتيجيات التحكم بالشعوب النامية ، وتهديد الاستقرار في البناء الوظيفي والهيكل الاداري للشركات والمؤسسات ، عناوين رئيسة للاثار السلبية التي خلفها شيوع التقنية ونماء استخدامها .
ان تأثير التغييرات التي توجدها تقنية المعلومات لا يقف عند مجالات الاعمال والصناعة بل يتعداه الى التأثير الشخصي على الافراد ، اذ لا بد ان تترك اثرا اجتماعيا شديد العمق ، وستؤثر على انماط السلوك بل والقيم الاخلاقية ايضا . اذ في ظل امكان مراقبة وتنظيم كل حركة الكترونية نقوم بها يصعب الحفاظ على الخصوصية ( الاسرار الشخصية ) ، ويصعب الحفاظ على الاتجاهات الاخلاقية في المجتمع في ظل كل هذه التسهيلات للوصول الى افلام الاثارة والعاب العنف ، ان طريق المعلومات السريع وبقدر ما يحمل من منافع شخصية وجماعية هائلة بقدر ما يطرح تحديات اجتماعية ومخاطر على البناء الثقافي والانساني ِ.
سينشأ اطفالنا في عالم مختلف تماما ، واذا كان الاجداد قد شيدو العالم الصناعي وقادو اول السيارات وشاهدوا اول الطائرات وهي تصعد في الهواء وجلسوا مشدوهين امام اجهزة الراديو الاولى وواكبوا قدوم التلفزيون وربما عاشوا طيران النفاثات ورحلات الفضاء ، فان اطفالنا سيجولون المراكز الالكترونية ، ويشترون ما يحلو لهم بنقود الكترونية ، وسيرتادون المكتبة وهم داخل المنزل وسيمارسون العابهم ويستذكرون دروسهم مع اصدقائهم على شاشة وسيشتركون في المحاضرات عن بعد ، وسيتلقون علومهم من خلال اجهزة الكمبيوتر والهاتف النقال ، وسيتدبرون اعمالهم حول العالم في شركات لا تتطلب منهم الانتقال من المنزل . أما نحن فاننا الجيل الانتقالي ، اننا ولدنا في عصر صناعة الالكترونيات وشهدنا تدفقها الهائل لكننا ربما لم نتعايش مع ثقافتها وان كنا نعايش اثارها ، وثقافتنا تتردد بين الموجودات والمفترضات في حين كانت ثقافة اجدادنا ثقافة موجودات ، وثقافة اطفالنا ستكون ثقافة افتراضات (43).
ان التقنية العالية في نماء واتساع ، وتجارة وسائلها في تزايد مستمر (44)، فلقد نمت هذه التجارة في السوق العالمي لسلع تقنية المعلومات بشكل مذهل الا ان هذا السوق يتركز بشكل رئيسي في امريكا واوروبا واليابان وبعض مناطق الشرق الاقصى ، وفي ذلك تركيز للصناعات المعلوماتية بيد دول الشمال الغني تماما كما كان تركيز الثورة الصناعية ، منتجات ومعارف في يد ذات الدول . وهذا التوسع الحاد والنماء المتزايد في وسائل التقنية العالية ، صناعة واستخداما ، يخلف وراءه المزيد من المشكلات الاجتماعية والثقافية.
لقد خلقت صناعة وسائل تقنية المعلومات ثقافة خاصة بها اضحت سمة مميزة لرجل التقنية العالية ، وتتمثل ابرز سمات هذه الثقافة باعلاء قيم الانانية والذاتية على حساب قيم التضامن والتفاعل الاجتماعي . وكما عبر عنها توم فورستر " ان ثقافة التقنية العالية تعلي الأنا اولا على الصالح العام"(45). وقد افرزت هذه السمات ، العمل المضني لمعظم ساعات اليوم وطوال ايام الاسبوع ، والمنافسة الحادة بين الشركات والمبرمجين للبقاء في موقع متقدم في سوق العمل (46). ان التكاليف الانسانية والاجتماعية الناجمة عن التقنية كبيرة ومتزايدة ، فالعاملين في هذا الحقل لا يجدون الوقت الكافي في ظل التنافس التجاري الحاد وفي ظل ما يعرف بادمان الحاسوب الناجم عن استخدامه لساعات طويلة لا يجدون الوقت الكافي لممارسة حياتهم مع اسرهم بشكل طبيعي ، اذ تقل لديهم الاوقات التي يقضونها مع اسرهم(47).
ومن اكثر المشكلات تناولا في حقل علم الاجتماع ، وفي مجال العلوم التربوية ، المشاكل الناجمة عن استخدام الحواسيب في التدريس ومشكلات شيوع الحواسيب الشخصية لدى الاطفال واثرها على شخصيتهم وثقافتهم. وقد شهدت السنوات العشر السابقة ، اتجاه معظم المؤسسات التعليمية في العالم إلى توسيع نطاق استخدام الحواسيب في التعليم والتدريس لاثرها الهام في ايصال المعلومات وتوسيع مدارك الطلبة ، حتى ان عددا من الدول افردت ميزانيات خاصة في نطاق خطط التنمية لهذه الغاية ، وكان هناك الكثير من الحديث حول ( معرفة الحاسوب ) و ( جيل لوحة المفاتيح ) ، وقد قيل ان معرفة الحاسوب ستأخذ مكانها بجانب القراءة والكتابة والحساب كمهارة رابعة أساسية ، ويحتمل ان تحل الحواسيب قريبا محل الارقام في المدارس . لقد وضعت مجلة التايم في عام 1982 موضوع الغلاف ظاهرة ( الميكروكيدز ) اطفال الحواسيب ،وهو جيل متعلم على الحاسوب يمكث أمام شاشته في البيت اكثر من قراءة كتب اطفال ويعرفون المزيد عن الحواسيب اكثر من ابائهم . ان اغراق المدرس والجامعات بالحواسيب لا يكفي ، ان الالات الجديدة بحاجة إلى برمجيات مفيدة ومعلمين ومدربين وذلك من اجل الاستفادة منها . لقد كانت معظم البرمجيات المصاحبة لغزو الحاسوب الشخصي سيئة للغاية ، وحتى اليوم فان البرمجيات التعليمية لا تزيد عن كونها في الغالب العاب فيديو فخمة بقيمة علمية محدودة كما ان بعضها يحوي موادا من الافضل عدم توزيعها على مستخدمي الحواسيب .
ان كثيرا من اساتذة التربية وعلم الاجتماع امثال ( ديفيد بك ) من جامعة سان فرانسيسكو و (ريتشارد كلارك ) من جامعة سترن كاليفورنيا ، و(جو ويزنباوم ) من معهد ( MIT ) التقني ، قلقون من ظاهرة مدمني الحاسوب الاولاد الذين اصبحوا مدنين على آلاتهم ( حواسيبهم ) والذين لديهم القليل من الوقت للناس الاخرين - ان هؤلاء المدمنون تقل لديهم مشاعر الاحساس والتفاعل الاجتماعي ، انهم يعتقدون ان الممكن حسب رأي الأستاذ ( جوويزنباوم) " ان يحولوا العلاقات الانسانية إلى ورق مطبوع أو لحل سؤال اخلاقي من خلال الارقام وخانات الذاكرة "(48) .
على ان هذه المشكلة يجب ان لا تحد من الاهمية البالغة لاستخدام الحواسيب في التعليم وصقل مواهب الاطفال والشباب ـ على ان يكون مدركا أهداف توظيف التقنية وغاياتها ، ومخطط بشكل سليم للافادة منها في هذا الغرض وليس مجرد اشاعتها كنوع من ( الموضة او التقليعة ) دون ان تحقق ثمار الاستخدام السليم في خلق جيل يدرك اهمية انتاج المعارف لا استهلاكها .
ولعل واحدا من المشكلات الرئيسة لثورة التقنية العالية تعميق الفجوة الهائلة في مجال التنمية بين الدول الغنية والدول الفقيرة ، فاذا كان الواقع الاقتصادي والاجتماعي افرز واقع الشمال الغني والجنوب الفقير ، فان النقل غير المخطط له والمدروس للتقنية العالية من الدول الصانعة إلى المستهلكة ، وغياب السياسات الوطنية للتقنية المتصلة بالتخطيط الاداري والتنموي لسوق الحوسبة في دول العالم الثالث يفرز واقعا مشابها للشمال الغني والجنوب الفقير ، يمكن وصفه بغنى المعلومات وفقر المعلومات . ولعل هذا ما يدفع الحق في المعلومات إلى موقع الحقوق المؤسسة على التضامن الاجتماعي المنتمية إلى الجبل الثالث لحقوق الإنسان تماما كالحق في التنمية والبيئة النظيفة .
وفي الحقل الامني والقانوني ، فان التقنية العالية خلفت مخاطر حقيقة على الحق في الخصوصية بفعل ما اتاحته من وسائل متقدمة للرقابة على الافراد والتجسس عليهم وجمع ومعالجة البيانات الشخصية المتعلقة بهم واستغلالها في غير الغرض التي جمعت من اجله ، كما اتاحت التقنية سلوكيات جرمية جديدة تستهدف حقوق الافراد والمؤسسات ومصالحها ، ووفرت وسائل بسيطة وفاعلة للمجرمين لارتكاب افعال كان يصعب عليهم ارتكابها في العالم الحقيقي ، فالتجسس ، سواء الامني او الصناعي ، امسى يسيرا في ظل القدرة على اختراق نظم المعلومات التي تعد مخازن للاسرار والوثائق في عصر الاعتماد على التقنية ، واصبح النيل من اعتبار الاشخاص وكرامتهم امرا يسيرا حين يرسل شخص رسالة بريد الكتروني تتضمن احقادا أو مواقف دنيئة فينسبها لمصدرها مستغلا عنوانه البريدي الالكتروني لتصل الى آلاف الاشخاص والمؤسسات دون علم من نسبت اليه او ربما معرفته بالكمبيوتر واستخداماته . وفي الحقل المالي والاقتصادي ، اصبح من الممكن هدم مؤسسات واعلاء غيرها بمجرد اشاعات تطلق على مواقع المعلوماتية فتؤثر في حركة تداول الاسهم او حركة رواج المنتجات . والاهم من كل ذلك ، ثمة اسلحة جديدة للحروب الكونية ، ووسائل جديدة لهدم الروح المعنوية وربما كسب معارك دامية ، انها حرب المعلومات ، حرب اختراق المواقع واستلاب مقدرات الشعوب ، حرب اختلاق المبررات للحملات العسكرية ، والامثلة في هذا الحقل كثيرة ، سنقف عليها في الموضع المخصص لامن المعلومات ، لكننا في هذا المقام نكتفي بالاشارة الى حرب المعلومات التي استعرت في الشهرين الاخيرين لعام 2000 بين مواقع (الكيان الصهيوني ) والمواقع العربية ( في مقدمتها مواقع حركات واحزاب المقاومة الاسلامية والوطنية في لبنان وفلسطين ) ، انها حروب حقيقة تستخدم فيها القنابل الالكترونية بديلا عن قنابل النابالم والبارود ، انها تدمير للثقافة وسعي لمنع التواصل بين ابناء الامة العربية وهيئاتهم ، ومنع تواصلهم جميعا مع قضاياهم المصيرية ، ولهذا كانت هذه الحروب حروب ادمغة لا اسلحة ، ومن المنشئ للفخر العظيم ان تحقق الكفاءات التقنية العربية والاسلامية انجازات مذهلة في الدفاع عن مواقع المعلومات العربية وفي الهجوم الشرس والمدمر على اقوى مواقع المعلومات الصهيونية ، كمواقع الجيش الاسرائيلي ووزارة الخارجية والدفاع والجامعة العبرية وغيرها ، لكن هذا لا يمنع نجاحات العدو الصهيوني من الوصول ومن قدرة الوصول - على الاقل نظريا - الى نظم المعلومات العربية بسبب اعتماد نظمنا في الغالب على تقنيات وبرمجيات تتوفر فيها الثغرات الامنية الموضوعة قصدا من قبل المنتجين التي تشارك اسرائيل بحصة الاسد في مصانعهم وشركاتهم عوضا عن تصنيع اسرائيل للمنتجات التقنية وتسويقها في البيئة العربية دون رقابة او تمحيص ، ان مخاطر التجسس تعكسها حقيقة ان نظمنا تعتمد معالجات وبرمجيات تشغيل وتطبيقات منتجة في غالبيتها من شركات امريكية - في مقدمتها ميكروسفت وانتل - فاذا عرفنا ان قيادات من بعض هذه الشركات اقرت عن وجود ثغرات امنية في برمجياتها ومعالجاتها وضعت قصدا ، واذا ما عرفنا ان ذراع العدو الاقتصادي والتحكمي يطال مثل هذه الشركات ، فتصورا في أي حال امني ستكون عليه نظمنا ان لم نمحص وندقق استخداماتنا للتقنية .
ومثل هكذا حروب - حروب المعلومات - شنتها دول ضد دول ـ واستغلت بعض الدول عصابات مجرمي الكمبيوتر المنظمة لتمارس انشطة جرمية تقنية ضد دول اخرى ، ولا ادل على ذلك من عقد الكيان الصهيوني اكبر كمؤتمر لما يعرف بمنظمات الهاكرز (49)العالمية في آذار 2000 الماضي ( رغم الاتجاه الدولي لمكافحة انشطة الهاكرز ) كما ان امريكا استعملت الوسائل التقنية في حرب معلومات ضد الصين في حقل حقوق الانسان لتبرير مواقفها من الصين وخلق راي عام دولي يساند مواقفها منها .
وتقنية المعلومات اتاحت توزيع وترويج المواد ذات المحتوى غير القانوني وغير المشروع ، كالمواد الاباحية عبر الانترنت ، والمواد التي تنطوي على احقاد واثارة للفتن واعتداء على حقوق الاقليات ، واستخدمت التقنية مخازن آمنة للمعلومات الجرمية للجريمة المنظمة ومراكزها الدولية ، وجرى الاعتماد على التقنية في تيسير اتمام صفقات المخدرات ومضاعفة اخطارها ، وفي انشطة تزييف العملات والمساس باستقرار النقد والعملات الوطنية. والحديث فيما خلفته تقنية المعلومات من مشكلات امنية وقانونية لا ينتهي ، ولنا فيه عودة في اكثر من مقام من هذا الكتاب ( كتاب جرائم الكمبيوتر ) وبقية اجزاء الموسوعة(50).
هذا قليل من اثار التقنية ، وهي اثار عامة تتصل بكل فتوحها ومنتجاتها ، وبالمقابل فان للحواسيب بذاتها ولكل وسيلة من وسائل التقنية التي عرضنا مشاكل خاصة لا يتسع المقام للوقوف عليها ، فالمكتب المؤتمت - على سبيل المثال ، افرز جدلا واسعا حول الاستغناء عن الوظائف اليديوية وجدلا واسعا ايضا حول المشاكل الصحية الناجمة عن استخدام الحواسيب ، يدل عليها على نحو واضح تقارير المعهد الوطني للسلامة والصحة الوظيفية في الولايات المتحدة ( NIOSII ) اعتبارا من عام 1980 التي تعرض القلق المتزايد من احتمال المخاطر البصرية والجسدية والنفسية لمستخدمي المكاتب المؤتمتة . ان عالم تقنية المعلومات لم يكن دائما مشهدا ورديا ، انه ابداع لا جدال ، وتيسير للحياة وقدرة على اختراق عوالمها ، لكنه ايضا ، معاناة قد تتحول الى كوارث ، وما يخفف وطأة المشكلات ، ان بالامكان تجاوز اثارها السلبية ان كان ثمة استراتيجيات وطنية محكمة للتعاطي مع التقنية وتوظيفها ومواجهة تحدياتها .
4- الهوامش :-
1. في عام 1994 ، ومن خلال رسالة الماجستير التي وفقنا لاعدادها حول جرائم الكمبيوتر ، تناولنا ابرز ملامح عصر الكمبيوتر ، فتحدثنا عن اتمتة المصارف ، والصراف الالي ، ومجتمع دون نقود ، والبطاقات المالية بانواعها بما فيها البطاقات الذكية او الماهرة ، والمكتب المؤتمت ، والمنزل المؤتمت وادارة النشاط المالي والاداري عن بعد ، وغيره الكثير ، وكنا ونحن نتحدث في ذلك الوقت ، نتصور ما ستكون عليه الامور من تطورات بعد سنوات طويلة ، لكننا لم نلبث ان ادركنا ان كثيرا مما تعرضنا له في ذلك الوقت ، اصبح حقائق واقعية ، بل وبعضه اصبح في سنوات قليلة تقنيات تقليدية قياسا بمستوى ما تطورت اليه تقنيات ادارة النشاط الاجتماعي والاقتصادي والمالي والاداري . انظر - يونس عرب ، رسالة ماجستير - المرجع السابق ص 15-34 .
2.فرانك - ص 12 . ويضيف :- " ان صناعة الحوسبة من جهة ، وصناعة الاتصالات من جهة اخرى تشهد كل منهما ثورة ذات ابعاد ملحمية في صراعها وهي تتطلع لبناء صرح شامل للمعلومات ، عبر الكثيرون عنه بطريق المعلومات فائق السرعة The information superhighway .
3. Frank Koelsch,The Infomedia Revolution, McGraw-Hill Ryerson, Toronto / Canada, 1995 . P 11
4. د. هشام محمد فريد رستم ، قانون العقوبات ومخاطر تقنية المعلومات، الطبعة الأولى، مكتبة الآلات الحديثة، اسيوط، 1992. ص 6 و 25 .
5.الأستاذ الدكتور أحمد سرور، كلمة رئيس الجمعية المصرية للقانون الجنائي، وقائع المؤتمر السادس للجمعية المصرية للقانون الجنائي، القاهرة، 25-28 تشرين الأول/أكتوبر 1993. وكذلك ، د. سعيد عبد اللطيف حسن ، اثبات جرائم الكمبيوتر ، ط1 دار النهضة العربية ، القاهرة 1999 ص 7 .
6.في هذا يقول مارشال ماكلوهان: " ان المعلومات تنصب علينا بشكل فوري ومستمر ، ففي اللحظة التي يستوعب فيها الفرد معلومة ما تكون هناك معلومات اخرى قد حلت محلها " مشار اليه في مؤلف د. هشام رستم المرجع السابق .
7.توم فوريستر، مجتمع التقنية العالية - قصة ثورة تقنية المعلومات، الطبعة الأولى، ترجمة ونشر مركز الكتاب الأردني، الأردن، 1989 ص 333 .
8.تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للتنمية عام 1999 الى ان عدد مشتركي الانترنت سيبلغ في نهاية هذا العام( 2001) حوالي 700 مليون مشترك ولمتابعة تطورات شبكة الانترنت واتجاهاتها ونماء المواقع فيها واحصائيات المشتركين انظر المواقع التالية على شبكة الانترنت :- www.euregio.net , www.iworld.com , www.internic.net , www.w3.org ,
9.الكمترة اصطلاح دال على عمليات الكمبيوتر كرديف للحوسبة ، استخدم في العديد من الترجمات العربية للمراجع العلمية الاجنبية ( مثلا المرجع :- غاري ج. بيتر، ثقافة الكمبيوتر - الوعي والتطبيق والبرمجة ، الطبعة الأولى، ترجمة ونشر مؤسسة الأبحاث اللغوية، نيقوسيا، 1987) وبرغم انه نادر الاستخدام فلا تزال العديد من كتب الكمبيوتر المترجمة للعربية تستخدم هذا الاصطلاح .
10. في التعبير عن مدى وسرعة التطور في حقل صناعة تقنية المعلومات يورد توم فورستر في مؤلفه ( نشر 1988) المشار اليه في الهامش 5 اعلاه قولا تعبيريا بليغا استخدمه ايضا كتاب مجلة العربي ( حضارة الحاسوب ) ( نشر 2000 ) ، وكنا قد استخدمناه نحن عام 1994 في رسالة الماجستير خاصتنا ( يونس عرب ، جرائم الحاسوب ، رسالة ماجستير ، الجامعة الأردنية / الاردن ) ، حيث يقول : - (( لو حدث في تكنولوجيا السيارات تقدم مماثل لذلك الذي حدث في تكنولوجيا الحاسوب لامكننا اليوم ان نقتني سيارة رولزرايز بسعر لا يتجاوز دولارين وتساوي قوة محركها قوة سفينة عابرة للمحيطات( او قوة طائرة نفاثة ) ومعدل استهلاكها للوقود لتر واحد لكل مليون كيلو متر ، اما حجمها فيساوي 16 في الالف من حجم راس الدبوس )) واذا كان هذا القول قد جاء في اواخر الثمانينات فلا ندري ما هو الوصف الدقيق للتطور الذي لحق تكنولوجيا المعلومات في عام 2000 اذا اردنا قياسه بتكنولوجيا السيارات طبعا مع حقيقة ان كل يوم منذ الثمانينات شهد تطورا ونماءا وابداعا في حقل تطور صناعة الحوسبة والمعلومات ، الى المدى الذي جعل ما نشتريه اليوم من نظم التقنية قديما ومتخلفا قبل نهاية الشهر .
11. يقول رون وايت :- " الانترنت تشبه الجسم الحي ، فهي تنمو ، باخذ جزيئات جديدة على شكل حواسيب شخصية وشبكات تربط نفسها الى الانترنت ، وتتصل بعض اجزاء الانترنت مع الاجزاء الاخرى التي تجيبها منفذة بعض الاعمال ، بشكل مشابه لنشاطات العضلات التي يجري تحفيزها بنبضات الاعصاب . ويمكن التفكير بالانترنت كشبكة من الشبكات الصغيرة وقف التعامل مع الانترنت والحياة باستقلالية ، و يمكنها لاحقا العودة والانضمام الى الجسم الرئيسي للانترنت . والانترنت سريعة الزوال ، فبعض الاجزاء - الحواسيب الضخمة التي تشكل العمود الفقري للانترنت - دوما موجودة والشبكات المناطقية المحلية LAN التي لا يمكن احصاء عددها وهي موجودة في الشركات وغيرها تشكل اعضاء منفردة في جسم انترنت . ولكن ليس هناك شيء مثبت حقيقة في مكانه . ففي كل مرة تستخدم فيها حاسوبك للاتصال مع حاسب في بيتسبورغ مثلا ، لا تستخدم نفس خطوط الهاتف ، ونفس اجهزة الوصل ، ونفس الشبكة الوسيطة ، فطريق انترنت الى بيتسبورغ يمكن ان يمر عبر شيكاغو مرة وفي المرة التالية عبر كوبنهاجن ، وبدون ان تلاحظ ، يمكنك الانتقال بين عدة شبكات في بلدان مختلفة وعبر المحيطات ، حتى تبلغ وجهتك في فضاء الانترنت .ومن الممكن وصف بناء الانترنت - بالنظام الذي يبقى دوما نفسه بالرغم من ان العناصر التي تشكله تتغير من لحظة الى اخرى . " المرجع السابق ، ص 240 .
12. " احدى طرق الدخول في عالم الانترنت هو النقر على مدخل او ارتباط ( ارتباط فائق ) وهي جملة نصية او رسم يخفي عنوان موقع على الويب ، والموقع هو مجموعة من الملفات والوثائق والرسوم التي يقوم شخص ما او شركة ما بوضعها على الشبكة بحيث يمكن للاخرين الوصول اليها من خلال الانترنت ، وعادة ما يكون الارتباط الفائق عبارة عن نص بلون مختلف وتحته خط وليس من المفروض ان يكون النص هو العنوان الفعلي ، فعلى سبيل المثال فان عنوان موقع المركز العربي للقانون والتقنية العالية هو http://www.arablaw.org . والطريقة الثانية للدخول الى الموقع هو كتابة عنوان الموقع ( URL ) في حقل العنوان الذي يظهر في برنامج الاستعراض ( المتصفح) ، مثل كتابة http://www.amazon.com . وعندها سيأخذ برنامج الاستعراض المستخدم الى الموقع الذي يحمل هذا العنوان . ومن ثم ترسل برمجيات المتصفح العنوان الى الشبكة اما مباشرة عبر وصلة T مرتبطة بشبكة مناطقية محلية والتي توجد بشكل عام في اماكن العمل ، او ترسله من خلال الموديم التي يصل الحاسوب بالشبكة عن طريق مزود خدمات الانترنت ISP . بعد ذلك ترسل الشبكة المناطقية المحلية (LAN) او مزود خدمة الانترنت العنوان الى اقرب عقدة من ملقم اسم الحقل ( DNS ) وتشغل DNS مجموعة من قواعد البيانات موزعة بشكل تعاوني بين الملقنات ، لتصبح مستودع للعناوين التي يتم تحويلها من الصورة الفعلية الى الصورة الرقمية من خلال برتوكول الانترنت IP فمثلا العنوان المذكور اعلاه يصبح رقميا 205.181.112.101 وذلك لتسهيل عمل الحواسيب مع الارقام ، وباستخدام بروتوكول الانترنت يرسل المتصفح طلب عبر الموجة التي بدورها توجه الطلب الى الطريق الاقل ازدحاما وفقا لاحدث تقرير لديها عن حركة المرور عبر الانترنت وبغرض تجنب الازدحام . وعندما يتلقى ملقم الموقع الطلب المرسل من المتصفح يقرأ عنوان المرسل ويبث اشارة اعلام بانه تلقى الرسالة ( web site found. Waiting for reply ) عند هذه المرحلة يبدأ المتصفح باظهار اشارة الى عملية جلب الموقع المطلوب حيث يتم وضع هذا الطلب في دور الانتظار الى ان ينتهي الملقم من الطلبات السابقة ، وبمجرد اكتمال عملية التنزيل يظهر الموقع امام المرسل يمكنه بذلك تصفحه والانتقال عبر صفحاته حسبما ورد في خارطة الموقع التي تكون موجودة في الغالب على الصفحة الرئيسية . لمزيد من التفصيل ، المرجع السابق ، ص 268 .
يصف (رون وايت ) كيف تنتقل البيانات في الانترنت موجزا مراحل ذلك على النحو التالي :- ( 1. في المكتب ، يدخل حاسوب في الانترنت بان يصبح جزءا من شبكة مناطقية محلية LAN والتي هي جزء من الانترنت ، الشبكة بدورها توصل مباشرة الى الانترنت من خلال منفذ يدعى وصلة .T في حالة مكتب صغير (SOHO) مكتب/ منزل ، يستخدم الحاسوب على الاغلب مودم للوصول عن طريق الهاتف الى مودم اخر موصول مباشرة الى الشبكة . وفي كلا الطريقين تطلب من خلال برنامج الاستعراض رؤية صفحة المعلومات وربما الوسائط المتعددة الموجودة على حاسوب اخر في مكان ما اخر على الانترنت. 2. الشبكة المضيفة المحلية تقيم وصلة على خط اخر الى شبكة اخرى . واذا كانت الشبكة الاخرى بعيدة بعض الشيء فربما يتوجب على الشبكة المضيفة ان تستخدم موجه . 3. الموجه هو جهاز على الشبكة يصل بين الشبكات . فهو يتحرى الطلب ليحدد اجزاء الانترنت الاخرى المقصودة ثم وبالاعتماد على الوصلات المتوفرة وحركة المرور في الاجزاء المختلفة من الشبكة ، يحدد الموجه الطريق الافضل لوضع الطلب على مساره نحو الوجهة الصحيحة . 4. يمكن لبعض الشبكات في نفس المنطقة ان تشكل شبكة متوسطة . واذا كانت وجهة طلبك في نظام اخر داخل نفس الشبكة المتوسطة ، يقوم الموجه بارسال الطلب مباشرة الى وجهته . ويتم تنفيذ ذلك احيانا عبر خطوط الهاتف العالية السرعة ، وصلات الالياف البصرية ، والارتباطات المكروية . والشبكة المناطقية الواسعة WAN تغطي مساحة جغرافية اكبر ويمكن ان تتابع الوصلات عبر الاقمار الصناعية . 5. عندما يمر الطلب من شبكة الى شبكة ، فان مجموعة من البروتوكولات او القواعد تنشئ الطرود . تحتوي الطرود على البيانات بحد ذاتها بالاضافة الى العناونين ، رموز لتدقيق الاخطاء ، ومعلومات اخرى للتاكد من وصول الطلب سالما الى وجهته . 6. اذا لم تكن وجهة طلبك موجودة في نفس الشبكة المتوسطة او الشبكة المناطقية الواسعة التي هي شبكتك المضيفة ، يقوم الموجه بارسال الطلب الى نقطة الوصول الى الشبكة NAP ويمكن ان ياخذ الممرور عدة طرق على طول العمود الفقري لانترنت ، والذي هو مجموعة الشبكات التي تربط حواسيب ضخمة قوية . الانترنت ليست مقتصرة على الولايات المتحدة فبالامكان وصل الحواسيب الى الشبكة تخيليا في أي جزء من العالم . على الطريق يمكن ان يمر طلبك على المككررات ، الصرات ، الجسور والبوابات . ( المكررات : تضخم او تحدث دفق البيانات الذي يغادر الى مسافات بعيدة من حاسوبك . والمكررات تمكن اشارات البيانات من الوصول الى الحواسيب البعيدة . اما الصرات مجموعات ربط لشبكات بحيث يمكن للحواسيب الشخصية والطرفيات المربوطة الى كل من هذه الشبكات التحدث مع أي شبكة اخرى . واما الجسور فهي تربط الشبكات LAN
alaser049@hotmail.com

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة