فضاءات مدينة أبو تيج

مدينة أبو تيج

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
علاء نايل
مسجــل منــــذ: 2011-09-22
مجموع النقط: 2.2
إعلانات


معركة نهاوند

معركة نهاوند امر عمر رضي الله
عنه النعمان بن مقرن رضي الله عنه بالتوجه إلى نهاوند، وكان النعمان عاملاً على مدينة "كسكر" فكتب إلى عمر يخبره ان سعد بن أبي وقاص
استعمله على جباية الخراج، وقد أحببت الجهاد ورغبت فيه، فكتب عمر إلى سعد ليرسل النعمان الى نهاوند حيث تجمع الفرس هناك، يحاولون استرجاع الأراضي التي حررها المسلمون منهم ..
وكان مما تكاتب به قادة الفرس فيما بينهم (ثم ملك عمر من بعده، فطال ملكه وعرض حتى تناولكم وانتقصكم السواد والأهواز، وأوطأها، ثم لم يرضَ حتى أتى أهل فارس والمملكة في عُقر دارهم، وهو آتيكم إن لم تأتوه، فقد أخرب بيت مملكتكم، واقتحم بلاد ملككم، وليس بمنته حتى تخرجوا مَن في بلادكم من جنوده، وتقلعوا هذين المصرين، ثم تشغلوه في بلاده وقراره، وتعاهدوا وتعاقدوا، وكتبوا بينهم على ذلك كتاباً وتمالأوا عليه).
وكان عمر رضي الله عنه قد قرر أن يقود الجيش بنفسه، فاشار عليه الصحابة بالعدول عن رأيه، فكان مما قاله له علي رضي الله عنه (الأعاجم إن ينظروا إليك غداً قالوا هذا أمير المؤمنين أمير العرب وأصلها فكان ذلك أشد لكلبهم عليك، وأما ما ذكرت من مسير القوم فإن الله هو أكره لمسيرهم منك وهو أقدر على تغيير ما يكره، وأما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ولكن بالنصر، فقال عمر: أشيروا عليَّ برجل أوليه ذلك الثغر وليكن عراقياً ، فقالوا: أنت اعلم بجندك وقد وفدوا عليك ورأيتهم وكلمتهم فقال: والله لأولين أمرهم رجلاً يكون أول الأسنة إذا لقيها غداً فقيل: مَن هو؟ فقال: النعمان بن مقرن المزني، فقالوا: هو لها)
بدء المعركة
كان الفرس قد اجتمعوا في أسبيزهان وأميرهم الخيزران فانتهى المسلمون إليهم، فبدأ القتال ، فكانت الحرب سجالاً، فدخل الفرس خنادقهم، ولا يخرجون إلا إذا أرادوا الخروج فخاف المسلمون أن يطول أمرهم، فاحتال المسلمون لإخراجهم، فأشار النعمان إلى أن يبعثوا خيلاً لينشبوا القتال، فإذا اختلطوا بهم رجعوا إلينا استطراداً فإنا لم نستطرد لهم في طول ما قاتلناهم، فإذا رأوا ذلك طمعوا وخرجوا فقاتلناهم حتى يقضي الله فيهم وفينا ما أحب، فكان الذي أنشب القتال القعقاع بن عمرو فأخرجهم من خنادقهم فلما خرجوا نكص ثم نكص واستغلها الأعاجم وقالوا: هي هي، فلم يبقَ إلا مَن يقوم على الأبواب وركبوهم، ولحق القعقاع بالناس وانقطع الفرس عن حصنهم بعض الإنقطاع والمسلمون لا يقاتلونهم، حتى قيل للنعمان: إئذن للناس في قتالهم، فقال: رويداً رويداً، وانتظر النعمان بالقتال أحب الساعات كانت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقى العدو فيها وذلك عند الزوال وتفيؤا الأفياء ومهب الرياح، فلما كان قريباً من تلك الساعة ركب فرسه وسار في الناس ووقف على كل راية يذكرهم ويمنيهم الظفر وقال لهم: إني مكبر ثلاثاً فإذا كبرت الثالثة فإني حامل إن شاء الله فاحملوا وإن قتلت فالأمير بعدي حذيفة، وعد سبعة آخرهم المغيرة بن شعبة ثم قال: اللهم أعزز دينك وأنصر عبادك واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك فبكى الناس.
فكبر النعمان ثلاثاً، فانهزم الأعاجم واستجاب الله للنعمان فقتل شهيداً، فسجاه أخاه نعيم بثوب وأخذ الراية قبل أن تقع، وناولها حذيفة فأخذها وتقدم إلى موضع النعمان وقال لهم المغيرة: اكتموا مصاب أميركم ما يصنع الله فينا وفيهم لئلا يهن الناس، وانتهت المعركة بنصر المسلمين وفرار الفرس بعد أن قتل منهم الكثير وفرار الخيزران قائدهم مع مَن فر من المعركة فلحقه القعقاع حتى أدركه فقتله المسلمون، ولما تم الظفر للمسلمين جعلوا يسألون عن أميرهم النعمان بن مقرن فقال لهم أخوه معقل: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح وختم له بالشهادة، فاتبعوا حذيفة ودخلوا نهاوند يوم الوقعة بعد الهزيمة).
الخبر في المدينة المنورة
فقدم السائب بن الأقرع بالخمس إلى المدينة، وكان عمر يخرج يتوقع الأخبار فلما أتاه السائب قال: ما وراءك؟ قال السائب: خيراً يا أمير المؤمنين فتح الله عليك وأعظم الفتح واستشهد النعمان بن مقرن فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم بكى فنشج حتى بانت فروع كتفيه، قال: فلما رأيت ذلك وما لقي، قلت: يا أمير المؤمنين ما أصيب بعده رجل يعرف وجهه، فقال: أولئك المستضعفون من المسلمين وما يصنع أولئك بمعرفة عمر، وكان المسلمون يسمون فتح نهاوند-فتح الفتوح- لأنه لم يكن للفرس بعده اجتماع وملك المسلمون بلادهم.
وبعد نهاوند دخل الكثير من الفرس في صلح مع المسلمين، وكانت وقعة نهاوند في سنة 21 للهجرة النبوية الشريفة.
ما بعد نهاوند
لم تتوقف الفتوحات بعد نهاوند فبعد معركة نهاوند تمكن نعيم بن مقرن والقعقاع بن عمرو من محاصرة بلاد همذان وهي التي فرّ اليها الفرس من نهاوند، ومن ثم السيطرة عليها، بعد ذلك تم الإستيلاء على الديلم وأهل الري وأهل أذربيجان الذين كانوا بقيادة باذ أخو رستم وكانت وقعة عظيمة تعدلنهاوند
ولم تكن دونها، ولشدتها ان عمر كان في اجتماع، فترك الإجتماع واهتم بها، وتوقع ما يأتيه عنهم فلم يفجأه إلاّ البريد بالبشارة، فقال عمر: رسول نُعيم؟ قال: رسول نُعيم، قال: الخبر؟ قال: البشرى بالفتح والنصر، وأخبره الخبر، فحمد الله.
وبعدما استولى المسلمون على جلولاء أخذ يزدجرد ملك الفرس يتنقل من بلد إلى آخر حتى أتى مرو وكاتب مَن بقي من الأعاجم، فأمر عمر المسلمين بالتوغل في أرض فارس، فدخل الأحنف بن قيس خراسان وافتتح هراة عنوة وأرسل إلى نيسابور مطرف بن عبد الله، وكان الأحنف قد توجه إلى مرو الشاهجان وكان بها يزدجرد فخرج إلى بلخ ونزل الأحنف مرو الروذ، وكان أهل الكوفة قد توجهوا إلى بلخ فالتقى أهل الكوفة ويزدجرد ببلخ فهزم الله يزدجرد.
ملك الصين ورسول يزدجرد إليه
أرسل يزدجرد إلى ملك الصين يطلب منه العون لقتال المسلمين واستعادة ملكه فأراد ملك الصين أن يتبين حقيقة المسلمين بعدما علم بانهزام الفرس أمامهم على كثرتهم وقلة المسلمين، فقال لرسول يزدجرد: صف لي هؤلاء القوم الذين أخرجوكم من بلادكم فإني أراك تذكر قلة منهم وكثرة منكم ولا يبلغ أمثال هؤلاء القليل منكم مع كثرتكم إلا بخير عندهم وشر فيكم، فقلت: سلني عما أحببت؟ فقال: أيوفون بالعهد؟ قلت نعم، قال: وما يقولون لكم قبل القتال؟ قال: قلت يدعوننا إلى واحدة من ثلاث إما دينهم فإن أجبنا أجرونا مجراهم، أو الجزية والمنعة، أو المنابزة، قال: فكيف طاعتهم أمراءهم؟ قلت أطوع قوم وأرشدهم، قال: فما يحلون ويحرمون؟ فأخبرته، قال: هل يحلون ما حرم عليهم أو يحرمون ما حلل لهم؟ قلت: لا، قال فإن هؤلاء القوم لا يزالون على ظفر حتى يحلوا احرامهم أو يحرموا حلالهم، وسأله عن لباسهم ومطاياهم، فلما أخبره كتب معه إلى يزدجرد إنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجند أوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يحق علي ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك لو يحاولون الجبال لهدوها ولو خلا لهم سربهم لزالوني ما داموا على وصف، فسالمهم وأرض منهم بالمسالمة ولا تهجمهم ما لم يهجموك.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة