فضاءات منزل بوزيان

منزل بوزيان

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمعتمدية
فتحية
مسجــل منــــذ: 2010-10-27
مجموع النقط: 181.6
إعلانات


بنات الصحابة أسماء بنت يزيد ( خطيبة النساء )


بنات الصحابة
أسماء بنت يزيد
( خطيبة النساء )
1ـ سحر البيان
عُرفت أسماء بقوة البيان وسحر الكلام ، فقد نهلت من القرآن الكريم والحديث الشريف ، مما جعلها تلقب بخطيبة النساء ، وذلك لأنها بايعت النبى صلى الله عليه وسلم , ووفدت إليه وسمعت حديثه ، وقد ألقت بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم خطبة مؤثرة ، شهد لها الحاضرون بالبلاغة والفصاحة ، حتى عُرفت فى كتب المؤرخين , مثل كتابي الاستيعاب وأسد الغابة : ( بخطبة أسماء البليغة ) ، ونترك المجال لأصحاب كتب التاريخ يروون لنا هذه الخطبة المؤثرة :
( ذكروا أنها أتت النبى صلى الله عليه وسلم , وهو بين أصحابه ، فقالت :
بأبى وأمى أنت يا رسول الله
إنى رسول مَنْ ورائى مِن جماعة نساء المسلمين
كلهن يقُلن قولى
وعلى مثل رأيى
إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء ، فأمنا بك واتبعناك .
ونحنُ معاشرَ النساء مقصورات مخدرات قواعد بيوت .
ومواضع شهوات الرجال وحاملات أولادهم .
إن الرجال فُضّلوا بالجمعة والجماعات .
وشهود الجنائز والجهاد فى سبيل الله .
وإذا خرجوا إلى الجهاد , حفظنا لهم أموالهم ، وربينا أولادهم .
أفنشاركهم فى الأجر يا رسول الله ؟
فالتفت النبى صلى الله عليه وسلم إليها فقال :
( انصرفى يا أسماء وأعلمى مَنْ وراءَك من النساء أن حُسْن تبعُّلِ إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته ، يعدل كل ما ذكرت للرجال ) .
2ـ الجريئة المربية :
يروى البخارى والإمام أحمد فى المسند أن أسماء بنت يزيد قالت :
مر بى النبى صلى الله عليه وسلم وأنا فى جوار أتراب لى - فى مثل سنى ـ فسلم علينا , وقال : ( إياكن وكفر المنعمين ) ، وكنت من أجرئهن على مسألته ، فقلت : يا رسول الله وما كُفْران المنعمين ؟
قال : ( لعل إحداكن تطولُ أيمتُها بين أبوبها ـ وهى بنت ـ ثم يرزقها الله زوجًا ، ويرزقها منه ولداً ، فتغضب , فتكفر ، فتقول : ما رأيت منك خيرًا قط ) .
ماذا لو سكتت أسماء مثل باقى بنى جنسها ، هل كان هذا التعليم النبوى ، وكانت هذه اللفتة التربوية , من رسول الله صلى الله عليه وسلم , ستكون بيننا اليوم ؟ .
3ـ من أوائل المبايعات
لم تكن أسماء خطيبة النساء وأجرأهن ، بل كانت سباقة لكل خير ، ففى كتاب الأوائل للإمام العسكرى ، ذكر قول عمرو بين قتادة : أول مَنْ بايع النبى صلى الله عليه وسلم : ( أم سعد بن معاذ , وأسماء بنت يزيد , وحواء بنت يزيد ) .
ويذكر ابن سعد فى الطبقات افتخار أسماء بهذا السبق وبهذا الامتياز ، وهكذا الفتاة الصالحة لا ترضى إلا بأن تكون الأولى فى كل شيء ، فقد كانت أسماء تقول : ( أنا أولُ مَنْ بايع رسول الله صلى عليه وسلم ) .
وكلمة ( أنا ) من المواضع التى أجازها الشرع , في هذه المواطن , فالبنت الصالحة الأولى فى : صلاحها والتزامها وحجابها وعلمها ودعوتها ، يحق لها أن تقول : أنا الأولى والحمد لله رب العالمين .
وليست كلمة ( أنا ) افتخار من أجل الافتخار ، وإنما سبق فى التضحية ، فحينما جاءت أسماء تبايع تقول : أتيت النبى صلى الله عليه وسلم لأبايعه ، فدنوت منه وعلىّ سَواران من دهب ، فبصر بصيصهما , فقال : ( القى السوارين يا أسماء ، أما تخافين أن يسوِّرك الله بأساور من نار ؟ )
قالت : ( فا ألقيتها ) , وهكذا نجحت أسماء فى أول اختيار لها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , معلنة أنها يكفيها رضا الله عنها ورضوانه ، فى طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4ـ الشخصية المتميزة :
امتدحت أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ نساء الأنصار ، فقالت : نِعْمَ النساء نساء الأنصار ، لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين ويتفقهن فيه .
وكان على رأس نساء الأنصار خطيبة النساء , أسماء بنت يزيد ، تقول عائشة أم المؤمنين : إن أسماء بنت يزيد سألت النبى صلى الله عليه وسلم عن الغسل من الحيض ، فأجابها : ( تأخذ سِدرتها ـ شيء من شجر النبق يساعد على تنقية الأعضاء عند الغسل ـ وماءها فتغسل رأسها ، وتدلكه دلكًا شديدًا حتى يبلغ الماء شؤون رأسها ، ثم تأخذ فِرْصة ممسكة ـ خرقة أو قطنة مطيبة ـ فتظهر بها ) .
قالت : كيف أتطهر بها ؟
فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ( سبحان الله العظيم ! تطهرين ! .
قالت عائشة تشير إليها : تتبعين آثار الدم .
وبهذا رسمت أسماء لكل فتاة كيف تكون واعية بدينها ، حريصة على الدقة فى العلم , واليقين فى كل الأمور الخاصة بالنساء .
5ـ كونى كأسماء بنت يزيد
* فى مشاركتها :
لم تعش أسماء منعزلة عن المجتمع كما رأينا ، فى سبقها وحرصها على أن تكون الأولى ، وإنما كانت مشاركة فى الأفراح والأحزان ، فهى التى زينت عائشة يوم زفافها عِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخلتها عليه ، حتى أصبحت تدعى : أسماء مقينة عائشة ـ التى تزين المرأة ليوم زفافها أي ( كوافيرة ) - .
تقول أسماء : إنى قينت ـ زينت ـ عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم جئته فدعوته لجلوتها ، فجاء فجلس إلى جانبها , فأتى بعس لبن ـ قدح ـ فشرب ثم ناولها النبى صلى الله عليه وسلم ، فخفضت رأسها واستحيت .
* فى كرمها :
تقول أسماء : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسجدنا المغرب ، فجئت بعِرق ـ اللحم بعظمه ـ وأرغفة ، فقلت : بأبى وأمى تعشَّ ، فقال لأصحابه : ( كلوا باسم الله ) .
فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا معه , ومَنْ كان حاضرًا من أهل الدار ، فو الذى نفس بيده لرأيت بعض العرق لم يتعرق وعامة الخبز , وإن القوم أربعون رجلاً ، ثم شرب من ماء عندى فى شجب ـ قِربة ـ ثم انصرف ، فأخذت ذلك الشجب ، فدهنته وطويته ، فكنا نسقى منه المريض ونشرب منه فى الحين رجاء البركة .
* فى جهادها
فى غزوة أحد استُشهد أبوها : يزيد بن السكن ، وأخوها : عامر بن يزيد ، وعمها : زياد بن السكن ، وابن عمها : عمارة بن زياد ، فلم تصرخ أو تولول ، وإنما كان سؤالها : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقالوا لها : هو بخير ، فقالت : أروينه , وخرجت تنظر إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو قادم من أُحد ، وعندما رأته سالمًا ، قالت : كل مصيبة بعَدَك جلَلَ ـ صغيرة وهينة ـ يا رسول الله .
ولم تهدأ بعد استشهاد أهلها عن الجهاد , مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففى غزوة الخندق شاركت بتقديم الطعام إلى المجاهدين ، وخرجت يوم الحديبية وبايعت بيعة الرضوان ، وشاركت فى غزوة خيبر ، حتى خرجت مع المسلمين فى غزوة اليرموك تسقى العطشى ، وتضمد جراح الجرحى ، بل روى الطبرانى أنها فى معركة اليرموك , انغمرت فى صفوف المجاهدين ، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها .
6ـ ورحلت أسماء إلى الجنة
أورد الذهبى أن أسماء بنت يزيد سكنت دمشق وقبرها بمقبرة باب الصغير ، فقد عاشت دهرًا بعد معركة اليرموك , حتى دولة يزيد بن معاوية .
وإذا كان الناس يموتون ، فأسماء رحلت إلى الجنة ، ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها : فهى من أوائل المبايعات يوم الحديبية , وتُعد من أصحاب الشجرة ، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يدخل النار أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة ) رواه الترمذى .
7ـ تذكرى :
1ـ البنت الصالحة ، هى التى تعبرّ عن أمانى ورأى النساء ، فى بلاغة وفصاحة وبيان ، وتسأل وتحاور من أجل أن تصل إليهن بالحقائق .
2ـ البنت الصالحة , جريئة فى الحق ، خاصة فى مجال الدعوة والتربية ونشر الفكرة .
3ـ البنت الصالحة تجتهد دائمًا , أن تكون سباقة إلى الخير ، وأن تكون من أوائل أهل التضحية والتحمل .
4ـ البنت الصالحة , تحرص على أن تكون واعية بدينها , حريصة على معرفة دقائق الفقه , حتى تتعبد الله على علم وفهم .
5ـ البنت الصالحة , هى المشاركة فى الأفراح والأحزان , وهى الكريمة السخية ، وهى المجاهدة الصبورة .
همسة أسماء
أختاه :
كونى جريئة فى الحق ، واجهرى بالدعوة ، وقدّمى التضحيات ، ولا ترضى إلا بأن تكونى من أوائل السابقات إلى الجنة .
منقووووووووووووووووول

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة