فضاءات مرصفا

مرصفا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
حازم رفعت فهمي
مسجــل منــــذ: 2010-11-16
مجموع النقط: 16.34
إعلانات


مدونة / ماذا بعد ثورة ؟؟!!


عندما ذهبت إلى ميدان التحرير في يوم السادس من شهر فبراير وجدت قشعريرة تنتاب جسدي فلأول مرة أشعر أني مصريا أستطيع أن أتفوه بكلمة أه تعبت حرام كفاية ظلم كفاية فساد ونطقت بأعلى صوتي لا للفساد لا للمحسوبية لا للرشاوي لأول مرة أشعر بأني لن أعاقب على نطق كلمة الحق وكانت تنتابني قشعريرة عندما أسمع الأغاني الوطنية خاصة لشادية وعبد الحليم حافظ وكنت أشعر بأن الدنيا والكون يهتف معنا أغاني وطنية جميلة فكنا نصلي على رخات المطر وكنا لا نخشى الموت خاصة في اليوم الذي سبق التنحي بعد أن انتشرت أخبار بأن هناك تعليمات للجيش بأن يسحق المتظاهرين .. ولكن فعلها الجيش وقال كلمته وأنضم للشعب وفهمنا ذلك بعد أن أنعقد المجلس العسكري بدون حسني مبارك ....وبعد التنحي أحتفلنا أحتفالا مهيبا في شوارع القاهرة .. وقررنا أن نعود جميعا من الميدان ونترك الأمور للجيش ... وكنت بين وقت وأخر أذهب للميدان لكي أعرف الأخبار على الواقع بعيدا عن الاعلام الذي فقدنا الثقة فيه .. فكان ينتابني إحساسان كلاهما نقيض للاخر كنت سعيدا إنني أسمع الآراء المختلفة فكان هذا يرمز للتحول الديمقراطي وكنت أخشى على مصر ليس فقط من ذيول النظام البائد ولكن أيضا ممن قاموا بالثورة والسبب هو أن كل فريق يرى الحقيقة من وجهة نظره هو ولا يسمع للطرف الأخر وتسبب ذلك في أننا أصبحنا نعيش جميعا في جزر منعزلة عن بعضنا البعض .. وخفت على الثورة من أن يأكلها من قاموا بها مثلما حدث في ثورة 52 .. خاصة من المثقفين الذي أعتادوا على استخدام ثقافاتهم لا لشئ سوى لتحقيق مصالحهم واستغلال البسطاء في الصياح ... وهناك موقف حدث يدل على ذلك عندما كنت في الميدان بعد أحداث البالون وجدت رجلا بسيطا يهتف منفردا بحماس قوي الدستور أولا فأقتربت منه قائلا ياحج يعني أيه الدستور وليه أولا؟؟ فتلعثم الرجل وعندها ظهر من خلفه رجل منمق الملابس وقال ايه يا استاذ هو القطر بيتعمل الأول ولا القضبان ...فقلت له يا أستاذنا وايه رأيك في الأستفتاء .. والتفت للرجل البسيط مخاطبا له ياحج اللي ذيي وذيك ناس بسيطه همها الخبز أولا ...العدل أولا.... لكن دستور وحاجات ذي كده ده كلام مثقفين بيكلوا بيه عيش على حساب البسطاء والله أعلم أهدافهم أيه وعند ذلك قامت أمرأة بسيطة وقالت صح ورفعت صوتها العيش ......أولا العيش أولا... وإذ بالرجل المنمق انصرف ومشى فقلت للرجل البسيط شوف مشى ياحج خلي بالك أحنا مش بغبغاوات بنردد كلام وخلاص -- أنا لا لاأعترض على أي الرأيين ولكن ما أعترض عليه الاستخفاف بالبسطاء-- وشعرت بخوف شديد على مصر ووجدت رجل أسمر يدعي أنه كان بطلا لمصر في السباحة يقف وسط مجموعة من الشباب ويحاول إقناعهم بأفكاره وهي أن الجيش لم يقف مع الشعب وأنه لابد من تشكيل مجلس للثورة وإلغاء المجلس العسكري فلم يتقبل أحد منه هذاالكلام وقلت له تريد أن نكون مثل ليبيا نحن لا نقبل ذلك ولا نقبل أي تدخل أجنبي من حقنا أن نعترض ولكن ليس من حقنا أن نمزق مصر بيننا .. وقال هذا الرجل أنه سيأتي في الجمعة القادمة هو وعمرو موسى والبرادعي لاعلان المجلس الثوري فقلت له لا ء لن نقبل بذلك وتركته والألم يعتصرني
خوفا على مصر .. ومشيت فوجدت عمرو واكد الممثل ويقف حوله مجموعة من الناس ويسجل معه تلفيزيون ويتحدث عمرو قائلا إنه مع الثوره وضد ما حدث في مسرح البالون ثم سرت حتى وصلت المنصة الموجودة في الميدان فوجدت تيسير فهمي تحث الجماهير على البقاء حتى تتحقق كل مطالب الثورة ... ثم تجولت على أطراف الميادن فوجدت الصحفي وائل قنديل يقف مع مجموعة من أصدقائه فاقتربت وتحدثت مع سيدة وقلت لها مع أي حزب ولماذا أنت قادمة قالت أنا لست تابعة لأي حزب وجئت من أجل مصر وأنا لا أعمل وجئت مع الاستاذ وائل لأني جارته وتحدث هذه الانسانة بشفافية وقلت لها أنا خايف على مصر وخايف للثورة يكلها ولادها لأن الكل بيشد وخايف إن اللي يخسر مصر ...فتحدثت معي ببساطة قائلة لن يبقى سوى المحبين لمصر والشعب بقى فاهم وبيقدر يميز بين المنافق والانسان المخلص وقت لها أن قادم إلى هنا رغبة في التغيير لأني مدرس وأرى أنه في التربية والتعليم لا يظهر ويتقدم ويتصدر المشهدإلا المنافقين والوصوليين والذين ليس لهم أي علاقة بالتربية والتعليم.. أما الشرفاء فهم مقهورون فجئت الى هنا أملا في تغيير مصر إلى الافضل ولكن عندما آتي أشعر بالخوف لأننا لم ننضج بعد لكي نمارس الديمقراطية... فقالت لاء المشوار طويل ولن يتبقى سوى الشرفاء ولازم نواصل لأن النظام القديم لسة بيحاول إجهاض الثورة واستئذنت منها لكي لا أشغلها عمن معها ..وتجولت في الميدان فوجدت فتاتين بملامح ليست مصرية فقلت لهما من أين فقالتا منحن من الأردن فقلت لها نحن نحب الأردن ونتمنى الوحدة العربية فقالت لي إحداهما ونحن أيضا وسألتها عن الأوضاع في الأردن فقالت هناك مظاهرات ولكنها مجرد احتاجاجات ولم ترقى للثورة بعد وقالت ولكن مصر وتونس أصبحتا تلهمان الشعوب العربية دفعة للمطالبة بحقوقها .. نحن لا نعترض على الملك ولكن نريد العدل والحقوق .... ثم سألتها عن ديانتها فارتعدت وقالت لما تسأل عن الدين فقلت لها لا لشئ ولكن أريد أن أعرف رأيكم عن اسرائيل لأنها دولة دينية ونحن كعرب ليس هناك مانع من التعدد الفكري ولكن لنعي مسلمين ومسيحيين أن الدين مكون أساسي لنا لأن العقيدة لن يهزمها سوى العقيدة وهذا ما تخشاه اسرائيل ولكن مع ايماننا بذلك لا بد أن نعي الديمقراطية التي تستوعب الجميع مسلمين ومسيحيين
... فقالت لي لتعلم أن اسرائيل تناقض نفسها وهي لا تمارس الديمقراطية . فقلت لها الدليل أنها تطالب بأن يعترف الفلسطينيون بيهودية اسرائيل لكي تطرد عرب 48 ... ... الذي أحزني وأنا أقف معها إذ بأمرأة بسيطة تشحذ وطلبت منهما مساعدة فكان منظرا مؤسفا للمصريات والأسوء أنها تطلب بتوسل .. فشعرت بالخزي من ذلك .. ثم أنصرفت ولم أذهب للميدان ثانية وفي رأسي سؤال هل نستحق أن نكون أحرار أم اعتدنا على القهر ولم نصل بعد للنضج لكي نمارس الديمقراطية.......... مصر أمانة مصر أمانة

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة