فضاءات بئر مقدم

بئر مقدم

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
djamel68
مسجــل منــــذ: 2010-11-19
مجموع النقط: 343.35
إعلانات


الاخلاق الفضيلة



هذه باقة اخرى من الاخلاق الفضيلة
نسأل الله عز وجل أن يحسن من أخلاق امتنا الاسلامية
24- احتساب عند الله - عز وجل -: فهذا الأمر من أعظم ما يعين على اكتساب الأخلاق الفاضلة، فهو مما يعين على الصبر، والمجاهدة، وتحمل أذى الناس; فإذا أيقن المسلم أن الله - عز وجلّ - سيجزيه على حسن خلقه ومجاهدته لنفسه - فإنه سيحرص على اكتساب محاسن الأخلاق، وسيهون عليه ما يلقاه في ذلك السبيل.
25 - تجنّبُ الغضب: لأن الغضب جمرة تتقد في القلب، وتدعو إلى السطوة والانتقام والتشفي.
فإذا ما ضبط الإنسان نفسه عند الغضب، وكبح جماحها عند اشتداد سورته - فإنه يحفظ على نفسه عزتها وكرامتها، وينأى بها عن ذلّ الاعتذار، ومغبة الندم، ومذمة الانتقام.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: " جاء رجل فقال: يا رسول الله، أوصني، فقال: لا تغضب، ثم ردد مرارارًا، قال: لا تغضب " .
قال الماوردي: " فينبغي لذي اللب السوي، والحزم القوي أن يتلقى قوة الغضب بحلمه فيصدها، ويقابل دواعي شِرَّته بحزمه فيردها; ليحظى بأجل الخيرة، ويسعد بحميد العاقبة " .
هذا ومما يعين المرء على تسكين الغضب أن يذكر الله - عز وجل - وأن ينتقل عن الحالة التي هو عليها، وأن يتذكر ثواب العفو وعواقب الغضب، وأن يوطن المرء نفسه على ما يصيبه من أذى الخلق، وألا ينفذ غضبه بعد أن يغضب.
26 - تجنب الجدال: لأن الجدال يذكي العداوة، ويورث الشقاق، ويقود إلى الكذب، ويدعو إلى التشفي من الآخرين.
فإذا تجنبه المرء سلم من اللجاج، وحافظ على صفاء قلبه، وأمن من كشف عيوبه، وإطلاق لسانه في بذئ الألفاظ، وساقط القول.
ثم إن اضطر إلى الجدال فليكن جدالاً هادئاً يراد به الوصول إلى الحق، وليكن بالتي هي أحسنُ وأرفقُ.
قال - تعالى -: ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) [النحل: 125].
أما إذا لجَّ الخصم في الجدال، وعلا صوته في المجلس فإن السكوت أولى، وإن أفضل طريقة لكسب الجدال - حينئذٍ - هي تركه.
قال - عليه الصلاة والسلام -: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيتٍ في أعلى الجنة لمن حسن خلقه " .
27 - التواصي بحسن الخلق: وذلك ببث فضائل حسن الخلق، وبالتحذير من مساوئ الأخلاق، وبنصح المبتلين بسوء الخلق، وبتشجيع حسني الأخلاق.
فحُسْنُ الخلقِ من الحق، والله - تبارك وتعالى - يقول: ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) [العصر: 3].
28 - قبول النصح الهادف، والنقد البناء: فهذا مما يعين على اكتساب الأخلاق الفاضلة، ومما يبعث على التخلي عن الأخلاق الساقطة.
فعلى من نُصح أن يتقبل النصح، وأن يأخذ به; حتى يكمل سؤدده، وتتم مروءته، ويتناهى فضله.
بل ينبغي لمتطلب الكمال - خصوصاً إذا كان رأساً مطاعاً - أن يتقدم إلى خواصه، وثقاته، ومن كان يسكن إلى عقله من خدمه وحاشيته - فيأمرهم أن يتفقَّدوا عيوبه ونقائصه، ويطلعوه عليها، ويعلموه بها; فهذا مما يبعثه للتنزه من العيوب، والتطهر من دنسها.
بل ينبغي له أن يتلقى من يهدي إليه شيئاً من عيوبه بالبشر والقبول، ويظهر له الفرح والسرور بما أطلعه عليه.
بل المستحسن أن يجيز الذي يوقفه على عيوبه أكثر مما يجيز المادح على المدح والثناء الجميل، ويشكر من ينبهه على نقصه، ويتحمل لومته بفعله; فإنه إذا لزم هذه الطريقة، وعُرِفَ بها - أسرع أصحابه وخواصه إلى تنبيهه على عيوبه.
وإذا نُبِّه على ما فيه من النقص أنف منه، واستشعر أن أولئك سَيُعِيِّرونه به، ويُصَغِّرونه من أجله; فيلزمه حينئذٍ أن يأخذ نفسه بالتنزه من العيوب، ويقهرها على التخلص منها; فإصلاح النفس لا يتم بتجاهل عيوبها، ولا بإلقاء الستار عليها.
29 - قيام المرء بما يسند إليه من عمل على أتم وجه: حتى يسلم بذلك من التوبيخ، والتقريع، ومن ذل الاعتذار، ومن تكدر النفس، واعتلال الأخلاق.
30 - التسليم بالخطأ إذا وقع، والحذر من تسويغه: فذلك آية حسن الخلق، وعنوان علو الهمة، ثم إن فيه سلامة من الكذب، ومن الشقاق; فالتسليم بالخطأ فضيلة ترفع قدر صاحبها.
31 - لزوم الرفق: قال - عليه الصلاة والسلام -: " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه " .
وقال: " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " .
فمن أعطي الرفق والخلق فقد أعطي الخير كله والراحة، وحسن حالُه في دنياه وآخرته.
ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك سبيلاً إلى كل شر وبلية إلا من عصمه الله.
32 - لزوم التواضع: فالتواضع - في حقيقته - هو بذل الاحترام، والعطف، والمجاملة لمن يستحق ذلك.
فالتواضع دليل على كبر النفس، وعلو الهمة، وهو سبيل لاكتساب المعالي، والترقي في الكمالات، فهو خلق يرفع من قدر صاحبه، ويكسبه رضا أهل الفضل ومودتهم، ويبعثه على الاستفادة من كل أحد، وينأى به عن الكبر والتعالي.
33 - استعمال المداراة: فالناس خلقوا للاجتماع لا للعزلة، وللتعارف لا للتناكر، وللتعاون لا لينفرد كل واحد بمرافق حياته.
وللإنسان عوارضُ نفسيةٌ كالحب، والبغض، والرضا، والغضب، والاستحسان والاستهجان.
فلو سار الإنسان على أن يكاشف الناس بكل ما يعرض له من هذه الشؤون في كل وقت وعلى أي حال - لاختل الاجتماع، ولم يحصل التعارف، وانقبضت الأيدي عن التعاون.
فكان من حكمة الله في خلقه أن هَيَّأ الإنسان لأدب يتحامى به ما يحدث تقاطعاً، أو يدعو إلى تخاذل، ذلك الأدب هو المداراة.
فالمداراة مما يزرع المودة والألفة، ويجمع الآراء المشتتة، والقلوب المتنافرة.
والمداراة ترجع إلى حسن اللقاء، ولين الكلام، وتجنب ما يشعر ببغض أو غضب، أو استنكار إلا في أحوال يكون الإشعار به خيراً من كتمانه.
فمن المداراة أن يجمعك بالرجل يضمر لك العداوة مجلس، فتقابله بوجه طلق، وتقضيه حق التحية، وترفق به في الخطاب.
قال أحد الحكماء:
وامـنحه مـالي وودِّي ونـصرتي * وإن كان مَحْنيَّ الضُّلوعِ على بُغْضي
وقال الشافعي - رحمه الله -:
وأظهر البشرَ للإنسان أبغضُه * كـأنه قـد حشا قلبي محباتِ
بل إن المدارة قد تبلغ إلى إطفاء العدواة، وقلبها إلى صداقة.
فما أحوج المرء إلى هذه الخصلة الحميدة، خصوصاً مع من لا بدّ له من معاشرته، أو ممن يتوقع الأذى منه.
قال ابن الحنفية: " ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بُدَّاً حتى يأتيه اللهمنه بالفرج أو المخرج " .
وقال العتابي: " المداراة سياسة لطيفة، لا يستغني عنها مَلِكٌ ولا سُوْقَةٌ، يجتلبون بها المنافع، ويدفعون بها المضار، فمن كثرت مداراته كان في ذمة الحمد والسلامة " .
وقال بعضهم: " ينبغي للعاقل أن يداري زمانه مداراة السابح في الماء الجاري " .
وقال الحسن: " حسن السؤال نصف العلم، ومداراة الناس نصف العقل، والقصد في المعيشة نصف المؤونة " .
ومما ينسب لأمير المؤمنين عليٌّ - رضي الله عنه -:
يقول لك العقلُ الذي زيَّن الورى * إذا أنـت لـم تَقْدِرْ عدواً فدَارِه
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة