فضاءات ادفا

ادفا

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
جمال مهران ابودراز
مسجــل منــــذ: 2011-01-24
مجموع النقط: 7.8
إعلانات


حسن الظن


حسن الظن عبادة قلبية جليلة لم يدرك حقها كثير من المسلمينفإنها تدل على سلامة العقيدة وسلامة الفطرة وتدعم روابط الألفة والاخوة بين أبناءالمجتمع فلا تحمل القلوب غلاًّ ولا حقدًا ولقد أوجب الاسلام على المسلم أن يحسنالظن بإخوانه المسلمين فلا يحل لأحد منهم أن يتهم غيره بفحش أو ينسب إليه الفجور أويسند إليه الإخلال بالواجب أو النقص في الدين أو المروءة أو أي فعل من شأنه أن ينقصمن قدره أو يحط من مكانته،
بل قد أمر الله بالتثبت؛ ونهى عن تصديق الوهم والأخذبالحدس والظن والتعليل بالتحليل، فقال ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصروالفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) الاسراء 36
وعن أبي هريرة قال نصر بن علي : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { حسن الظن حسن العبادة } رواه أحمد
الأسباب المعينة على التحلي بـ حسن الطن :
1- الدعاء
2- إنزالالنفس منزلة الخير
3- حمل الكلام على أحسن المحامل قال عمر بن الخطاب رضي اللهعنه " لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شراًً وأنت تجد لها في الخير محملاً "
4- إلتماس الاعذار للآخرين ولـ ننظر الى هذا المثال الرائع من حياة الإمامالشافعي رحمه الله حين مرض الإمام الشافعي رحمه الله واتاه إخوانه يعوده فقالللشافعي قوى الله ضعفك قال الشافعي لو قوي ضعفي لقتلتني قال والله ما أردت إلاالخير فقال الإمام أعلم انك لو سببتني ما أردت لي إلا الخير
5- تجنب الحكم علىالنيات " وهذه مهمة جدا لان النية محلها القلب و يعلمها إلا الله عز وجل "
6- استحضار آفات سوء الظن وعدم تزكية النفس لأن من نتائج سوء الظن أنه يحمل صاحبه علىاتهام الآخرين مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها فيكتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} النجم:32
وعلى العكس فإذا قدمنا سوء الظن فإن النفوس تتحطم والبيوت تتهدم والاسر تتشردوتتقطع الاوصال والاعراض تتهم وتشوه صور مضيئة وتتردى مجتمعات والسبب سوء الظنبأخيك المسلم و المسلمة
سوء الظن مهلكة وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه فسوءالظن داء خفي له دافع من خير ودافع من شر فهذا يسيء الظن بقصد الشر والفتنة وذلكيسيء بقصد الخير والعافية وكلاهما في الحقيقة سيء الظن ولو أن القاصد للخير ما قصدإلا الخير إلا أن إساءته الظن بأخيه المسلم لربما كان أشد وطئا وفتنة ممكن أساءالظن قاصدا للنشر والوقيعة
وقد تعرض لمثل هذا النبي صلى الله عليه وسلم فيزوجه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها والقصة تبدأ وجيش المسلمين قافل من غزوة بنيالمصطلق حصل أن عائشة ذهبت لقضاء الحاجة، فلما عادت فقدت عقدها، فرجعت تبحث عنه،فجاء الذين يحملون هودجها، فحملوه ووضعوه على ظهر الناقة وهم يظنون أن عائشة فيه،وكانت جارية حديثة السن لم تثقل وسار الجيش وجدت عائشة العقد وعادت فلم تر للجيشأثرا فمكثت في مكانها، وهي تظن أنهم سيفقدونها ثم يعودون إليها، وكان النبي صلىالله عليه وسلم يضع في مؤخرة الجيش رجلا يكون عينا وحافظا، وكان صفوان بن المعطل،فجاء فرأى عائشة رضي الله عنها فاسترجع، ثم أرخى لها الدابة، وما كلمها، فركبت،وسار بها، حتى دخل المدينة ظهرا، على مرأى من الناس فوقع بعض الناس فيهما بالإفكوكان الذي تولى كبره المنافق عبد الله بن أبي بن سلول وهلك من هلك، وتناولوا عائشةبما هي بريئة منه، ومكثوا على هذا شهرا، لا ينزل الوحي ولنا أن نتصور كيف يكون حالالنبي صلى الله عليه وسلم وعائشة في هذه المدة لقد كانت مأساة كبرى حيث لم يكنالمنافق ابن سلول وحده الخائض في هذا الإفك، بل بعض الصحابة أيضا كحسان بن ثابتومسطح بن أثاثة وحمنة بن جحش لقد بلغ بالنبي صلى الله عليه وسلم أن صار يستشيرأصحابه في فراق أهله وأسامة بن زيد يقول: " يا رسول الله! أهلك، وما نعلم إلا خيرا " وأما علي فيقول :" يا رسول الله ! لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير" وعائشةتبكي الأيام لا يرقأ لها دمع، ولا تكتحل بنوم، ويقوم رسول الله صلى الله عليه وسلمفي الناس مستعذرا يقول "من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟، فو الله ماعلمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا" حتى إذا طال البلاءقال لعائشة " يا عائشة! فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله وإنكنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلىالله، تاب الله عليه " فأجابت :" إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث، حتىاستقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لاتصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، والله ماأجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف، قال: فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون" فأنزل الله تعالى براءة عائشة عائشة رضي الله عنها من الإفك:" إن الذين جاءوابالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امريء منهم ما اكتسب منالإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم " لقد كانت حادثة الإفك درسا كبيرا لكل منيقدم سوء الظن على حسن الظن
فعلى المسلم والمسلمة تقديم حسن الظن على سوءالظن مهما بلغت بنا الشكوك فأحوال العباد وظروفهم وجميع ما يحيط بهم لا يعلمه إلاالله الواحد الأحد وقال ابن سيرين رحمه الله : " إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس لهعذرا ، فإن لم تجد فقل : لعل له عذرا لا أعرفه ". فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسانالظن بالإخوان . وعن الفضيل بن عياض عن سليمان عن خيثمة قال قال عبدالله " والذي لاإله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى "
إن إحسانالظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجريمن ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم وأعظمأسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين عن أبي هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم (( حسن الظن من حسن العبادة )) رواه الحاكم وأبو داودوأحمد
و ان من ثمرات سوء الظن ايضا التجسس ( وهذا يوصل إلى هتك ستر المسلم ). بخلاف حسن الظن
أسباب سوء الظن: إن أهم أسباب سوء الظن هي ما يفعلهالشيطان من تسويل وتحريش في قلب المسلم
فيدفعه إلى سوء ظنه، قال بعضالصالحين:«ويلكم عبيد السوء ترون القذى في أعين غيركم ولا ترون الجذع في أعينكم» السلف الصالح قد نأوا بأنفسهم عن هذا الخلق الذميم فتراهم يلتمسون الأعذارللمسلمين، حتى قال بعضهم: إني لألتمس لأخي لمعاذير من عذر إلى سبعين، ثم أقول: لعلله عذرًا لا أعرفه... وقد قال العلماء: أن كل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًالإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه، وسوء طويته؛ فإن المؤمن يطلب المعاذيرلسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.. فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامةباطنه , والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه . كماجاء في "الحديث المؤمن غر كريم،والفاجر خب لئيم". أخرجه البخاري وأبو داود، والترمذي، والحاكم،وصححه الألباني
"( الغِرُّ ) في كلام العرب هو: الذي لا غائلة و لا باطن له يخالف ظاهره،ومن كان هذا سبيله أمن المسلمون من لسانه و يده، و هي صفة المؤمنين، و(الفاجر) ظاهره خلاف باطنه؛ لأن باطنه هو ما يكره، و ظاهره مخالف لذلك، كالمنافق الذي يظهرشيئاً غير مكروه منه، و هو الإسلام الذي يحمده أهله عليه،و يبطن خلافه وهو الكفرالذي يذمه المسلمون عليه" اهـ.
وفى لسان العرب: وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّكريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ. يقال: فتىغِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلة الفطنةللشرّ وتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ قلت: كما كانعليه الصلاة والسلام اذن خير. وقال ابن الأثير فى النهاية: والخبُّ بالفتح: الخدَّاعُ، وهو الجُزْبُرُ الذي يسعى بين الناس بالفَسَاد. ثم أعقب الألباني رحمهالله - "الصحيحة" عن ابن عمر مرفوعاً: "المؤمنون هيِّنون ليِّنون مثل الجمل الألف،الذي إن قيد انقاد، و إن سيق انساق، و إن أنخته على صخرة استناخ".
قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظنَّ، فإن الظن أكذبُ الحديث. ولا تَحَسَّسُوا،ولا تَجَسَّسُوا، ولا تنافسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا. وكونوا عباد الله إخواناكما أمركم. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذُله ولا يحقِره. التقوى ههنا -ويشير إلى صدره- بِحَسْبِ امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلمحرام. دمه وعرضُه ومالُهُ. إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظرإلى قلوبكم وأعمالكم". رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال الإمامابن حجر: سوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة وقال: وهذه الكبائر مما يجب علىالمكلف معرفتها ليعالج زوالها لأن من كان في قلبه مرض منها لم يلق الله والعياذبالله بقلب سليم، وهذه الكبائر يذم العبد عليها أعظم مما يذم على الزنا والسرقةوشرب الخمر
ونحوها من كبائر البدن؛ وذلك لعظم مفسدتها، وسوء أثرها ودوامهإذ إن آثار هذه الكبائر ونحوها تدوم بحيث تصير حالاً وهيئة راسخة في القلب، بخلافآثار معاصي الجوارح فإنها سريعة الزوال، تزول بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحيةقال ابن قدامه المقدسي رحمه الله تعالى: متى خطر لك خاطر سوء على مسلم : فينبغي أنتزيد في مراعاته وتدعو له بالخير ,فإن ذلك يغيض الشيطان ويدفعه عنك , وإذا تحققتهفوة مسلم ,
فانصحه في السر. وقال ايضا: فليس لك أن تظن بالمسلم شراً , إلاإذا انكشف أمراً لا يحتمل التأويل , فإن أخبرك بذلك عدل , فمال قلبك إلى تصديقه , كنت معذوراً لأنك لو كذبته كنت قد أسأت الظن بالمخبر فلا ينبغي أن تحسن الظن بواحدوتسيئه بآخر , بل ينبغي أن تبحث هل بينهم عداوة أو حسد ,فتتطرق التهمة حينئذ بسببذلك . وكان سعيد بن جبير يدعو ربه فيقول : " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسنالظن بك ".

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة