فضاءات كفر أبو نجاح

كفر أبو نجاح

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
أم ريناس
مسجــل منــــذ: 2011-01-06
مجموع النقط: 27.2
إعلانات


زوجة الشهيد البنا


زوجة الامام الشهيد حسن البنا: السيدة الفاضلة لطيفة حسين الصولي
نشأت السيدة الفاضلة لطيفة حسين الصولي يرحمها الله في بيت تقوى وورع، وكان والدها أحد أعيان مدينة الإسماعيلية (شرق مصر)، ومن المحبين والمعجبين بالأستاذ حسن البنا، وأحد الذين وقفوا بجواره في كل شؤون الدعوة هو وأولاده الذين كانوا جميعاً ينتمون إلى دعوة الإخوان المسلمين.
وكان الحاج حسين الصولي أحد الذين اختارهم الإمام الشهيد لشراء قطعة الأرض اللازمة لإنشاء مشروع المسجد والدار قبيل الإجازة الصيفية للعام الدراسي الثاني 1928 - 1929م، وكان معه الشيخ محمد حسين الزملوط، وكانا هما اللذين وقعا على عقد البيع بتفويض رسمي من الجمعية "التي كانت حينذاك قد تشكلت بوضع الجمعيات القانونية.."(1).
عاشت السيدة لطيفة في أسرة خدمت الدعوة، وفي بيتها ترعرعت نواة حركة الإخوان المسلمين، فكانت من السابقات في مضمار الدعوة، وكانت لها وقفات إيمانية تدل على جهادها وصبرها، وقد عزفت عن الشهرة، فلم يُكتب عنها كلمة في حينها.
زواجها من الإمام البنا
عندما حان وقت الزواج، تساءل الإمام الشهيد: من تلك الفتاة التي تقترن برجل مثله؟ رجل شغفته دعوته حباً فهام بها، وطرق أبواب الغافلين يعرفهم بدعوته، رجل حياته كلها أسفار ومحن وابتلاءات.. فمن هي تلك العروس التي تناسبه؟
فالفتاة التي يطلبها حسن البنا لابد أن تعرف كيف تضحي وتجاهد وتبذل في سبيل الدعوة من أجل وجه الله ذي الجلال والإكرام.. ورزق حسن البنا العروس المناسبة.. كيف؟!
كان الإمام البنا باراً بأبويه، يستبشر خيراً بكل ما يأتيه عن طريقهما، فهو المحب لهما، الواثق في صلاحهما..
وحدث أن كانت والدته في زيارة لمدينة الإسماعيلية (في منطقة قناة السويس) وكان من عادتها زيارة بيوت الإخوان هناك، وفي إحدى زياراتها لبيت الحاج حسين الصولي، سمعت صوتا ندياً يقرأ القرآن في خشوع ترق له القلوب، فانجذبت نفسها إليه، وسألت عن صاحبة الصوت، فأجابتها زوج الشيخ الصولى: إنها ابنتنا "لطيفة" تصلي فأحبتها أم الإمام، وتأثرت بنبتة هذا البيت الطيب، وبعد أن فرغت من الصلاة قدِمت ترحب بالضيوف، وكانت أم الإمام تنظر في وجه الفتاة فتجده مشرقاً بالإيمان، فداخلها شعور بصلاح الفتاة.
وعادت ونقلت إلى ابنها أن هذه الفتاة جديرة بأن تكون زوجة له، ولم تكن "لطيفة" تدرك أن صوتها الخاشع سيكون رسولها إلى قلب الإمام أيضًا بعد أن فهمت أمه ماذا يريد ابنها من مواصفات في رفيقة الدرب والحياة(2).
وما إن سمع مشورة والدته في الزواج حتى توجه على الفور إلى بيت الحاج حسين الصولي يطلب يد الفتاة، وكان حادثاً سعيداً تلقاه الجميع بالقبول، مبتهجين مستبشرين.
وفي ذلك يقول الإمام البنا عن الزواج المبارك: ".. وكأنما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخفف عن نفسي وقع هذه الفتن فأتاح لي فرصة الزواج، وتم الأمر بسهولة وبساطة، فكانت الخطبة في غرة رمضان 1350ه الموافق يناير 1932م فعقد في المسجد في ليلة السابع والعشرين منه.. وكان الزفاف في العاشر من ذي القعدة.."(3).
ويذكر شقيق الإمام البنا عبدالرحمن الساعاتي في أحد خطاباته عن هذه الزواج: "وكان حفل القران قد جرى بالمسجد، وجاء الإخوة بأجولة التمر التي وزعت على الحاضرين وكان الاجتماع حافلاً بالعاطفة الدافئة والمشاعر المتأججة"(4) .
زوجة مطيعة
أيقنت السيدة لطيفة منذ الوهلة الأولى أن الزواج وسيلة تتقرب بها إلى الله تعالى، وأن حسن طاعتها لزوجها يدخلها الجنة، وكان من أهدافها إقامة بيت مسلم يكون نموذجاً طيباً، وتكون هي قدوة لبنات جنسها.. وكانت تدرك أنها زوجة رجل دعوة، كما أنها أدركت أن حسن تبعلها لزوجها نوع من الجهاد(5).
دورها الدعوي
وبعد أن اطمأن الإمام البنا أن رسالته في مدينة الإسماعيلية قد انتهت، سعى أن ينتقل إلى القاهرة ليبدأ مرحلة جديدة في دعوته، وحقق الله رغبته واستجيب لطلبه في النقل، وانتقل وأهله إلى القاهرة في أكتوبر 1932م.
الإمام حسن البنا
وبعد انتقاله شاركته الزوجة جهاده وتحمله عبء الدعوة، فكان البيت لا يخلو يوماً من الإخوان الذين جاؤوا لمرشدهم، فتقوم الزوجة الكريمة بواجبات إكرام الزائرين، ويرتحل المرشد ليالي وأسابيع يبيتها خارج المنزل ليبلغ دعوته وهو مطمئن على أهله، فهي الزوجة التي تشاركه جهاده وهموم دعوته، وتعرف أن هذا هو الطريق، فلا سأم ولا ضجر، لقد كانت تقدم دائماً مصلحة الدعوة على مصلحة نفسها وبيتها، تقول ابنتها الدكتورة ثناء البنا: "والدتي رحمها الله كانت تقدم دائمًا مصلحة الدعوة على مصلحة نفسها وبيتها، فقد كانت تقوم على رعايتنا حق الرعاية وتهيئ جو البيت لاستقبال الوالد المرهق من كثرة الأعباء والأعمال فيجد راحته في بيته لمدة سويعات قليلة ينطلق بعدها ثانياً إلى الدعوة.
وعندما قام والدي بتأسيس المركز العام للإخوان المسلمين، طلبت منه أن يأخذ كثيرًا من أثاث البيت عن طيب نفس منها ليعمر بها المركز العام، فنقل السجاجيد والستائر والمكتبات وكثيرًا من الأدوات، وكانت سعيدة بذلك غاية السعادة، لقد كانت يرحمها الله تعتبر أي فرد من أفراد الجماعة هو أحد أبنائها. وأذكر أنه عندما كانت تأتي أخت من الأخوات لتشكو زوجها كانت أمي تناقشها وكأنها أمها وفي نفس الوقت حماتها، وتبادرها بالسؤال: ماذا فعلت في ابني فلان حتى تصرف معك هذا التصرف؟!
وكانت تشارك الإخوان أفراحهم وأحزانهم، فكانت فرحة أي بيت من بيوت الإخوان هي فرحة في بيتنا، وكانت مصيبة أي بيت هي مصيبة بيتنا أيضًا"(6).
أبناؤها
ولقد رزقها الله من زوجها الإمام البنا بالذرية الصالحة فأنجبت سبعة أبناء منهم: سيف الاسلام حسن البنا المحامي والنقابي المعروف، ووفاء زوجة الداعية الراحل سعيد رمضان .. وثناء الأستاذة بكلية البنات في مصر، وهالة الأستاذة بكلية الطب، ورجاء خريجة كلية البنات، وتوفي في الصغر: محمد حسام الدين وصفاء، وقد ألحدهما الإمام البنا بنفسه.
التربية بالحب
كانت السيدة لطيفة شديدة العناية بأسرتها وأولادها، فتعلمت من زوجها المربي ألا تكون الأوامر مباشرة للأولاد في التوجيه لكن بلسان الحال والتلميح، وتقديم المثل والقدوة واستغلال المواقف والقصص الجميلة؛ أسوة بالنبي الكريم وصحبة الكرام والسلف الصالح، وكان أبرز سماتها في تربية أولادها حثهم على صلة الأرحام، بل كانت تصحبهم في زيارة الأقارب(7).
وكانت تشارك الإمام البنا في كل مصاب يقع لهم. ففي أحد الأيام كان الإمام البنا قد دعا إلى "كتيبة" بالمركز العام، يتحدث معهم خلالها في هزيع من الليل، ثم ينامون ساعة أو ساعتين، ثم يستيقظون لصلاة الفجر، وكان قد ذهب إلى المنزل فوجد ابنه محمداً مريضاً وفي حالة خطيرة، بل وجده على شفا الموت، وكان موعد الكتيبة قد اقترب فانصرف إليها، وبينما هو يتحدث معهم في بشاشته المعهودة، جاء من يسرُّ إليه أن ابنه توفي، فما زاد على أن قال له بضع كلمات تتعلق بغسله وتكفينه.. وواصل حديثه مع أعضاء الكتيبة ونام معهم، وفي الصباح أمر بمن يذهب به إلى القبر!!(8).. فما زادها ذلك إلا صبراً واحتساباً.
اين نحن من هؤلاء الامهات والزوجات
اللهم اعفو عنا وتجاوز عن سيئاتنا

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة