فضاءات الكلاحين

الكلاحين

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصرعلى
مسجــل منــــذ: 2011-03-21
مجموع النقط: 3.59
إعلانات


عوائق امام حقوق النساء

عشر عوائق أمام حقوق النساء في الإسلام
أحاديث صحيحة فهمها الخاطئ يؤثر على حقوق المرأة المعنوية والمادية
أولاً : هناك أحاديث صحيحة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة قد يساء فهمها، وخاصة إذا عززت بأحاديث موضوعه وقصص من الإسرائيليات، ولهذا وضع العلماء أصولا وضوابط لفهم الأحاديث وسنتناول بإيجاز ما ذكره الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه ( مدخل لدراسة السنة ) وهي :
1 . فهم السنة على ضوء القرآن الكريم لأن الله تعالى قال : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) النحل (44) . فالسنة مبينة للوحي وتبيانا له وليست مخالفة للقران الكريم أو قواعد الشريعة ومقاصدها .
2 . فهم الحديث على ضوء أسبابه وملابساته ومقاصده لأن معرفة سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحديث جزء من فهمه بل والمساعد الرئيس على استخراج معانيه .
3 . فهم الحديث على ضوء جميع النصوص الصحيحة الواردة في معنى الحديث والموازنة بينها مع مراعاة أدلة القرآن وقواعد الشريعة ومقاصدها .
4 . فهم الحديث من خلال التأكد من مدلولات الألفاظ .
5 . الجمع والترجيح بين مختلف الحديث وهذا علم قام به جهابذة العلماء المتخصصون بهذا الفن وقد ألفوا فيه كتباً كثيرة .
6 . التمييز بين الوسيلة المتغيرة والهدف الثابت للحديث .
7 . التفريق بين الحقيقة والمجاز في فهم الحديث .
8 . التفريق بين الغيب والشهادة في فهم الحديث .
ثانياً : الرسول صلى الله عليه وسلم يصف طبيعة المرأة وخصائصها في أحاديث كثيرة ، ومن هذه الأحاديث حديث الضلع ، القوارير، نقصان الدين والعقل، من أجل أن يتعامل الرجل المسلم مع المرأة بعلم وحكمه مراعياً هذه الخصائص وهذه الطبيعة ،فلا يظلمها ولا يحتقرها ولا يستنقصها حقها بل يكملها وتكمله ، وعليه أن يستخدم ما أعطاه الله من درجة القوامة الاستخدام العادل لا الاستخدام السيئ ، ولهذا جاءت أحاديث الرسول توصي بالمرأة خيراً وكان عليه السلام القدوة العملية مع نسائه وكذلك الصحابة الكرام .
ثالثاً : لا بد أن نفرق بين النص وشرح النص كما علمنا في فهم التفريق بين التراث والوحي، فالنص وحي مقدس ، لكن الشروح لهذا النص وما يفهم منه ليس مقدسا ولهذا اختلفت تفسيرات القرآن الكريم في الزمن الواحد والأزمنة المتعاقبة ، فقط المطلوب أن لا يؤدي هذا التفسير أو الشرح إلى فهم يخالف أدلة الكتاب والسنة الصحيحة أو ما أجمع عليه الصحابة الكرام أو القواعد المتفق عليها أو مقاصد الشريعة. ولهذا نلحظ أن الشروح تختلف بحسب اختلاف وجهات النظر ، فالتصور له دور كبير في اختلاف وجهات النظر، ولهذا قيل العمل فرع عن التصور ، والتصور فرع عن العلم ، والعلم فرع عن بيئة وأسلوب التلقي . وهذا مشاهد ومحسوس قديماً وحديثاً.
رابعاً : مذاهب الفقهاء والمفسرين والمحدثين والمؤرخين والتربويين :
بسبب التربية الأحادية والتعاليم ذات الاتجاه الواحد الذي يؤدي إلى الفهم الأحادي للأمور والذي يؤدي إلى الفهم الجزئي ،نجد أن كثيراً من الوعاظ والخطباء وبعض الكتاب ينطلقون من هذا الفهم فيضخمون أموراً على حساب أمور أخرى أهم ، ومن ذلك على سبيل المثال تضخيم الحديث عن الفتنة ولا يَضعون الحلول للتعامل مع الفتنة من منظور إسلامي شمولي ، وكذلك يضخمون فتنة الغناء الترفيهي ولا يتحدثون عن التعامل مع هذا الفن والتفكير بالبديل الترفيهي المتفق مع عالمية هذا الدين وتعامله مع حاجات النفس البشرية بواقعية .
خامساً : بعض المتصدرين للدعوة والفتوى -هداهم الله- لا يقولون عند الفتوى أو التعليم أو التفسير للمسائل الخلافية هذا فهمنا ، ومبلغ علمنا واستطاعتنا ووسعنا فـي فهم كتاب الله أو سنـة رسـوله ، وإنمـا يقـولون ومـن خلال أسلوب الجواب فهمنا هو الفهم وعلمنا هو العلم ، والعلم المعصوم لا يكون إلا آية محكمة أو سنة ثابتة ..
يقول الشيخ عبد السلام ياسين في كتابه ( تنوير المؤمنات ) (1) ( إن قراءة الكتاب والسنة قراءة من جانب واحد ومن أسفل التقليد وعبر منظار من عاش في زمانه ومكانه وأحواله ومات ، ما هي بالقراءة الصحيحة ، وإن قراءة الكتاب والسنة بعقول مرصودة على اتجاه واحد ضيق وبقلوب مشتعلة بالغضب على البدع الصغرى مكلومة ولا شك مكبوتة لأنها لا تستطيع تغيير المنكرات الكبرى ما هي بالقراءة الصحيحة ، وإن الاعتصام بفهم زيد وعمرو ومن مضى ومات وقبر فقهه زماناً ما هو بالاعتصام بالكتاب والسنة ، إنما هو اعتصام بمجتهد أخطأ وأصاب) .
ويقول أيضاً: ( وإن الاعتصام بالكتاب والسنة عمل إرادي طاقته ونوره الانبعاث القلبي الكاشف لخطوات الاقتحام ، والعقل والقلب هما جوهر الإنسان تثقلهما الغرائز والشهوات والضغوط السياسية والحالة الاجتماعية وطغيان الحاكم وانحناء المحكوم ، عقل وقلب إنسان تثقله الدنيا وتقتنيه وتلعب به ، ويصده هوسها وشيطان الجن وشيطان الإنس عن سبيل الله ، ليس الاعتصام شأناً من الشئون البسيطة بل هو الفاصل بين الخير والشر ، وبين الخطأ والصواب خيط أبيض وسيف يشطر العالم نصفين ، الاعتصام تكليف يحدَّه استطاعة العقل وقوة الإرادة ، الاعتصام بشعب الإيمان يسبقه الإيمان ، فإن كان العقل الشاطر العليم اللسان هو معلم الاعتصام والقلوب فارغة من الولاء المطلق لله عز وجل فإنها الهاوية ، إنما يصح الاعتصام لمن انجمع على الله فاجتمعت له الرسالة الواحدة واجتمعت له الأمة الواحدة ونظر من أعالي الأمر لا من أسافله إلى الدنيا كيف تنزلت فيها الرسالة وكيف تفرعت المذاهب وكيف اختصم أهل الحق مع أهل الباطل وكيف تناوش أهل الحق فيما بينهم واختلفوا ) .
إن استكمال العقل بالإطلاع العميق على العلوم والقراءة الواسعة، والإطلاع على وجهات النظر المختلفة هذا يهون من شأن الخلاف في الفروع ، وقد اختلف الصحابة رضي الله عنهـم فيها ، فما فرق الخلاف الفقهي لهم شملا ولا مزق لهم صفا . بل كان اختلافهم في الفروع الفقهية سعة ورحمة، واختلف التابعون من بعدهم توسعة للأمة ، ولا حرج على المسلم والمسلمة أن يأخذوا برأي أو مذهب معين ، ومع أن الإمام ابن تيمية رحمه الله قد اختار من بين أقوال المذهب الحنبلي الرأي الأشد فيما يتعلق بالحجاب، وكذلك اختيار تلميذه ابن القيم في الفن الغنائي فلا مانع من العمل بآرائهما لمن اقتنع بها ، ولكن المكروه الغليظ والمصيبة الكبرى أن يقوم من يدعي الفقه وينصب نفسه محتسباً على المسلمين ويتهم كل من خالف رأياً من آرائه أو أتى بتفسير تحتمله اللغة وتحتمله السنة ويكون فتوى الزمان يتهم بالمروق عن الدين وفساد العقيدة ، وأصبح هذا الإرهاب غولاً يخافه المسلمون وأسلوبا ينفر المسلمين من دينهم بما يحمل من تهويل وتكفير وتبديع ، والسنة تبشر ولا تنفر والاعتصام بها رحمة لا نقمة والهداية إليها بالتعليم بالحوار والمجادلة بالتي هي أحسن وبالدعوة وبالموعظة الحسنة لا بالإرهاب وفتاوى التفسيق والتضليل . إننا اليوم بأمس الحاجة رجالاً ونساءً وخاصة من نصبوا أنفسهم للدعوة بحاجة إلى استكمال العقل بالقراءة الواسعة وإلى تحرير القلب وتصفيته من الحسد والرياء وحب السمعة والأنانية لكيلا نقلد أراء الآخرين المتشددة فنضر أنفسنا ونضر الأمة ونضعف الدعوة ونقلص مساحتها ويستفيد عدو الدين من هذه الأساليب المتشددة ونتوهم أن هذا من مظاهر حفظ الدين .
ولا حرج أن نشدد على أنفسنا كأفراد ، ونأخذ بالأحوط ، لكن لا نحول هذا إلى منهج نطالب به الأمة و ومن لم يكن مسلكه التشدد والمثالية والفهم الجزئي في الفروع نعتبره ضعيف المعتقد .!! ، إن أسلوب التشدد يجر أصحابه إلى سوء الظن بالمسلمين ، فلا تصح عقيدتهم ولا تصفى إلا من خلالهم . فيضعهم في قفص الاتهام حتى يأتوا بصك البراءة من « الجهمية » التي لم يسمعوا بها ومن « الباطنية » التي لا يعرفونها ، ومن « الأشعرية » التي لا تتفق مع آرائهم .
والخلاصة لا بد أن نفرق بين الدفاع عن الدين والدفاع عن فهمنا للدين ، والفرق واضح جلي، هذا وحي وهذا فهم بشري قابل للصواب والخطأ ، ولا بد أن نفرق بين الدفاع عن السنة الصحيحة والدفاع عن فهمنا للسنة ، لأن الأفهمام تختلف والذي دفعني لهذا الاستطراد في هذه المقدمة ما لامسته من شدة في غير محلها ومن تصحيح أمور لا تحتاج إلى تصحيح ولا خلاف غالباً إلا بالأسلوب والوسائل فلابد من تصحيح مفاهيم عن أحاديث صحيحة أسيئ فهمها، بحسب حواري مع بعض الرجال والنساء والمطلوب أن يتواكب الفهم لها مع الفهم العام للقرآن والسنة القولية والفعلية والتقريرية ، ومقاصد الشريعة الإسلامية.
كيف نفهم ( النسـاء خلقـن من ضلـع أعـوج ) ؟
h هذا يستدعي أن نذكر الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان :
قال تعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ) .
إن مسألة النوع الإنساني من أكثر المسائل التي شغلت ولا تزال تشغل الفكر البشري منذ أقدم العصور ، وذهبت فيها مذاهب شتى اختلطت فيها الحقيقة بالأسطورة لدرجة يصعب التميز بينها ، وأكثر الأراء انتشاراً في الوسط الديني يوم صهر الإسلام(1) ما ورد في سفر التكوين في الفصل الثاني من أن الله خلق آدم وخلق من ضلعه الأيسر وهو نائم حواء ، ورغم أن شيئاً من ذلك لم يرد في نصوص القرآن والسنة ، فقد ذهب جمهور المفسرين إلى اعتبار النفس الواحدة في هذه الآية وغيرها هي آدم ، وأن حواء خلقت من ضلعيه ، على حين ذهب مفسرون آخرون قداما ومحدثون إلى أن هذا الفهم ليس ملزماً بل هناك ماهو أولى منه بسياق الآية ، بل ضعف بعض المفسرين المحدثين الروايات المتضمنه لهذا المعنى بأنها مشوبة بالإسرائيليات ولايمكن أن يعتمد عليها(2) ، نقل الرازي عن أبي مسلم أن معنى ( خلق منها زوجها ) خلق من جنسها فكان مثلها(3) ، فأصل البشر زوجان مخلوقان من جنس واحد أو مادة واحدة ، وكأن الآية حسب هذا التفسير ابتغت أن تبرز فكرة التماثل والتساوي وتضرب فكرة التميز والمفاضلة بين شقي الإنسانية وتستبعد في نفس الوقت كل تفكير عنصري يقوم على تفضيل جنس أو شعب أو لون على جنس أو شعب أو لون آخر اعتماد على مجرد هذا الوصف .
يورد الرازي ثلاث تأويلات لهذه الآية ( التأويل الأول ما ذكره عن القفال وهو أنه تعالى ذكر هذه القصة على سبيل ضرب الأمثال ، والمراد خلق كل واحد منكم من نفس واحدة ، وجعل منها جنسها زوجها إنساناً يساويه في الإنسانيـة ... الخ ، والتأويل الثاني : أن الخطاب لقريش الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهم آل قصي وأن المراد بالنفس الواحدة قصي ، والتأويل الثالث : أن النفس الواحدة آدم )(1) .
ويرجح الرازي من بين هذه التأويلات التأويل الأول ويؤصله لُغوياً وعقلياً دافعاً بقوة التأويلين الآخرين والأخير بخاصة ، وكان الثاني غير جدير حتى بالرد لتصادمه مع التوجه الإنساني للقرآن الكريم ، يقول : ويمكن أن يجاب بإن كلمة " من " في قوله تعالى ( خلقكم من نفس واحدة ) لابتداء الغاية ، فلما كان إبتداء الخلق والإيجاد من آدم عليه السلام ( أي ابتداء الخلق به ) صح أن يقال ( خلقكم من نفس واحــدة ) وأيضاً لما كان ثابتا أنه تعالى قادر على خلق آدم من التراب كان أيضاً قادراً على خلق حوا من التراب ، وإذا كان الأمر كذلك فأي فائدة في خلقها من ضلع من أضلاع آدم ؟
ويعلق الأستاذ رشيد رضا بقوله : وهو يدل على اختيار ما اختاره أبو مسلم ومثله الأستاذ الإمام محمد عبده(2) ويضع الأستاذ الإمام الآيـة في سياقها تأويل الجمهور للنفس الواردة في الآية من أنها تخص أحكام اليتامى ونحوه ، وكأنه يقول يا أيها الناس خافوا الله واتقوه في الاعتداء على ما وضعه لكم من حدود الأعمال واعلموا أنكم أقارب يجمعكم نسب واحد وترجعون إلى أصل واحد فعليكم أن تعطفوا على الضعيف كاليتيم الذي فقد والده وتحافظوا على حقوقـه .
ويضيف أنه ليس المراد بالنفس الواحدة آدم بالنص ولا بالظاهر ، والقرينة على أنه ليس المراد هنا بالنفس الواحدة آدم قوله ( وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ) بالتنكير ، وكان مناسب على هذا الوجه أن يقول : وبث منهما جميع الرجال والنساء ، وكيف ينص على نفس معهودة والخطاب علامة لجميع الشعوب وهذا العهد معروف عند جميعهم فمن الناس من لايعرفون آدم ولا حواء ، ولم يسمعوا بهما وقد أبهم الله تعالى أمر النفس التي خلق الناس منها وجعلها نكرة فندعها على إبهامها .
وأقول زيادة في الإيضاح إذا كان جمهور المفسرين فسروا النفس الواحدة هنا بآدم فهم لم يأخذوا ذلك من نص الآية ولا من ظاهرها ، بل المسألة المسلمة عندهم وهي أن آدم أبو البشر ... والذي يريد أن يصل إليه الشيخ محمد عبده ليس نفي كون آدم أبا البشر وإنما كون ذلك أمرا ثابتاً فالقرآن يثبته إثباتاً قطعياً لا يحتمل التأويل(1) .
والذي يميل إليه الأستاذ الإمام أن المتبادر من لفظ النفس بصرف النظر عن الروايات والتقاليد والمسلمات ، أنها هي الماهية أو الحقيقه التي كان بها الإنسان هو الكائن الممتاز على غيره من الكائنات أي خلقهم من جنس واحد وحقيقة واحدة(2) ، بل إن النص القرآني لا ينفي في رأي الأستاذ الإمام أن تكون النفس الأولى هي حواء وليس آدم .
يقول هذا وإن في النفس الواحدة وجهاً آخر وهو أنها الأنثى ولذلك أنثها حيث وردت وذكر زوجها الذي خلق منها في آية الأعراف فقال ( ليسكن إليها ) وعليها يظهر افتتاح السورة بها ووجه تسميتها بالنساء أكثر ، وأصحاب هذا الرأي يقولون إنه من قبيل ماهو ثابت إلى اليوم عند العلماء من التوالد البكتيري وهو أن إناث بعض الحيوانات الدنيا تلد عدة بطون بدون تلقيح من الذكور(3) .
على كل حال يصح أن نقول أن جميع الناس هم من نفس واحدة هي الإنسانية التي كانو بها ناساً وهي ما يتفق الذين يدعون إلى خير الناس وبرهم ودفع الأذى عنهم على كونها هي الحقيقة الجامعة فتراهم على اختلافهم في أصل الإنسان يقولون عن جميع الأجناس والأصناف : أنهم إخوتنا في الإنسانية ، فيعدون الإنسانية مناط الوحدة ، والألفة والتعاطف بين البشر ، وهذا المعنى هو المراد من تذكير الناس بأنهم من نفس واحدة لأنه مقدمة للكلام عن حقوق الأيتام والأرحام وليس كلاما مستقلاً لبيان مسائل الخلق والتكوين بالتفصيل لأن هذا ليس من مقاصد الدين ، ونفس الأمر أن الناس مخلوقون من زوجين الذكر والأنثى وهما نفسان إثنان سواء خلقتا مستقلتين أم خلقت إحداهما من الأخرى كما قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا )(1).
وهكذا يجتهد الإمام في تحرير النص القرآني حول مسألة هذا الجنس البشري من كل التراث الأسطوري والديني الذي سبق الإسلام والذي كان له تأثيره الواضح على كثير من رجال الفكر الإسلامي في فهمهم للنص القرآني ، ولم ينته الأستاذ الإمام من تفسير النفس الواحدة التي أشار إليها النص القرآني إلإ إلى دحض كل تأويل ثبوتي للنص فاتحاً بذلك مجالاً واسعاً من حرية البحث والتفكير أمام العقل والتطور العلمي على النحو الذي لا يوقع المتدينين في حرج التمزق والجمود والتحجر(2).
ü وقوله تعالى ( فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ) ( الشورى 11 ) .
ü ونظير قوله تعالى (ومن كل شيئ خلقنا زوجين) ( الذاريات 49 ) فما ورد في بعض التفاسير من أن المراد من هذه الآيـة أن زوج هذه النفس مشتقة منها ، وخلقها من بعضها وفقاً لما في بعض الأخبار : أن الله خلق زوجة آدم من ضلع من أضلاعه فهذا مما لا دليل عليه في الآيـة .
أما الأحاديث النبوية التي تعرضت لخلق المرأة والتي يبدو أنها أوقعت كثير من المفسرين في شبكة الإسرائيليات إذا حملوا ما ورد في القرآن من حديث عن النفس الأولى أصل النوع البشري على أن تلك النفس هي آدم ، وأن حواء خلقت من ضلعه ، وذلك فيما يبدو بسبب التشابه اللفظي بين قصة الخلق وخلق حواء كما وردت في التوراة وبين تلك الأحاديث مثل ( إن المرأة خلقت من ضلع فإن ذهبت تقومها كسرتها وإن تدعها ففيها أود وبلغة ) رواه أحمد والنسائي عن أبي ذر رضي الله عنه ، وحديث ( إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ) رواه مسلم والترمذي عن أبي هريرة .
( إن المرأة خلقت من ضلع وإنك إن ترد إقامة الضلغ تكسرها فدارها تعش بها ) رواه أحمد وابن حبان والحاكم في المستدرك(1) .
إنه ليس في هذه الأحاديث ما يستدل به من قريب أو بعيد على تأييد ماورد في كتب اليهود من أن حواء خلقت من ضلع آدم بل كل ما تضمنته توجيهات تربوية للرجال في التعامل مع النساء في الرفق والمودة بعيداً عن العنف والعجرفة ، وقد جرت على أسلوب العرب في التمثيل وتقريب المعاني المجردة في صياغتها في صور حسية ، يقول صاحب المنار في تفسير آية الأعراف ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ... ) والآية تدل على أن آدم كان له زوج أي امرأة وليس ما في القرآن مثل ما في التوراة من أن الله تعلى ألقى على آدم سباتاً انتزع في أثنائه ضلع من أضلاعه فخلق له منه حواء وأنها سميت امرأة لأنها من أمراء أخذت ، وما روى في هذا المعنى فهو مأخوذ من الإسرائيليات .
وحديث أي هريرة في الصحيحين ( فإن المرأة خلقت من ضلع ) على حد خلق الإنسان من عجل دليل قوله فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالسناء خيرا - أي لاتحاولوا تقويم النساء بالشـدة(2) .
ولا يتردد الأستاذ سيد قطب رغم حرصه الشديد على الالتزام بالمنهج السلفي في تفسيره في التأكيد على نفس الاتجاه في هذه القضية يقول : فالنص الذي معنا وأمثاله في القرآن الكريم لا يتحدث عن هذا الغيب بشيء وكل الروايات التي جاءت عن خلقها من ضلعه مشوبة بالإسرائيليات ، لا نملك أن نعتمد عليها ، والذي يمكن الجزم به هو فحسب أن الله خلق له زوج من جنسه فصارا زوجين اثنين ، والسنة التي نعلمها عن كل خلق الله هي الزوجية ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) فهي سنة جارية و قاعدة في كل خلق أصيلة ، وإذا سرنا مع هذه السنة فإن لنا أن نرجح بأن خلق حواء لم يمكث طويلا بعد خلق آدم وأنه على نفس الطريقة التي تم بها خلق آدم(1) .
النتيجــة :
إنه ولئن ذهب أكثر المفسرين إلى تأويل النصوص القرآنية المتعلقة بمسألة خلق آدم وزوجه عليهما السلام إلى اعتبار حواء مخلوقة من ضلع آدم حقيقة مسلمة ، فإن هذا التأويل وإن أمكن لتلك النصوص أن تتحمله فإنها لا تقتضيه ، حتماً بل هي تقتضيه كما تقتضي غيره ، وإنما الذي ساقهم إلى هذا التأويل المنهج الذي اتبعوه في اعتماد التراث الإسرائيلي الديني في تفصيل ما أجمله القرآن من قصص ، مع أن نصوص القرآن والسنة لم تفتأ تحذر من التلقي عن أهل الكتاب في أمر من أمور الدين ، والذي دعم تأولهم ذلك ما ورد في حديث النبي عن طبيعة المرأة من ألفاظ توحي بالشبه مع قصة الخلق ، كما وردت في التراث اليهودي مثل عبارة الضلع الأعوج الذي خلقت منه المرأة ولم يذكر الحديث إطلاقاً أنه ضلع آدم مما يستبعد منه أن يكون موضوع المحدثين هو المسألة التشريعية بقدر ما هو حديث عن نفسية المرأة وخلقها وتوجيه نبوي إلى ضرورة الرفق في التعامل وتجنب الشدة والعنف معها ، وذلك هو الأليق بالقائد في بيانه التوديعي للأمة في حجة الوداع ( أوصيكم بالنساء خيراً ) والمناسب لسياق الخطبة كلها التي كانت مجموعة توجيهات في الميدان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والخلقي ولم تكن درساً في العلوم الطبيعية والبيولوجية .
ورغم ما قد يبدو من تشابه بين اعتبار حواء من ضلع آدم خلقت ، وبين اعتبارها من جنسه بعمل إلهي مباشر إلا أن الفرق في الحقيقة مهم جداً بين التأويلين على الصعيد النظري والعملي ، فإن الإلحاح وبدون دليل حاسم على التأويل الأول للنص القرآني وتكريس التميز والأفضلية على أساس الجنس مما يتنافى مع مقاصد الشريعة والتأويل الثاني فضلاً عن مستنداته اللغوية الوجيهة وتساوقها مع جملة النصوص الواردة في الكتاب حول هذه القضية هو تأصيل لمفهوم إسلامي وإنساني أساسي تعمل مقاصد الشريعة الإسلامية من أجل تحقيقه وهو تحقيق استقلال شخصية المرأة وتحملها مسئولية وجودها ومصيرها كاملاً ، والقضاء على أول وأقدم اضطهاد للإنسان لأخيه الإنسان على أساس الفوارق الجنسية كخطوة أساسية للقضاء على كل تمييز يقوم على أساس العرق والعنصر ويرسي مبدأ المساواة والأخوة بدون أدنى تفاضل إلا على أساس العمل الصالح ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وهو مقصد أساسي للشرع الحنيف ولنضال الشعوب والطبقات المضطهدة منذ آلاف السنين .
ويقول الشيخ عبدالسلام ياسين في كتابه « تنوير المؤمنات »(1) ( إن مبدأ القوامة التي فرضها الله عز وجل على الزوجة هي أخت مبدأ الحافظية التي فرضها على الزوج الآخـر أمانة ومسئولية ، تثقل مسؤوليتها ، ليست تخففه ، الدرجة التي جعلها الله للرجل ليقود السفينة بحنكه ودرايـة ومداراة .
المداراة من مصطلحات البيئة الزوجية ، بل من أساسياتها ، المداراة تعني السياسة الكيسة ومراعاة نفسية المرأة وما جبلت عليه مما لا يتفق وأسلوب الرجل في الحياة وطريقته في التفكير ، ومنطقه في ترتيب أولويات المعاش .
و ( باب المداراة مع النسـاء ) مدخل لفقه المعايشة عنون به البخاري في كتاب النكاح من صحيحة وروى فيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( المرأة كالضلع ، إن أقمتها كسرتها ، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ) .
يفهم هذا الحديث بعض العلماء ومن كبارهم ، فهما حرفياً ، فالمرأة عوجاء مطلق الاعوجاج، والرجل هو الاستقامة والمعيار وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم ومفاتيح البلاغة لا يفهم مقصوده إلا متحيزاً ضد المرأة ، وهو الذي أوصى بها ثم أوصى ، ودارى ثم دارى وأحسن ثم أحسـن .
إن اختلاف نفسية المرأة ، وغلبة العاطفة عليها إذا غُلب على الرجل المنطق العقلي ، مزية وتكامل لا يصح أن ننقصها لمكان تركيبتها النفسية إلا إذا صح أن نلومها على اختلاف تركيبها الجسمي وهذا مما لا يقول به عاقل ، فاعوجاجها الضلعي هو استقامتها ، هو انحناء وحنو معنوي ، وهو عاطفة ورحمة لا غنى عنها .
الباب التالي من صحيح البخاري باب الوصاية بالنساء يقول فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كما روى أبو هريرة ( واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا ) وفي رواية مسلم ( وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها ) وفي رواية ابن حبان والحاكم والطبراني في الأوساط ( خلقت المرأة من ضلع ، فإن تقيمها تكسرها فدارها تعش بها ) كذا قال الحافظ رحمه الله .
وصية نبوية إذا ، ومداراة أكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفصل تبعاتها في خطبة الوداع روى مسلم في حديثه الطويل عن جابر أنه صلى الله عليه وسلم قال في هذه الخطبة الوصية العظيمة ( فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ... الحديث .
نرجع إلى قضية ( اضربوهن ) في الفصل الرابع . شرح الآية ( الرجال قوامون على النساء ... ) الآية . ونتأمل مسئولية القوامة في دائرة الوصية النبوية النهائية في خطبة الوداع ، مرتفعين بتلك المسئولية من معنى اعتداد الرجل بقوته وعضلاته وماله ورئاستـه إلى معاني طاعة الله وطاعة رسوله ورعاية وصيته .
لقد خسرت الأمة حينما أضاع شطرها حق شطرها وعق الرجال وصية نبيهم إن لم يحفضوها في الضعيفة والضعيف ،عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت : آخر ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث كان يتكلم بهن حتى تلجلج لسانه وخفي كلامه ( عند الاحتضار ) جعل يقول ( الصلاة وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم مالاً يطيقون، الله الله في النساء فإنهن عوان "أسيرات" عندكم ) الحديث رواه النسائي في الكبرى وابن ماجه كما قال الحافظ العراقي رحمه الله .
كل جاهلية لا تدين بدين الله ولا ترعى قواعد المروءة فالعلاقات فيها بين الرجال والنساء علاقة قوي بضعيفة ، القوي يستعمل سلاح الأقوياء من إكراه وتحكم في النفقة وإزدراء بخصمه ، والضعيفة تستعمل سلاح الضعفاء من مكر والتواء وحيلة وخديعة وخيانة ، تستقيم الحياة الاجتماعية والاسرية إن حفظت المؤمنة أمانتها ، ودارى المؤمن في قوامته ، وعاد الناس إلى نوع من جاهلية ولم تحفظ الانثى امانتها ومارس الرجل سلطته بطريقة لا يراعي فيها من نكب في طريقه ولا من عطب ، قال عمر بن الخطاب ( كنا في الجاهلية لا نعد للنساء شيئاً ، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك حقا ) الحديث رواه البخاري.
ولقد كانت الأمهات في جاهلية العرب يعلمن بناتهن ترويض الأزواج لتتحس العروس مواطن الضعف في الرجل لتدخل منها لتنتصر عليه ، كانت الأم تقول لابنتها : ( اختبري زوجك قبل الاقدام والجراءة عليه إنزعي زج رمحه " حديدة رمحه " فإن سكت فقطعي اللحم على ترسه ، فإن سكت فكسري العظم بسيفه ، فإن سكت فاجعلي الإكفاف " البردعة " على ظهره وامتطيه فإنما هو حمارك ) ، من هذه المنزلة الركيكة للمرأة رفع الاسلام المرأة إلى مكانة الشريكة المسئولة ، والأليفة المدللة ، الزواج الإسلامي السعيد ما كانت علاقات القوة فيه اخفى ، وما كانت المودة وروح المداعبة والكلمة الطيبة اللطيفة فيه أشفى ... روى الشيخان قصة تقصها أمنا عائشة عن نسوة اجتمعن ، فتذكر كل منها زوجها بما فيه من عيوب ومحامد ، قطعة أدبية غنية بفرائد اللغة وشوارد البلاغة لو تدارستها المؤمنات لتوصلن إلى مفصل من مفاصل القصة استحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم مغزاه ، وصلتنا القصة مطبوعة بطابع القبول النبوي لتعطينا نموذجاً رفيعاً من ملاطفة الزوج ومداراته وتحببه لزوجته ، من بين بطلات قصة أمنا عائشة شخصية أسمها أم زرع - قالت أم زرع تذكر محاسن أبي زرع : زوجي أبو زرع ، فما أبو زرع ! أناس من حلي أذني ( جعل أذني قرطة تتحرك وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجعت إلى نفسي " فرحني بنفسي من كثرة إحسانه وجدني من أهل غنيمة بشق ( أهل غنيمه قليله ترعى بمكان شاق ) فجعلني من أهل صهيل وأطيط ( الصهيل صوت الخيل والاطيط صوت الإبل ) وائسٍ ومتق ( أي خدم يدرسون الزرع المحصود وينقونه ) فعنده أقول ولا أقبح ، وأرقد فأتصبح ( لايكرهها أحد على القيام من نومها للتعب والخدمة ) وأشرب فاتقنح ( أي أشرب كفايتي وفوق كفايتي ) وتمدح أم زرع والدة أبي زرع ، وابن أبي زرع ، وبنت أبي زرع ، وجارية أبي زرع ، رضيت أم زرع عن أبي زرع فانطلق لسانها بالشكر ، ترى الدنيا بمنظار السعادة والطمأنينة والغبطة . قالت عائشة رضي الله عنها : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كنت لك كأبي زرع لأم زرع ) في التمثيل وتعاطي الأدب ، كما في الحياة اليومية حين تكسر الضرة صفحة ضرتها فيصبر عليها ويقول غارت أمكم ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال الزوج الكامل ، في المقام والسفر لا تتغير سياسته للمرأة هو بها رفيق وفي رعاية نفسيتها دقيق ، روي البخاري : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه نساء على ظهور الرواحل ، فحدى غلام له إسمه أنجشه بالإبل (أي غنى لها ) وكان حسن الصوت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تكسر القوارير ) ، القوارير آنية الزجاج قال قتادة يعني ضعفة النساء .
كان مما استقر عند الصحابة واقتنعوا به من سنن الإسلام الرفق بالمرأة حتى من كانت فيه بقية خشونة من الماضي غير أسلوبه ، عمر بن الخطاب الذي كان النساء ينطلقن بالكلام في مجلس رسول الله فإذا دخل عمر انخنسن وانكمشن ، يوصي بهن ويقول ( ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي ، فإذا لمسوا ماعنده وجدوا رجلا ) .
مقولة أمير المؤمنين عمر توصي بمزج اللين والقوة ، وهو فنٌ عسير ، خاصة على شاب نشاء في العفاف والطهر سالماً من زلات الاختلاط ونفاقه وميوعته لا عهد له بنفسية المرأة وخصائص ( العوج الضلعي ) فيعامل العروس معاملة الإخوان ، فربما يسرف ويهدر رجولته بالتنازلات والمرأة تريد ركناً قوياً في بيتها تطمئن إليه ، وربما يشتد ويقسوا ثم لا يعرف بعد الصعود على السلم من أين النزول .
تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم أنجشه ليرفق بالقوارير اهتمام بأجسام لا طاقة لها بتحمل وعثاء السفر وفي كتاب الله عز وجل التشديد والوعيد لمن عنف بغير حق على الأعراض وقذف المرأة ولو تلويحاً بما يخدش كرامتها ، أي ضلع كريم عند الله هذا المخلوق الذي ينزل الوحي بحمايته ورعايته في قوله تعالى ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون )(1) تجريح أبدي وتفسيق، وأعظم منه وأشد : قوله تعالى ( إ ن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم )(2) .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة