فضاءات جكني

جكني

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
سيدي مالك أحمدو
مسجــل منــــذ: 2011-05-29
مجموع النقط: 3
إعلانات


جكني و مشكلة التحضر

جكني ومشكلة التحضر
لقد ارتبط مفهوم مدينة حضرية بمركز جكني منذ سنة 1961-1962 عندما بدأت الدولة في إحصاء السكان و أرادت التمييز بين المدن الحضرية عن الأوساط الريفية ، فكان معيار المركز الحضري يؤخذ على أساس عدد السكان، حيث حدد العدد ب 5000 نسمة ، وبما أن مركز جكني آنذاك لا يتجاوز سكانه 1100 نسمة ، فقد حظي باسم مركز حضري على معيار انه عاصمة للمقاطعة.
ومنذ ذلك التاريخ فالمركز الحضري يحمل تلك الصفة دون تغيير يذكر إذا ما استثنينا عدد السكان الذي ازداد نتيجة هجرة بعض سكان الريف نحو المدينة، مما زاد من توسع المدينة حيث تزايدت متطلبات السكان.
لكن معايير التحضر تحمل مفاهيم اكبر و أدق و أجمل مما تحمله معايير المدن الموريتانية فقد تغيرت معايير التحضر لتشمل توفير الماء والكهرباء والطرق المعبدة والصرف الصحي، وبذلك فقد تجاوزت بعض الدول هذه المعايير لتشمل معايير ترقى بالمدينة إلى اعلي مستويات التجهيزات الحضرية.
مدينة جكني التي قضت أربعة عقود وأوشكت على إتمام العقد الخامس ، لازالت تفتقد لأدنى معايير التحضر، فهي المدينة التي لازال بعض سكانها لغاية 2009 يشربون مياه الآبار التي لا تخضع لأدنى معايير الصحة ، بل تحمل براغيث تضر بالصحة وغالبا ما يقوم السكان بتصفيتها بواسطة قطعة قماش ويجلبون المياه على عربات الحمير باستخدام براميل تقليدية ، وقد ينتج عنها ظهور أعراض مرض يصنف ضمن أمراض الفقراء
أحيانا تجف الآبار وفي فترة الصيف خاصة يعاني ا السكان الأمرين ،مرارة الصيف الحار ذات الرياح الحارقة (أريف)، ومرارة ندرة المياه التي يكونون أكثر احتياجا لها من غيرها.
ولم يكن سكان جكني محتاجين لتوفير الماء بقدر ماهم محتاجين لضوء الكهرباء ، فقد تأخر تزويد المدينة بالكهرباء إلى غاية 2004 من القرن الواحد و العشرين ، حيث بدأت الشركة بتوزيع الأعمدة الكهربائية وتوصيل الأسلاك المتشابكة داخل المدينة ، لكن الشركة اعترضتها مشكلة غياب مخطط حضري يمكن أن يساعدها على توزيع الكهرباء بطريقة متوازية ، ولذلك السبب اضطرت في توزيعها على اعتماد الطرق غير المعبدة (التقليدية)للمدينة ، حيث اعتمدت طريقان هما الطريق الشمالية المؤدية الى اعوينات ازبل و الطريق الشرقية المؤدية إلى تمبدغه .
وبتلك الطريقة التقليدية تم توزيع الكهرباء داخل أحياء المدينة المبعثرة، تلك الأحياء التي تم حرمان بعضهم من التوصيلة الكهربائية والذين لازالوا في انتظار آخر ليشملهم الانجاز القادم، حيث تركوا معزولين في ظلام دامس وهي نفس الأحياء التي حرمت من التوصيلة المائية، ولم يستفيدوا من الوسائل التي تحتاج للكهرباء مثل التلفاز وشحن بطاريات الهاتف.
فمقاطعة جكني التي اجمع سياسيوها منذ عهد ولد الطايع على تأييده في السراء والضراء رغم اختلاف وجهاتهم السياسية ، تعد من اكبر المقاطعات نسبة في التصويت للرئاسيات في عهده ، حيث تتراوح تلك النسبة ما بين 80-90 في المائة ، على الرغم من ذلك ذهب ولد الطايع دون أن يرد نصف الجميل للسكان الذين يستيقظون في الصباح الباكر كل يوم انتخابات رئاسية وينتظرون في الطوابير حتى المساء من اجل التصويت له ،ذلك المواطن الفقير إلى ربه الذي يجرفه السياسي على التصويت دون نية خالصة ولا قناعة راسخة.
أعادوا نفس السيناريو في الانتخابات الماضية فاجمعوا على التصويت لولد الشيخ عبد الله وبلغت نسبة التصويت ما بين 60-70 في المائة ، فجاء بعده ولد عبد العزيز قبل أن يرد ثلث الجميل لأولئك السكان المحرومين من انجازات رئيس صوتوا له.أما اليوم فيجب عليكم أيها المواطنون أن تأخذوا حذركم وتستفيدوا من أخطائكم ، وتتيقنوا وتتريثوا قبل التصويت حتى تحددوا بنية صادقة وقناعة راسخة من تتوسم فيه المصلحة العامة لكم .
احمد طالب ولد الطالب محمد باحث جغرافي رئيس منتدي التسهيل لشباب جكني نقلا عن جريدة منتدي التسهيل لشباب جكني

تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة