فضاءات جكني

جكني

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
سيدي مالك أحمدو
مسجــل منــــذ: 2011-05-29
مجموع النقط: 3
إعلانات


من أعلام مدينة جكني


مليئة هي صفحات التاريخ بالعظماء الذين اثروا هذه الصفحات بالعطاء اللا متناهي في مختلف المجالات،ولكن هؤلاء منهم من حظي تاريخه بالاهتمام و الشهرة و منهم ما دون ذلك، و عائد ذلك لاختلاف الأزمنة و الوسائل و مدى الوعي لدى الأجيال المتعاقبة، إذ الاهتمام الذي توليه هذه الأخيرة لموروثها على مختلف الأصعدة، يعد احد المحددات الحقيقية لمدى وعي هذه الأجيال . وكبادرة عن حسن نية تخصص الرعاية أحد أعمدتها للتعريف بمشاهير افنوا حياتهم خدمة للمجتمع، وذلك على نحو يمكنها من تناول كل شخصية على حدة بتخصيص كل عدد لأحدها كلما كانت الفرصة سانحة.
الطالب احمد ولد مامه ولد سيدي ولد غلام عالم بل علامة الحوض كله وفخر عزته وملاذ ضريره ، ولم لا! فهو الكريم ابن الأكرمين، وفضلا عن هذا وذك فهو الذي حوي من العلوم أنفسها ومن الأخلاق أدمثها ومن رصانة الأسلوب وقوة الحجة وسرعة البديهة ونقاء السريرة ما يكفي لتلقى إليه مقادة العلماء وكان أحق بها وأهلها ، فقد قيل ما تحت أديم سماء شنقيط من أفقه وأدرى بالحلال والحرام منه ، فقد شهد له بذلك من العلماء معلموه ومعاصروه من أمثال شيخه العلامة سيد أمحمد ولد أحمد معلوم والعلامة محمد ولد المحفوظ رحمة الله عليهم جميعا . وتعالوا نستمع إلى ما قاله حجة عصره بداه ولد البصيري رحمة الله عليه قاصدا صاحبنا اعترافا له بغزارة علمه وعمق تمكنه من مقاصد الشريعة الغراء وسبر أغوار ما خفي منها : "والله لو كان مالك معاصرا لنا لقلنا بأنه هذا الرجل ".
وهذا محمد ولد أبو مدين أحد أعلام هذه الأرض لم يكن منه عندما ألتقي صاحبنا عام 1975 بمناسبة انعقاد مؤتمر العلماء بنواكشوط إلا أن أعجب به وبعلمه وقال فيه قصيدته الطويلة:
أشا الطالب المرضي أحمدي في الفرض و النفل والعليا كل فتى مرضي
سري بين عرض الأرض وطولها ذكره خطاب به طول البلاد مع العرض
كريم السجايا في العروض مرزؤ ولكنه في عروضه وافر العرض
ولد علامتنا في نهاية المائة الثامنة بعد الألف من الميلاد وبالتحديد سنة 1892 م (عام مجيء الغيشة ) في بلده بوكادوم بضواحي مدينة النعمة ليعيش فترة شبابية هادئة لم يكدر صفوها الكثير، غير أن هذه الفترة ما فتئت تنتهي حتى تبدأ رحلة الألف ميل المباركة لا علي مستوي تعلمه هو فحسب بل حتى تعليمه هو لغيره ، وكانت أولي هده الخطوات من هذه المسيرة أن حط الرحال بمحظرة شيخه سيد أمحمد ولد احمد معلوم والذي تلقى عليه بعد كتاب الله العزيز معظم كتب الفقه من مختصر خليل ورسالة أبي زيد القيرواني وبعض النوازل وبعض كتب التوحيد ، حيث برزت علامات نبوغه وهو لم تمض عليه سوى خمس سنوات في هذه المحظرة وإذ به قد استوفي كل ما سبق ذكره حفظا وفهما ، لينتقل مباشرة إلي شيخه الآخر ليكمل عليه رحلته التعليمية التي شملت مختلف العلوم ليعود مباشرة إلي مرابع أهله ليكتب الله أن تأسست مقاطعة جكني ، ويعود هو والأفاضل من أبناء جلدته ليضعوا ببطحائها مسجدا ما يزال الآن أعظم شاهد علي تلك الحقبة المضيئة من تاريخ المقاطعة ، إضافة إلي محظرة أقامها صاحبنا أضاءت الدروب ونورت القلوب واتسعت أمام كل القاصدين من طلاب العلم الذين يودون أن ينهلوا من معينه ويستأثرون بما حباه الله به من علم وفضل . وكان من بين الذين تخرجوا من هذه المحظرة أربعون عالما ، نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر : إسلمو ولد محمد الأمين رحمة الله عليه ،و الذي سبق أن تناولناه في العدد السابق ، وحمودي ولد محمد المصطفي و أحمدو ولد أبوه رحمهما الله تعالى و فضيلي ولد بكالي وحماه الله ولد شيخنا وسيدي محمد ولد حم (الطينطان) والقائمة تطول ، هذا بالإضافة إلي حفاظ كثر لكتاب الله العزيز وملمين بالفقه ، وله فتاوى عديدة ومخطوطات توفي قبل أن يكتمل جلها، ومن بين ما تناول من مواضيع العقيدة وقضايا الفقه و نوازله.
ويبقى أن ننوه بأن صاحبنا رزق ثلاثة أبناء وبنتين ، وفي سنة 1978 أسلم النفس لباريها عن عمر ناهز 86 سنة مليئة بالعلم والعطاء والفضل فتغمده الله برحمته الواسعة وأدخله فسيح جناته هو وجميع موتي المسلمين .
إعداد مولاي لحبيب ولد نافع جريدة الرعاية الصادرة عن منتدي التسهيل لشباب جكني

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| ولد لولاد موس | 29/05/11 |
رحمة الله علينا و عليه شكرا لك يا سيدي مالك

| سي | 29/05/11 |
وني حت نفعنا الله ببركته ورحمه الله لا شلت أنامل من أعد أو ساهم في نشر هذا عمل جيد شكرا


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة