فضاءات منزل بوزيان

منزل بوزيان

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمعتمدية
فتحية
مسجــل منــــذ: 2010-10-27
مجموع النقط: 181.6
إعلانات


حكمـة الدهـر


حكمـة الدهـر
يُحكى أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن
ـ وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل
ـ وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟
ولم تمض أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع
ـ وما أدراكم أنه حظ سيء؟
وبعد أسابيع قليلة أُعلنت الحرب وجُنّد شباب القرية وأعفت إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثر
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية في القصة
وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد
*******
أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب، ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون بإعتدال ويحزنون على مافاتهم بصبر وتجمل
لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء.. والعكس بالعكس
إن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضى بالقضاء والقدر.. ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان
هؤلاء هم السعداء حقاً

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| فتحية | منزل بوزيان | 22/05/11 |
جازاك الله كل خير على التعليق الطيب

| حسن العرابي | بئر النصر | 21/05/11 |
شكرا لكي على هذا الموضوع (ويقول الله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون)


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة