فضاءات بيت دقو

بيت دقو

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
yosraalihusien
مسجــل منــــذ: 2011-03-14
مجموع النقط: 334.12
إعلانات


الطفولة الضائعة البائسة


الطفولة الضائعة البائسة
تاهت وتبعثرت طفولته البريئة
خلف أنياب الذئاب الحادة ودبابات اليهود الجائرة
تاهت طفولته الحائرة خلف أظفار الزمن الحادة
خلف تلافيف الحياة وجدرانها الصماء
ضاعت طفولته البائسة المحبطة
بين الصمت والخنوع والذل العربي
وبين وحشية الأستعمار الهمجي
ضاعت طفولته دون مبالاة من الجوار
بين جدران المساء المليء بالطلاسم والأحجيات
ضاعت طفولته على اعتاب الليل والنهار
بين سيل الدماء الدافق أنهارا كشلالات تشرين وكانون
والرصاصات العابرة في جميع الأنحاء
بحث بين الزحام والركام
بين حجارة البيوت والأموات
عن امه يأوي الى صدرها العطوف
لتضمه بكل رقة وحنان
وقلبها الرؤوم
لتصمت وتكتم صوت الرصاص
ولتمنحه على جبينه قبلة دافئة
بين الزحام والغبار
غاصت قدمي ذاك الطفل الصغير
في دفيء وحرارة
انها الجفاء والحقد الدفين ..
انها النار والرماد ..
دماء تسيل مثل الأنهار
وإذا أمه تلقنه وتلعقه درس الحياة الأخير
لا تبكي بني فلغة القوم الهمج سفك الدماء
بل مص الدماء من كل الأطفال الأبرياء
إنهم يطاردون صوت البكاء
اينما كان
في كل زاوية ومكان
لا عتب عليهم إنهم غجر أوباش
هم لا يفقهون ماذا يعني البكاء
غير الدماء
وبتر الأعضاء
أهرب بني عن أنظارهم ..
وأختفي خلف الأحزان والألم
وأختفي عن الأنظار
فلعلك تلقى وجه الصباح هناك تنجو
هناك تعلن فجرا لهذا المساء الأليم..
عرف الطفل..
ماذا يعني صوت الرصاص
عندما فقد أمه ذاك المساء الحزين
أنه صوت الصمت الرهيب ..
أنه صوت الألم ..
صوت اليتم ..
صوت القهر والغضب ..
أنه صوت يعني شلال الدماء
أنه صوت يعني توقف نبض الحياة ..


سوسنة بنت المهجر


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة