فضاءات دائرة عين البيضاء

دائرة عين البيضاء

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
بركات وهاب
مسجــل منــــذ: 2011-05-08
مجموع النقط: 14.8
إعلانات


لماذا تبدلها حسنات.......؟

تبدل سيئاتك حسنات لأن مهمتك الرئيسية في هذه الحياة بعد عبادة الله عز وجل:هي كيف تدخل نفسك الجنة وتنقذها من النار ؟ وما عداها من أهداف فهي أهداف ثانوية وليست أهدافا رئيسة ، ولأنك أن حققت الأهداف الثانوية جميعها : منصب ، جاه ، زوجة ، قصر ، أولاد ، مال ، شهرة ، نفوذ ، سلطة ... ولم تحقق هدفك الرئيسي في هذه الحياة هلكت!
قال تعالى :" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ "
تخيل معي هذا المشهد : تخيل وقد نفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، ثم ماذا ؟ هل تعرف الموقف؟ هل تخيلت المشهد؟
تصور معي وقد خرجت من قبرك وحيداً ، لا مال ، لا أهل ، لا قريب ، لا صديق ، لا أخ ، ولا أم ، ولا أب، ثم سيق الناس إلى المحشر، وأنت مع الناس، تتذكر ماضيك فلا تذكر إلا السيئات، ثم يحكم بين جميع الخلائق ، وتوضع الموازين فلا تتذكر إلا السيئات، ثم تتطاير الصحف فلا تذكر إلا السيئات ، ثم يوضع الصراط ولا تذكر إلا السيئات ، ويعبر من يعبر الصراط ، ثم تمر على الصراط ، فهل تجتاز وأنت ما معك إلا السيئات؟
وتفكر فيما عملت في سالف عهدك وماضي أيامك فلا تجد إلا تهاون بالصلاة ، وسهر على الشات ، وانغماس في المحرمات، وتغرير بالفتيات ، وتقليب بالريموت للأغاني والفضائيات، ونظر للعرايا والعاريات، والغواني والراقصات فأين النجاة ؟
يوضع الصراط وتضع رجلك عليه ، يا للهول ، يا لفظاعة الأمر وعظم المصير ، تخيل المشهد ، واستمع للأصوات ، صراخ وعويل ، أناس وقعت في نار زمهرير ، قعرها سعير، وشررها كبير .... كالقصر كأنه جمالة صفر. قال المفسر القرطبي في قوله تعالى : " إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ " الشَّرَر : وَاحِدَته شَرَرَة . وَالشِّرَار : وَاحِدَته شَرَارَة , وَهُوَ مَا تَطَايَرَ مِنْ النَّار فِي كُلّ جِهَة .
ثم تصور المنظر مرة أخرى فترى من يتساقط أمامك وأنت تنظر ، ولا تدري أتسقط في القعر ، أم للصراط تعبر ؟ وأنت بحالك أخبر!
أبشرك ! لا زلت حياً ولم تمت ولم تبعث ، ولا زلت في زمن المهلة والتوبة وطلب المغفرة ، فلماذا لا تبدلها حسنات ؟
ألا تتفكر في أحوال المحسنين ؟ الطائعين المصلين، التوابين المتصدقين ، ألا تتفكري في أحوال التائبات القانتات المتعبدات ؟
ألم تفكر لحظة ، وألم تفكري لحظة في الانضمام إليهم قبل أن تصلوا للصراط ؟
نعم ، لقد سارت قوافل الصالحين، ورحلت جموع الخائفين الوجلين ، يحدوهم الأمل بالوصول إلى المنزل المأمول ، وتزود المتعبدين بالزاد ، وزرعوا يرجون الحصاد ، نهارهم في طاعة وصلاة مع الجماعة ، وليلهم سكن وقيام ليل ، قطعوا أيامهم بالتسبيح والتهليل ، يطلبون ما عند الله من الخير الجزيل، والثواب الجليل ، وأدلج المخبتين لأنهم فقهوا وعلموا معنى حديث رسول الهدى صلى الله عليه وسلم :" من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا أن سلعة الله الجنة "، هي منة من الله عز وجل وأي منة! ، نعم وامتلأت هوادج التائبات بالقربات والحسنات ، لقد علمن ما بعد الحياة إلا الممات ، فأكثرن من الطاعات ، يرجين فضل رب الأرض والسموات أن يسكنهن واسع الجنات .
لا زلت ولا زلت في زمن المهلة والتوبة ، وتذكر وتذكري أن الله عز وجل يغفر الذنوب جميعا، نعم جميعها ، صغيرها وكبيرها سرها وعلانيتها.
أنظروا لمخاطبة الله عز وجل لجميع عباده ، قال تعالى : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " ، ولا يغفرها جل جلاله فقط بل يبدلها حسنات،كل سيئاتك تبدل حسنات، قال تعالى:" إلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"
فتعالوا نبدلها حسنات، قبل أن نقف على الصراط ، وهيهات هيهات أن تبدل السيئات إلى حسنات في وقت تظهر فيه فوائد الأعمال الماضيات، وعوائد الطاعات !

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة