فضاءات الجبايش

الجبايش

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـقضاء
حيال محمد الأسدي
مسجــل منــــذ: 2011-05-06
مجموع النقط: 0.2
إعلانات


الجبايش فِي الذاكرة – 1


الجبايش فِي الذاكرة 1
لقد كان (المشحوف) واسطة النقل المهمة التي لا يمكن لأي عائلة من سكان الجبايش ان تستغني عنها ، وتقوم مقام السيارة في يومنا هذا ، فهو يستخدم للتنقل من مكان الى آخر ولجلب القصب والحشيش من أعماق الهور والصيد.
وأحياناً يصل اعتزازهم وتقديرهم لهذه الواسطة الى حد تسمية أبنائهم بهذا الأسم (مشحوف)!!. وقالوا في أمثالهم (فلان مثل المشحوف لا يسمع ولا يشوف) ، وغنوا (يابو المشحوف تانيني لذاك الصوب وديني) و (مشحوفي طر الهور والفالة بيدي) الخ…
والمشحوف هو زورق يصنع عادة في منطقة (الهوير) وهي مصغر كلمة هور التابعة الى ناحية (المدينة) شرق الجبايش ، وتكون المواد الأساسية في صناعته هي الخشب والقار ويكون شكله انسيابياً ، تمتاز مقدمته المسماة (الصدر) بعنق طويل ومقعد للجلوس يسمى (دوسة) وهي قطعة خشبية على شكل شبه منحرف قابلة للرفع يمكن ان يوضع تحتها بعض الحا جات .
اما النهاية الأخرى للزورق فيكون العنق فيها قصيراً ، ويوجد فيها مقعد للجلوس أيضاً يسمى (دوسة) . وتمتاز هذه النهاية بوجود هيكل خشبي مثلث الشكل تقريباً مغطى بالقار يسمى (الركمة) تستعمل أحياناً للجلوس أثناء قيادة الزورق عندما يكون محملاً.
في منتصف الزورق يوجد (الجست) وهو ذراع خشبي يمتد عرضياً وسط المشحوف يستعمل لجلوس الركاب الآخرين.
ان الهيكل الخشبي للمشحوف عبارة عن قطع خشبية محنية تمتد من جانبي المشحوف الى قاعه وتشبه الأضلاع تسمى (العوج) ، وهناك فراغ بين ضلع وآخر (بين عوجة وأخرى) في قاع المشحوف يسمى (جابش) ، وأحياناً تمتلأ هذه (الجوابيش) بالماء نتيجة لعدم توازن الزورق أو زيادة الحمولة ، مما يستدعي تجفيف هذا الماء بأستخدام قطعة قماش لأمتصاصه وتسمى هذه العملية (توشيل) ، وتسمى قطعة القماش هذه (وشّالة).
أما جانبا المشحوف فيسمى كل منهما (جفة).
ان عملية تسيير المشحوف تتم بطريقتين:
(1)أما باستعمال (الغرّافة) وهي قطعة خشبية مثلثة الشكل تقريباً مثبتة على عمود خشبي تستخدم للتجذيف ودفع المشحوف عندما يكون النهر عميقاً.
(2)أو باستعمال (المردي) وهو عمود من القصب أو الخشب الخاص يستخدم لدفع المشحوف اذا كان عمق النهر قليلاً ، وتوجد عادة في النهاية العليا للمردي قطعة من القار كروية الشكل لتكون عملية مسك المردي اثناء الدفع محكمة ، واذا كان المردي قصيراً سمي (جذوة).
ويحدث أحياناً تشقق في القار الخارجي للمشحوف تكون نتيجته نضوح ماء داخله ، فيقال ان في المشحوف (عيب) أو انه (معيوب) ولا بد من اصلاحه ، فيتم سحب المشحوف الى الأرض وقلبه على أحد جوانبه للبحث عن التشقق في القار الذي أدى الى النضوح ، ثم يتم تهيئة مشعل من النار ويتم كي المنطقة المتشققة حتى تلتئم ، وتسمى هذه العملية (جوي).
ومع تقادم المشحوف وكثرة (عيوبه) يصبح لزاماً اعادة اكساء هيكله بالقار ، ويقوم بهذه العملية شخص متخصص يسمى (المكَيِّر) حيث يقوم بأزالة القار القديم نهائياً واجراء التصليحات اللازمة في الهيكل الخشبي ، ثم تجرى عملية الأكساء بالقار الجديد فيصبح الزورق جديداً ويتم انزاله الى الماء.
وتمتلك عادة كل عائلة من السكان زورقين ، يستعمل أحدهما للتنقل وقضاء الحاجات بينما يستعمل الآخر لجلب القصب والعلف للحيوانات (الحشيش) من أعماق الهور والصيد.
حيال محمد الأسدي
يتبع…

تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة