فضاءات تمنراست

تمنراست

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
عزوز المدريدي
مسجــل منــــذ: 2011-04-08
مجموع النقط: 1.2
إعلانات


تاريخ و آثار الهقار

تمهيد
nإنّ دراسة الآثار التاريخيّة من أهم ما يشدّ الباحث وr يلفت انتباهه و يشوق عقله الى البحث و التنقيب . و خاصة اذا كانت تلك الاثارr متعلقة بماضيه و علم انّ له جذورا فيها و هو ما يزيد من اهميّة تلك الدراسة لأنّr الانسان لابدّ ان يهتم بماضيه و يسعى الى الحفاظ على كل ما يمت له بصلة من آثار وr مكاسب تاريخية و هنا مربط الفرس .
nفنظرا لما تحوز عليه منطقة الهقار من اماكن أثريّة قامتr عليها واحدة من اعرق الحضارات الضاربة في جذور التاريخ . فقد ارتأيت ان تكونr دراستي على واحدة من اهم معالمها التاريخية وهو قصر موسى اق امستان و الذي تناولتهr في هذا البحث و رسمت له الخطة التالية:
nفبالإضافة الى التمهيد تعرّضت الى اسباب اختياري لهذهr الدراسة.و في الفصل الأول و الذي عنونته بالملامح الطبيعية لمنطقة الهقار قسّمته الىr مبحثين تناولت في الأول التكوين الطبيعي للصحراء الجزائرية و الثاني تطرقت فيه الىr البناء الديموغرافي للمنطقة امّا الفصل الثاني فقد خصصته للحديث عن التكوينr الاجتماعي لمجتمع الطوارق و قد قسمته الى قسمين يتحدث الأول عن الملامح التاريخية لبدوr الطوارق و الثاني عن اصل الطوارق و مواطنهم الاولى امّا الفصل الثالث و هو الأهمr في البحث فقد حمل عنوان المعالم الأثرية في منطقة الهقار عرّفت في المقام الأولr شخصيّة البحث ( موسى اق امستان ) و في المقام الثاني اقتصرت على وصف القصر وr الوقوف على ملامحه و اخيراً تعرضت الى المميزات العامة لهذا المعلم الحضاري و توجتr البحث بخاتمة تقف على اهمّية الدّراسات التاريخية للعالم الحضارية و دورها فيr ترسيخ ماضي و حاضر الأمة .
nكما لا يفوتني ان انوه الى المناهج العلمية التيr استخدمتها في البحث حيث استخدمت المنهج الوصفي على اعتبار انّني امام بحث ميدانيr نزلت فيه الى ارض الواقع و القيت الضوء على كل ما يمكن وصفه في هذا المعلم الحضاريr بأدق تفاصيله يضاف اليه استخدامي للمنهج التاريخي لأننا امام ظاهرة تاريخية و لابدr من العودة الى اصلها و معرفة كامل جوانبها التاريخية .
n
nأسباب الدراسة
nكثيراً ما تساءلت و دارت في مخيلتي كثيرا من الاسئلة حولr هذا الموضوع هل هناك كتب ووثائق تكرّس تاريخ المنطقة و آثارها و ان كانت متواجدةr لم لا يكون لها ارشيف و متحف ليطّلع عليها ابناء المنطقة ليعرفوا تاريخهم و هوr السبب الذي دفعني الى القيام بالبحث فالمنطقة في امس الحاجة الى مبادرات من هذاr النوع . مبادرات تعنى بالحفاظ على الموروث الثقافي و الشعبي و الذي طالما مانr رمزاً للمنطقة .
nيضاف الى هذه التساؤلات - المنطقية رغبتي في معرفةr خبايا حياة الطوارق و اسرار المجتمع القبلي و حضارة الطوارق التي طالتها الدسائس وr التخريب لذلك كان من الاجدر كشف النقاب عن ما تخفيه كثبان الرمال و تلال الصحراء .
nلقد آن الاوان لتأريخ المنطقة ووضع النقاط على الحروف وr كشف ما بقي دفين الزمن و ارجوا ان تكون هذه المبادرات فاتحة لما هو آت و موفّيةًr حق الاجيال في معرفة ذاتها .
n
n
n
n
n
n
n
n
n
nمقـدمة
nباسم اله الرحمن الرحيم " يأيها الناس اناr جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا انّ اكرمكم عند الله اتقاكم"
nان البحث حول الاجناس و الفهم العميق لطبيعة الحياةr الاجتماعية و الثقافية التي كانت سائدة في حقبة معينة لا يتأتّى الاّ بمعايشة هذاr المجتمع عن قرب لذلك كان من الاهمية بمكان اللجوء الى الآثار التي خلفتها تلكr الاجناس و التي تدل بما لا يدع مجالا للشك اهمية الحياة التي كانت تعيشها تلكr المجتمعات ومن اهم هذه المجتمعات او لنقل الحضارات هي حضارة بدو الطوارق و التيr كانت تمثل منطقة الهقار و هي تعتبر حضارة انسانية متنوعة ضاربة في العراقة بحكمr عدة عوامل اهمها موقعها الجغرافي المتميز الذي جعلها بمثابة حلقة وصل بين حوضr المتوسط و جنوب السودان
nان آثار الحضارة القديمة في الهقار و التي تعود الى قرونr خلت قبل الميلاد من اهم الاسباب التي دفعت بالمؤرخين و الباحثين و الدارسين الىr الاهتمام بها على الرغم من التضارب الكبير في الروايات حول اصل الطوارق و تاريخهمr و حضارتهم خاصة منها فن النحت على الصخور و بقايا الحضارة الخالدة التي كان قدr شيدها سكان المنطقة .
nلقد اخترت في هذه الدراسة التعرض الى الآثار التي خلفهاr اهم زعماء الطوارق و هو الامينوكال موسى اق امستان و هو القصر الذي كان شاهداً علىr عراقة الرجل و زعامته الروحية لمعظم قبائل المنطقة
nو ما يمكننا طرحه كإشكالية كبرى في هذا البحث هي هل كانr في المجتمع التارقي ما كان يعرف في الحضارات السابقة بالقصور ام ان مقرات زعماءr الطوارق كانت في الخيم على طبيعة اهل المنطقة و هل ما يعرف الآن بقصر موسى اقr امستان كان مقرا حقيقيا لزعيم الطوارق وما هي قيمته التاريخية ؟
n
n
n
nالفصل الأول: الملامح الطبيعية و البشرية لمنطقةr الهقار
nالمبحث الأول: التكوين الطبيعي للصحراء الجزائرية
nانّ التكوين الطبيعي للصحراء الجزائرية ابسط من المنطقةr التلية فهي تخلوا من الجبال اذا استثنينا جبال الهقار و التاسيلي و المرتفعاتr المعقدة و السهول الضيقة إلاّ انها تضمّ سهولاً تحاتية واسعة و جبال لها حافاتr شديدة الانحدار و عروقا رملية متحركة و على هذا الاساس تنقسم الصحراء الجزائريةr الى اربع مناطق متباينة [1]r :
nü r منخفض الجهة الشمالية الشرقية و الذي يقع تحت مستوى سطح البحر بـ 31 م
nü r سهول تحاتية تغطيها الرمال و هي تحتل اكبر المساحات في الصحراء
nü r منطقة الهضاب الصخرية الواقعة على الاطراف الشمالية و الوسط (كهضبة تادمايت)
nü r الكتل الجبلية في الركن الجنوبي الشرقي اهمها جبال الهقار و التي تحتوي علىr اعلى قمة و هي قمة طاهات " 3.003م " و اغلب جبال الهقار ناتجة عنr اضطرابات بركانية ما تزال فوهاتها بارزة الى الآن و قد تعرضت هذه الجبال الىr عمليات نحت لمدة زمنية كبيرة نتج ذلك عن التفاوت الكبير في حرارة الجو في النهار وr البرد الشديد في الليل . كان ذلك كافيا لتحويل هذه الجبال الى هضاب و سهول تحاتيةr .
nكما تضم الصحراء الجزائرية ثلاث مظاهر تضاريسية متباينةr هي الحمادة و العرق و الرق و تحتل الأخيرة مساحة واسعة من الصحراء فمن ناحية الشرقr نجد العرق الشرقي الكبير الذي يمتد الى ما وراء الحدود التونسية الجزائرية ثم نجدr العرق الغربي الكبير الممتد الى الغرب .
nامّا في منطقة الهقار فنجد عدداً من الأودية الصحراويةr المنحدرة من جبال الهقار و تبدوا في شكل شبكة منحدرة و تتميز هذه الاوديةr بالفيضانات الفجائية في فصل الصيف نظراً لطبيعة المناخ المداري .
n
nالمبحث الثاني: البناء الديموغرافي لمنطقة الهقار
nيشكل سكان منطقة الهقار خليطاً من عناصر بشرية عديدة ذاتr اصول متعددة من الساحل الافريقي شمال افريقيا وهو ما يبين مدى الاحتكاك الثقافيr الذي حدث بين الثقافة الافريقية و نظيرتها الاسلامية و على هذا الاساس يمكنr التمييز بين نمطين من الحياة في المنطقة :
n· r نمط حياة البداوة :
nو يمثلها ما يعرفr بالإيموهار الذين تقوم حياتهم على الرعي و تجارة القوافل بين الهقار و بلدانr الساحل الأفريقي و قد تخصص هذا النمط المعيشي في تربية الابل و قطعان الماعز و قدr اتخذ هؤلاء في تلبية حاجاتهم الاقتصادية و الاجتماعية نظام الرّق الذين يتم شراؤهمr او سلبهم من بلاد الساحل الأفريقي و قد استمرّ هذا النظام عند الطوارق حتىr الستينات .
n· r نمط حياة الاستقرار:
nيقوم هذا النمط على ثلاثr مجموعات متتالية :
n- r الحرطانيون : و يقومون بالعمل في الارض اي انهم مستقرون اساسا في المناطقr الزراعيّة و قد بلغ عددهم حسب ما ذهبت اليه بعض الاحصائيات الى 2.285 نسمة سنةr 1949 اما في 1962 فقد اصبحوا يشكلون ما نسبته 70% من المستقرين .
n- r التجار: يشكلون جماعة مستقرة يختلف افرادها من حيث التركيب الاثني عنr الجماعات المحلية و يتركز معظمهم في تمنراست و بعض القرى و المناطق الزراعية و قدr استقرت هذه الفئة مع بداية ق 20 حيث جاء افرادها من مناطق متفرقة ( توات . متليليr .... )
n- r عناصر بشرية اخرى : تتمثل في مجموعات من الموظفين و المستخدمين القادمين منr المناطق الشمالية للعمل في مختلف ادارات الولاية و الشركات الوطنية و الاجنبية .[2]
nالى حد قريب عاشت قبائل الهقار في اتحادات قبلية تخضع فيr ولائها الى الزعيم او كما يسمونه "الأمينوكال " اي امين العقال الذيr يعتبر بمثابة الزعيم الروحي و صاحب الرأي الول في كل الشؤون التي تعرض عليه و ليسr لأي فرد من القبيلة الاعتراض على رأيه فهو سلطان بلا صولجان و النس يدينون لهr بالولاء و الطاعة و إليه تعود الكلمة فيما استُعصي من المور في الشؤون الاجتماعيةr و النزاعات الحياتية كما ان هذا المنصب يرجع يرجع الى القبائل ذات السيادة وr الترشيح اليه يتم عبر الوراثة .
nو نشير بهذا الصدد الى انّه تعاقب على منطقة الهقارr امناء عقال سُمّوا ايضا بالسلاطين نذكر منهم :
nü r أول امينوكال و هو غالاو منه جاءت تسمية قبيلة "كل غالا" الشهيرة
nü r سيدي محمد اق الخير
nü r يونس اق سيدي
nü r ا قمامة اق سيدي ( 1790-1830 )
nü r الحاج احمد اق محمد البكري ( 1830-1877 )
nü r أهيتاغل اق محمد بسكة ( 1877-1900 )
nü r محمد اق ارزيق ( 1900-1901 )
nü r اتيسي اق املال (1901-1902 )
nü r موسى اق امستان ( 1902-1921 ) وهو موضوع دراستنا و سنخصص له فصلا كاملا
nü r اخموك اق اهمه (1921-1941 )
nü r مسلاغ اق امايس (1941-1950 )
nü r باي اق اخموك (1950-1962 ) المعروف بالحاج الباي اخموك الذي تولى منصب نائب بالمجلس الشعبي الوطنيr بعد الاستقلال[3]
nالفصل الثاني : التكوين الاجتماعي لمجتمع الطوارق
nالمبحث الأول : الملامح التاريخية لبدو الطوارق
nيرى الكثير من الباحثين انّ اول من اهتم بدراسة الطوارقr هم الباحثون العرب من المؤرخين و الرّحّالة على قلّة من خاطر بزيارة الطوارق فيr موطنهم و عايشهم في صحرائهم ، اما في العصر الحديث فقد ظهرت عدّة دراسات عن طوارقr الصحراء لعدد كبير من الباحثين و كل تلكr الدراسات كانت تصف هؤلاء القوم في فترة كان فيها النظام الاجتماعي للطوارق غيرr متأثر بالثقافة الأوروبية لعدة عوامل يمكن اجمالها في شساعة المنطقة مما يجعلها فيr منآى عن التأثر باي ثقافة اخرى ، ضف الى ذلك تأخر وصول الكشفات الجغرافية لهذr المناطق البعيدة إلاّ فيما ندر و يمكن معرفة الملامح التاريخية لطوارق الصحراءr بالتركيز على ما وقف عليه ابن خلدون و ابن بطوطة من خلال رحلاتهما الى بلادr الطوارق .
n1 / ابنr خلدون و أصل الطوارق :
nاهتمّ ابن خلدون بدراسة اجداد الطوارق وr تحديد اصلهم ، و قد ردّهم الى الصنهاجيين ذوو الأصول العربية نزحت من جنوب الجزيرةr العربية و قد قال فيهم " إنّ هذا القبيل من اوفر قبائل البربر و هو اكثرr قبائل المغرب لهذا العهد و ما بعده و لا يكاد قطر من الاقطار يخلوا من بطن منr بطونهم في جبل او بسيط حتّى زعم كثير من الناس انّهم الثلث من اول البربر "[4]
nثم يتعرض في كتابه الى الملثمين منهم كماr وصفم ، الموسومون بالفقر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب أبدعوا في المجالات هنالكr منذ دهور قبل الفتح الاسلامي فأصحروا في الأرياف ووجدوا فيها المراد و هجرواr التلول و اعتاضوا عنها بالعز عن الغلبة و القهر .
nو بهذا يؤكد ابن خلدون ان صنهاجة هم أجدادr الطوارق الذين آثروا الصحراء على العمران ، وان وجودهم في في اوطانهم يعود الى ماr قبل الفتح الاسلامي بوقت طويل ومن المسلّم به أن الصحراء الى ذلك الوقت كانت تتوفرr على الماء و المرعى و عندما أخذ الجدب منها ايّما مأخذ إنكمشت اوطان سكانها وr انتشروا في اطراف الصحراء و بهذا الطرح الذي قدمه ابن خلدون يتأكد أمران لا ثالثr لهما :
nالأول:انّ الصنهاجة الذين نزحوا الذين نزحوا من جنوب الجزيرة العربية هم أجدادr الطوارق
nالثاني: أنّ احداً لم يذكر شعب صنهاجة اليوم و انما اصبح اسمr الطوارق هو الاسم الشائع و المقرون بالصحراء .
n2 / r ما قاله ابن بطوطة في الطوارق :
nيعتقد الكثير من المؤلفين أن ابن بطوطة هوr اول من سمى بلاد الطوارق بالهقار و ذلك اثناء رحلته من "جاو" عام 1350r الى تاكودا وواصل سيره الى ان وصل الى بلاد الهقار التي قال بانّها قبيلة بربرية ،r ويبدوا من كتابات ابن بطوطة عنهم انّه لم يعجب بطباعهم كما لم يطب له العيش بينهم وهوr ما يفسر المبالغة في كتاباته عليهم و مع ذلك فقد و صفهم وصفا دقيقاً و مما و صفهمr ما قاله عنهم انّه ليس لرجالهم غيرة و الرجل لا ينتسب لأبيه أبداً بل الى امه و أخوالهr كما ان الرجل لا يرث عندهم إلاّ من جهة ابناء اخته ، يضاف الى ذلك أن نساؤهم لاr يحتشمن ، هذا على الرغم من مواظبتهن للصلاة و غير ذلك من العادات التي عجب الرجلr منها و هو ما يفسر نفوره منهم . و يذكر قصة في كتابه ( نزهة المشتاق فيr اختراق الآفاق ) يقول " دخلت يوما على ابن محمد بن ينكدان فوجدته قاعداًr في بساط و في وسط داره سرير مظلل و عليه رجل و امرأة و هما يتحدثان فقلت له ما هذهr المرأة فقال هي زوجتي فقلت و ما ذاك الرجل فقال هو صاحبها فقلت له اترضى بذلك و قدr سكنت بلادنا و عرفت امور الشرع فقال لي مصاحبة النساء عندنا لا تهمة فيها فعجبت منr رعونته و انصرفت عنه " .
nو مع هذا فلم يُعجب ابن بطوطة بطباعهم التي لم يعهد مثلها قط ، و يسترسلr الرجل في و صفهم اتهم قبيلة لا تسير القوافل إلاّ في خفاراتهم و المرأة عندهم اعظمr شانا من الرجل و هم رحالة لا يقيمون .[5]
n
nالمبحث الثاني : أصل الطوارق و مواطنهم الأولى
nمما لا شك فيه ان الطوارق من القبائلr البربرية التي استوطنت هذه المناطق منذ القدم و مما يؤكد انّ الصحراء كانت في عصورr ما قبل التاريخ تختلف اختلافاً جذريّاً على ما هي عليه الآن وجود مخلّفات كبرى منr رواسب الطمي و الأحواض التي تدلّ على حضارة لا تقل شأناً عن غيرها و حسب بعضr الدراسات أنّ الصحاري الأفريقية هي التي شكلت اولى مواطئ الأقدام البشرية فيr التاريخ و لعل ذلك منذ نهاية الزمن الجيولوجي الثالث .
nو مع مرور الوقت اصبحت هذه المناطق غيرr ملائمة للعمران بسبب جفاف بحيراتها و ضيق العيش بها ممّا اضطر بسكانها الى الهجرةr الى انحاء شتى و يتوزع الطوارق حالياعلى مناطق متباعدة و هي ما بقي من بطون أوسعr كان يسيطر عليها الطوارق ، و قد كان وادي النيل مركز استقطاب لسكان الصحراء وr هنالك دلائل كثيرة تشير الى مساهمة هؤلاء النازحين في الحضارات الشرقية من ذلكr التشابه الكبير بين النحت الصخري في مصر و مثيله في الصحراء الجزائرية .
nو يذهب البعض الى الى ان هنالك صلة قرابةr بين قدماء المصريين و البربر في شرق افريقيا و يدخل في نطاقهم قبائل الطوارق منr سكان الصحراء ، و هناك إثباتات عديدة لما سبق قوله فعلم الجماجم يثبت تشابهr الإنسان في كل من ليبيا . الجزائر و فلسطين كما ان لهجة البربر نجدها مطبوعة بطابعr عربي يضاف الى ذلك التشابه الكبير بين حروف التيفيناغ و الفينيقية و هي تنحدر منr الابجدية العربية .و هكذا يتفق الباحثون على ان الطوارق قبائل بربرية وهم من اقدمr سكان الصحراء وهم من اصل عربي أو عربي مختلط
n
n
nالفصل الثالث: المعالم الأثرية بمنطقة الهقار " قصرٌمُوسَىr اًق امستان "
nتمهيد
nإنّ وجود المعالم التاريخية بالاهقار حديثr العهد ، فالمنطقة عرفت البناء و التعمير قبل احتلال الصحراء (قبل 1902 ) حيث عرفتr حركة معمارية نشيطة بفضل الاحتكاك الاجتماعي و الثقافي مع الاقاليم المجاورة مماr ادى الى الاستقرار و بناء المدن و القرى .
nالمبحث الأول : التعريف بموسى اق امستان
nولد موسى اق امستان عام 1867 و هو ينتسبr الى قبيلة- الكل غلا- و هو ابن عم" انتسي " حفيد الأمينوكال سيدي اقr محمد الخير و قد كان لموسى ثلاثة اخوة و كلهم ماتوا في سن البلوغ .
nنشأ موسى يتيم الأب حيث فقد اباه و هو لاr يزال شابا في سن 12 18 و قضى هذه السنوات في رعي القطعان و حتّى بلوغه السن 18r بدأ يخرج الى الغزو و قام بالعديد من عمليات السلب و النهب ضد القبائل الغنية وr شهدت المنطقة في تلك الفترة اضطرابات سياسية و اجتماعية كبيرة و حسب أعراف الطوارقr فعمليات النهب تلك عمل نبيل لتقوية النفوذ و إثبات الوجود ، و عندما بلغ ال25 منr عمره كان يتحكم في كل الحملات و الكل يخضع لأوامره و كان الأمينوكال أهي تاغل-r يرى فيه شرف الطوارق و بعد نصيحة من باي مرابط من قبيلة كونة ودع حياة الغزو وr تفرغ الى تحقيق السّلم بين القبائل .
nو بحلول 1900 سيطرت القوات الفرنسية علىr مدينة عين صالح و عاشت المنطقة في تلك الفترة اضطرابات عنيفة جعلت سكان المنطقةr يغادرون اراضيهم ، فعمل على إعادتهم و بحث عن حلّ يضمن لهم الاستقرار فاهتدى الىr مهادنة الفرنسيين و هو ما تحقق له بمساعدة زعيم منطقة عين صالح كما ساعد موسى الفرنسيينr على تحقيق السلم في المنطقة و في 1910 انتقل الى فرنسا التي عملت على الحط منr معنوياته بعد رؤيته للقوة العسكرية و التطور الذي كانت عليه .
nو بعد مدة من الحكم استقل موسى عن المجتمعr الطارقي و عرف حياة الاستقرار بعد الحل و الترحال و يعدّ اول مكن انشا جيشا منظماr و جهاز اداري في المنطقة و توفي عام 1921 عن عمر يناهز 64 و قيل إنه مات مسموما .
nالمبحث الثاني : وصف قصر موسى اق امستان
nيعتبر قصر موسى اق امستان ثروة تاريخيةr كبيرة تحطم جانب كبير منها و تعرض الباقي للإهمال و هو مثال لهندسة معمارية فريدةr كما انه شاهد على حضارة عريقة فهو لم يكن مخصصا لمسكن الأمينوكال فحسب و انماr لاستقبال الضيوف و ادارة اعمال المنطقة .
n ويوجد في القصر جانب مخصص للسكن ينعزل عن باقيr جوانب القصر المختلفة التي لا يوجد اتصال بينها يضاف الى ذلك جناح آخر يقع فيr الجهة الجنوبية للقصر و الذي تحطم جزء كبير منه اليوم- و تم بناؤه من طرفr الامينوكال أخموك اما المناطق المحيطة بالقصر فقد كانت تقطنها عائلات العلماء وr الامينوكال المنحدرين منها و هكذا نشأ اقدم احياء تمنراست و هو حي صورو ، و قد كانr هذا الأخير يمتد حتى جبال ادريان اين كانت توجد اهم البساتين و الواحات .
nو يحتل القصر حيزا كبيراً محاطا باسوارr سميكة للحماية من الأخطار الخارجية بالإضافة الى الأخطار الطبيعية القاسية اما عنr المواد المستعملة في البناء فهي الآجر المصنوع من التراب او الطين و التي يتجاوزr سمكها 90 سم للحيطان الخارجية ومن 50 الى 60 سم للحيطان الداخلية وقد تم وضع الآجرr على الطين اما السطح فكان من جذوع الشجر تعلوها طبقة من الطين يبلغ سمكها 20 الىr 30 سم اما اساس البناء فمبني بحجر كبير و في الآونة الاخيرة تدهور بناء القصرr بصورة كبيرة منذ ان هجره السكان و اهم العوامل التي ادت به الى تلك الحال تسربr مياه الامطار ، الرياح و التباين الكبير في درجة الحرارة بين الليل و النهار.
nعندما تأتي الى القصر الى الجهة الشرقيةr تقابلك البوابة الرئيسة ( انظر الشكل 1 ) و هي على الأرجح المدخل الرئيسي للقصر وr هي تأخذ شكل عمودان متقابلان يجمعهما الى الأعلى قوس وضع على نحو بالغ من الدقة وr الجمالية على طريقة المباني الرومانية القديمة وهو ما يترجم التواصل و التاثرr الكبير بالحضارات العريقة و خاصة منها الفينيقية التي تجمع بينها و الحضارةr التارقية ايّما روابط ، وعندما تدخل من خلال تلك البوابة يقابلك بهو واسع تتوسطه اربعr قوالب طينية تاخذ شكلا مربعاً ويبدوا ان ذلك البهو بمثابة قاعة للاجتماعات اوr لاستقبال الضيوف او ما شابه ذلك ( انظر الشكل 2 )فجدرانه تحتوي على زخارف معماريةr تاخذ اشكالا متعددة ، وبجانب البهو الى الجهة الشمالية نجد غرفة تتربع على مساحةr حوالي 4.20/7.50 متر لا زال على جدرانها بعض الزخارف التي تاخذ اشكالا هندسيةr متعددة (الشكل3) و في احدى زوايا هذه الغرفة مدخنة لا تزال آثارها واضحة ( الشكل 4r ) .
nوالى الجانب الخارجي من المبنى يقابلكr برجان عملاقان يبدوا انهما شيدا للحراسة و المراقبة (الشكلان 5 و 6 ) وتحت البرج الجنوبيr نجد سراديب بنيت لغرض ما اما للصعود الى البرج او الاختباء عند الخطر انظر ( الشكل 7 و 8 ) هذه هي الجوانب الرئيسيةr في القصر يضاف الى ذلك الكثير من الغرف و الزوايا التي أتت عليها ايادي التخريبr مما جعل من الصعوبة بمكان التعرف على ماهيتها ودورها في هذا المبنى الأثري العتيقr وفي اعتقادي ان بعض تلك الغرف مخصصة لسكن الامينوكال وعائلته وبعضها لأغراض اخرى .r
nالمبحث الثالث : المميزات العامة للقصر الأثري
nمن خلال الملاحظات الأولية للقصر نرى انهr ياخذ الطابع العسكري بسبب المكونات التي يحتويها فهو يحتوي على ابراج للمراقبة ،r وياخذ شكل المستطيل ولم يتبقى من جدران القصر إلا الجدار الشرقي والجنوبي بسبب ماr اتى على بقية جدرانه من تهاوي واندثار ويمكن ان نحصر اربع مميزات لهذا القصر فيr طابقه الأرضي :
nأولاً: الصحن الذي يتربع على اكبر مساحة ويقع في الجهةr الشمالية الشرقية وهو عبارة عن مساحة مفتوحة على الهواء الطلق الغرض منها الاجتماعr سواء بين افراد العائلة او الضيوف
nثانياً : وهو الجزء الثاني مدخله من خلال الصحن يضم مدخلان منr خلال الباب الرئيسي والثاني من خلال ممر وهذا الجزء من المكونات الأساسية للمبنى r كما سبق ذكره اذ تجد فيه ما يشبه غرفة الضيافة ، والى الجنوب يوجد ما يشبهr المخازن وهي عبارة عن غرف صغيرة مساحتها من 3 الى 3.50 م2 ثالثاً :r نجد ممراً مكشوفا شرقي الصحن يحتوي على اربع مراحيض وغرفة من الناحية الجنوبية لهاr مدخلان بها سلالم تؤدي الى الطابق العلوي وهي تتربع على مساحة تقدر بـ 3.50 الىr 3.40 م2 طولا وعرضا
nرابعاً : وهو عبارة عن غرف متساوية الابعاد يحيط بها صحنr ومن خلفها الصحن الكبير ( الرئيسي ) اما الطابق العلوي فلم يتبقى منه سوى البرجانr المذكوران سلفا و اللذان يطلان على الوادي وهو ما يجعلنا نعتقد ان الغرض الذي بنيr من اجله القصر غرض دفاعي يضاف اليه التأثر بالفن المعماري الاسلامي
n
n
n
n
n
n
n
n
n
n
n
n
nالخــاتمة
n
nوصفوة القول ومن خلال ما وقفت عليه في هذه الدراسة يمكنr القول ان المعالم الأثرية في منطقة تعدّ مهداً لأقدم الحضارات التي عرفها الانسانr تعاني الكثير من التقصير و الاهمال وهو ما وقفت عليه في البحث.
nانّ الأمة لا عزة لها إلاّ بالحفاظ على موروثها الثقافيr و الشعبي و الذي يعد جزءاًمن هويتها ومرآة لماضيها وحاضرها ومستقبلها ونحن لديناr كل مقومات البناء الحضاري إلا اننا نتجاهل ذلك وننسى حق الاجيال في معرفة ماضيهاr ولذلك كان لزاما علينا ان نوفي حقهم علينا من خلال تشجيع هذه المبادرات البنّائة ،r فعند اجرائي للبحث وانا اجول في القصر تملكتني رهبة لم اجد لها تفسيراً وشعرت انr كل حائط في المبنى يُخفي تأوهات السنين ونسيات الذاكرة الجماعية ، ولعل مبادرةr كهذه توفي التاريخ حقه والله اسأل ان يعين كل من يساهم في تأريخ هذه الحضارة .
n
nnn[1] حليمي عبد القادر: جغرافية الجزائرr .دمشق. مطبعة الانشاء 1968 . ص 48 و 49
n
nn[2] د محمد السويدي : بدو الطوارق بين الثباتr و التغير .المؤسسة الوطنية للكتاب .الجزائر 1986
n
nn[3] عبد السلام بوشارب : الهقار امجاد و انجادr . المؤسسة الوطنية للاتصال و النشر و الطباعة . الرويبة الجزائر 1995
n
nn[4] ابن خلدون : العبر و ديوان المبتدأ وr الخبر في ايام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبرr . دار الكتاب اللبناني . 1958 الجزء 6 ص 315
n
nn[5] عبد السلام بوشارب : مرجع سابق .ص 14
n
n
n

تقييم:

1

1
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| فاطمه | 15/10/16 |
هناك أشياء مبالغ فيها


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة