لمسة يد
مدت يداها وأزاحت ستائر الحزن عنى وعن وجهى وأضاءت وجناته وقسماته بنور حبها , أعادت إليه بريق طفولته العذبة . وها هى تُلقى يديها بين أكُفى وكأنها غرستها فى أحلامى لتنتقى منها أجملها وتنثرها على وجه الدنيا لآلئ ورياحين , وأخذت أنا بيديها أُلقى لها العهود التى أشهد ربى أن أحققها وأن اجعل كل عهد بستاناً لها ولى نجرى ونرتع فيه دون عناء لا يصيبنا فتور , كلما تعبنا إشتقنا لمداعبة زهور البستان نجرى ونلهو من جديد . ولو صادفتنا حفرة فى البستان سنغطيها أو ندكها بأقدامنا , أرى من الأجمل وهذا رأيكِ أن نزرع مكانها شجرة إخلاص ومحبة ووفاء بالعهد .
فاتركى يداكِ تفتش عن أحلامى كما سأفعل أنا فسوف أجوب كل بقاع الدنيا من أجل الحصول على مفتاح يجعل أحلامك تمر إلى قلبى , تصبح أحلامى أنا وعندها سأكون أنا حلمك وتكونين أنتِ حلمى وسيكون سهل المنال الوصول إلى ما نريد , فيا منية القلب أوصدى على جفونك وأجعليهم لى عش ووطن أسافر بعيداً أو أطير بعيداً وأعود أجد فيه الدفء والراحة من عناء الترحال , أعود أجد الزاد حناناً وينابيع حب صافية أستقى منها وأطفأ ظمأ السنين التى ولت قبل أن أرى عيونك .
سأعود لأناملك أُقبلها واحداً تلو الآخر راجياً منها أن تكون سراجاً وقناديلاً أحرسها أنا بمشعل الحب حتى لا تنطفئ ليل نهار , تبعث للعالم بأشعتها التى يخجل منها القمر وتعيد للشمس ظاهر الكسوف يبقى نورها هو الوحيد مضيئاً بحياتى إلى النهاية. تعرفين أنى عشقت السهر منذ سنين وكم مرت من الليالى قبلك يأتى المساء وأنظر إلى السماء فلا أرى إلا فضاء لاسع لا يأوى إلا ظلمة طاغية وبعض النجوم التى تلقى تحية الوداع وتغيب , حتى القمر عهدته حزين يبعث إلى بشكواه لكنها تضل الطريق فى الوصول . أما الآن فالابتسامة تعلو وجه الجميع " القمر والنجوم " وأولهم أنا .
أنظر إلى الليل أجدك فى فضائه تنيريه واتوجه بعيونى إلى القمر أراكِ تلونين وجهه بالفرحة وتفردين التجاعيد التى أحدثها الحزن على جبينه , وأينما تَلَفْت بعيونى أجدك فى كل الأنحاء عصفورة تغرد بأعذب الألحان . فرجائى ثانية أتركى يداك بين كفى حتى أدرك ذاتى وتدركين ما بقلبى من ثورات حب تخصك وإنتفاضة أحاسيس تعبر عن شوقى إليك وإلى عيونك ولمسة يدكى الجميلة ................
