الطفل الباكى
هاحكياكم حكاية صاحبى من سنين , عاش يقلبه وبمشاعره وسط دنيا كل قلوبها متحجرين , حاسس انه هيغير الكون أو ان الكون هيتغير وتبقى القلوب عصافير .
كنت دايماً بنصحه سيبك من الأوهام من الأحلام وعيش زى البنى آدمين قاسيين ماشيين على الإحساس وعلى الإخلاص دايسين . لكنه عاش متعلق بحلم قديم إنه يلاقى حب كبير وقلب سليم , يشفى جراحه يداوى آلامه بعد الحزن سنين وسنين . دور لف فى كل الدنيا إنه يلاقى لحظة جميلة ووش حنين تطبع صورته جوه عنيه , سحابة صيف تسكن قلبه وتروى شوقه للأحلام . . . ملقاش . . صحيح ملقاش .
دارت بيه الدنيا ولفت ولطمت خده شمال ويمين كأن الحب ومضة وعدت من بين إيده ملمحهاش . " يمكن عدى . . يمكن لسه مازرناش " قالها لنفسه وركن ضهره على الأيام وسابها بتجرى يوم ورا يوم العمر بيجرى سنين فى سنين . قلت خلاص صاحبى مل وقلبه من الترحال إنحل , صورته حزينة وملامحه مليانة أنين
الغريب إنه صابر صبر حديد , وعزم شديد جوه فى قلبه إنه يلاقى فى يومه حبيب . قلت غريبة الدنيا يا عالم لما جانى فى يوم فرحان يحكى بلهفة عن إنسان قلبه اتعلق بيه من نظرة وقالى إنه بيه ولهان . رعشة حب دخلت قلبه ياما اتمنى يوم تلاقيه تاهت عنه ولما لقاها إتشعلق فيها وحلف أبداً ما يوم تجافيه , وكسر حزنه وانطفا ألمه " طبعاً لما " نور الحب ظهر فى عنيه .
زهرة وحيدة فى كل الدنيا إتمنى تكون ملك إيديه , يخطفها من الدنيا ويهرب قبل شمس الحب ما تغرب من حواليه . ولع شمعة وبدأ عمره يحسب فيه بعد ما مر أيام وليالى حزن فى حزن ضلمة فى ضلمة تعدى عليه .
عاش وأهو شاف أحلى حكاية عاشها لوحده فى البداية ورب الكون عالم بيه , يمشى خطوة ويرجع خطوة للأيام تجنى عليه . صدق الزمان وياه = ودى أول مرة = جمع حبيبه عليه وظهرت دمعته فى عنيه , سألته ليه الدمع من تانى ؟
قالى :: خايف ليكون الزمن كداب ويسقينى الألم بحساب ويفتح جرح بعد الجرح , تصدق إنى بالجراح موعود .
كلمة فى كلمة منى ومنه سرح الحزن لجوه فى قلبى وكيف أداريه ؟ وصبحت حيرة أداوى فى نفسى والا أداويه . ليه تقاطعونى سيبونى أكمل أصل أنا خايف ليصيبكوا الجرح وتحتاروا فيه .
سحب السيف وحلف ليدافع عن أجمل صورة شافتها عنيه , وجاله النصر بعد غياب يركع يسجد بين رجليه ورسم الحبيب أجمل الحان عزفها صاحبى للأكوان وقالى زمانى عمره ما خان . آه عالدنيا تفتح جرح وتقفل جرح تغرس هم وتحصد هم ولا حاسين .
أصل حكايتى لا معلهش حكاية صاحبى ياما حيرتنى سنين , حبى لصاحبى يا ناس خلانى أنا مش عارف إننا واحد ولا اتنين . ضحك القلب ضحكة كبيرة لما نداه الشط إليه بعد ما كانت موجة فى موجة تعلى عليه يغرق فيها وتغرق فيه , وصل الشط وبص وراه لموج البحر يلحق بيه . عاد من تانى صاحبى صغير قبل ما شيب الراس يناديه , مباركة الفرحة عليك وعليه لما القلب حضن القلب ولما الفرحة زادت فرحة لما الحلم أصبح علم من حواليه .
لفت دارت بيه الدنيا وانا قبليه شفت الحزن جى سابق خطى رجليه , حارت بيه الدنيا وبيه صاحبى ماله اتغير ليه ؟ بسمة وماتت من على وشه حاول تانى مرجعهاش , ليه الظلم هى الدنيا مبتنساش طعم المر وطعم الهم ومبتسلاش قلبه وعينه لحظة راحة مبييشوفهاش .
عذرت صاحبى وعذره معاه إنه يدمر ولا يكسر أى شئ سكن جواه , بعد الغدر وبعد القسوة هاقدر تانى أقوله (لا ) قلت بحمقة حطم خرب أى حاجة وشئ تلقاه , اكسر قلبى وياه قلبك إرمى حنينك ويا حنينى وارجع تانى ندوس ع آه .
بيع أوهام بيع أحلام للعاشقين واقبض تمن الوهم سنين وضيفوا لعمرك خليه أطول من العايشين . أصبح أمله الحلو سراب وكبر ندمه على العدى طول العمر منه وغاب , فاق فى الآخر شاف الدنيا خراب فى خراب صرخ الصرخة وقلت يا ريته عمره ما فاق . . .
آه يا سلام لو نسته الدنيا وكان بينه وبينها فراق , لكن سحبه وشده للأعماق موجة هم وموجة حزن صغر الكون فى وشه وضاق .
شال أحزانه وطلع يجرى وشلت معاه دا المكتوب مكان ما يكون هكون وياه , هو الأصل وأنا الصورة يحس بوجعه أقول أنا آه .
رأيكو إيه لو شلتوا الحزن عنى وعنه تكونوا معايا ولا معاه , شفت الكل بعدوا عنى لا شالوا معايا ولا وياه . . قلت خلاص هاحكى لنفسى حكاية صاحبى , واللى يجرب زى ما جرب واللى يصيبوا زى ما صاب . أيوا هسيبه لجوع الليل أصل الليل له أنياب , ناب مسنون وغيره بيلمع للأحباب يقتل يدبح فى الأشواق من غير رحمة ولا بحساب
صاحبى شيب الراس رجع من تانى ومال الضهر وزمنى حنانى , تاه العقل وعاد من تانى طفل بيحبى صورته جميلة وقلبه حنون " بس بيبكى " شالو صاحبى وقالى دا صورتى شلتو معاه وقلت حقيقتى , شد فى شد تاه الطفل بين الاتنين : صورة = حقيقة : حار الطفل وربه نداه .
كانت صدمة لصاحبى وليه { مات الطفل الباكى فى إيدنا } .
