فضاءات الحجيرة

الحجيرة

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
يحي
مسجــل منــــذ: 2011-04-11
مجموع النقط: 0.4
إعلانات


هل بشر القرآن بتحرير المسجد الأقصى

هل بشرالله بتحريرالمسجد الأقصى في القرآن
بسم الله لرحمن الرحيم
سورة الإسراء
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)
قال المفسرون أي و أعلمنا بني اسرائيل بالوحي المحتوم في التوراة أنهم سيفسدون في الأرض و قيل أرض الشام و بيت المقدس مرتين الأولى مخالفتهم أحكام التوراة و قتلهم شعياء و قيل أرمياء عليهما السلام واما الأخرى فبقتلهم زكرياء و يحي و قصدهم قتل عيسى عليهم السلام و أنهم ليستكبرن عن طاعة الله و ليظلمن الناس فإذا جاء و حان وعد معاقبة أولاهما سلطنا عليكم عبيداً من عبادنا ذوي عدد و قوة و بطش فقيل بختنصر و قيل سنحاريب و قيل جالوت و قيل العمالقة و قيل قوم من أهل فارس و قيل غير ذلك فترددوا بين دياركم لطلبكم قصد إهلاككم و قيل يبحثون فينظرون هل بقي منكم من أحد فيقتلوه و كان وعداً لابد من كونه ثم رددنا لكم الكرة على الذين بعثناهم عليكم بأن دالت لكم الغلبة عليهم فأظفرناكم بهم بأن عاد الملك لبني اسرائيل و قيل غزوهم و استنقذوا أسراهم و قيل بل إن ملك بابل ألقى ما في يده من الأسرى اليهود شفقة بهم و قيل إنما ذلك حينما قتل داود جالوت و فضلاً على هذا رزقناكم الأموال بعد أن سلبت أموالكم و وهبناكم البنين بعدأن سبيت أولادكم و جعلناكم أكثر عدداً و أنصاراً و قيل عزاً و جاهاً و كان ذلك النصر حينما رجعتم عن الفساد و إن أحسنتم فإن ثواب إحسانكم لأنفسكم وإن أسأتم فإن وبال إساءتكم على أنفسكم فإذا جاء وحان وعد العقوبة الأخرى بأن أفسدتم في الأرض فقمتم بقتل زكرياء في هذه المرة الثانية و قيل لا بل زكرياء في المرة الأولى و قتلتم يحي و قصدتم قتل عيسى عليهم السلام سلطنا عليكم إنتقاماً منكم عدوكم فقيل بختنصر و قيل انطياخوس الرومي و قيل غير ذلك ليهلكوكم فتظهر جراء ذلك المساءة و الكآبة في و جوهكم و ليدخلوا بيت المقدس يغزونكم فيه كما دخلوه عليكم بعقوبة المرة الأولى و ليخربوا تخريباً و يدمروا تدميراً ما غلبوا عليه من بلادكم فعسى أن يرحمكم ربكم إذا أنتم تبتم و انزجرتم عن المعاصي فقيل إن عسى من الله واجبة و إن عدتم إلى الإفساد عدنا بالعقوبة قيل و إنهم عادوا فسلط الله عليهم ملوكاً من فارس و الروم و قيل و عادوا بتكذيبهم النبي صلى الله عليه و سلم فسلط الله عليهم المؤمنين يقاتلونهم و يذلونهم بالجزية و جعلنا نار جهنم سجناً و محبساً و قيل بساطاً و فراشاً للكافرين منهم و من غيرهم إنتهى
قلت: فهذا مجمل أقوال المفسرين ذكرته ملخصاً و مبسطاً و من المفسرين المعاصرين من رأى خلاف ما تقدم محتجين بوجوه سآتي على تفصيلها بعد أن أبين خلاصة ما ذكروه
قالو إن الآيات دلت على بشارة من الله بنصر المسلمين في أرض فلسطين على أن هذا النصر الموعود لم يقع بعد و لسوف تتحقق البشرى به فيما بعد فبذلك نطق القرآن و قالوا إنما بعث الله على اليهود عباده المسلمين أيام رسول الله حينما كفروا به و جحدوا بما عرفوا فيه من الحق ثم غدروا به و بالمؤمنين و نقضوا العهود التي أبرمت بينهم فذلك ما أفسدوه في المرة الأولى فبعث الله عليهم المسلمين ليقاتلوهم و يجوسوا خلال ديارهم ببني قينقاع و بني النضير و بني قريضة و خيبر ثم بعد ذلك رد الله الكرة لليهود على المسلمين قالوا إنما كان ذلك لما إبتعد المسلمون عن شرع ربهم و تفرقوا في الأرض و أمد الله اليهود بالمال و البنين و جعل لهم نفوذاً أكثر و نصرة من الدول الكبرى قالوا فذلك ما هو كائن الآن لبني اسرائيل
ثم أما و إنهم قد خرجوا منه بأن خرج عن حكمهم و سلطانهم فسيدخلونه في هذه المرة إن شاء الله كما دخلوه أول مرة بإذن الله و ليتبروا ما علوا تتبيراً فيدمروا ما غلبوا و سيطروا عليه من بلاد اليهود تدميراً فما وقع تحت غلبة المسلمين يومئذ مما هو يهودي بفلسطين إلا أهلكوه و خربوه تخريباً أو يفعلون ذلك مدة غلبهم و علوهم و تفوقهم على اليهود فيدمرونهم خلالها تدميراً و قيل يدمرون عليهم ما علوا أ ي اليهود مما أقاموه و مما شيدوه من موطن لهم في البلاد يدمرونه تدميراً ثم قيل و لم يقل ما علوتم يا يهود بل قال ما علوا أي اليهود بما بنوه و أقاموه بفلسطين من موطن لهم عليها فكأنما أعانهم عليه قوم آخرون إذ لم يقل لهم ؟ما علوتم و قال عنهم ؟ علوا أي هم و الذين يؤازرونهم فيه عسى ربكم أن يرحمكم إذا أحسنتم و إن عدتم بإفسادكم في أرض الله عدنا عليكم بمعاقبتكم و إضراركم في الدنيا كما فعلنا بكم ذلك و جعلنا نار جهنم محبساً لكم و لغيركم من الكافرين إنتهى
قلت و هذا ملخص ما ذكره بعض المفسرين المعاصرين أو ما يقاربه في تفسيرهم الآيات ومنهم من يشهد له بسعة العلم بكتاب الله و الإبحار في معانيه كالشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله قلت و إستدلوا على قولهم هذا معترضين على القول الأول بوجوه سأذكر بعضها:
الوجه الأول: أنه إستعمل إذا و هي ظرفية لما يستقبل من الزمان فيدل ذلك أن الفعل المحكيّ عنه سيحدث بعد القول الذي تضمن لفظة أ( إِذَا جَاءَ )و لا يستقيم أبداً أن يتعلق بحادث وقع قبلها فإذن بعث العباد على اليهود سيحدث بعد نزول الآية القرآنية و لا يجوز أن يكون قد حدث قبلها كما يدل ان الفساد وقع منهم على عهد الإسلام و أن في لفظ وعد ما يدل على المستقبل كذلك و الله أعلم
الوجه الثاني : أنه وصف المبعوثين على اليهود بقوله عباداً لنا و تلك صفة لا تقال إلا للمؤمنين لأن إضافة عبوديتهم لله تشريف لهم كما دلت على ذلك جميع آيات القرآن إلا ما ذكروه من قوله تعالى على لسان عيسى في سورة المائدة إن تعذبهم فإنهم عبادك وقوله تعالى في سورة الفرقان أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ فهي عبودية لله في الدار الآخرة و ما ذكرناه من العبودية لا يقع به مغزى التشريف إلا في الحياة الدنيا إذ يتساوى الخلق في صفة عبوديتهم لله في الدار الآخرة لعدم وجود التكليف فلا طاعة ولا معصية يومئذ مع أننا نقول إن الأصل في أن جميع البشر هم عباد لله و لكن الله وصف المؤمنين في دار التكليف بأنهم عباده للدلالة على معنى أنهم مطيعون مستجيبون لله فقربهم و أضاف عبوديتهم له تشريفاً و منع الكافرين من وصفهم بعبوديتهم له في الحياة الدنيا لأنهم لا يستحقون هذه الصفة و هم كافرون مبعدون فبهذا فرق بين المؤمنين و الكافرين و هذامن أسلوب القرآن المحكم في وصفه لكل شيء و أدلة ما ذكرناه كثيرة و الحمد لله فمنها قوله تعالى و عباد الرحمن إلخ و قوله تعالى { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ . . } و قوله تعالى { وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا } [البقرة:23] و قوله تعالى .{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ } [الإسراء:1] و قوله تعالى { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ } [الجن:19]فلا نطيل بذكرها كلها إكتفاءاً ببعضها إنتهى
قلت : وذكر هنا أيضاً وجوهاً أخرى توحي بالمعنى المراد في القول الثاني و تعضده أكثر و ما ذكرته هو من أقوى و أظهر مما قيل في الموضوع و أقول في الختام إن المفسرين فيما تقدم من القول الأول قد إختلفوا كثيراً و إختلفوا في تحديد الإفسادين المذكورين في القرآن و في تعيين العباد في المرتين و لو صح في ذلك خبر يُصار إليه لإتفقت كلمتهم عليه على الأقل فإنه إن صح الخبر به على وقوع ما ذكروا لزمهم بعده البرهان الواضح على أن ما نقلوه من ذلك الخبر الصحيح يصح أن يكون هو المقصود من الآيات إذ لا يوجد في كتاب الله ما يدل على قولهم و الله أعلم
و لئن قال قائل إن القول الثاني لم يقل به الجمهور من المفسرين فجوابه أنه يتعذر عليهم تفسير الآيات بمقتضى القول الثاني لأنه مفسر بواقع لم يشهدوه و لم يدركوه و لم يعاصروه فكيف يعلموه و لم يقل أحد منهم إن الله لا ينصر عباده المؤمنين بالغيب بل هم من يثبت ذلك في الكتاب و لم يقل أحد منهم أن بحار القرآن ينفذ ماؤها و لم يقل أحد منهم أنه بلغ منتهاها فهذه قضية الإسلام الكبرى أرض فلسطين و أهلها اليوم و ما هم عليه مما تعلم أفلا ينصرها الله في كتابه و قد نطق المعصوم صلى الله عليه و سلم بما يثبّت به في قلوب المؤمنين عقيدة هلاك اليهود على أيدي المؤمنين
و الظاهر أن ذلك يكون آخر الزمان و ما بيناه متقدم عليه و إلا فهم فاسدون و مفسدون أينما كانوا بأرض الله إلى يوم يبعثون فقال الباري عز و جل وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) فكذلك جزاؤهم من الله عذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة ذلك للذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون و ما ربك بظلام للعبيد يستمر بهم العذاب في الدنيا ما إستمروا في الإفساد في الأرض إلى يوم القيامة و ما يدل على أن هلاكهم بوعد الآية متقدم وقته عن وقت آخر الزمان قوله تعالى و إن عدتم عدنا أي إذا عدتم بالإستمرار في الإفساد نعود عليكم بالإستمرار في مؤاخذتكم عليه و معاقبتكم به في الدنيا قبل الآخرة و قوله تعالى عسى ربكم أن يرحمكم أي ذلك إذا أطعتم الله ربكم و إنتهيتم عن معصيته في دنياكم فسيتوب الله عليكم و يرحمكم و أما ما يدل على أن هلاكهم في وعد الحديث إنما هو آخر الزمان أنه يذكر نطق الحجر و الشجر و ذلك أقرب أن يحدث حين تكون أشراط الساعة و ليس لهم حينها أن يتقربوا بطاعة بحيث يرحمهم بها الله و لا أن يعودوا فيفسدوا في الأرض كما كانوا يفعلون ذلك من قبل فقد وقع يومئذ آيات القيامة إنتهى
قلت و نسأل الله سبحانه و تعالى أن ينصر المسلمين على أعدائهم اليهود عليهم لعائن الله تترى إلى يوم القيامة اللهم آمين يا أرحم الراحمين و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة