فضاءات زاوية غزال

زاوية غزال

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
دسوقى الديب
مسجــل منــــذ: 2010-10-20
مجموع النقط: 24.2
إعلانات


ام نسمة ..اشهر مقاولة هدم فى مصر تتمنى هدم مبنى الحزب الوطنى


اسمها مثل ''الطبل'' في منطقة روض الفرج وشبرا، فالجميع هناك يعرفونها جيدا، والسبب هو كونها المرأة الوحيدة في مصر التي تعمل مقاولة لأعمال الهدم، إنها "سناء" أو "أم نسمة" كما يطلق عليها أهل المنطقة، والتي حضرت بصحبة والديها من الصعيد إلى القاهرة قبل عشرات السنين، حيث كان والدها يعمل ناظر مدرسة بروض الفرج واختار أن تكون إقامته وأسرته بنفس المنطقة.
"أم نسمة" والتي يطلق عليها المحيطين بها أيضا- لقب "المرأة الحديدية" .. كانت الفتاة الوحيدة لوالديها فحظيت بحرية كبيرة وحياة مرفهة ولكن نظرا لطبيعة التقاليد الصعيدية فلم تكن تكمل عامها السادس عشر حتى تم عقد قرانها على احد أبناء العائلات الصعيدية المعروفة بحي روض الفرج، ولكن الزوج كان يفتقد القدرة على تحمل المسئولية رغم سعي "ام نسمة لمساعدته خاصة بعد أن رزقهما الله بثلاثة ابناء هما (نسمة وياسمين واحمد).
لم تجد "سناء" أو "ام نسمة" أمامها سوى بيع مصوغاتها الذهبية وشراء سيارة نقل ليعمل عليها زوجها في نقل الخضروات والفاكهة، ولكن لإصرارها على ان تكون السيارة باسمها، حدث الخلاف مع زوجها ووقوع الانفصال بينهما، ليكون هذا الانفصال هو بداية مرحلة جديدة في حياتها وتصبح اكبر مقاولة هدم والمرأة الوحيدة العاملة في هذا المجال.
توجهت الى "ام النسمة" للبحث عنها في روض الفرج فوجدها تجلس على احد المقاهي تنهي بعض أعمالها، وقد وجدها امرأة في الخمسين من عمرها سمراء البشرة وقد حفرت المهنة على ملامحها علامات الخشونة والصلابة.
وقبل أن أبدء حديثي معها بادرتني قائلة "نفسي أزيل مبنى الحزب الوطني المحروق والموجود في ميدان التحرير ومش هحصل على فلوس مقابل ذلك، علشان يتبني مكانه حديقة لشهداء ثورة 25 يناير".. كانت هذة أمنية أم نسمة التي تحلم أن تتحقق، فهي تريد أن تشارك بشكل ايجابي في العصر الجديد الذي تعيشه مصر.
بعد ان ابدت ام نسمة رغبته في هدم مبنى الحزب الوطني عدت بالحديث معها حول مشوارها في مهنة الهدم فقالت: " مع بداية التسعينيات ووقوع زلزال عام 1992 كانت تلك الفترة هي بداية لجوئها إلى العمل في مجال المقاولات خاصة أنني كنت في هذة الفترة أعاني من حالة كساد في أعمال نقل الخضروات، وانتشرت عقب الزلزال عمليات هدم وتكسير المنازل واخلاها بعد انهيارها وكانت شركة عثمان احمد عثمان لها النصيب الأكبر في هذة العمليات خلال تلك الفترة".
عملت "أم نسمة" مع شركة "عثمان احمد عثمان" اشهر شركات المقاولات في مصر- ولكن بعد مرور 6 اشهر كانت قد تعلمت أصول المهنة وقامت ببيع سيارتها النقل وتبدأ في مزاولة أعمال سمسرة مقاولات الهدم والتكسير حيث تقوم بالتعاقد مع أصحاب سيارات ومعدات الهدم والذين يتركزون في قرية "الخصوص" بمحافظة القليوبية.
ذاع صيت "أم نسمة سريعا وكانت تعمل على مدار اليوم وكانت تتخذ من المقهى الموجود أسفل المنزل التي تقيم به مقرا لإدارة عملها، حيث تستقبل به الزبائن وأيضا توزع الأدوار والمهام على العمال، ولم تكن البداية سهلة فقد حاربها الرجال العاملين في نفس المجال خاصة أنها تقدم أسعار أقل من غيرها، وبدأوا في تشوية صورتها على اعتبار أنها امرأة، ولا تقوى على هذة المهنة، ولكنها تحدتهم بإصرارها وصلابتها.
طبيعة عمل "أم نسمة" أجبرتها على الخروج يوميا للعمل من الساعة الثامنة مساءا وحتى السادسة صباحا ( حيث أن عمليات الهدم عادة ما تكون ليلا) حيث تذهب إلى موقع العمل لمتابعة حرمة العمال والبلدوزرات في الهدم وطرق النقل بالسيارات ودفع الأجرة للعمال والتعامل بحكمة مع السكان المجاورين لموقع عملها لتجنب تذمرهم من العمل ليلا وغير ذلك، وكانت تترك أبنائها مع والدتها، وتحملت مشقة الخروج ليلا ونظرات المحيطين بها واستنكارهم لهذا الأمر، ولكن رغبتها في توفير حياه كريمة لأبنائها كان دافعها دائما لمواصلة عملها.
تدريجيا تحسنت أحوال "أم نسمة" وتمكنت من شراء شقة سكنية جديدة بروض الفرج أيضا بعدما تركت الشقة التي تقيم بها نظرا لضيق مساحتها، وقامت بافتتاح مكتب لإدارة أعمالها في الشقة الجديدة واستطاعت شراء سيارتين للنقل وأكثر من 15 عامل مقسمين على ورديتين في العمل، لتنتقل من مجرد وسيط مقاولات إلى اكبر مقاولة هدم وتكسير على مستوى مصر.
قامت "أم نسمة" بعمل دعاية مكثفة لها وأصبحت أعمالها منتشرة في الأحياء والمحافظات وتتعامل أيضا مع البنوك والشركات الخاصة التي يطلبونها للقيام لعمليات الهدم للمباني التابعة لها، وحققت حلمها في أن تلحق أبنائها بالجامعات، فقد حصلت "نسمة" على بكالوريوس السياحة والفنادق، و"ياسمين" طالبة بكلية الخدمة الاجتماعية، أما احمد فيدرس بمعهد الموسيقى.
أثناء جلوسي مع أم نسمة كانت الساعة تقترب من الثامنة مساءا وهو موعد خروجها للعمل فطلبت أن منها تصطحبني معها وبالفعل ذهبت معها ومع عمالها حيث كانت يتولون مهمة تكسير احد مواقع بنك الطعام الموجودة بروض الفرج، وقد وجد "أم نسمة" تتعامل كالرجال وتتحرك بينهم وتعطي الأوامر لحثهم على العمل، وتمسك في يدها "دفتر"لتقييد كل ما يحدث في العمل .
وأثناء ممارستها لعملها قالت أن أهم شيء في إدارتها للعمل هو ألا يشعر احد انه يتعامل مع امرأة حتى لا تضيع هيبتها، فرغم أن التعامل مع العمال يكون بشكل اخوي إلا أن ذلك لا يمنع من وقوع بعض المشاجرات والمشاحنات نتيجة تكاسل البعض أو استهتاره بالعمل، مشيرة إلى أنها اضطرت يوما إلى ضرب احد العمال عندما تحدث معها بشكل غير لائق.
مهنة "أم نسمة" لا تخلو من المخاطر فسقوط الحجارة وبعض أجزاء المباني التي يتم التعامل معها يحدث بشكل مستمر هذا بالإضافة إلى مخاطر الخروج للعمل ليلا والعودة في الساعات الأولى من الصباح واحتمالية التعرض للسرقة.
وترفض "أم نسمة" أن تستعين بأحد الرجال لإدارة أعمالها لأنها مقتنعة أن المال لا يحفظه إلا صاحبه، وتقول أن الزبون إذا لم يشعر بوجودي في كل خطوة من خطوات العمل فسوف يرفض التعامل معي لهذا فان المخاطر هي ضريبة النجاح في هذة المهنة.
علاقة "أم نسمة" بأوساط المقاولين حاليا أصبحت جيدة خاصة أنهم اقتنعوا أنها لا تفرق عنهم في شيء في إدارة أعمالها واعتبروها واحدة منهم، وتبادلهم المجاملات في الأفراح والتعازي، وتقول ان مجاملاتها في الأفراح والتي دفعتها في شكل "نقطة" تعدت 200 ألف جنيه.
رغم طبيعة عمل "أم نسمة" الشاقة فهي لم تنسى دورها في رعاية أبنائها حيث تعتبر بمثابة الأب والأم لهم، ولم تكن قاسية عليهم بل على العكس كانت صديقة لهم وتثق بهم ثقة كبيرة، ولكنهم يرجعون إليها في كل شيء للحصول على مشورتها، ومع ذلك فهي ترفض أن يعملوا معها في نفس مجالها لأنه عمل شاق عليهم.
لم تفكر "سناء" في الزواج مرة أخرى رغم انفصالها عن زوجها منذ أكثر من 20 سنة لأنها ترى أنه من الصعب أن يقودها رجل فهي التي تستطيع قيادة الرجال، وهي تفضل أن تعيش لأبنائها.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة