فضاءات ام الساس

ام الساس

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
abobakr
مسجــل منــــذ: 2011-04-03
مجموع النقط: 2.8
إعلانات


وهم الضربه الجويه


* إذا كان " القياس " يعتبر أحد مصادر القضاء الشرعى والفصل فى المنازعات ، فإننا لابد أن نذكر هنا الضربة الجوية الإسرائيلية فى 5 يونية 1967 كى نقيس عليها ، نستطيع على أية حال معرفة نتائجها سريعا ومن خلال حادثتين فقط ، وهما ما يلى :
الحادثة الأولى :
صدرت من الفريق عبد المنعم واصل فى كتابة " الصراع العربى الإسرائيلى ، مذكرات وذكريات " فى ص 129 حيث كان حينها برتبة عميد وقائدا للواء 14 المدرع المستقل وكان يقف مع 28 عميد ولواء من قادة الجيش فى التاسعة إلا الربع صباح 5 يونيه فى طابور التشريفات فى مطار تمادا انتظارا لوصول طائرة المشير عامر وشاهد الضربة الجوية على المطار .. أخرج العميد واصل ورقة من جيبه بعد أن شاهد حجم الدمار وطريقة التنفيذ وكتب فيها " قامت الحرب ، خسرنا الحرب " !! ..
الحادثة الثانية :
صدرت من الجنرال عزرا وايزمان رئيس عمليات الجيش الإسرائيلى فى 1967 والأب الروحى للطيران وابن شقيق حاييم وايزمان أول رئيس لإسرائيل ، فقد اتصل فى الثانية والنصف ظهر يوم 5 يونيه بزوجته " ريما أشفرس " التى كانت مع شقيقتها زوجة ديان وزير الدفاع فى روما وأخبرها أن الحرب " انتهت " وطلب منها العودة !! .. انتشرت القصة على نطاق واسع داخل إسرائيل وجرى فيها تحقيقات بزعم أن وزير والدفاع ورئيس العمليات قد أخرجا زوجتيْهما إلى أوربا وقت الحرب هربا من قصف الطائرات العربية المتوقع على تل أبيب ..
عزرا وايزمان - الطيار السابق فى الجيش البريطانى كان قد أخذ فى 1958 نماذج الضربة الجوية الإنجليزية على مصر فى 1956 ودرب عليها الطيارين لمدة سنوات متواصلة وأجرى علها تطويرا كبيرا ناتج من ظهور ذخيرة جديدة ..
قام الطيران الإسرائيلى بتنفيذ الضربة الجوية فى 5 يونيه 1967 وعلى جميع المطارات المصرية فى تمام الساعة 8.45 صباحا وعلى أربع موجات استمرت لخمس ساعات وربع متواصلة دون انقطاع وشملت جميع مطارات مصر وطالت حتى تلك التى كانت بعيدة فى الصعيد ومطروح ..
كانت الموجة الأولى مكونة من 195 طائرة واستمرت حتى العاشرة أى لمدة ساعة وربع - وشملت 7 مطارات وكانت مهمتها ضرب الممرات باستخدام قنابل خاصة شديدة الانفجار والانتشار تسمى " ديورن ديل " .. الموجة الثانية بدأت فى العاشرة واستمرت ساعتين وكانت مكونة من 165 طائرة وشملت 11 مطارا .. الموجة الثالثة والرابعة انتهتا فى الثانية ظهرا وأخرجتا الطيران المصرى من المواجهة ..
النتيجة على الأرض هى تدمير القاذفات المصرية بنسبة 100 % والمقاتلات بنسبة 90 % وبلغت فى تحديها أنها كانت تمر فوق الهدف المطلوب قصفه من ثلاث إلى خمس مرات لتتأكد من تدميره .. أما الأثر فى القيادة العسكرية المصرية فقد كان بمثابة " شاكوش " ثقيل الحجم على رأس القيادة المصرية جعلها " تطب ساكت " وتصدر قرارا كارثيا بالانسحاب من سيناء فى الخامسة من مساء اليوم التالى ..
* الضربة الجوية المصرية : بدأت فى الثانية من ظهر 6 أكتوبر 1973 وكانت بقوة 220 طائرة ومكونة من موجة واحدة وانتهت بعد ربع ساعة وكانت على أهداف محددة فى سيناء فقط وعددها سبعة ، وكما ما يلى :
ـ مطارات المليز وتمادا ورأس نصرانى ..
ـ عشرة مواقع صواريخ أرض جو طراز هوك .. -مواقع مدفعية بعيدة المدى..
ـ ثلاثة مواقع رادار ومراكز توجيه وإنذار .. -محطتا أم خشيب وأم مرجم للإعاقة والشوشرة فى سيناء .. -ثلاثة مناطق شئون إدارية ..
ـ النقطة القوية شرق بور فؤاد ..
لم توفر المصادر المستقلة أرقاما دقيقة عن حجم الخسائر التى تكبدتها إسرائيل من جراء تلك الضربة الجوية ، وهذا معناه فى الأبجديات المصرية أن الأمر لم يكن أكثر من انتقام نفسى ولا أثر له ميدانيا .. كما أن إسرائيل التى ذكرت خسائرها فى أكثر من منطقة لم تتوقف كثيرا أمام الضربة الجوية المصرية ويعنى ذلك أنها كانت محدودة التأثير ، رغم أنها ذكرت الضربات التى تلقتها من أسلحة مصرية أخرى ..
قيل بعض الكلام عن تدمير ممرات المطارات الثلاثة فى سيناء ، لكن هل كان الإسرائيليون فى حاجة إليها مع توافر الطائرة المقاتلة طويلة المدى لديهم والتى تنطلق من داخل إسرائيل ؟! .. من ناحية أخرى فإن إسرائيل أصلحت فى اليوم التالى تلك الأماكن التى قصفت باستثناء محطتى أم خشيب وأم مرجم فقد نقلتا إلى أماكن بديلة ..
ما هى الأهداف العسكرية المرجوة من قصف عشرة مواقع صواريخ أرض جو إذا كانت الضربة المصرية مكونة من موجة واحدة ولن تدخل سيناء مرة ثانية ، خاصة بعد استيقاظ الطيران الإسرائيلى وتواضع الطيران المصرى أمامه ؟! ..
هل كانت الضربة الجوية المحدودة النتائج بمثابة إيقاظ لديناصور من نومه ولا تعدو عن كونها فرقعه إعلامية ؟! .. ألم يكن الوادى والدلتا والصعيد فى حاجة ماسة لتلك الطائرات لصد الاختراقات الجوية التى لابد وأنها قادمة بدلا من الزج بها فى مغامرة ليس لها الأثر الميدانى على الأرض ؟! ...
*يقول السادات نفسه عن تلك المرحلة الثالثة فى كتابه الذى أصدره بعد الحرب البحث عن الذات ما يلى :
" حكمتك يارب .. كل الناس فى العالم العربى بيأخذوا دلوقتى أوامر منى ، أقول أى شيء فيقولون حاضر يافندم " ..
توافر فى حسنى مبارك شرطان كانا دائما فى عقل السادات عند اختياره للنائب الجديد له .. الأول هو أن يكون النائب من محافظته ( وهو ما أكده أيضا طبيبه الخاص وصديق طفولته د. محمود جامع ) .. الثانى هو الطاعة العمياء وكلمة حاضر يافندم مهما صدر له من أوامر ومهما ارتفع صوت السادات وصراخه فى وجهه ، كان السادات مازال حتى تلك الفترة يعانى فعلا من حجم نائبه حسين الشافعى أمام المواطنين ( صرح د. جامع لإحدى الصحف الحزبية فى مصر بأن السادات قال له فى تلك الفترة وبأسلوبه القروى الذى عرف عنه " يا محمود أنا عاوز واحد يركب الحمارة وما ينزلش من عليها إلا بالأمر " !! ) ..
نشطت شعبة الرأى العام فى أمن الدولة على إثر ذلك فى القيام بحملة إعلامية مكثفة لتسويق " المنتج الجديد " الذى ظل لمدة أسبوع يظهر بجوار السادات غير مبتسم كصورة من صور الصرامة والحزم ، كما كان يظن ..
لاحظ السادات ذلك وقام بتنبيهه بأنه الآن فى العمل المدنى ويحتاج إلى إظهار بعض الكياسة بابتسامة خفيفة أمام الكاميرات .. " حاضر يافندم " ، قالها مبارك برضى وسعادة لكنه نفذها بطريقته .. عاد السادات إليه مرة أخرى بعد أيام " إيه ده يا حسنى ، أنا قلت لك ابتسامة خفيفة ، خير الأمور الوسط يا أخى !! " .. فقد السادات الأمل فى نهاية المطاف فى دفع نائبه الجديد إلى كيفية مواجهة الكاميرات ، أما نتيجة ذلك فكانت كما يعرف الناس وكما أطلقوا عليه ، ولم ينسها مبارك أبدا لشعب مصر ..
فى آخر تلك المرحلة تنبه السادات أن مبارك لم يكن الشخص الذى كان يظنه فقد تمسكن ويحاول أن يتمكن .. هو نفسه فعلها مع عبد الناصر حتى تمكن من الحكم ، لكنها كانت ثقيلة على نفسه أن يفعلها مبارك معه لأنه كان قد وصل إلى درجة " المعلم الكبير " ، لم تغادر عقله حقيقة أنه هو من كان يسمى عبد الناصر بـ " المعلم " ، والحق أن عبد الناصر كان يستحقها بجدارة ..
وضع السادات خيارات سريعة أمامه لأن الأمر لم يكن يحتمل التأخير وقد لعبت زوجته جيهان السادات دورا نشطا فى ذلك .. كان هناك ثلاثة بدائل لشغل منصب النائب : عبد القادر حاتم ، كمال حسن على ، منصور حسن ..
كان القرار جاهزا فى مكتب السادات قبل أيام من موته مباشرة .. " يا فوزى ( يقصد سكرتيره الخاص فوزى عبد الحافظ ) ، سيبه يحضر العرض وبعد كده خليه يروح ، خلاص مفيش شغل له عندى ، أنا كنت فكره موسى طلع فرعون " ..
وجاء يوم العرض وما أدرى الفراعنة بيوم العرض !.. طبقا لرواية اللواء أحمد سرحان مدير أمن رئاسة الجمهورية فى زمن السادات وأحد أشهر ضباطها فإن السادات كان يجلس وسط حماية العشرات من أفراد ثلاث شركات أمنية أجنبية متخصصة ، أمريكية وكورية جنوبية وتايوانية ..
أخبر السادات والراوى مازال سرحان القناص الذى كان يقف أمامه بأن يقف وراء المنصة قائلا " روح قف ورا .. عبود سيأتى من الخلف ".. ربما كان السادات تحت تأثير المكالمة التليفونية التى كانت مع وزير داخليته النبوى إسماعيل فى اليوم السابق والتى تنبأ فيها النبوى بأن مقدم المخابرات الهارب عبود الزمر والذى حاول اغتيال السادات فى مدينة المنصورة فى الأسبوع الذى سبق قد يأتى من الخلف وسيكون جميع من فى المنصة " تحت رحمته " ، كما قال النبوى للسادات نصا ..
فى عشرين ثانية ينتهى كل شيء .. أكثر من ثلاثين رصاصة من درجة قناص ممتاز ( بمعنى أن الواحدة منها تكفى للقتل ) تستقر فى جسد السادات .. يقفز أحدهم ( عبد الحميد عبد العال ) إلى داخل المنصة كى يتأكد بنفسه ويضرب المقاعد بيديه ليصل إلي السادات .. يجد مبارك مختبئا تحت أحدها .. مبارك يستجدى ويصرخ " أنا فى عرضك ، أنا ماليش دعوه والله ، أنا عبد المأمور ، أنا فى عرضك ، أنا فى عرضك ..." ، يخبره قائد المجموعة من خارج المنصة " إحنا مش جايين لك ..إحنا عايزيين الـ....." ..
* فى لحظات كان مبارك ( ضابط الوشاية السابق ) قد قفز على سدة الحكم ، ودخلت مصر بقدومه فى سنوات عجاف فى عمق نفق مظلم لم يتنبأ به أسوأ المتشائمين .. لقد استفاد من خبرته الطويلة فى اللعب على الحبل وأخذ قرارا منذ اليوم الأول له بأن يكون الملعب خاليا إلا منه .. أصبحت مصر فى عهده غنيمة شخصية له وتوعد من تؤيده الجماهير بدفع الثمن ..
دفع الثمن غاليا المشير أبو غزالة فقد منع من مغادرة مصر حتى فى مراحل مرضه الأخيرة رغم مناشدة أصدقاء مبارك له من الرؤساء والملوك بالسماح بخروجه للعلاج ..
كان مبارك يخشى من انتقام المشير له بإفشاء الأسرار التى يعلم تفاصيلها عنه ، خاصة الشخصية ومنها مقتل ممثلة مصرية معروفة فى لندن حيث نفذ الحادث كى يبدو وكأنه انتحار ، بعد أن أقدمت على كتابة مذكراتها التى تقص فيها إجبارها على معاشرة سيد القصر صاحب الرغبات الشاذة وإلا حرقها بماء النار ..
كان رحمه الله فى حاجة شديدة إلى تلك الضربة للرد بها على الأباطيل التى روجها مبارك باطلا عن حياة المشير الشخصية فى شتاء 1992 عقب إقالته من وزارة الدفاع لتشويه سمعته أمام الشعب ، لكن الدكتاتور الفاسد كان يقرأ عقل المشير جيدا ، لهذا السبب فقط كان خروجه للعلاج يعد ضمن الممنوعات ..
( صرح المهندس حسب الله الكفراوى أكثر من مرة بأن المشير أبو غزالة رحمه الله - حلف له على مصحف بأنه لم تربطه علاقة مع لوسى آرتين أو غيرها طوال حياته إلا زوجته السيدة أشجان ) ..
دفع الثمن غاليا د. كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق بعد أن كثر حديث الناس عن كفاءته وبعد أن تعددت وقفاته فى التدقيق على عمليات بيع القطاع العام وضرورة إشراف الجهاز المركزى للمحاسبات عليها وإعطائه كافة الصلاحيات ، فقام إعلام مبارك بالتشكيك فى كفاءته وأودع قيد الحجز المنزلى ، ثم خفف عنه بصورة محدودة ..
دفع الثمن غاليا د. أيمن نور لأنه تجرأ ووقف يواجه مبارك فى الترشيح الرئاسي فى 2005 ، فقد أعتقل وضرب من بلطجية النظام وأجبر على تناول أدوية الأمراض العقلية فى السجن الذى دخله مظلوما ..
يدفع الثمن الآن د. أحمد زويل بالتلميح فى فساد ذمته المالية لتشويه سمعته أمام الشعب ، بعد انتشار الأنباء عن ترشحه للرئاسة وتقف مكانته الدولية حائلا أمام مبارك فى التحرك بحرية ضده كما فعل بمن سبق ..
أما الشعب المصرى فإنه يدفع الثمن الأغلى عقابا له على عدم الولاء الذى لم يعطه أبدا لمبارك ، هذا الولاء الذى يعتبر أساس الشرعية عند القائد النزيه والمحترم :
ثروات مصر تنهب أو تبدد ، الشعب يهان فى أقسام الشرطة ويعذب فى المعتقلات ، أرضه الزراعية ومياهه تسمم ، الفقر والبطالة والجوع أصبحت من أبجديات حياته للسيطرة عليه عملا بقول الفراعنة " التجويع من أجل التركيع " .. الفول الذى كان طعام الطبقتين المعدمة والفقيرة أصبح طعام الطبقتين المتوسطة والغنية .. أصوله وشركاته التى بناها من عرقه تباع بثمن بخس لمجموعة من الواجهات ، أرضه - ومنها تلك التى دفع الأبطال الدماء الغزيرة لاستردادها فى سيناء وخليج السويس - تباع بثمن بخس إلى فئران السفينة .. شبابه يائسون وهم إما فى الداخل يطحنون بين فكى التطرف والدعارة ، أو فى الخارج يموتون غرقا فى المتوسط أو يذهبون إلى إسرائيل التى تحسن التعامل معهم إلى أقصى حد لأن الجيل القادم منهم سيكون هم قوات النسق الأول والثانى والثالث فى الجولة القادمة مع مصر .. الهدف القومى الذى تلتف حوله الجماهير قد سرق والقيم الاجتماعية التى كانت أهم مكوناته تنهار وتحل مكانهما الدعارة والاحتيال والمخدرات والعنف وثقافة التسطيح وكرة القدم ...


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة