فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1388.59
إعلانات


غربتي


غربتي
هناك خلف تلك الجبال والبحار يمكث وطني ، لا أعتقد أنه عرف برحلتي أو فقد خطواتي على تراب أرضه ، اشتقت إلى شروق شمسه ،وتناول قهوتي الصباحية تحت ظل أشجاره العتيقة اشتقت إلى هوائه ،واشتقت إلى أمي الغالية واشتقت إلى حارتنا الضيقة ،واشتقت إلي أصدقائي وإلى كل شيء
وحين وطئت قدماي أرض ميناء بلدي لم يقل لي أحد الحمد لله على السلامة ،لم يشتق لي أحد
عدت الى وطني من أرض الغربة لأجد وطني يحتضن الغربة يوما ما ، تركت هذه الارض التي أشتاق إليها، وخطيبتي التي أعشقها ؛ بعد غربتي مدة طويلة تراوح (أربعة عشر سنة) ،أصبحت بطاقتي الشخصية مجهولة لدى الاخرين ،لم يبق وجه أعرفه ؛ رتبت حقائبي ودسست مع ملابسي شيء من أوجاعي ودموعي ورحلت ، رفضت الزواج من بنات غربتي ،ورجعت لوطني ذات مساء قديم ،وتفاجأ ت بأن وطني ليس فيه زوجة لي ، كلهم خاف على بناته من أرض غربتي وأنا ما زلت أحمل وفاء لون جوازي الأخضر الموسوم بنسر ولون علم وطني على غلافه .
طرقت كل الأبواب القديمة التي أعرف أسماء ما خلفها ،تحدثت معهم وجدتهم يتحدثون لغة بعيدة عن لغتي ،تلك اللغة التي أصلي بها وأقرأ فيها سور وأيات القرأن الكريم ،وجدت في أرض وطني غربة لا تتحملها النفس ،فعدت من حيث كنت
عدت الى غربتي مملوء بالغربة ليزداد عذابي عذابا
في غربتي عاشرت الوجوه الغريبة عني ، عاشرتها حتى ألفتها ؛وأصبحت جزء مني ،أو أنا أصبحت جزءا منها ،ما كان محظور في مدينتي وجدته عاديا في مجريات أيامي ، تعودت أن أبني نفسي من جديد ،وأن أتكيف مع هذا العالم الذى لم يعد غريبا عني
وحين عدت من بلدي تمنعت بحياتي هنا ووقفت احتجاجا على نفسي ،فلا أستطيع أن أكمل الايام القادمة وحيدا ؛تمنيت في رحلتي الماضية لبلدي أن أحظي بزوجة لي ،تتحدث لغتي وتصوم معي وتصلي معي وأن تحتفل معي بقدوم شهر رمضان بعد أن كنت أحتفل بة وحيدا وتشاهد القنوات التلفزيونية لبدي ،ثقلت على الأيام حين أردت أن أنسلخ من وحدتي ، وأن أدع تلك الحياة التي تلفني الأن إلى واقعها معتمدا على جذور تربتي وعاداتي
هنا وجدت بشرا يعرفون كيف يعاملونني ،وجدت حياة كانت صعبة في البداية علي ،وجدت ابتسامة على محيى عابر لا أعرفه ،ووجدت نفسي أنسانا معهم ،كثير مفاهيمي التي تغيرت ،تعرف حقوقك وتدرك برضاك حقوق الاخرين
لم أعرف أعد الأيام في تقويم غربتي تركت الحياة تسير كما تسير مع أصدقاء غربتي ،وأغمض عيني كلما لاح لي تراب وطني ،قبل عشرين عاما ،رفض أهل بلدي أن يزوجونني من بناتهم .
وأنا رفضت أن تشاركني حياتي من بنات غربتي لأبقى وحيدا ،ليس لي غير الندم ؛حين وقفت ذات صباح بعدما غسلت وجهي من أثار النوم أمام المرأة ،ووجدت بياض شعري.............
خرجت من الحمام ، وشرعت بكل هدوء أعمل لنفسي كوب من القهوة كما هي عادتي كل صباح ,وأتصفح صحيفة الصباح التي لا تعرف هواء وطني ولا لغته ،وأشرب قهوتي بصمت
وكل ما بداخل داري التزم معي الصمت القاتل .
الكاتب: عبد الموجود عبد الستار
ج/0565293476

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| عبد الموجود | 11/04/11 |
علي
لقد هزمت احزاني مشاعري حينما قرائت العبارات الاولي من التعليق فيما يخص باحوال وطني ولكن سرعان ما استعنت بالله كي لااخسر وطني الحبيب مصرنا انشاء الله تبقي كل يوم في عيد . بعد الظروف القاسية ولقد تزكرت قصة سيدنا يوسف علية السلام فبع ما كان بظروف قاسية فلقد من الله علية ورزقة بالخير الوفير فما من ظروف قاسية تمر الا ويلييها الخير الفسيح
اقول لك اخي ابو علي ان هذة القصه ليس حقيقيه معي وربما تكون حقيقية مع اشخاص اخرى ولكن هي من وجهه الخيال ولكن معبرة عن الواقع
نعم انا اشتاق الي تراب وطني وكل درب فيه

فيقول شاعرنا ( هشام الجخ )
كانت تداعبنا الشوارع بالبرودة والصقيع
ولم نفسر وقتها
كنا ندفئ بعضنا في بعضنا
ونراكي تبتسمين ننسى بردها
واذا غضبتي كشفت وجهها
وحيائنا يأبى يدنس وجهها


| عبد الموجود | 11/04/11 |
اخي ابو علي
لقد هزمت احزاني مشاعري حينما قرائت العبارات الولي من التعليق فيما يخص باحوال وطني ولن سرعان ما استعنت بالله كي لااخسر وطني الحبيب مصرنا انشاء الله تبقي كل يوم في عيد . بعد الظروف القاسية ولقد تزكرت قصة سيدنا يوسف علية السلام فبع ما كان بظروف قاسية فلقد من الله علية ورزقة بالخير الوفير فما من ظروف قاسية تمر الا ويلييها الخير الفسيح
اقول لك اخي ابو علي ان هذة القصه ليس حقيقيه معي وربما تكون حقيقية مع اشخاص اخرى ولكن هي من وجهه الخيال ولكن معبرة عن الواقع
نعم انا اشتاق الي تراب وطني وكل درب فيه

فيقول شاعرنا ( هشام الجخ )
كانت تداعبنا الشوارع بالبرودة والصقيع
ولم نفسر وقتها
كنا ندفئ بعضنا في بعضنا
ونراكي تبتسمين ننسى بردها
واذا غضبتي كشفت وجهها
وحيائنا يأبى يدنس وجهها

اخوك عبد الموجود
السعودية

| عبد الموجود | 09/04/11 |
لكم شاكر كل افضالي فانتم في مقام اخواتي واساتذتي ولقد نتعلم منكم الكثير والكثير باذن الله شاكر الأستاذ ابو علي الذي فاجئني بالتعليق الجميل حيث كنت لا اتوقع من يعلق بهذا الأسلوب الرائع الذي افرحني الكثير والكثير
والأستاذ الطيب سيد الذي من ابناء بلدتي قطبعا اضعة نصب اعيني كاستاذ لي
شاكر افضالكم

| الطيب سيد أحمد محمد | شنهور | 09/04/11 |
أخي الفاضل عبد الموجود عبد الستار
يشرفنا انضمامك معنا في أسرة الموقع
ونشكرك على هذه المشاركة
ونتمنى أن نسعد بك دائما
مع كل جديد
لك منا كل التحية والتقدير
................................
الطيب الشنهوري ..........

| الطيب سيد أحمد محمد | شنهور | 09/04/11 |
الإخوة الأعزاء .......
أخي الكريم عبد الموجود عبد الستار
أخي وأستاذي أبو علي
أنا والله عاجز عن الشكر.............
شكر وتحية ومحبة وتقدير لأخي عبد الموجود على هذا المقال الرائع...متمنيا منك المزيد.....
وشكر وتحية لأخي وأستاذي أبو على مشرف قنا على الرد والتعليق الجميل...........
..........
أسعد الله أوقاتكم بكل خير .........
ألقاكم دائما على خير.........
..............محبتي ......الطيب الشنهوري

| أبو علي | الزوايدة | 06/04/11 |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك أخي عبد الموجود عبد الستار
أولاً:أقول لك حمداً لله على سلامتك حين وإيابك ذهابك وأتمنى لك عودتك لوطنك سالماً غانماً بعون الله وفضله،وطنك الذي شعرنا فيه كلنا بالغربة في الأيام السابقة،وطنك الذي كان أحن على الغريب من القريب،وطنك الذي يتقاتل فيه الأخ مع أخيه ،والجار مع جاره ،وطنك الذي تعالت فيه نبرات الحناجر المريضة والنكرة،وطنك الذي كان يفضل صاحب المال ولو كان سيئ عن الرجل محدود أو متواضع الدخل ولو كان صاحب قيم ومبادئ وأخلاق،وطنك الذي ساعد بظروفه المتدنية على تهجير وتطفيش أبناءه ليعطي كامل طاقته وعز شبابه لإيناس وأوطان أخرى...... وأمور أخري يطول الكلام فيها.
والآن أقول لك أخي عبد الموجود لا تيئس ولا تقنط من رحمة الله ولا تفقد الأمل ...مازالت مصرنا بخير رغم كل ما غطاها من رماد وضباب فالقادم خيراً إن شاء الله.
عليك أن تستعين بالله فهو المستعان على قضاء حوائج العباد.
وعليك أن تحاول مرة أخرى ولا تنسى أنك ابتعدت عن أهلك ووطنك فترة ليست بالقليلة،وأن تعمل على تكوين صداقات تجعلك تندمج مع أهل بلدك وان يكون لك دور بناء وواضح في مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وكل أمورهم الاجتماعية وكل المناسبات فمازال أهلنا طيبون والقرب منهم والحوار معهم بالحسنى يفتح لنا أبواب كثيرة....وعليك أن تتذكر المثل الهام وهو أن:(البعيد عن العين بعيد عن القلب) .
أخي عبد الموجود عن قصتك التي رويتها وطرحتها في هذا الموقع لم ولن تمر على القارئ مرور الكرام بل تستوقف كل من يقرأها وتترك فيه شجناً ووجعاً كبيراً لأنها معبرة عن أوجاع وآلام كثير من شبابنا الذي تاه في معترك هذه الحياة القاسية ورأينا الكثير من شبابنا اليافع أجبرتهم تلك الظروف إلى الزواج بالأجنبيات من غير ديننا الحنيف وتسبقهم سنناً .
أخي الكريم إن الوطن غالي وأنت تعلم ذلك وكانت كلماتك تبيح عن أسرار مدى حبك لأم الدنيا مصر ولمدنها وقراها وشوارعها وحواريها ودروبها وكل حبة تراب في هذا الوطن الغالي.
مصر الآن في عهد جديد وجو نقي يسمح باحتضان أبنائه في حب واحترام متبادل .
وأخيراً أطلب من إخواني الزوار أن يدعوا لك وأنا معهم بكل ما فيه خير لك ولجميع المسلمين والمسلمات بظهر الغيب .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخيك أبو علي




...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة