فضاءات دائرة آفلو

دائرة آفلو

فضاء المتغيبين وقدماء الأصدقاء

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
mohamedlouassef
مسجــل منــــذ: 2011-03-28
مجموع النقط: 9.6
إعلانات


المجتمع الأغواطي

المـجتمع الأغـــواطـي :
  • الحياة الاجتماعية للمجتمع الأغواطى:
كان عمل الأرض و تربية الغنم و الماعز هو مورد رزق معظم العائلات الأغواطية فكان كل فـرد أو رب عائلة يملك قطعة أرض تسمى ( جنانا ) إذا كانت صغيرة و ( بحـيرة ) إذا كانت الأرض كبيرة . تغرس فيها كل أنواع الخضر و الفواكه التي تغنيهم عن شرائها من السوق أو مجموعة غنم كمورد آخر للرزق. وكان العمل في الأرض عمل شاقا يحتاج إلى سواعد الشباب وجهد الأقوياء و عندما يتعب الأب يولي ابنه ليخلفه في عمله.
  • متى يفكر في الزواج:
قال رسول الله " يا معشـر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" يفكر الوالدان في تزويج الذكر: في سن 17 سنة 18 سنة أي لا يزال في المراهقة لماذا ؟ لكي يتحمل المسؤولية بعد والده في خدمة الأرض لأن الوظائف كانت قليلة لذا يتولى الابن أو الأبناء بصفة عامة عمل الأرض بعد والدهم لكي لا يهاجروا إلى فرنسا بحثا عن طلب الرزق التي كانت وجهة الجزائريين في أغلب الأحيان
أما بالنسبة للفتاة فكان ما بين 14 و 15 سنة و أحيانا يكون أقل. فهكـذا كان التقليد السائد في ذلك الوقت. و البنت لها "03 " خرجات من بطن أمها إلى الحياة. من بيت أبيها إلى زوجها . من بيت زوجها إلى القبر . لكن أغلب الأحيان كانت المرأة تحرج في الليل أو مع بزوغ الفجر.
  • الخطبة:
تتم عن طريق اختيار العائلة دون مراعاة للعروسة "جميلة أو لا " -الخاطبة (الخـطّـابة)و هي التي تتنقل بين البيوت لتخطب لأبناء الأسر المحافظة لكنها أحيانا تكون غير- مؤتمنة. يقال للبنت"لقد زوجناك" دون أن تسأل العروس من هو العريس. الخطبة يقوم بها النساء مع إخبار أب العريس بأنهم سيخطبون بنت فلان، فتتم الموافقة من طرف أهل العروس .
  • التمليك (الـدفوع): بعد الخطبة يكون ما يسمى " الدفع" أو الشرط، يقوم به النساء أي دفع مبلغ من المال غير متفق عليه و غالبا ما يكون مجموعة من المواد الغذائية و لباس " سكر ، قهوة، حنة، لباس، البخور، الريحية"و هو حذاء من شرك".
يؤخذ كل هذا بالزغاريد إلى بيت العروس مع مبلغ مالي رمزي ، يرحب بهم في بيت العروس بتقديم القهوة و الشاي الأخضر و الحلويات.
  • الجــهــاز:
بعد الموافقة و القبول أثناء مرحلة التمليك التي تمت بتقديم الدفـوع من طرف أهل العريس إلى أهل العروسة و ذلك إعلانا بالمصاهرة أي أن عائلة فلان صاهرت فلان بحيث لا يجوز لأحد أخر خطبة هذه العروسة أي أن هذه العروسة على ذمة هذا الرجل، فإذا حدث العكس يكون عداءا شديدا بين العائلتين.
و في هذه الفترة لا يكون من الوجوب على أهل العريس إحضار الهدايا أو ما شابه ذلك في المواسم و الأعياد. يتم الاستعداد للعرس بتجهيز العروسة و كذلك بيت الزوجـية بكل ما تتطلبه الأسرة من أثاث و غيره.
  • جهاز العروس:
- جوخين: و هو غطاء السرير
- زربيتين : هو النوع الذي يكون فيه النسيج غير بارز و يسمى (الكسر )
- المسند : المساند" مرقوم رقمة الأغواط : تسمى اليوم بالكسر، الأشكال التي ترسم عليها- أغصان، أشياء لها علاقة بالمعتقدات الأسطورية مثال:مشطة سيدي بن السهلي، العريس راكب على العود، حب الرمان،........).
- مخايد أو وسائد 04 أو 06: و هو جمع مخدة ووسادة منسوجة من الصوف
- جريدى: حجم كبير لشخصين : و هو الذي يوضع على السرير للنوم عليه يكون مصنوع من الصوف - مرتبتين من الصوف من الحجم الصغير - .
  • الحــلى: أما فيما يتعلق بالحلى فيتكون من :
- السلطاني : هو مجموعة من النقود الذهبية"الدينار المجيدي " في عهد السلطان عبد المجيد في خيط أسود و الخمسة في الوسط.
- العقد : وما يسمى ب "الشنتوف" أو "الخناق
- المشاريف : و هي أقراط الأذنين من نوع دق المنشار من الحجم الصغير و من النوع الكبير التي تسمى بالشنقالات.
- المقفول : و هي أقراط كبيرة من نوع آخر.
- العصابة : تأتي فوق الرأس أو خيط الروح في الجبهة، و تكون في وسطه حجر كريم - الجبين - .
- منديل الجدايل : التي يركب عليها الجبين أو خيط الروح أو العصابة.
- المعصم : توضع فيه ( المنافيخ) مصنوع و من اللويز، و كذلك الحدايد " الربطة " أو المسيبعة و نوع آخر يسمى "الدح" أو "السوار".
- الخواتم : ثلاث خواتم في الأصبع الواحد.
- الصدر : يزين بالرعيشة، الصارمة أو الصارمية و مقدارها 30 جمل.
- اللبة : نوع من الحلي تكون قطع الذهب فيه مربوطة بخيط أسود.
- الخلخال : و فيه عدة أنواع و أشكال، مثل " الذوادي " ، و خلخال " رأس الحنش المظفور " و النوع الشائع هو العادي المصنوع غالبا من الفضة و أحيانا من الذهب و يسمى كذلك بالبريم.
- الحزام أو الزنار : الذي يحيط بخصر المرأة بحيث يكون من فضة و له أشكال مزخرفة.
الكسى ، الحزام ، الملحفة ، القاط : يلبس فوق كل هذا، الغليلة، الريشات تكون من ذهب يوضع فوق الملحفة.
  • الفاتحة:
تتم بعد الخطبة بفترة طويلة لتتمكن العروس من تحضير جهازها لأنها تصنع باليد كالزرابي و الكسى و غيرها .
يتفق على يوم واحد لقراءة الفاتحة في يوم مبارك و جرت العادة أن ليلة الأحد أو الخميس أي تبركا بيوم الاثنين و الجمعة من ختان أو زواج ،فالفاتحة تكون في بيت العروس أو المحكمة الشرعية " الأحوال الشخصية " عند القاضي الشرعي أو نائبه الباش عادل، و بحضور الشهود من أوليائهم بحيث تكون في الصباح و الاحتفال في الليل بدعوة القاضي ورفاقه لحضور الحفل يقدم فيه القهوة و الشاي و الكسكس المحلى بالعسل و الزبدة و يكون مزينا بالزبيب و يقدم معه الحليب ، الدقلة و الحلويات كالمسكوتشة، و حلوة الطابع، الشراك العريان، تزدام العازب، بوسو يطيح نصوا و غيرها من الحلويات.
بعد الفاتحة تجدد الخطبة بين ولي العروس و ولي العريس أمام القاضي في البيت فيخطب أب العريس لابنه فيقول خطبت فلانة لابني فلان، و يتفق على الصداق مثلا حاجتين من الذهب. و الصداق متقدم و متأخر فالمتقدم يكون قبل الزواج أي قبل ليلة الزفاف أما المتأخر فيكون أضخم من المتقدم لرهن العريس و إثقاله على الطلاق لأنه يكون صغير السن و غير واع و يشترط على أب العريس أو عمه أو جده و قد يتنازل عنه فيما بعد أي بعد دوام الزواج لفترة طويلة.
تبصم المرأة بإصبعها في عقد الزواج و كذلك الزوج فتطلق الزغاريد و العايدي .
بعد إتمام عقد الزواج تذهب عائلة العريس إلى بيت العروس فتطلب أم العريس و تقول : " ماذا بيكم نشوفو العروس " أي يسرنا أن نرى عروسنا، إذا كانت العروس ليست خجولة تأتي لرؤيتهم و عند دخولها تطلق الزغاريد و العايدي مثلا : "يا صغيرة يالي خوتك سبعة" ، " شيخ القوم يا وصيف حل الباب لا نجيب فاس نهدوا"
أم العروس توصي ابنتها أمام أم العريس فتقول : " يابنتي يا لا لا و يستقم أيامك تهلة في العجوز و الشيخ لي قدامك".
وتقول لأم العريس أي نسيبتها الجديدة : " تهلي في الأمانة، ابنتنا تربية الدلال ما تحمل الهانة " بمعنى احتفظي بالأمانة.
بعد الفاتحة و إجراءاتها و ما يترتب عنها يتفق الطرفان على يوم الزفاف الذي يسمى ب "التراوح" : أي انتقال العروس من بيت أبيها إلى بيت زوجها و في هذا اليوم تتزين العروس بأجمل ما لديها من مناديل الرأس" بالجدايل" "العباريق"، توضع على أكتاف العروس. و تتزين بالحلي كخيط الروح ، الجبين و الكحل.
  • حـمّـام العروس:
الوضوء توضي الخادم العروس و يضعون في الماء : الملح، الفلفل حبة قمح كفأل أيضا و ذلك كله في قصعة كبيرة و تقوم بهذه العملية سيدة لها مكانتها الإجتماعية أي تكون ولودا و غير مطلقة فتقوم بتحميم العروس و الإشراف عليها بمساعدة و صيفيتها التي تنزع ثياب العروس و ترميها للبنات العواتق لكي تتزوجن بعدها.
  • ليلة الحنة:
و هي بمثابة الفأل بالخير و الرزق و البشائر فالحنة هي الفاصل بين الحزن و الفرح ، ولا يقام عرس بلا الحنة ولا تكتمل زينة العروس إلا بها. يحضر لهذه المناسبة أكلة "الفتات" أو"الرفيس" فتتم في حفل بهيج تحضره النساء من أقارب وجيران ويكون لباس العروس عبارة عن : فستان أغواطي- البخنوق- اللحاف. ويفك شعر العروس ويظفر على شكل فتائل وتشد بشرائط من حرير أخضر اللون وتتزين بالحلي و يوضع لحاف أبيض شفاف على وجه العروس. وتجلس بين النسوة و تقدم سيدة من الحاضرات الحناء في طبق من فخار مغطي بمنديل فتصنع الحناء على يد العروس اليمنى بالزغاريد و المواويل.. و أيضا في هذه الليلة يحنى للعريس مع أصحابه تعبيرا عن الفرحة وتفاؤلا بها. في صبيحة اليوم التالي ، تكون العروس مهيأة لترك بيت أبيها و الانتقال إلى بيت زوجها.
  • ليلة العرس-التراوح:
تكون هذه الليلة بمثابة ليلة العمر بالنسبة للفتاة المقبلة على الزواج، تستعد فيها نفسيا بإعطائها بعض النصائح من طرف أمها، بطاعة زوجها واحترام عائلته وقبل ذلك تكون الفتاة قد تعلمت الأعمال المنزلية من طبخ و نسيج و القيام بواجباتها كزوجة.
في هذه الفترة يزيد خجل وقلق العروس من الوضع الجديد التي ستعيش فيه نظرا لصغر سنها وإقبالها على العيش في كنف العائلة الجديدة.
مع ملاحظة أن العريس لا يرى ولا يلتقي بعروسه إلا في ليلة الزفاف وحتى الزيارات بين العائلتين تكون محدودة. قبل مغادرة العروس لبيت أبيها تحـضر لها بسيسة العرائس بالتمر والسميد والسمن العربي كفأل خير و تذهب بعض النسوة أو وصيفتها من أهل العروس إلى بيت العريس بأخذ الجهاز وتزيين غرفتها بالفراش و إشغال البخور لتطييب المكان.
وعند ما يحين وقت مغادرة العروس لبيت أبيها إلى بيت زوجها ، تجهز لها فرس بيضاء لتركبها ويكون ذلك ليلا، بالزغاريد و المواويل المحلية في موكب بهيج وعند الوصول ، تستقبل العروس من طرف أهل زوجها برش الماء عليها كفأل خير. في ليلة العرس تقام وليمة العرس بتقديم الكسكسى إلى الضيوف وعندما ترتاح العروس في غرفتها يلتحق بها أهلها لحضور مراسم الزفاف لليلة الأولى أو كما تسمى ب ( الدخول). أما العريس فيكون كالملك بحيث يكون في خدمته شخص ينعت بالوزير الذي يقوم على خدمته. و يجلس بين أقرانه و عادة ما يكونوا من الشباب و هو مغطى الرأس بشاشية البرنوس في انتظار الدخول على عروسه .
  • لباس العريس: عبارة عن بدلة تخاط عند الخياط تتألف من
- البدعية: و هي التي تكون مفتوحة الصدر بدون أكمام توضع بداخلها الساعة - - القميص : و هو القميص الرجالي- - السروال العربي : يكون بحوض كبير بتستيفة ، تسمح له بتحديد خصره- - الحزام: و يكون عادة من الجلد الأحمر- - الحذاء : مصنوع من الجلد و يعرف بالمنطقة بصباط " البست"- - البرنوس : " الجريدى" و هو النوع الشائع بالمنطقة- - الشاشية : و هي غطاء الرأس و عادة ما تكون بالون الأحمر- - الشاش : و تسمى " اللحفاية" التي يعقل بها الرأس-
  • ما بعد العرس:
في الغد تأتي الخادمة لها بفطور الصباح و يليه الغذاء و العشاء دائما من دار أبيها بعد ذلك بيت عمها و خالها فكل يوم يأتوهم بقصعة كسكسى و ذلك لمدة أربعة أيام و اليوم الرابع يكون يوم " التحزام" و " حب الرؤوس" : تقوم العروس بتقبيل أهل العريس جميعا و ذلك للتعرف أكثر على أهل زوجها فتقوم النساء الكبيرات في السن بإعطائها مبلغ بسيط من المال.
و في هذا اليوم يجهز أهل العروس قصعة الكسكسى التي تكون أكبر من سابقاتها تكفي ل 200 شخص و طنجرة فيها العسل و سمن الغنم ترسل إلى بيت العريس.
في يوم التحزام تتزين العروس بأجمل ثيابها و حليها و تلبس "الوقاية" و "القاط" و " القليلة و " الحزام" و مناديل الرأس" و تعرض فساتين العروس على الحاضرات من النساء.
اليوم السابع تحزم ركبتها أي تعقل رجلها كالناقة و تحضر العروس " العصيدة " و هي عبارة عن مرق يتكون من السميد و الطماطم و بعض الأعشاب المحلية فهو بمثابة اختبار لمهارة العروس في الطهي.
اليوم الثامن : تدق الوتد " دق الوتيدات و تربي للوليدات " تحضيرا لعملية نسج الزرابي
بعد العرس أو الزواج لا تخرج العروس من بيت زوجها إلا بعد مرور سنة أما عندما يوافي زواجها شهر رمضان فتذهب ليلة السابع و العشرن من شهر رمضان و تسمى " العوشير" للإفطار و قضاء السهرة و ترجع بعد ذلك حاملة معها السحور.
و أيضا بعد العرس يحضر جيران العروس صينيات من الحلويات "القاطو" مع أباريق من الشاي و القهوة فتقوم عائلتها بإحضارها إلى بيت زوجها كتهنئة "واجبة " أو "باروك" لأهل العروس.
هذا فيما يخص العرس الأغواطي الذي كان بسيطا بساطة أهله ، فقد كان بمقدرة جميع الناس و دون مواجهة المشاكل المادية التي تعبق الشباب على الزواج.
ما يلاحظ على العرس الأغواطي هو أن سكان الأغواط كانوا محافظين جدا فكما ذكرنا لم يكن يسمح للعريس برؤية عروسه إلا في ليلة الزفاف وفلم يكن الاختلاط مسموحا أثناء العرس ولا بعده. و لم تكن تزف العروس بالموسيقى كما هو اليوم ما عدا الطبل و المواويل التي كانت تتغنى بها النسوة.
و العرس الأغواطي الذي كان تقليديا محضا دخلت عليه عدة تغيرات كبيرة بسبب تأثيرات خارجية و أيضا الاحتكاك بالمدن الأخرى التي أكسبتها طابعا حديثا و اندثرت منه عدة عادات وتقاليد .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة