أولاد حسون

تشابه أسماء سيدتين يبعثر أوراق مدير المستشفى..ويأخذ الأسرة الأولى إلى الشك في وفاة رضيعتهم
كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء من يوم السبت 19 مارس الجاري , حينما ولدت السيدة نوال بنت عمر القادمة من أحياء دوار كرتاوة بجماعة أولاد حسون مولودتها . بعد 6 ساعات من الولادة قدمت إحدى الممرضات بالرضيعة إلى أمها وهي في حالة جد مزرية "جابوها ليها باردة ماشي عادية" يقول أحد المستشارين الجماعيين بنفس الدائرة..ويضيف هذا الأخير بحسرة أنه بعد ساعة انتزعت ممرضة أخرى الطفلة من حضن والدتها بدعوى أنها في حالة جد صعبة, بعد أن منع طبيبا الأم من الاطمئنان على فلذة كبدها...هكذا ظلت الأم تنتظر في رهبة وقلق أمام القاعة لتفاجأ ببرودة طبية أن المولودة التحقت بالرفيق الأعلى.
وفي اليوم الموالي خرجت الأم خاوية الوفاض حتى تتم الإجراءات الضرورية, وتزامنا مع نهاية الأسبوع انتظرت الأسرة حتى يوم الاثنين لتفاجأ من جديد بإجراءات أخرى بمستودع الأموات بباب دكالة وضرورة إحضار سيارة إسعاف لنقل الجثة.
في الرابعة مساء من يوم الاثنين كانت الأسرة قد انتهت من جميع الإجراءات وهي في أكمل الاستعدادات لنقل الصغيرة وإنهاء هذا المسلسل الحزين , لكن في الأخير فوجئ الجميع بأن الطفلة غير موجودة.كيف؟هذا ما سنتعرف عليه في باقي فصول هذه الرواية:
بعد اتصال بالسيد المدير,الذي كان في البداية مسؤولا مواظبا حين شد بأياديهم ونادى عن المستخدم المسؤول عن هذه الخلطة العجيبة الذي اعترف أن المولودة منحها خطأ إلى أم تدعى نعيمة عمر التي كانت قد ولدت صبيا توفي في نفس الوقت.
هذه المرة كانت وجهة أسرة نوال إلى الشرطة القضائية بإسيل للتحقيق في هذا اللبس..فعلا رافقت الشرطة الأسرة بعد إذن السيد وكيل الملك إلى عين المكان لملاقات السيد المدير الذي بقي متشبثا بخطأ ذلك المستخدم كما رفض التحدث مرة أخرى إلى المتضررين بدعوى أنهم اتصلو بالشرطة.
كان هذا الرفض سببا حقيقيا في الاتصال بالسيد وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لجبر الضرر وحد هذا النزيف ,لكن السيد الوكيل طلب تزويده برقم المحضر لمعرفة هل المحضر وصل إلى الوكيل العام أم لا؟
وللإشارة أن السيد محماد بن عدي زوج السيدة نعيمة عمر الساكنة بتاحناوت, قد استلم ابنه الحقيقي الذي توفي بعد الولادة مباشرة .. وهذا ما أكه لجريدة أصوات مراكش في اتصال هاتفي ,مضيفا أن أباه هو من تكفل بغسله ودفنه...
الحقيقة التي وصلت إليها الأسرة في الأخير قد تكون اختطاف مدبر من طرف مجهولين مادام أب الأسرة الثانية قد أكد أنه دفن ذكرا ليس أنثى ...واحتمال هروبها سيدي المدير مادام مستخدمو المستشفى لا يميزون بين الذكر والأنثى...والتعليق لباقي الأمهات "النفيسات" في مستشفيات هذا المغرب الغريب.
اسماعيل البحراوي