فضاءات ابوزبد

ابوزبد

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمحلية
Adam
مسجــل منــــذ: 2011-03-09
مجموع النقط: 2.6
إعلانات


رجال من ذهـب

رجال من ذهـب...ـ 2ـ...
هذا الموضوع منقول من منتديات سنجهAdam
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمــــــــــــير حمــــــــــــــــــــدان أبوعنجة
حمدان أبو عنجة حَمَرِي
هل تعلم أن حمدان أبو عنجة حَمَرِي؟
وكذلك الزاكي طمل ويوسف الدكيم، كلهم حَمَر.
هذا ما سنعرفه في البحث التالي الذي كتبه حفيد حمدان أبو عنجة، الأستاذ حمدان أحمد حمدان أبوعنجة، مشرف تربوي سابق بنيجريا وبالسعودية وباحث تربوي بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي رئيس شعبة اللغة الإنجليزية ـ بخت الرضا.
أوضح فيه كل الملابسات التي أحاطت بهذه الشخصية التاريخية الكبيرة والتي ما أن تذكر الثورة المهدية إلا ويبرز البطل المجاهد حمدان أبو عنجة علم في رأسه نار وقائد من أميز قادة المهدية بإجماع المؤرخين سودانيين وغير سودانيين.
وهو بحث نادر ونفيس، بدأه الأستاذ حمدان بمقدمة طويلة لم نوردها كلها، واختتمه بخاتمة أخذنا منها الجزء الذي يركز على نسب هذا البطل والمناطق التي يوجد فيها أحفاده.
والبحث منشور في موقع كردفان على الانترنت بهذا الرابط لمن أراد مزيداً من التفاصيل
http://kordofanonline.net/vb//showthread.php?t=1483
فدعونا نتابع ما كتبه الحفيد عن جده.
حقيقة الأمير حمدان أبوعنجة أمير جيوش الثورة المهدية في السودان.
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً المقدمة:ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه وسلم كثيراً أما بعد:
لقد وصلني فاكس بتاريخ 22/06/2006م من المملكة العربية السعودية وإتصالات هاتفية متعددة من الأخ الكريم عبد الرحيم محمد جودة من أبناء غبيش يعمل بالسعودية وقد أثاره موضوع كتب في سودانيزاون لاين (Sudanese On Line ) حول الهوية السودانية، وأغضبه بل أغضبنا جميعاً ماورد في المقال عن هوية الأمير حمدان أبوعنجة قائد جيوش الثورة المهدية وبطلها المغوار. وطلب منا الأخ عبد الرحيم الرد.
لقد سكتنا نحن أحفاد الأمير حمدان أبوعنجة ولم نكتب عن المسكوت عنه رغم قناعتنا بما لدينا من معلومات صحيحة موثوقة، لأننا ندرك بأن الذين شوهوا تاريخ السودان هم أعداؤنا الأجانب، المستعمر الأوروبي، ومن والاه، وكان همنا البحث عن أسرة الأمير حمدان أبوعنجة المنتشرة في ربوع السودان حيث تؤكد مصادرنا أن أحفاده من عدة زوجات موجودون بسنجه عبد الله والقضارف والعباسية تقلي وام درمان ومنطقة دارحَمَر (محلية غبيش والنهود) وشرق دارفوروعطبرة وغيرها.
لقد وجدنا معلومات في كتب التاريخ تناقض تلك الحقائق التي يرويها أشخاص سودانيون عاصروا تلك الفترة أو سمعوا ممن عاصرها وقابلوه وعاشوا معه ومع مَنْ عاصر هؤلاء الأبطال والأمراء. فحكوا لنا وقصوا للمجتمع السوداني روايات شفوية وعرضوا آثاراً موثوقة دامغة كفيلة بأن تصبح تاريخ تلك الفترة توثقه توثيقاً أميناً عادلاً فيما يخص هذا الموضوع الخاص بالأمير حمدان أبوعنجة ونسبه وعشيرته ومكان موته .... الــخ
فذكروا قصص الجهاد والمجاهدين وتكلموا عن معاركهم في الأبيض والخرطوم والقلابات وقدير وشيكان ...الخ سردوا أخباراً يعارض كثير منها ما نقرأه في كتب التاريخ التي بين أيدينا وبالطبع فإن هنالك من المؤرخين السودانيين من بذلوا جهداً مشهوداً في تتبع الحقائق ومحاولة غربلتها ولكنهم لم يصلوا إلي مبتغاهم ولم يحققوا الهدف المنشود. ولم يبذلوا ما فيه الكفاية لسبر الحقيقة عن تاريخ المهدية في وقت كانت لهم الظروف والفرص مواتية. حيث عاش بينهم في ذلك الأوان كثير من أبطال الثورة المهدية ومن جنود وقائعها المختلفة الذين انتشروا في بقاع السودان وأقاليمه المختلفة.
فلم يبذل هؤلاء المؤرخون القوميون ما كان يرجي منهم من جهد وفحص وتمحيص ومتابعة للحقائق التاريخية وأخذها من مصادرها الحقيقية. ولكن للأسف أعتمد معظمهم علي ما سطره قبلهم مؤرخون أجانب هم أعداء للثورة المهدية، شارك بعضهم فيها جواسيساً وكتاباً للمخابرات وبعضهم لا يدرك واقع السودان وتاريخه, وبعضهم مستشرقون ينقلون ما يناسبهم من المعلومات التي تحقق أهدافهم الاستعمارية والتبشيرية والعنصرية، فنحن لا نثق في كل ما كتبه هؤلاء أمثال نعوم شقير اللبناني وبركلمان وما كمايكل وسلاطين باشا وتشرشل وكتشنر وآخرون من بشاوات الحكم التركي أمثال د/ أمين بك.
إن النداء وطلب النجدة لإنقاذ تاريخ الثورة المهدية موجه لكل المؤرخين والإعلاميين وولاة الأمر السودانيين المخلصين، أن يهبوا ويتحملوا مسئولياتهم كاملة ويكملوا ما بدأه غيرهم وينقحوا ما جاء بكتب التاريخ السوداني من معلومات مغلوطة وذلك بإتباع طرق البحث العلمي الحديث ومناهج واضحة واقعية بالرجوع إلي الرواية الشفوية والمطبوعات والمخطوطات ودواليب المؤسسات الحكومية، ويستفيدوا من معطيات العصر الحديث من تقنية وإستبانات وشرائح إلكترونية وأسطوانات وتصوير وإنترنيت وحاسوب وبالفعل قد بدأ بعض الكتاب المخلصين في إلقاء الضوء علي هذا الموضوع لكشف الغموض وإحقاق الحق وقد كتب الدكتور فضل عبد الهادي بجامعة غرب كردفان في كتابه (المُخْتَصَر في تاريخ حَمَر) ما يفيد عن أصل ونسب حمدان أبوعنجة وأنه من قبيلة حَمَر كما أفاد بذلك الكاتب عطية الله في كتابه الدنقية. ونحن أحفاد الأمير حمدان لدينا الحقيقة والقصة الكاملة لتاريخ حمدان: نَسَبُه وعشيرتُه ونشأته ومكان وفاته. ولدينا جنسية إبنه الأكبر الحاج الأنصاري أحمد حمدان أبوعنجة، من وزارة الداخلية السودانية تؤكد هذا الخبر وهنالك نفر بالسودان وغير السودان يشهدون بصحة هذه المعلومات منهم الحاج محمد ياسين شمو بالأبيض وعثمان عجبنا محمد، زعيم طائفة الأنصار بالنهود وعربي إبراهيم شقيق مولانا الأنصاري الفكي أبوه إبراهيم وغيرهم ولدينا شرائط فيديو وكاسيت لمن أراد الحقيقة وإرجاع الحق إلي أهله.
وقبل ثلاثة أسابيع اتصل بي دكتور فضل عبد الهادي الباحث المعروف بجامعة غرب كردفان يفيد بأنه تحصل علي معلومات دامغة من شخص توفي برشاد بولاية جنوب كردفان عام 2005م تجاوز عمره 100عام ذكر أنه كان يخدم حمدان أبوعنجة حينما كان عمره 16 سنة وأن حمدان أبوعجنة من قبيلة الحَمَر.
وقد بدأنا حملة لتصحيح المعلومات حيث قابل أحفاد الأمير حمدان أبوعجنة رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير بالفاشر في عيد الشهيد الأول بالفاشر عام 1993م وأستقبلهم وأكرمهم لمدة ثلاثة أيام. كما قابلت أنا شخصياً بعض زعماء حزب الأمة القومي منهم بكري أحمد عديل وآدم إسماعيل وشرحت لهم الحقيقة وطالبتهم بإجلائها للجمهور بالدلائل البينة كما قابلت الدكتور محمد سعيد القدال المؤرخ المشهور ورئيس شعبة التاريخ بجامعة الخرطوم وطالبته بتصحيح المعلومات عن حمدان أبوعنجة.
ثانياً:ـ نسبة حمدان أبو عنجه وموطنه وأسرته ومكان وفاته:ـ
فليعلم الجميع بأن أمير المهدية وقائد جيوشها المخضرم الذي شهِدَ له بالحنكة العسكرية حسن زلقو في كتابه شيكان.
أسمه الكامل هو حمدان الملقب(أبوعنجة) بن أحمد سعد الدين بن عزالدين أبو عشة الساكن جبال تقلي جده عزالدين داعية محتسب وشيخ خلوة من الفقهاء الصالحين وكذلك سعد الدين حيث أستقروا قبل المهدية بمنطقة العباسية تقلي وشركيلا وينتمي حمدان إلي قبيلة حَمَر العساكر فرع الغشيمات فخد أولاد معَلِّي (خشم بيت) عشيرة عتام.
هاجر أجداده الدعاة في عهد سلطنة المسبعات علي الأرجح واستقروا بها وقيل جده الأول حامد شحاتة رحل من منطقة دار حَمَر وهاجر لمنطقة العباسية وتزوج بها فولد أحفاده عز الدين وسعد الدين وأحمد وأجداد حمدان أبوعنجة تزوج بنت الملك جيلي بن ألمك آدم أم دبالو ولم تلد له ذرية حسب معلوماتنا من منطقة جبال النوبة الشرقية.
والثابت أن حمدان أبوعنجة نفسه تزوج عدة نساء في أماكن متعددة في السودان بعضها في كردفان منطقة دار حَمَر موطنه الأصلي، وبعضها في دارفور وصبي جنوب شرق أبوزبد وسنجه وغيرها مما هو معلوم أو مجهول لنا.
وزوجته المعروفة لنا المجاهدة أم الحسن بنت الفكي منفل الساكن قرية الدواك جنوب شرق النهود. وقد أنجبت له ابنه الأكبر أحمد حمدان والهادي حمدان وقد تنقلت مع زوجها في ميدان القتال في كردفان وأم درمان وحروب المكايدة الأحباش ونالت شرف الجهاد مع كثير من أهلها وعشيرتها وأستشهد للأمير حمدان تسعة أعمام في حروب الثورة المهدية مع الأحباش في القلابات وداخل الأراضي الحبشية كما أسرت المجاهدة أم هِيْبَة بنت نعمة بنت خالته وزوجة عمه الأكبر موطي الذي أستشهد هو أبنه الوحيد أحمد وبقية أخوته الثمانية المذكورين آنفاً وعلمنا من رواية فضل الله نصر بأن زوجته الثانية هي من قبيلة المسيرية الزرق، قبيلة الغزايا محافظة لقاوة وأنجبت له إبنتان هما الوال وأم كنان حمدان ولها ذرية وأحفاد بقرية صبي والأبيض والصنوط والدواسة في الحدود مع قبيلة حَمَر محلية(ابوزبد لقاوة) منهم البشاري حمدان مدير مكتب الصليب الأحمر (منطقتي دارفور كردفان) وآخرون. أما أحفاد الأمير حمدان بمدينة غبيش شمال كردفان وودفيراوي بشرق دارفور فمعظمهم أبناء أبنه الأكبر أحمد حمدان الذي ولده بمدينة القضارف وتنقل مع والده وأخيه الأصغر الهادي حمدان ما بين القضارف وسنجة وشركيلا وأبو زبد ودجمة وود فيراوي. فعاشوا فترة الحرب في المهدية في المناطق التي سكنها حمدان مثل جبال النوبة الشرقية( العباسية تقلي وشركيلا).
وسنجة وسنار والقضارف وأمدرمان وأبوزبد وام جقروا مع عائلة والد بكري أحمد عديل قبل وبعد المهدية ثم إنتقلوا مع والدهم إلي منطقة دار حَمَر الغربية غربية صقع الجمل فعاشوا في قري أم كيرو وإيدام محمد علي ودجمة بمنطقة الزلطة غبيش بولاية شمال كردفان. محلية ودبندة الحالية(الجديدة).
ثم انتقلوا مع والدهم حمدان أبوعنجة الذي أسس قريتين في دارفور هما ود فيراوي بشرق دارفور كدينكا وشق أبوعنجة بمحافظة أم كدادة. وأهم أحفاد الأمير حمدان أبوعنجة أبناء أبنه الأكبر أحمد وهم: محمد الهادي أحمد حمدان أبوعنجة شيخ قرية شق أبوعنجة، وحسن الضبيع وعز الدين بقرية ودفيراوي محلية الطويشة. بجوار أم حوش عمودية كدينكا أرض البرتي، ويوسف والبنات فطيمة وفاطمة أم الزينين وأم الأهل وأم الحسن وجميع هؤلاء والدتهم عزيزة بت حمد ود ساعد من الغشيمات، السديرات بقرية أم صدير محلية غبيش. أما أولاد أحمد من زوجته الثانية الحاجة حواء محمد جبارة، من الغشيمات أولاد معَلِّي من قرية دجمة وهي بنت عمه وقد ولدت له: الطيب أحمد حمدان أبوعنجة والتيمان حسن الروب وحسين تجار مواشي غبيش والأستاذ حمدان أحمد حمدان أبوعنجة مشرف تربوي سابق بالسعودية ونيجريا خريج جامعة الخرطوم كلية التربية عام 1981م ويعمل الآن بالمركز القومي للمناهج باحث تربوي ببخت الرضا.والمجاهد صديق أحمد حمدان أبوعنجة الذي أستشهد بجنوب السودان لواء التمكين عام 1994م وقد شهد له الجميع بحسن الخلق والدين وهو من قيادات الأخوان المسلمين كما أنجبت الحاجة حواء ثلاثة بنات هن فاطمة النخيلة ومستورة شقيري وآمنة أم شم. شقيقات الأستاذ حمدان أحمد ابوعنجة بغبيش. وجميعهم يسكنون مدينة غبيش بالحي الشرقي مربع أربعة. أما الهادي حمدان فقد أنجب ثلاثة بنات هن فاطمة الزراعة وفطيمة وأمونة والدتهن ماكنة بنت جاد السيد بدجمة، أما أبنه الوحيد حمدان الهادي فوالدته أم رادس محمد توم من جمل بمحافظة النهود. إذن فإن معظم أحفاد حمدان أبوعنجة يتواجدون بمدينة غبيش وودفيراوي، أي في محليات غبيش ولاية شمال كردفان وأم كدادة ولاية شمال دارفور.
ثالثاً: حياته قبل الثورة المهدية: (موطنه ونشاطه)
عاش أجداد حمدان أبوعنجة متنقلون بين دارفور وكرد فان حسب ما تقتضيه ظروف المعيشة والقبيلة. وقبائل حَمَر عموماً مثلها مثل قبائل جهينة الأخري، الرزيقات والمسيرية وقبائل دار حامد، ذكر المؤرخون أن أول دخولهم كان غرب السودان قادمين من شمال أفريقيا مروراَ بدولة كانم: تشاد الحالية إلي أن أستقروا بأرض سلطنة الفور الإسلامية التي رحبت بهم كقوة ضاربة تمثل بقايا الجيوش العربية العائدة من الأندلس.
فتمازجت هذه القبائل العربية واختلطت بالعنصر الأفريقي. وأمتد بها الترحال بعد أن سقطت دولة المسبعات الإسلامية في أيدي سلاطين الفور. فكانت القبائل العربية تتنقل حرة ما بين منطقة جبال النوبة وبلاد دار فور بحثاً عن المرعي والموطن الصالح، فاستقرت قبيلة حَمَر حيناً من الدهر في أرض الطويشة ثم أم شنقة التي كانت عاصمة لزعيمهم إبراهيم بيه ومكي أبوالمليح ثم انتقلوا شرقاً في رحلاتهم الرعوية بحثاً عن أماكن الماء والكلأ. فسكنوا منطقة أبوزبد (تردة أبوزبد) وفوجا ووصلوا شرقاً العباسية تقلي وشركيلا حيث تتوفر مياه الخيران والمراعي الواسعة. وبذلك لعبت هذه القبائل دوراً هاماً في تشكيل الهوية السودانية الحالية: مزيج من الدماء العربية والزنجية. ولعبت دوراًهاماً في نشر الدين الإسلامي خاصة في الدويلات الإسلامية بغرب السودان: كانم، دارفور والمسبعات.
في تلك البيئة عاش أجداد حمدان أبوعنجة سعد الدين وعزالدين أبوعشة وكانوا رجال دعوة وحملة قرآن. فاستقروا في منطقة العباسية تقلي ينهلون العلم ويعلمونه للآخرين فاشتهروا بذلك،تربى حمدان أبوعنجة ووالده أحمد في نفس البيئة الدينية. وكان أبوعنجة شخصية لامعة يتنقل بين دارفور وكردفان وكان ماهراً في استعمال السلاح وله نشاط فيما يبدو مع عرب الزبير باشا رحمة وحامد الزبير بغرب السودان. وكان صديقاً حميماً للمك جيلي بن الملك آدم أم دبالو مك جبال النوبة. فكانوا يتبادلون الهدايا فيما بينهم. وقد منح المك جيلي صديقه حمدان أبوعنجة جائزة قيمة تقديراً لمهارته في الرمي بالسلاح أمام الجماهير في أحدي المناسبات فأعطاه عبداً يسمي فتح الباب كوكو وراس عاني: خادم مازال أحفادهم بحلة بشارة بمحلية أم كدادة.
رابعاً/ حياته أثناء الثورة المهدية:ـ
كان حمدان أبوعنجة من أوائل الذين بايعوا المهدي بجبل قدير وهذه نتيجة حتمية لشخصية تربت في بيت دين ودعوة ورجال عرفوا بالصلاح أمثال جده الفكي سعد الدين والفكي عز الدين أبوعشة، وعمه حامد شحاته.
كما بايع الإمام المهدي جميع أعمامه التسعة ووالده وأبناء سعد الدين وهم: أحمد مُوْطِي، حامد شحاته، عز الدين، إسماعيل آدم داكوم،.... الخ كما بايعت أختهم النخيلة بنت سعد الدين ووالدتهم عائشة بنت الفكي وخاله ايدام الملقب بالبديري.
ووالدة حمدان أبوعنجة أسمها أم جَدَّيْن بت نعمة. ومن المجاهدات المشهورات في الثورة المهدية أم هِيْبَة بنت نعمة خالة حمدان أبوعنجة التي قاتلت مع جميع أفراد الأسرة المذكررين سابقاً وتم أسرها لمدة تسعة شهور ببلاد الحبشة وقد نجت بأعجوبة وعادت لأرض الإسلام السودان إلي أن توفت ودفنت بأم كيرو غرب صقع الجمل بمحافظة غبيش سابقاً محلية ود بندة الآن.
بأختصار فإن جميع أسرة حمدان أبوعنجة قد بايعت وأنضمت لصفوف المجاهدين في الثورة المهدية ويشهد التاريخ بأن قبائل حَمَر كانت من أهم القبائل التي ساندت الثورة المهدية بالمال والرجال. نذروا أموالهم وأنفسهم وأهليهم في سبيل الله. فتنقلوا مع المهدي وخليفته في ميادين القتال شرقاً وغرباً دون كلل أو هوادة أو ملل. وقيل أن حمدان أبوعنجة قد عرض علي الأمام المهدي بجبل قدير أن يسلمه قيادة الجيش لأنه عرف قدر نفسه مكين أمين عليه وبعد مشاورات نصح أحد زعماء حَمَر بأن يوافق وأن يسلم قيادة الجيوش حمدان أبوعنجة لما عرف به من شجاعة وقوة ومهارة في ميادين القتال وخاض حروب المهدية بجسارة وأقتدار وصار يقودهم من نصر إلي نصر لم يهزم قط. فهزم الأعداء في شيكان وجبال النوبة والخرطوم وقتل غردون باشا. وسلمه الخليفة القيادة بشرق السودان فحارب الأحباش وقتل ملكهم منليك وهدم كنائسهم ونشر الإسلام ببلاد الحبشة وأرتريا الحالية. وقد أستشهد مع أسرة حمدان أبوعنجة الكثير من النساء والرجال، وفي إحدي المعارك في منطقة القلابات أستشهد أعمامه التسعة سالفي الذكر بالإضافة إلي أحمد بن عمه موطي. كما أسر الأحباش زوجة عمه موطي المجاهدة المشهورة أم هِيْبَة بنت نعمة فأخذوها ضمن السبي إلي داخل بلاد الحبشة وحلق سيدها رأسها وأستعبدها خادماً له لمدة تسعة أشهر فرأت زوجها الشهيد موطي في المنام وأمرها بالرحيل شمالاً إلي بلاد الإسلام فهربت في رحلة شاقة ومغامرة خطيرة كادت أن تفقد فيها حياتها وذلك حينما طاردها الأحباش فصعدت الجبال وتسلقت الأشجار. ولكن المجاهدة المؤمنة أم هيبة بنت نعمة عمة حمدان أبوعنجة، قد سلمها الله وعادت إلي أرض السودان ومرت بأرض المعارك فوجدت رفات أخوانها التسعة وزوجها موطي وأبنها أحمد كأنهم نائمين لم يمسهم سوء.
ووصلت القضارف ووجدت من يرجعها إلي أهلها بدار حَمَر. وعاشت عمراً من الزمن بأرض أم كيرو غرب صقع الجمل. وسردت كثيراً من قصص الحرب التي مازالت تروي. وماتت وقبرها معروف بقرية أم كيرو ونحسبها من الصالحات الفائزات.
أما حمدان أبوعجنة رغم إنتصاراته الباهرة فإن بعض خفايا أو آخر حياته ما زالت تحير الكتاب والمؤرخين. والحقيقة أن أن البطل أمير المهدية حمدان أبوعنجة لم يمت بأرض المعركة بأرض السودان الشرقي ولم يدفن هنالك. وصحيح أنه قد أصيب بمرض الجدري في تلك المناطق وكان شيخاً كبيراً ولأسباب تحتاج لمزيد من البحث والتنقيح ترك حمدان ابوعنجة قيادة الجيوش لابن عمه الزاكي طمل الذي صاحبه في كل حروباته وترك أولاده وأهله بقرية دجمة محافظة غبيش مجاهداً في سبيل الله ولم يعد لها للأبد يقول بعض الرواة بأن هنالك خلاف قد شب بين الأمير حمدان قائد الجيوش وابن عمه يوسف الدكيم وإن الأخير قد وشي به إلي الخليفة. فأستدعي الخليفة حمدان ولكن حمدان لم يلبي الدعوة. بل أستلم القيادة الزاكي طمل وأشيع بين الجيش في خطة ملفقة محبوكة بأن الأمير حمدان أبوعنجة قد مات وعملت له جنازة وهمية. وصدق الجميع هذا الخبر خاصة بأن الأمير كان مريضاً بمرض الجدري وقيل بغيره ولكن زبدة القول هي أن القيادة أستلمها أبن عمه الزاكي طمل وخطط لها للنجاة من مصير مجهول بإعلان وفاته وتهريبه سراً لبلاده بغرب السودان حتي لا يتمكن منه الخليفة ويحاسبه بعدم تلبيته الدعوة وتجديد البيعة بأم درمان، وربما يقتله كما كان القتل مصير بعض قواده والمقربين.
خامساً: حياته بعد انتهاء الثورة المهدية:ـ
قد قضي الإنجليز علي الثورة الإسلامية المهدية بالسودان عام 1898م في واقعة كرري المشهورة. ثم قتل الخليفة عبد الله التعايشي بأم دبيكرات. وحوصر أبناء المهدي وبقية قواده وقتل قائدهم بفشودة وأعتقل بعضهم وقتل فيما بعد بالخرطوم وكانت المؤامرة والدسائس تتري. فتعاون بعض السود نيين في قيادة جيش كتشنر الغازي وتأمر بعضهم بالقبض علي بقية قيادات المهدية وتأمر آخرون وسحبوا أنفسهم من واقعة كرري. وأختلط الحابل بالنابل في السودان. وعادت النعرة القبلية والخلاف ما بين أولاد البلد وأولاد الغرب وأرتحل كثير من المجاهدين وتركوا أم درمان عائدين أفواجاً وزرافات إلي غرب السودان. وكانت عودة السلطان علي دينار وهو يتزعم قبائل الغرب عودة مشهورة حيث نصب نفسه سلطاناً علي أرض أجداده دارفور.
وعادت قبائل حَمَر والرزيقات والتعايشة إلي بلادهم أيضاً فترك الحبل علي الغارب للإنجليز وأعوانهم وأبعدت قيادات المهدية عن الساحة السياسية وروج الآخرين بتولي زمام الأمور. ولعب سلاطين باشا دوراً كبيراً في تثبيت أركان الحكم للجيش الغازي. لمعرفته بالسودان فأعدوا العدة لغزو دارفور وقتل السلطان علي دينار.
وفي هذا الجو المتوتر أستقر الأمر بحمدان ابوعنجة بسنار ثم رحل بعد أن وشي به المستعمر. فذهب الي أرض أجداده وآبائه غرب السودان وأستقر في شركيلا بالقرب من العباسية تقلي وعاود نشاطه بعيداً عن الحكم والسياسة وكان يصطاد الفيلة ويتاجر بسن الفيل وبريش النعام أختفي فترة من الزمن في منطقة جبال النوبة فترك لقب أبوعنجة. كان يسمي حمدان أحمد فقط حتي لا يعرف عنه الإنجليز شيئاً.
وأخيرا أفشي سره أحد الأشخاص للإنجليز. وجاء المفتش الإنجليزي وجنوده يبحثون عن أمير المهدية حمدان أبوعنجة ولكنهم لم يعثروا عليه في منزله.
ولم يستطيعوا تفتيش منزله لأن زوجته المجاهدة أم الحسن بنت الفكي منفل أوهمتهم بأنها والد طفل جديد في بيت النفاس. حيث جمعت الشِمَال والحجائل وغطت بها السلاح وبضاعة سن الفيل وريش النعام وغطت أبنها الفطيم الهادي حمدان أبوعنجة وأوهمت المفتش بأنها نفساء. فترك لها المنزل بنية العودة إليه ثانية.
لما علم حمدان أبوعنجة باقتحام الإنجليز منزله أزعن لنصيحة مريديه فأرتحل بأسرته عائد إلي أرض أهله وعشيرته دارحَمَر فأستقر بأم جقروا ضواحي أبوزبد فترة من الزمن. وهي أرض المجاهد الحَمَري عَوَجَه الذي سماه المهدي(عديل). ثم أرتحل أخيراً إلي أقربائه وأخواله وعشيرته بقري دجمة وايدام محمد علي. وأستقر مع خاله ايدام لفترة وجيزة. كان ايدام محمد علي رجل مجاهد في المهدية شجاع ذو شكيمة وقوة. فنصح حمدان أبوعنجة بالتخلص من جميع السلاح والأوراق والمستندات التي بحوزته خاصة (الجاه) الذي كتبه له المهدي. والجاه عبارة عن مستند كتب علي لوح نحاس يمثل بطاقة شخصية لحامله ولا يعطي إلا للأبطال والأمراء والمشاهير. وبالفعل قد دفن ايدام محمد علي جميع المستندات والجاه التي بحوزة حمدان خاصة أن الإنجليز قد أستولوا علي دار حَمَر وكان المفتش مور بمنطقة الصقع وكانت الأراضي والقري تؤسس بواسطة المشاهير. أرتحل حمدان من دار حَمَر إلي جهة في الحدود مع دارفور وأستقر بعمودية كدينكا بلاد قبيلة البرتي. ونسبةًً لعلاقاته مع زعماء البرتي والأنصار أستطاع تأسيس قرية
ود فيراوي شرق أم حوش، والتي يوجد بها الآن أحفاده أبناء أبنه أحمد. تقاطر أحباب حمدان من كل صوب وعمروا قريتهم فجاءوا من دار حَمَر أفواجاً وزرافات وعاش حمدان شيخاً لهذه القرية فترة تسعة أعوام تقريباً. ثم نشب خلاف بينه وبين عمدة كدينكا إبراهيم دردوق. وحول النزاع إلي المفتش الإنجليزي بأم كدادة والفاشر بحجة أن قرية حمدان واسعة وكثربها الحَمَر وأنه يود ان يحولها الي عمودية منافسة في أرض البرتي. وأخيراً أفشي أمره للإنجليز بأنه أمير المهدية حمدان ابوعنجة المعروف قاتل هكس باش وغردون. فجاء المأمور الإنجليزي لأم حوش وكانت جلسة مشهودة مازالت في أزهان الرواة. فبعد أن حكم المفتش بتقسيم القرية إلي قري صغيرة منها أم غوغاية ومشاور وأم زميل ووساطة وأعوانه وكاملونه وابوكناني؟ أعترض ابوعنجة علي أمر المفتش. قبض قلمه مانعاً إياه توقيع القرار. ولكن المفتش نصحه بعدم التورط في قضية سياسية ربما تفقده كل أهله ويصير مصيره مصير الصحيني صاحب الثورة المشهورة بنيالا عام 1928م وأخبره بأن الحكومة تدرك أنه أمير المهدية ومطلوب القبض عليه ولكنها لاتريد الفتن بعد استتاب الأمر وانتهاء المهدية.
أزعن حمدان أبوعنجة للواقع المحتوم وترك قريته مقسمة ليتولي أمرها أبناء عمومته وأخذ أهله وأتجه شمالاً إلي عمودية كرقل أرض البديرية وأستقر عند أبن أخته علي حماد بقرية حمير البيض. وأستطاع علي حماد ويعقوب بابا إقناع عمدة البدرية بإقتطاع قرية واسعة وتمليكها لحمدان ابوعنجة وقد سميت بأسمه: شق حمدان ابوعنجة. وكانت غابة كثيفة تسكنها الأسود والنمور والفيلة وجميع أنواع الحيوانات المفترسة. ولكن بحنكته وشجاعته المعهودة أستطاع مصارعة الحيوانات المفترسة وتأسيس قريته. وذكر أنه قتل خمس أسود تتبع لبوة في مرة واحدة دون أن يخطئ واحدة منها وقد سلمت اللبوة فقط مع أسد واحد ضمن من كان يتبعها. وقد عاش حمدان أبوعنجة وأسرته وبعض من جاءه فيها من مريديه، عاشوا حياة قاسية في هذه القرية. فصارعوا الوحوش أبعدوها عنهم وحفروا شجر التبلدي لتخزين الماء. واستطاع بحنكته مداراة الحكم الإنجليزي بأم كدادة والفاشر. وقيل أنه قد قبض عليه ذات مرة بالفاشر مع أصحابه منهم حمدان ابوحوه بن عبد الباقي ولكنهم أفرجو عنه دون سوء كان لحمدان ابوعنجة أكثر من سبعة عبيد وخدم يساعدونه أشهرهم فتح الباب كوكو وزوجته حليمة بحر النيل وبحرية. وبعد أن جاءت الحرية أطلق سراحهم جميعاً وأعتقهم فعاشوا فترة من الزمن مع أبنائه ثم أنتقل فتح الباب الي حلة بشارة ومات بها وورثه أبناء أبوعنجة وله راتب مشهور مازال موجود بخط الشيخ صديق عجب.
مات حمدان في عمر متأخر حيث صار شيخاً كبيراً والأرجح أن تكون وفاته عام 1932م. حيث دفن بقرية شق أبوعنجة محلية أم كدادة بولاية شمال دارفور. وكانت وفاته أعجوبة وبشري للصالحين. فبعد أن أحس بمرض الموت أرسل أبنه الأكبر أحمد لأم كدادة لإحضار الكفن وقبل رجوعه جاءته المنية. فأجلس بقية أولاده عن يمينه وعن شماله وأوصاهم خيراً فأخبرهم بأن لأينادوه بأسمه بل يسموه بالعبد الصالح. فتلقن شهادته بنفسه وانتقلت روحه للرفيق الأعلى وهم ينظرون ومازال قبره معروف وقد دفن معه عدة أشخاص. تغمضه الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته في الفردوس الأعلي مع الصديقين والنبيين والشهداء آمين.
الخاتمة:ـ
هناك معلومات قيمة سُجلت من أحفاد أبوعنجة الثلاثة حسن أحمد وسليمان عطي الله والشيخة بنت منفل زوجة حمدان وقدمت بعض الآثار مثل موس حلاقة حمدان ابوعنجة وهناك قطع سلاح تابعة لحمدان جمعت لدي الشرطة بأم كدادة شمال دارفور. ويمكن لمن يريد مزيداً من المعلومات مقابلة أحفاد حمدان أبوعنجة بدار حَمَر في قري جمل غرب النهود، غبيش، ودجمة وإيدام محمد علي بمحافظة غبيش وقرية ودفيراوي بمحافظة أم كدادة، أو من حفيده الأستاذ/ حمدان أحمد حمدان أبوعنجة مشرف تربوي سابق في نيجريا والسعودية ورئيس شعبة اللغة الإنجليزية في المركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا، لديه كثير من التسجيلات الصوتية بالفديو والكاسيت لرواة شهدوا حمدان ابوعنجة أو قابلوا من شاهده وهو موجود بمدينة الدويم ويوجد معظم أحفاد حمدان أبوعنجة بغبيش كما أن هنالك مصادر نسبت حمدان أبوعنجة لقبيلة الحَمَر مثل كتاب هندرسون بعنوان قبيلة حَمَر بالسودان وكان مفتشاً في الحكم الإنجليزي بالنهود ثم سكرتيراً للحاكم العام بالسودان ويسمي كتابه (Hamar Tribe in the Sudan).
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصبحة وسلم
كتبه: حمدان أحمد حمدان أبوعنجة حفيد الأمير حمدان أبوعنجة، مشرف تربوي سابق بنيجريا وبالسعودية وباحث تربوي بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي رئيس شعبة اللغة الإنجليزية ـ بخت الرضا
محلية الدويم ـ ولاية النيل الأبيض. هاتف(جوال) (0915200623)
-----
محمد سليمان محمد موسى
غنوم - جنوب مدينة النهود
جدة - المملكة العربية السعودية

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة