فضاءات الكراوة

الكراوة

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عزالدين الكريوي
مسجــل منــــذ: 2010-10-26
مجموع النقط: 2.2
إعلانات


بقلم محمد الطوير

ماهي أسباب الانتفاضة المسلحة سنة 1832م في ليبيا ضد حكم يوسف باشا القرمانلي؟لقد تميز حكم الأسرة القرمانلية لليبيا بالقوة تارة وبالضعف تارة أخرى، وذلك تبعاً لشخصية الوالي القرمانلي، والظروف الدولية التي كانت سائدة في تلك الأيام، فكلما ازدادت حدة التوتر بين الدول الأوربية بعضها ضد بعض ساعد ذلك الولاة العثمانيين في شمال أفريقيا على فرض ما يريدون من شروط على الدول الأوروبية وخاصة في سنوات كحروب نابليون بونابرت في العقد الأول والثاني من القرن المذكور وحروب بروسيا في العقد السادس والسابع من القرن التاسع عشر وهي حروب كان لها الأثر البالغ في ظهور دول قومية جديدة مازالت باقية حتى الآن مثل ألمانيا،
كان أحمد باشا هو أحد أفراد الأسرة القرمانلية التي ينتمي إلى بلدة قرمان في تركيا،قد استطاع في سنة 1711م الوصول إلى كرسي الحكم داخل مدينة طرابلس دون أية معارضة تذكر على أثر ما دب من صراع بين أبي ميس وابن الجن الأمر الذي ساعده على بسط سيطرته الفعلية على أنحاء البلاد جميعها بفضل المؤازرة الكبيرة التي قدمها له مشائخ القبائل وأعيان البلاد، وما قام به إخوة شعبان، من بطولة وشجاعة من أجل استعادة الأمن والسلام إلى ربوع البلاد، وعلى الرغم من النجاح الباهر الذي حققه الوالي أحمد باشا القرمانلي في أثناء فترة حكمه فإن حكم خلفائه على ليبيا قد شهد فترات من الغموض والضعف اختل فيها النظام وسادت الفوضى بدلاً منه، وخاصة في نهاية كل منحكم الوالي الثالث، علي باش القرمالي 1795-1756 وابنه يوسف باشا 1832-1795ف الذي شهدت فترة حكمه الطويل ، نهاية مفجعة حيث أرغم فيها على الاستقالة سنة 1832 م في وسط انتفاضة مسلحة عمت أنحاء البلاد بأسرها . وهي لم تكن قاصرة على مكان الساحل والمنشية المجاورة لمدينة طرابلس القديمة من الشرق وعلى بعد بعض الكيلومترات منها فقط ولكن الانتفاضة امتدت إلى أنحاء ليبيا البعيدة مثل بنغازي .
أسباب الانتفاضة :ـ
تعددت أسباب انتفاضة العرب الليبية ضد حكم الوالي يوسف باشا ـ في سنة 1832 م ومن بينها ما يلي :
1 ـ حالة الإسراف والبذخ التي كان عليها يوسف باشا القرمانلي في نهاية فترة حكمه ، فقد كان كثير الإنفاق من أموال خزينة الدولة على أفراد أسرته ، وحاشيته ، دون أن يأخذ في الاعتبار تردي الأوضاع الاقتصادية المختلفة في البلاد ، كانت الزراعة والصناعة والتجارة تعاني حالة من الضعف والاضمحلال ، حيث لم تكن أية واحدة منها بقادرة على أن تفي بحاجات الباشا المالية الكبيرة . 2 ـ توحيد الدولة الأوربية بجمهودها ضد سياسة يوسف باشا القرمانلي ـ بداية من سنة 1815 م وحتى عام 1832 م حينما تكررت عملية وصول قطع الأسطول الحربي من قبل ـ بريطانيا ـ فرنسا ، إلى ميناء مدينة طرابلس ، وقد كانت تهدد في كل فترة ـ يوسف باشا بإطلاق النار ، إذا لم يدفع ما عليه من ديون إلى ـ فرنسا و بريطانيا ـ وحتى الدويلات الإيطالية مثل سردينيا ، ونابولي أرسلت بقطع سفنها الحربية إلى طرابلس ـ معركة الوالي ـ يوسف باشا ، بتدمير عاصمة حكمه إذا لم يكف عن مطالبته بالمزيد من الأموال .
وكانت الحملة الفرنسية في سنة 1830 م، المعروفة بحملة روزاميل ، بداية النهاية لحكم يوسف باشا ولاندلاع نيران الانتفاضة نظراً للشروط القاسية التي فرضها قائد الحملة على الوالي يوسف باشا والتي كان منها :ـ
> إلغاء الدق وإطلاق سراح الأسرى الأوربيين الذين كانوا أسرى لدى يوسف باشا.
> لا يسمح لحكومة يوسف باشا أن تزيد من قطع أسطولها الحالي مع حصر الموجود منها .
> أن تساعد حكومة يوسف باشا السفن الأوربية التي تلجأ إلى السواحل الليبية نتيجة الرياح وأن تحافظ على ركابها وتحرس بضائعها .
> أن تلغى عادة الهدايا التي نصت عليها المعاهدات السابقة بدفع مبالغ من الأموال عند تعيين ممثلين تجاريين وغيرهم للدول الأوربية في ليبيا .
> أن يدفع يوسف باشا مبلغ 800 ألف فرنك فرنسي مصاريف عسكرية لفرنسا ويدفع نصف المبلغ المذكور في 16 من أغسطس(هنيبال) 1830 والنصف الباقي في شهر ديسمبر(الكانون) 1830 م.
> أن تكون قوة يوسف باشا البحرية مقتصرة على القطع البحرية التالية !-
> قطعة حربية من نوع كرويت بها 22- مدفعاً وهي أكبر القطع.
> ست قطع من نوع بريق تراوحت حمولتها ما بين 8-18 مدفعاً > ثلاثة سفن من نوع غليون كانت حمولة الواحدة منها ما بين 4-6 مدافع -4- سفينة سكونو ليس بها مدافع .
أربع سفن حاملة للمدافع وتعد الحملة الفرنسية في أغسطس(هنيبال) 1830 م، بمثابة إشعال النار في الهشيم لالتجاء يوسف باشا إلى المواطنين من أجل تغطية المبالغ المالية الباهظة التي فرضها عليه قائد الحملة الفرنسية ، وذلك بأن قام بفرض مبالغ مالية في شكل ضرائب جديدة تفرض لأول مرة على سكان المنشية والساحل خاصة وهم الذين لم يكونوا يدفعون في السابق مثل هذه الضرائب لأنهم كانوا يدفعون بدلاً منها دماءهم باستمرار ، حينما كانوا ينضمون جميعاً إلى قوات يوسف باشا المقاتلة إبان أي زحف على المناطق المعارضة ، حيث كان العديد منهم يلقى مصرعه في المعارك الطاحنة من أجل استمرار بقاه حكم الأسرة القرمانلية على ليبيا .
بقلم : محمد أمحمد الطوير

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة