عد الفرسان

تتمتع منطقة عد الفرسان بموقع جغرافي مميز حيث تقع في إقليم السافنا الغنية لذلك نجدها (غنية) بالموارد الطبيعية،فهي تمتلك أراضي زراعية شاسعة و ثروة حيوانية كبيرة وموارد مائية متنوعة، ومن أهم الموارد المائية بعد الفرسان وادي (كايا ) وينبع من جبل مرة في الشمال وينحدر إلى الجنوب حتى يصب في بحر العرب وتحفة الحدائق والأشجار الوارفة من المنبع إلى المصب، ومن الجهة الشرقية لمحلية عد الفرسان نجد وادي (قندي) ووادي (كوقرة) وكلاهما ينبع من جبل مرة في الشمال ويصب في بحر العرب في الجنوب فهذه الوديان تختال تيهاٌ بين الخضرة والجمال والوجه الحسن.
لكن للأسف انحرف وادي (قندي) عن مجراه الطبيعي وخاصة في مناطق أم جناح و مبروكة والملم مما أدي إلى جفاف بعض حدائق المانجو والليمون والجوافة وقصب السكر وخاصة في قرية (مبروكة).
قرية مبروكة (جرو) سابقاً تلك القرية السياحية التي طالما احتضنت الرحلات القادمة إليها من كل فج ، حيث كانت بمثابة(الديوان الأنيق) لعد الفرسان فكم من زائر تمت استضافته وإطعامه تحت ظلال المانجو الوارفة ، لكن بعد انحرف الوادي عن مساره بدأت تتساقط منها الخضرة على مرأى ومسمع حكومة المحلية وحكومة الولاية، فهي الآن تستغيث طلباً للنجدة ولكن لم يستجب لندائها إلا الأهالي رغم إنهم لا يملكون شيئا إلا معداتهم البدائية و (الإيمان بالله) فيقومون بردم الوادي بأيديهم في موسم الصيف ليأتي الخريف ويجرف ما ردموه من (أول قطرة) ثم يعيدون تلك المحاولة بذات الأيادي في الصيف القادم دون كلل أو ملل في حلقة مفرغة أشبه بتلك التي ذكرها الشاعر أبو القاسم الشابي عن ذكريات مباني الطفولة حين قال (نبني فتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور)، ألا تستحق تلك المناطق المساعدة من حكومة الولاية بتعديل مجرى الوادي حتى لا ينضب ما تبقي من حدائق؟