فضاءات عد الفرسان

عد الفرسان

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمحلية
عمر ادم حسن
مسجــل منــــذ: 2011-02-28
مجموع النقط: 83.39
إعلانات


ابيات من شعر النقائض بين الفرزدق و جرير


شعر النقائض:
النقائض فن شعري يقوم على هدم بناء شعري ببناء شعري آخر. ان كلمة نقيضة مفرد نقائض وهي مأخوذة من الفعل "نقض" حيث يقال نقض البناء أي هدمه, ونقض الحبل أي حله, وناقضة في القول أي خالفه, وعلى هذا تكون النقيضة في الشعر أن يهدم الشاعر ما قاله شاعر آخر ويفسده ويبطله عليه, حيث ينظم الشاعر قصيدة من قصائده في الفخر بقومه مثلاً ثم يأتي شاعر آخر يهدم ما قاله بقصيدة أخرى. أما أشهر من كتب هذه النقائض من الشعراء فهما جرير و الفرزذق.
وكانا يقومان بهذه النقائض على أنها للتسلية أكثر منها للسبّ والشتم ، فهنا احترامٌ للشعر وقبله للرجولة والنخوة ، مع أنّ هذه النقائض استمرت قرابة خمس وأربعين سنة .. لم يكره فيها الفرزدق جريراً ولا العكس .
وكان جرير والفرزدق مع تساببهما قد تعاهدا على ألاّ يهجو أحدهما الاّخر اذا مات صاحبه , فمات الفرزدق أولا , فقال جرير :
مات الفرزدق بعد ما جدّعته *** ليت الفرزدق كان عاش قليلا
ثم قال والله لا أزيد على هذا البيت شيئا البتة , ثم أخذ يرثيه وقال : والله انه ما تصاول فحلان فمات أحدهما الاّ كان الاّخر سريع اللحاق به . وفعلا لم يلبث جرير الا قليلا ولحق بصاحبه .. وهذه ابيات جرير في رثاء الفرزدق وامعن في البيت الاخير :
لعمرِي لقد أشجي تميما وهـداها *** على نكبات الدهرِ موت الفرزدق
عشـية راحـوا للفـراق بنعشـه *** إلى جدث في هوّة الأرض معمق
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي *** إِلىكلّ نجم في سماء محـلق
ثوى حامل الأثقال عن كلّ مغـرم *** ودامغ شيطان الغشوم السمـلق
عمـاد تمـيم كلها ولسانـها *** وناطقها البذاخ في كل منـطق
فمن لذوِي الأَرحامِ بعد ابن غالب *** لجار وعان في السّلاسل مـوثق
ومن ليتـيم بعد مـوت ابن غالب *** وأمّ عيـال سـاغبِيـن ودردق
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما *** يداه ويشفي صدرحران محنق
وكـم من دم غال تحـمّل ثقـله *** وكان حمولا في وفاء ومصدق
وكم حصن جبّارِ همـام وسوقة *** إِذا مـا أتـى أبـوابه لم تغـلّق
تفـتّح أبـواب المـلوك لوجـهِه *** بغيـرِ حجاب دونـه أو تمـلّق
لتـبك عليه الانس والجـنّ إذ ثوى *** فتى مضرٍ في كلّ غرب ومشرق
فتى عاش يبن المجد تسعين حجّه *** وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
فمـا مات حتى لم يخـلّف وراءه *** بحـية واد صـولة غير مصـعق
الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعزّ وأطول ُ
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه ومجاشعٌ وأبو الفوارس نهشل ُ
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم أبداً إذا عُد الفعال الأفضل ُ
يرد عليه جرير:
لمن الدياركانها لم تحلل بين الكناس وبين طلح الاعزل
ولقد اري بك والجديد الى بلى موت الهوى وشفاء عين المحتلي
ولقد ذكرتك والمطي خواضع وكانهن قطا فلاة مجهل
أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الأسفل ِ
بيتٌ يُحمم قينكم بفنائه دنساً مقاعدهُ خبيثُ المدخل
قُتل الزبير وأنت عاقد حبوةٍ تباً لحبوتك التي لم تحلل
وافاك غدرك بالزبير على منى ومجرُ جعثنكم بذات الحرمل ِ
بات الفرزدق يستجير لنفسه وعجان جعثن كالطريق المعمل
الفرزدق :
حُلل الملوك لباسنا في أهلنا والسابغات إلى الوغى نتسربل
جرير :
لا تذكروا حُلل الملوك فإنكم بعد الزبير كحائضٍ لم تغسلِ
الفرزدق :
أحلامنا تزن الجبال رزانةً وتخالنا جناً إذا لم نجهل ُ
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم وإليه كان حباء جفنة يُنقل ُ
إنا لنضربُ رأس كل قبيلةٍ وأبوك خلف أتانه يتقملُ
جرير :
كان الفرزدق إذ يعوذ بخالهِ مثل الذليل يعوذ تحت القرمل
أفخر بضبةَ إن أمك منهم ليس بن ضبةَ بالمعم المخول
أبلغ بني وقبان أن حلومهم خفت فلا يزنون حبة خردل
الفرزدق يهجو جرير
إن الذي سمك السماء بنى لنا
بيتاً دعائمه أعز وأطول ُ
بيتا بناه لنا المليك وما بنى
حكم السماء فإنه لاينقل
بيتاً زرارة محتب بفنائه
ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
يلجون بيت مجاشع وإذا احتبوا
برزوا كأنهم الجبال المثل
ضربت عليك العنكبوت بنسجها
وقضى عليك به الكتاب المنزل
أحلامنا تزن الجبال رزانة
وتخالنا جناً إذا ما نجهل
فادفع بكفك إن أردت بناءنا
ثهلان ذا الهضبات هل يتحلحل
يابن المراغة أين خالك؟ إنني
خالي حبيش ذو الفعال الأفضل
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم
وإليه كان جباء جفنة ينقل
وشغلت عن حسب الكرام وما بنوا
فأجابه جريرًا بقوله
لمن الديار كانها لم تحلل
بين الكناس وبين طلح الاعزل
ولقد ارى بك والجديد الى بلى
موت الهوى وشفاء عين المحتلي
ولقد زكرتك والمطي خواضع
وكأنهن قطا فلاة مجهل
أعددت للشعراء سماً ناقعاً
فسقيت آخرهم بكأس الأول
لما وضعت على الفرزدق ميسمي
وضغا البعيث جدعت أنف الأخطل
أخزى الذي سمك السماء مجاشعا
وبنى بناءك في الحضيض الأسفل
ولقد بنيت أخس بيت يبتنى
فهدمت بيتكم بمثلي يذبل
ونفخت كيرك في الزمان الأول
حتى اختطفتك يا فرزدق من علَ
أحلامنا تزن الجبال رزانة
ويفوق جاهلنا فعال الجهل
فارجع إلى حكمي قريش إنهم
أهل النبوة والكتاب المنزل
كان الفرزدق إذ يعوذ بخاله
مثل الذليل يعوذ تحت القرمل
عزا علاك فما له من منقل
أبلغ بني وقبان أن حلومهم
خفت فلا يزنون حبة خردل
لي الكتائف وارتفاع المرجل

تقييم:

3

2
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| ااابتهال | 08/05/16 |
بوووورك فيكم و كان في ميزان حسناتكم

| اابتهال | 08/05/16 |
شكرا جزيلا لقد ساعدني في مشروعي

| نجود | 11/01/16 |
وااااااو
لقد استفد كثيرااا
*-* ...................................

| ازهااااااااااااااار | 11/01/16 |
عنجد بجنننننننن
*_-


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة