أوس يوسف

لعل الدالية من اوائل القرى في جبالنا الساحلية التي ابتدعت فكرة العمل الجمعوي كرد مباشر على البعد والفقر والإهمال , هذه القرية التي تبعد عن جبلة اكثر من ثلاثين كم والتي تغيب في متاهات الزرقة والخضرة والبياض ,والتي قذف بها قدرها الى جبال من القسوة والصخر , هذه القرية وجدت نفسها أمام امتحان شديد القسوة , وكان عليها لكي تبقى على قيد...

ككل القرى الجبلية المنسية والمرمية في عزلتها , كان للدالية حياتها الخاصة وتراثها الشعبي وطقوسها الخاصة في الأفراح والأحزان , وكان لها أيضا مفردات يومية وأدوات حياتية صاغها الفقر والقسوة وصعوبة الحياة .هل نتذكر :* الباطوس * المعرجلينة* الروزنة * النير الميزر والكارة والمكبة والسانونة والتفية والسريج ( أكتب الأسماء كما كنا نلفظها )...

في سبعينيات القرن الماضي , كانت الدالية تصيغ حلم من احلامها الكثيرة , كان شبابها يحاولون كسر البعد وصعوبة الوصول بخلق آفاق ما لكسر رتابة حياتهم العادية , وكانت الرياضة احدى المحاولات المهمة .كانت الكرة الطائرة اهم المجالات التي ابدع بها شباب الدالية انذاك , تفوقوا على فقرهم وقلة امكانياتهم وصنعوا بطولاتهم بجهودهم الخاصة ,...