فضاءات قرطاج

قرطاج

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمعتمدية
محمد70
مسجــل منــــذ: 2011-01-14
مجموع النقط: 7.6
إعلانات


مدينة تستور مهد الأندلس

مدينة تونسية تقع على هضبة في حوض مجردة شمالي البلاد. تبعد تستور 20 كم على مدينة مجاز الباب و76 كم على العاصمة تونس. تستمد تستور شهرتها من تاريخها الموريسكي الأندلسي وهي اليوم مركز معتمدية تستور التابعة إلى ولاية باجة ويبلغ عدد سكانها 23.500 نسمة (2004).
على أطلال تيكيلا، التي تقع على طريق قرطاج تبسة ولم يبق من معالمها الرومانية سوى آثار السور والطاحونة على مجردة ، أسس الأندلسيون المهاجرون سنة 1609 تستور.
وتدل كتب الرحلات ومعمار الجامع الكبير،الذي بناه محمد تغرينو سنة 1630، وألقاب العائلات على أنهم ثغريون جاؤوا من قشتالة وأرقون وكانوا يتكلمون الإسبانية قرابة قرن ونصف بدليل قصيدة ابراهيم التيبلي في الرد على الناصري سنة 1628 وأغاني أحدهم للجنود الإسبان ضمن محلة الباي المعسكرة قرب تستور سنة 1746.
ويبدو التطور العمراني منظما من حي الرحيبة ألى حي التغرين فالحارة حيث استقامت الأنهج وسطحت المنازل بالقرميد المحلي، واحتوت على كران للدواب وعلو للمؤونة وبيوت عربية منفتحة على صحن تتوسطه شجرة النارنج معبرة عن ذوقهم.
وقد حافظ الموريسكيون على استقلال داخلي، حيث تدل رواية خروفة على أنهم فضلوا الحرية على الثروة. وكان لهم "القوبرنادور" و"القوازيل" ثم شيخ البلد سنة 1768، بينما تصور رواية سيدي علي العريان انتصار النفوذ الديني المحلي على سلطة البايات العسكرية والسياسية بفضل أسوار من الأولياء الصالحين. وطبيعي ألا يطمئن الفارون بدينهم إلى غيرهم وألا يقبلوا جيرتهم ويزوجوهم بناتهم ويقاسموهم أملاكهم إلا بعد أن يختبروهم.
كما كانوا يحافظون على تراث متميز بالتأثير الأندلسي الإسباني في العادات والفنون والصناعات. ولئن انتهت مصارعة الثيران والحفلات الإسبانية وصناعة الشاشية فقد بقيت أكلات الكيسالس والبناضج والإسفنج وصناعة الجبة القشابية والمرقوم شهادة على تطور تستور من الإنغلاق إلى الإنفتاح.
وكان من نتائج ذلك التطور أن عرفت تستور، بعد اسلام الأندلسيين البسيط وفي حدود المساجد العديدة،، حياة دينية أكثر ثراء بأمثال علي الكوندي (ت 1708)وابراهيم الرياحي (ت 1850) واستنساخ اللمخطوطات وانتشار الطرق الصوفية كالعيساوية والرحمانية متاخلة مع المالوف في الزوايا إلى أن احتضنه المهرجان الدولي منذ 1967.
و لعل أخص ما تفتخر به تستور اليوم الفلاحة السقوية التي استفادت من التقنية الأندلسية المتقدمة بما فيها الناعورة،مما أثر إيجابيا في البيئة ووفر محاصيل الأشجار المثمرة المختلفة وخاصة الرمان والمشمش بأنواعه. ولسد سيدي سالم فضل كبير في دعم هذا الطابع منذ 1982
الحق أن الإزدهار الفلاحي الذي غرفته تستور يرجع إلى تضافر اسهامات العناصر الإجتماعية المكونة لسكانها عبر انسجام تدريجي وليس إلى الأندلسيين وحدهم، رغم التنافس بينهم على المسؤوليات الحساسة كالإمامة والقضاء والمشيخة، مما بدل علاقة تستور بالخارج وطور اقتصادها، ووحد مواطنيها لأجل الإستقلال في مظاهرة 26/02/1953 و لأجل التنمية من خلال العمل البلدي.

هذي قبة سيدي ناصر القرواشي في مدينة تستور الاندلسية


تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة