فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3119.52
إعلانات


غل صهيوني فظيع بتأطير غربي مباين لشعارات الحضارة الغربية!!!

حين نقلب صفحات التاريخ الحديث ونعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، سوف نجد بأن حادثة ما يُعرف بالهولوكوست أي المحرقة التي نصبتها ألمانيا النازية في عهد الزعيم النازي أدولف هتلر،لجزء من يهود أوربا، كانت سبباً من الأسباب القوية التي أدت إلى تعاطف عدد كبير من الدول الغربية مع الحركة الصهيونية، ووعدها بالموافقة على تنفيذ وتحقيق مطالبها، وفي مقدمة تلك المطالب تمكينها من أرض فلسطين التي كانت يومئذ تحت وصاية الانتداب البريطاني.
والمقصود بالدول الغربية في هذا السياق تلك الدول التي ترفع شعارات حقوق الإنسان والإنسانية وقيم الحرية والعدالة وتدعو إلى الديمقراطية، وغير ذلك من القيم الكبرى المتفق عليها، وفي طليعتها بطبيعة الحال بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة.
لكن الذي حدث بعد ثلاثة أرباع القرن أن دولة الكيان الصهيوني هي مَن يقوم بالهولوكوست أوالمحرقة ضد العرب الفلسطينيين في قطاع غزة أولاً،وفي مدن وبلدات فلسطينية أخرى ثانياً، وذلك بمباركة وتأييد وتأطير علني واضح من تلك الدول نفسها التي تعاطفت مع الحركة الصهيونية عقب المحرقة النازية ومنحتها بغير وجه حق أرض فلسطين العربية المسلمة فكيف يمكن إذن الحكم على الضمير الأخلاقي لتلك الدول التي ترفع الشعارات الكبرى المتعلقة بكرامة الإنسان؟
وما يمكن لي أن أضيفه هنا،كي نكشف الستار تماماً عن تلوث ضمير الدول المشار إليها آنفاً،أنها تَعلم يقيناً الطبيعة الإجرامية الدموية للحركة الصهيونية،ومع ذلك فقد دعّمتها وما تزال بكلّ ما تملك من وسائل الدعم المادية والمعنوية بما في ذلك أسلحة الإبادة والدمار والحرق والتشويه مثل الفوسفورالأبيض وغيره.
بل إنّ معظم الداعين لتنفيذ هولوكوست صهيوني ضد الفلسطينيين والعرب، إما ولدوا في تلك الدول نفسها ويحملون جنسيتها، أو تربطهم علاقة وثيقة وطيدة بالمنظمات والهيئات السياسية ذات التأثير،المتواجدة على أرض تلك الدول.
وسوف يقتصر حديثي في هذا المقال المقتضب عن شخصيتين صهيونيتين تُعدّان من أشدّ المتطرفين الداعمين والداعين لتنفيذ هولوكوست ضدّ الفلسطينيين خاصةً والعرب عامةً.
الشخصية الأولى تتمثل في: الحاخام «مئير مارتن كهانا «مؤسس حركة «كاخ» الصهيونية في الولايات المتحدة سنة 1972م، وهو يهودي أمريكي من مواليد عام 1933م، أغتيل سنة 1990م، وكاخ هي اختصار لجملة: «التوراة في يد والسيف في يد.. هذا هو الطريق» بمعنى أنها حركة إرهابية تدعو إلى سفك الدماء في سبيل تحقيق أحلام وأوهام شعب الله المختار!! إنها حركة تدعو إلى دولة يهودية صهيونية نقية العنصر أي لا وجود فيها لأي نسمة من الفلسطينيين، ووسيلة تحقيق ذلك التصفية الجسدية للفلسطينيين، مع فرض التهجير القسري والإبعاد الإجباري عن أرضهم المغتصبة بالإرهاب والسطو المسلّح.
يقول كهانا في كتابه: «على العرب أن يرحلوا»: «إنّ اليهود الذين ينادون بفضيلة التعايش بين الجنسين في «إسرائيل»أغبياء». ومن ثمة يدعو إلى مسح أي عربي من أرض فلسطين!! أي إنه يدعو بصراحة مطلقة إلى هولوكوست صهيوني يبيد أصحاب الأرض من أرضهم.
أما الشخصية الثانية التي تدعو إلى تنفيذ محرقة و إبادة كاملة ضد العرب في فلسطين فهو: «شلومو أرونسون» المولود سنة 1936م، وهو مؤرخ وإعلامي وأستاذ جامعي، فقد ظلّ طوال حياته ـ توفي بتاريخ 21فبراير 2020ـ يدعو إلى الإبادة الجماعية الكاملة للفلسطينيين ومسحهم تماماً من أرضهم بالأسلحة النووية ووسائل الدمار الشامل، وعندما فوجئ في حرب 1973 بتقدم الجيش المصري وتجاوزه لخط برليف، دعا أرونسون القادة العسكريين الصهاينة إلى أن يبادروا بإلقاء عدد من القنابل النووية على بعض العواصم العربية، بواسطة صواريخ «لانس» أمريكية الصنع، كما نبه بشدة إلى ضرورة تجسيد «التفوق الإستراتيجي» لدولة الكيان الصهيوني وعدم السماح للعرب بتحقيق أي نسبة من التوازن الإستراتيجي خاصة على مستوى الأسلحة النووية.
ويُعدّ شلومو أرونسون من المفكرين الإسترتيجيين لدولة الكيان الصهيوني، فهو بالإضافة إلى عمله أستاذاً جامعياُ في الجامعة العبرية بالقدس، سبق له التكوين والبحث في معهد «بروكنغز» الأمريكي، إلى جانب نشره للمقالات والدراسات في أكبر الصحف الصهيونية مثل صحيفة يديعوت أحرونوت ومعناها (آخر الأخبار) وصحيفة هآرتس ومعناها (الأرض).. وفي مقال له نشرته صحيفة هآرتس بتاريخ 28/11/1980 يقول أرونسون: «إنّ السلاح الذري ـ ولا نقصد بذلك القنابل الذرية فقط ــ هو وحده القادر على محو العرب جميعاً والفلسطينيون في مقدمتهم من على وجه الأرض «(!!!)
إنه بلا ريب مجرم دموي يدعو صراحة إلى إبادة العرب جميعاً، والمسألة عنده ليست مقتصرة على الفلسطينيين فحسب، ومن أجل ذلك فهو ينبه دولة الكيان الصهيوني ويحذّرها من مغبة الدخول في أي حرب تقليدية مع العرب. وإنما ينبغي أن تنصبَّ الإبادة على أسلحة الدمار الشامل فيقول: «ينبغي أن لا تتورط «إسرائيل» في أي حرب تقليدية قد تخسرها، حيث إنّ أية هزيمة في حرب تقليدية، معناها بالنسبة لها نهاية وجودها، وبالتالي فإنّ لدى «إسرائيل» حافزاً لأن تجبر العرب على دفع ثمن باهظ،إذا ما حُشرت في وضع لا تجد منه مخرجاً،وهو استخدام السلاح الذري»!!!
إنّنا نسوق هذه المعلومات كي لا يظن الغافلون والمقصّرون في معرفة حقيقة عدوهم، بأن دعوة وزير التراث في حكومة الكيان الصهيوني الحالية «عميحاي إلياهو» القاضية بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، هي دعوة جديدة أو نابعة من فراغ، كلا.. إنهّا في حقيقتها تجديد لدعوات ونوايا وتصريحات سابقة،يكتمونها أحياناً ويصرّحون بها أحياناً أخرى، ولكنهم يؤمنون بها أشد ما يكون الإيمان.فهم في عمومهم يؤمنون بضرورة إنجازهولوكوست أوعملية إبادة شاملة لأهل فلسطين خاصة وللعرب عامة،من أجل أن تصبح «إسرائيل» الكبرى من دجلة إلى الفرات حقيقة قائمة على الأرض.
ولعلّ ما بات واضحاً في هذه المرحلة،أن دول الغرب صاحبة المشروع الصهيوني، تبارك جرائم دولة الكيان الصهيوني وترعاها عن كثب، وتصفها بتوصيف «الدفاع عن النفس»، وقد كانت خلال مراحل سابقة تُداري وتحاول الظهور بمظهر متوازن بين طرفين متنازعين؛على الرُّغم أنها على يقين بأنّ جميع المواثيق الدولية تجيز للشعب الذي تعرضت أرضه للاحتلال أن يقاوم المحتل بكافة أساليب المقاومة.
وهل توجد صفاقة وموت ضمير أكثر من أن تقول أمريكا «لا وجود لأي أدلة على الإبادة الشاملة في قطاع غزة»، ويقول جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: «إنّ الجيش»الإسرائيلي» أكثر حذراً من الجيش الأمريكي عندما يتعلق الأمر بحماية المدنيين» ويصرّح أيضا قائلاً: «لا يوجد ضحايا من المدنيين في غزة»!!!.
لقد صدق الأديب اللبناني جبران خليل جبران حين كتب ناصحاً ذات مرة قائلاً: «ابتعد عن الأشخاص الذين يتصرّفون كضحية في المشكلة التي خلقوها».
وهو ما ينطبق تماماً على منظومة الغرب الموغلة في النفاق.. هذا الغرب الذي عرّته غزة المجاهدة وكشفت للإنسانية وللأجيال الجديدة حقيقته وجوهره.. وأثبتت بأن ّ هذا «الجوهر» لم يعد يصلح مطلقاً لحاضر الإنسانية ومستقبلها وللسلام العالمي الذي لا تضمنه في الواقع سوى تعاليم الإسلام وأحكام شريعته الخالدة.

الحدث

غل صهيوني فظيع بتأطير غربي مباين لشعارات الحضارة الغربية!!!

المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-04-22

د. إبراهيم نويري */

* كاتب وباحث


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة