أ د. عمار طالبي/ هل أصبحت أمريكا من العالم الثالث؟
هل أصبحت أمريكا من العالم الثالث؟
المحرر الأثنين 27 جمادى الأولى 1442? 11-1-2021م
أ د. عمار طالبي/
ما نشاهده في الولايات المتحدة من الهجوم على الكونجرس، واقتحام قاعات اجتماعه، والتغلب على الشرطة بوحشية أدت إلى قتلى وجرحى، إنه حب التسلط والبقاء في الحكم بالقوة، وتجنيد الأنصار من الرعاع، الذين يستجيبون للرئيس، ونداءاته، وتصريحاته بتزييف الانتخابات، والغريب أن عددا من حزبه كانوا متعاطفين معه، وهم على علم بتهوّره وتقلب مزاجه، وشنه العداوة للصين ولأوربا، وإيران، وتخليه عن منظمات دولية كثيرة، وزعمه «أمريكا أولا» وبنائه جدارا على حدود المكسيك، وعدوانه على فلسطين، وعقد صفقات مع بعض العرب المطبعين، وصدقته لأرض فلسطين للصهاينة، والفاسد ناتنياهو، ظانا أنه قام بعمل تاريخي يمجده، وكان يوقع وثائق، ويجمع الناس للاحتفال بذلك كله، كأنه هو الحاكم، لمصير العالم كله، وقرر نقل سفارته إلى القدس عدوانا على مقدسات المسلمين بلا هوادة كأنه فرعون هذا العصر، فكان من الخاسرين الخائبين في الانتخاب، ولكنه أصرّ على البقاء في الحكم، كأنه عهدة خامسة عندنا في الجزائر، فأصبحت أمريكا من أسوإ ما يقع في العالم الثالث من حبّ التسلط، وعدم الاعتراف بالهزيمة، إنه جنون، وأي جنون، وفساد ومنكر.
ويدل هذا أيضا على عدم وعي الشعب الأمريكي من الذين اتبعوه، وآمنوا به دون وعي بمزاجه المتقلب، كأنه حرباء كل يوم هو في لون وشؤون مضطربة، وسلوك لا منطق له ولا عقل.
إن هذا من علامات انقسام هذه الإمبراطورية الأمريكية وانحدارها كما وقع للإمبراطورية الرومانية، والفارسية، لما أصابهم الانقسام، وبما شنوا من الحروب، وارتكبوا من المظالم فدمّروا أنفسهم، وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فذهبوا غبارا في التاريخ، وأصبحوا أثرا بعد عين فكانوا من الهالكين، وهذا مصير الظالمين المفسدين في التاريخ، ومصير أتباعهم، وأذنابهم، ولكن ما يزال في عقلاء السياسيين حكمة من الديمقراطيين الذين يدافعون عن القيم، والدستور، ويكافحون من أجل إسكات تلك الأصوات الناشزة والصعاليك الذين فقدوا عقولهم، واتبعوا كل ناعق كذاب، فاتن ختّال، معتدٍ أثيم، عُتلٍّ بعد ذلك زنيم، همّاز مهين.
لقد ولدت أمريكا رجالا عظاما، بنوا أسسا للديمقراطية صحيحة، وقيما جعلتهم يتقدمون في هذا العالم، وتكون لهم الكلمة، والسيادة على العالم، فجاء هذا الظلوم الغشوم فأشاع الفساد، وسعى إلى الخراب، وعبد الدولار، فلا شأن له إلا نفسه ورعاية الصهاينة، والتسلط على الشعب الفلسطيني الضعيف، وإصدار القرارات، لينهب الصهاينة أرض فلسطين في الأغوار، والضفة الغربية، والجولان، إنه شيطان الشياطين، وإبليس الأبالسة، ولكنه خاب سعيه، وخبا أمله، فكان من الخاسرين، والحمد لله رب العالمين.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.