قوص
قوص
*****
القرطبي يستقر في قوص :
وما زال الإمام القرطبي ينتقل من مدن مصر ذاهبا من الإسكندرية مقبلا إلى جهات الصعيد مرورا بالقاهرة يدرس على من يقابله من العلماء يستفيد منهم ويفيدهم إلى أن استقر في قوص إحدى مدن الصعيد ،من هنا التحم التعليمان: تعليم قرطبة وتعليم مصر وأنتجا تلك الثقافة الرفيعة التي تحلى بها إمامنا القرطبي.
*من مقدمة كتاب (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ) للعالم والمفسر/ شمس الدين القرطبي (ت/ 671هجري،1273ميلادي) من أشهر كتبه (الجامع لأحكام القرآن )
************
لماذا كان الطالع السعيد؟
( الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد ) اسم لسفرٍ جليل ألفه العلامة المؤرخ كمال الدين بن جعفر بن ثعلب الإدفوي والذي ترجم فيه لسير العلماء في صعيد مصر في العصور الوسطى وهذا المرجع هو الأم في هذا الشأن فهو يضم طيه تراجم لعدد 206من نجباء قوص.
وسبب تأليف الكتاب هو أن الصيت العلمي لصعيد مصر دفع الشيخ أبا حيان الغرناطي لأن يطلب من تلميذه كمال الدين الإدفوي أن يسجل هذه النهضة العلمية في كتاب فكان الطالع السعيد.
************
عين البصيرة:
لما تولّى السقطيّ قضاء قوص سنة إحدى عشرة وسبعمائة 711هجرية وكان بصره ضعيفا جدا حتى قيل إنه لا يبصر به جملة وكذلك كان القاضي فخر الدين ناظر الجيوش قد قام في ولايته حدّ القيام،قال علاء الدين علي بن أحمد بن الحسين الأصفوني :
قالوا تولّى الصعيد أعمى
فقلت لا بل بألف عين ..
وقال آخر في ذات المعنى:
إن يذهب الله من عينيّ نورهما
فإن قلبي بصير ما به ضررُ
أرى بقلبي َ دنياي وآخرتي
والقلب يدرك ما لا يدرك البصرُ
************
ذكر الأستاذ العقاد أن (قوص) محرّفة عن( قيسيت) الفرعونية القديمة، وهى باليونانية بلد (أبولون)رب الفنون. ويعتقد المصريون القدماء أن ( حورس الأكبر) ولد في قوص. وموقع( قوص) بين النيل والبحر الأحمر جعلها أقدم البلاد صلةً بين البلاد العربية وما وراءها حتى بلاد الصين؛ فقد كانت قبل الميلاد بألفي سنة مورد التجارة من عدن وسواحل الهند والصين وأفريقيا الشرقية، إذ كان الطريق إليها آمنًا من الطريق الشمالي لكثرة المنافسة بين دول فارس ودول البحر المتوسط. وكان لطريقها الصحراوي مزية أخرى لكثرة المناجم فيها، ومنها مناجم الحجارة النفيسة. وكان الفراعنة يعتبرونها العاصمة الثانية ، وظلت كذلك حتى انتقل الحكم إلى الدلتا أو إلى الإسكندرية. وعاد إلى قوص مجدها القديم أيام الدولة العربية، وزاد هذا المجد أيام الحروب الصليبية. ولم يتراجع مجدها إلا بعد انتظام التجارة من الشرق عبر البحرين الأحمر والمتوسط، فبقيت لقوص ثروتها الزراعية، وتخلت عن ثروة التجارة والمناجم والسلطان.