الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين ..

.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

... في مثل هذا اليوم خطف الموت ابنتي المحبوبة من الجميع، المغفور لها باذن الله تعالى - ابنتي فاطمة الزهراء- زوالا 24/01/2017 من نهار الثلاثاء،.

.. يقول الحق تبارك وتعالى: «ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون».. ليس سهلا أن تكتب عن إنسان غاب عن عالمنا، فالحروف تبدو عاجزة عن التعبير عن الحب والوفاء وأصدق ما يقال في هذا المقام آيات كريمة من القرآن الكريم نستلهم منها الصبر بعد أن اعتصرت قلوبنا ألما وحزنا على فقدان عزيزة غالية.. «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».. لقد دعانا الله تعالى للاستعداد للموت فقال: "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون" .(الجمعة: 8). وقال: "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ وَلَو كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ".(النساء:78).

وقال: "فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ". (النحل:61). وقال: "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ".(آل عمران:185 -

* نعم ،الموت هو الحقيقة الأكثر تأكيدا، من الحياة، فأنت متأكد الآن أنك ستموت، لكنك لست واثقا، من أنك قد تعيش ثانية واحدة قادمة، والله سبحانه وتعالى قدم الموت على الحياة فى سورة تبارك حين قال عز وجل: "تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة، ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور / صدق الله العظيم/"

احيانا يموت بعض الناس الذين نحبهم، او الذين إعتدنا على وجودهم الجميل في حياتنا، وبفقدهم، تنهار بعض الجوانب من حياتنا، لا أقول تنهار حياتنا، لكنها تنهار إنهيارا جزئيا، فلا نعود بعدها كما كنا.

قد نجلس بعدهم صامتون، نتذكر وجودهم، نستحضرهم، كأنهم موجودون معنا، رغم أننا نحيا بعدهم، لكننا نفقد إحساسنا بأشياء كثيرة في الحياة، فلا الناس بعدهم، ولا الأماكن، يعود لها أي طعم، أو وقع في النفس، ولا يكون لدينا الرغبة في شىء، مجرد وقت نمضيه في الدنيا، لأنه لازالت بأعمارنا بقية، سنوات أو شهور وأيام يجب أن نقضيها، حتى يحين موعدنا مع الموت، لنلحق بهم.

أما بقية الأحياء حولنا، فمن مات قد يكون أغلى وأحضر منهم في قلوبنا، لهذا فطريق الموت، قد يفقد هيبته، وتزول هالة الخوف منه لدينا، عندما يسبقنا إليه بعض أحبتنا، تماما كرحلة طويلة، وشاقة، لاتريد أن تخاطر بحياتك ومالك فيها، لكن بمجرد علمك بأن أصدقائك المقربون يستعدون للقيام بها، تسارع بالإنضمام إليهم، وهذه هي الدنيا وهذه احوالها...

* نعم.. مر عام على رحيلك يا صغيرتي وقلب إخوانك وأمك لم يهدأ من الفراق منذ فراقك، أفتقدك الجميع كثيراً ياحبيبة الجميع . ابنتي

. عام مضى على رحيلك يا ابنتي فاطمة الزهراء ...... وتركتي فينا ذكراك التي لن ننساها أبدا ما حيينا

عام مضى... ولم نطو فيها صفحات أيامك معنا لأننا لم ننساك قط أبدا .

افتقدتك جدران البيت حينما كنتي تناديني للصلاة أنتي وإخوانك يا أبي -المؤذن ينادي للصلاة ..الى المسجد ياوالدي ..وكان آخر عهد لك في الحياة المؤذن ينادي للظهر وانتي راقدة في ذالك اليوم بعدها بدقائق غادرتي الدنيا الفانية ولسانك ينطق بالشهادتين لا اله الا الله محمدا رسول الله فحمدا وشكرا لله رب العالمين.....

نعم ، تغادر الظلال أصحابها عندما يرحلون عن الدنيا، وينقطع سعيهم في الحياة، إلا قلة نادرة استثنائية، لا تفقد ظلها أبدا، إذ يبقى قائما وممتدا وسخيا وملهما.

هكذا يأتينا هادم اللذات ومفرق الجماعات، يأتينا برغم أنه ملازم لنا ونحن نتناساه عامدين متعمدين ظالمين لأنفسنا التي أغرقناها في متع الحياة تارة، ومشكلاتها تارة أخرى، ناسين أو متناسين أن الحياة التي نحياها ليست أبدية بل هي مقطوعة ونواة للحياة الأبدية السرمدية التي سنحياها في سلام دائم، وهناء كامل، خلود بلا موت إذا كنا من أهل النعيم. نعم غيب الموت أحد ى بناتي في مثل هذا اليوم من السنة المنصرمة ، غابت عنا لكنها تركت لنا ميراثا ضخما من الاصالة، والرقي والاحترام، ميراثا من كيفية احترام الذات والاعتزاز بالنفس والطهر وطاعة للولدين .. ، نعم ، .. لا تعرف قيمة الشخص، حتى يغيب، وهناك من يترك غيابه فراغا، وهناك من يخلف العدم، لكنه الموت الذي يعيش بيننا ونحن عنه غافلون.

نعم ، كلنا راحلون، لكن هيهات بين رحيل وآخر، فمنا من سيرحل، ولن يتذكره أحد ولن يترك له أثرا في الحياة نافعا له أو لغيره، والقليل منا سيرحل تاركا ورائه محبة الناس وانتفاعهم بما ترك ورضا رب السماء عنه. «آه يا أمي...آه يا ابنتي ... كم اشتقت إليكما ؟.. اللهم أحسن ختامنا جميعا وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة.

* نعم أخي القارئ - أكثر ما يؤلمني في فراقها أنني لا أعرف كيف أداوي آلام حزن زوجتي أم أبنائي التي تعاني هي الاخرى من المرض وعلى فراق حبيبتها ابنتها فاطمة الزهراء فإدعو للراحله بالرحمه وإدعوا لزوجتى ام ابنائي ولجميعنا بالصبر.

نعم ،أكتب هذه السطور الشخصية لأنني في هذه المحنة كسبت أصدقاء لم أعرفهم من قبل وإكتشفت المعدن الغالي لأصدقاء أعرفهم من سنين ،هذه المساحة لا تكفى لتوجيه الشكر للأحباء من الأهل والجيران ولااصدقاء من كل انحاء البلاد وحتى خارجها.

نعم،.. نحن كأسرة أنا و زوجتي ام ابنائي وابنائي وكل الاهل ،نتقدم مرة اخرى لكل من خفف عنا الوجع من الأحباء الذين أحاطوا بنا خفف الآمنا على فراق واحدة من أحب الأحباء انها ابنتي المرحومة فاطمة الزهراء ، وبالمناسبة أهمس وأهمس في أذن كل من يطالع هذه السطور وأقول ترفقوا بكل من يشارككم الحياة فمهما طالت سنواتنا على الأرض فهي قليلة وستمضي سريعآ ...

** عزيزتي الراحلة ابنتي فاطمة الزهراء، مرضتي وتألمتي في صمت، ورحلتي عنا بهدوء، ولكننا بالدعاء لكي سنظل متواصلين.

كم هو مؤلم فراق الأحباء.؟.لكن...لابد ان نقول الحمدلله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة وما نقول الى ما يرضي ربنا **انا لله وانا اليه راجعون**

اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمون اجمعين.. اللهم أحسن لنا الختام بخاتمة السعادة ، واجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير ايامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا يارب العالمين.

إنا لله وإنا اليه راجعون.