فضاءات بشار

بشار

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1619.56
إعلانات


الصين.. هل تخلت عن حليفتها؟


الصين.. هل تخلت عن حليفتها؟
ياسمين أسامة فرج

أثار انضمام الصين للولايات المتحدة في التصويت على فرض عقوبات دولية جديدة على كوريا الشمالية الأسبوع الماضى عدة تساؤلات حول إمكانية تخلى بكين تدريجيا عن دعم حليفتها بيونج يانج، التي تصر على تحدى المجتمع الدولي، وتواصل برنامجيها النووي والصاروخي.

وفي اعتراف صريح ونادر، أكدت الصين أنها ستكون الأكثر تضررا من العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية، بسبب العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين البلدين، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها ستعمل دائما على تطبيق القرار الدولي الجديد، الذي يقضي بحرمان كوريا الشمالية من مليار دولار من عائدات صادراتها التي تبلغ 3 مليارات دولار سنويا، وذلك ردا على تجربتيها الأخيرتين لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات.

وتبلغ حصة الصين من التجارة مع كوريا الشمالية 90%، مما يؤكد أن موقف بكين حيال جارتها حاسم في نجاح أو فشل نظام العقوبات الجديد. ويؤكد امتناع الصين عن استخدام حق النقض «الفيتو» ضد قرار مجلس الأمن - الذي تم إقراره بالإجماع- أن صبر بكين نفد بالفعل من تجارب بيونج يانج الصاروخية المستمرة وما تحمله من تهديد لاستقرار شبة الجزيرة الكورية وما ينتج عنه بالتالي من تبعات سيئة على استقرار الصين ذاتها.

والدليل أيضا على استعداد الصين لأزمة محتملة مع جارتها هو إعادة نشر الجيش الصيني لقوات عسكرية على طول الحدود شمال شرق البلاد، بما يتضمن إقامة جسر حدودي جديد وبناء غرف محصنة للمدنيين. ورغم هذا التحول التدريجي في الموقف الصيني، يبقى الخلاف وغياب الثقة يسيطران على العلاقة بين الصين والولايات المتحدة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع ملف كوريا الشمالية.

فالصين ترفض رفضا باتا ما يعتبره البعض محاولات أمريكية لتغيير النظام في كوريا الشمالية، بنفس الطريقة التي جرت بها موجات ما يسمى بـ»الربيع العربي»، فضلا عن رفضها - أي بكين - لأي اقتراحات بتدخلات عسكرية أمريكية في المنطقة، بما في ذلك توجيه ضربة لبيونج يانج، بدليل أن «نصيحة» بكين لترامب قبل أيام كانت بضرورة أن يتوقف الرئيس الأمريكي عن التصريحات «غير المنضبطة» حيال الأزمة منعا للتصعيد.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنها تراجع بالفعل خططا «لحرب وقائية» ضد كوريا الشمالية، تصر الصين على أن الحوار والعودة للمفاوضات هما الحل الأمثل لأزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي، مشددة على أن العقوبات ضرورية ولكنها ليست الحل النهائي للأزمة.

كما تعارض الصين بقوة أيضا المناورات العسكرية بين واشنطن وسول التي تنعقد بين الحين والآخر، فضلا عن اعتراضها على نشر منظومة «ثاد» الصاروخية الأمريكية على الأراضي الكورية الجنوبية، مقترحة أن يتم وقف تلك الأنشطة الأمريكية في المنطقة مقابل دفع بيونج يانج للحوار ووقف التصعيد.

وتخشى الصين أيضا مما قد تخلفه الخطط الأمريكية من عواقب كارثية على شبة الجزيرة الكورية من ناحية الخسائر البشرية والاقتصادية التي ستسفر عن اندلاع حرب نووية محتملة في المنطقة.

والآن، وبعد القرار الصيني، هل يفعلها ترامب المعروف بقراراته المفاجئة ويلجأ للخيار العسكري؟ أم ستكون بيونج يانج هي القوى البادئة بإشعال الفتيل؟ لا أحد يملك إجابات على هذين التساؤلين الآن، ولكن الشيء الوحيد المؤكد أن موقف الصين تجاه كوريا الشمالية «اختلف».


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة