فضاءات بشار

بشار

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1579.48
إعلانات


دول الجوار بين الاستعداد والترقب


دول الجوار بين الاستعداد والترقب
ايمان عارف


كلما تصاعدت الحرب الكلامية والتهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، كلما ازداد الترقب الدولى واستنفار الأطراف الإقليمية، تحسبا لتطورات الأزمة، وربما انزلاقها نحو تهديد جدى وحقيقى لأمنها واستقرارها، والمقصود بالأطراف الإقليمية هنا فى المقام الأول كوريا الجنوبية واليابان ثم روسيا.

هذا الاستنفار يعود إلى أن هذه الأطراف ستكون المتضرر الأول، سواء من حيث الخسائر البشرية أو المادية، فأى انزلاق للأزمة نحو المواجهة المسلحة سيترتب عليه دمار هائل للجميع، سينعكس بلا شك فى كوارث اجتماعية واقتصادية ومجاعة ونزوح سكانى لن تستطيع دول الجوار مواجهته والتعامل معه.

ولعل هذا ما يفسر دعوات التهدئة والحوار، التى تظهر بين الحين والآخر، رغم الاستعدادات المعلنة لهذه الأطراف سواء بتحريك قوات أو تفعيل منظومات دفاع صاروخية، التى تبدو كأنها عامل للردع أكثر من كونها إعلان عن العداء أو الاستفزاز للطرف الكورى الشمالى. وهنا يشير المحللون إلى أنه رغم التهديد الذى تشكله بيونج يانج على جارتها الجنوبية، فإن هناك اعتقاد واسع أن الرئيس الكورى الجنوبى «مون جاى اين» المعروف بميوله الداعية للتهدئة يفضل الحوار بدلا من التصعيد، ومما زاد من هذا الاعتقاد تشكيل الحكومة، الذى يضم عدة شخصيات شاركت فى الحوارات العسكرية والمحادثات السداسية لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، وهو ما أعطى انطباعا بأن مثل هذه الحكومة لا تسعى للتصعيد والتشدد فى مواجهة الجار الشمالى، بل إنها تفضل الحوار لنزع فتيل الأزمات سواء الحالية أو المقبلة، وهو ما يراه المراقبون منطقيا بسبب الوضع المعقد فى شبه الجزيزة الكورية، فمن الناحية العسكرية والسياسية مازالت الكوريتان فى حالة حرب، لأن الحرب الكورية التى انتهت عام 1953 انتهت بالهدنة وليس بتوقيع اتفاقية سلام، كما أنه من الناحية الإنسانية لا ينظر للشمال على أنه دولة معادية بل دولة شقيقة وإن كانت مارقة.

ولكن رغم كل هذه المعطيات والتصريحات المتتالية من المسئولين فى سول حول أن باب الحوار مازال مفتوحا فإن ذلك لم يمنع كوريا الجنوبية من تعزيز دفاعاتها، خصوصا أنها تستضيف على أراضيها منظومة صواريخ باتريوت، فضلا عن نظام الدفاع الصاروخى «ثاد»، الذى طالما أثار جدلا بين جيرانها الآسيويين، إلى جانب وجود 28 ألف جندى أمريكى على أراضيها، كما أن الأزمة دفعت الرئيس الكورى للإعلان عن رغبة بلاده فى امتلاك أسلحة هجومية. أما اليابان فتبدو هى الأخرى فى وضع حرج، فأى صاروخ كورى شمالى يمكن أن يبلغ اليابان بعد عشر دقائق فقط من إطلاقه، كما أن هناك خشية حقيقية من أن تسقط الصواريخ فوق أراضيها، سواء كان ذلك متعمدا أو عن طريق الخطا، ومن ثم كان الإجراء الاحترازى الذى اتخذته بنشر بطاريات صواريخ باتريوت فى أجزاء من غرب البلاد لتعزيز منظومتها الدفاعية. هذا التهديد دفع شينزو آبى رئيس الوزراء اليابانى للتعهد بأن تبذل الحكومة قصارى جهدها لحماية المواطنين.

هذه الإجراءات الاحترازية تزامنت مع تصريح وزير الدفاع بأنه يدرس خيارا يسمح لقوات الدفاع الذاتى باكتساب القدرة على توجيه ضربة مباشرة لقواعد الصاروخية لكوريا الشمالية، وكانت صحيفة «جابان تايمز» قد ذكرت أن وزير الدفاع اختار كلماته بدقة لأن المادة التاسعة من الدستور اليابانى تحرم العمليات العسكرية، وهو ما يضع عقبات فى طريق امتلاك اليابان أسلحة هجومية.

أما الوضع بالنسبة لروسيا فيختلف، فالحدود المشتركة بين البلدين رغم كونها صغيرة نسبيا لكنها كفيلة بالتحول إلى كابوس فى حالة اندلاع الأزمة، فقد دعا الكرملين الطرفين مرارا لضبط النفس وعدم القيام بأى تصرفات استفزازية أو عدائية، ومع ذلك فإن شعور روسيا بالقلق دفعها للاستعداد للسيناريو الأسوأ، ومن ثم رفع درجة التأهب فى منطقة أقصى شرق آسيا، وإعلانها أنها تراقب وتتابع ما يجرى عن كثب تحسبا لاندفاع موجة ضخمة من اللاجئين أو حدوث تلوث إشعاعى فى الأراضى الروسية، والهدف من هذه التحركات التأكيد على أن السلطات الروسية تراقب الوضع وتتخذ التدابير الوقائية الضرورية، رغم تأكيدات الخبراء العسكريين أنهم لا يخشون من أن تكون أراضيهم هدفا للصواريخ، بقدر خشيتهم من نتائج أى خطأ قد يحدث، ولعل ذلك كان الدافع وراء تأييد روسيا للعقوبات على بيونج يانج، حيث بررت ذلك برغبتها فى دفع كوريا الشمالية للحوار بدلا من التصعيد.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة